المنتدى العسكري العربي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

مرحبا بك في المنتدى العسكري العربي

يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا

ادارة المنتدى
المنتدى العسكري العربي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

مرحبا بك في المنتدى العسكري العربي

يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا

ادارة المنتدى
المنتدى العسكري العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالقوانينالتسجيلدخول

شاطر
 

 أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة

mi-17

مشرف
مشرف



أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena20أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena11أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena30
أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena23




أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Empty
مُساهمةموضوع: أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات    أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Icon_minitimeالإثنين فبراير 01 2016, 21:16

كتاب ـ أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا ـ الحلقة الاولى ـ تأليف: هربرت رومرشتاين ـ واريك بريندل ـ
 عرض ومناقشة: صلاح عويس ـ
الامريكيون يكشفون أسرار 2900 رسالة سوفييتية، موسكو تراهن على «ورقة لمرة واحدة» في تأمين الاتصال مع جواسيسها

يحمل هذا الكتاب عنواناً يتحدث عن «أسرار فينونا» التي تكشف عن خبايا الجاسوسية السوفييتية في الولايات المتحدة والجواسيس الامريكيين الذين تعاونوا مع الاتحاد السوفييتي والذين استطاعوا نقل الكثير من الأسرار الخطيرة في السياسة الأمريكية بما في ذلك أسرار التجارب النووية الامريكية حتى في ظل التحالف الغربي ـ السوفييتي في الحرب العالمية الثانية واسم «فينونا» هو الذي حمله برنامج امريكي للتنصت والتجسس على الاتصالات بين موسكو وعملائها في امريكا.
 وعلى امتداد صفحات الكتاب يجد القارئ نفسه على موعد مع حشد هائل من الأسرار التي يكشف النقاب عنها لأول مرة ابتداء من صلات ألبرت انشتاين بالمخابرات السوفييتية وليس انتهاء بالكيفية التي تغلغلت بها مخابرات موسكو في صفوف نظيرتها الامريكية. والمؤلفان هما هربرت رومرشتاين الذي عمل في العديد من لجان الكونجرس الامريكي بما فيها لجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب، واريك بريندل الذي تولى مناصب قيادية في صحف بارزة مثل «نيويورك بوست».


 ما هو المقصود بكلمة «فينونا»؟


 يقول مؤلفا الكتاب ان هذه الكلمة هي الاسم بالغ السرية الذي أطلقته الحكومة الامريكية على برنامج واسع النطاق لكشف وقراءة مفاتيح الاتصالات بين موسكو ومراكز جاسوسيتها في دول الغرب..
وكانت الحكومة الامريكية تراقب تلك الاتصالات وقد بدأ ذلك البرنامج في فبراير 1943 عن طريق ادارة مخابرات سلاح الاشارة من الجيش الامريكي وهي الادارة الأم التي خرجت من رحمها وكالة الأمن القومي وتركزت الجهود في «برنامج فينونا» على دراسة أكداس من الرسائل المشفرة والمغلقة التي كانت ترسل عبر خطوط التلغراف التجارية آنذاك وقد غطت البرقيات التي تناولها البرنامج فترة زمنية امتدت من عام 1940 حتى عام 1948 وبينما تمت قراءة معظم الرسائل التي روقبت بين عامي 1947 و1952، استمرت جهود اختراق اكبر عدد ممكن من الرسائل حتى عام 1980.
وقد أكد «برنامج فينونا» بعض النتائج التي انتهت اليها مكافحة الجاسوسية الامريكية كما قدم دلائل جديدة حول كيفية عمل الجاسوسية السوفييتية في الولايات المتحدة وكانت ادارة المخابرات الخارجية السوفييتية تطلق على مراكزها اسم «المركز المقيم» او «الجاسوس المقيم» وكانت هناك اربعة مراكز في الولايات المتحدة واحد منها «غير شرعي» أما الثلاثة الاخرى فكان السوفييت يسمونها «مراكز مقيمة شرعية» وهي تمارس نشاطها من خلال السفارة السوفييتية في واشنطن وقنصليتي نيويورك وسان فرانسيسكو.


 كان الجواسيس «الشرعيون» بشكل علني جزءاً مما كان يسميه السوفييت «المستوطنة السوفييتية» في الولايات المتحدة وقد استخدم معظمهم غطاء يتمثل في كونهم دبلوماسيين ولكن بعضهم كان يعمل كصحفيين في الصحف السوفييتية او وكالة أنباء «تاس»، أو كممثلين تجاريين لشركات سوفييتية وقد أشرف هؤلاء على عملاء أمريكيين استغل بعضهم مناصبهم الحكومية لجمع المعلومات السرية او للتأثير على السياسات او للقيام بكليهما معا. اما النوع الرابع من الجواسيس فهم العملاء «غير الشرعيين» ولا تقوم صلات علنية بينهم وبين ما تسمى بالمستوطنة السوفييتية رغم أن مركز العملاء «الشرعيين» يمدهم بوسائل الاتصال بموسكو وكان العملاء غير الشرعيين يحملون هويات مزيفة وجنسيات مزيفة ايضاً، وكانوا يعملون فقط مع أهم وأخطر العملاء السوفييت ويخفون مسئولياتهم السوفييتية عن اي امريكي قد يعرفهم بحكم مناصبهم التي تغطي نشاطهم وكان العملاء السوفييت وحدهم الذين يعرفون حقيقة هؤلاء العملاء «غير الشرعيين».

 وعلى الرغم من ان السوفييت كانوا يتمتعون بآلية تجسس محكمة في امريكا، ويحرصون بشدة على حماية هويات عملائهم فقد نشأت مشكلات أمنية خطيرة، ففي بدايات الحرب العالمية الثانية، مثلاً، كان السوفييت يرسلون رسائل عبر اذاعات سرية غير شرعية غير ان ادارة الاتصالات الفيدرالية الامريكية كانت تجري مسحاً للموجات الاذاعية بحثاً عن اذاعات نازية سرية عام 1943 وتصادف أنها اكتشفت وجود اشارات لاسلكية غير مرخصة صادرة من القنصليتين السوفييتيتين في نيويورك وسان فرانسيسكو فصادرت الحكومة الامريكية البث اللاسلكي، مما أجبر ادارة المخابرات الخارجية السوفييتية على الاعتماد على وكالات التلجراف التجارية، مثل شركة آر.سي.ايه، وهكذا كانت تلك الرسائل المشفرة تتحول تلقائياً الى الرقابة الامريكية زمن الحرب، واصبحت بالتالي في متناول خبراء فك الشفرة.
 وعلى الرغم من ذلك ظل السوفييت واثقين من ان الامريكيين لن يستطيعوا قراءة الرسائل المتبادلة الواردة الى المركز الرئيسي في موسكو او الصادرة عنه، ذلك لأنها لم تكن فقط مزدحمة بالعبارات والاسماء المشفرة بل كانت ايضاً معماة اي ان حروفها كانت محولة الى وحدات من أرقام عشوائية وكان أمن هذه الطريقة يعتمد على ما يسمى «ورقة لمرة واحدة» وهي عبارة عن مجموعة أوراق يسهل التخلص منها وتحتوي على الآلاف من مجموعات رقمية تستخدم في الكشف عن الرسائل المشفرة ويدل الراسل مستلم الرسالة على الصفحة التي تحتوي على مسلسل الأرقام الصحيحة، ثم لا تستخدم هذه الصفحة مرة اخرى ولم يستطع المتخصصون في فك الشفرة التوصل الى نتيجة بالنسبة لأسلوب «الورقة لمرة واحدة» لأن الكلمات التي تعتبر مفاجأة للشفرة لم تكن تتكرر من خلال المجموعات الرقمية نفسها غير ان مقتضيات الاستعجال في زمن الحرب جعلت السوفييت يقعون في خطأ قاتل، فقد فاقت الحاجة الى «أوراق المرة الواحدة» امكانيات انتاج الكميات المطلوبة واضطروا ازاء ذلك الى استخدام نسخ من تلك الاوراق، وهكذا ومن خلال المثابرة على اختبار الأرقام والكلمات، استطاع الامريكيون وضع أيديهم على قوالب مكنتهم من فك شفرة اجزاء كبيرة من الرسائل، وفي النهاية تمكنوا من فك الشفرة وترجمة نحو 2900 رسالة سوفييتية، وأمكنهم ايضاً قراءة 49% من الرسائل الصادرة من مكتب المخابرات الخارجية السوفييتية في نيويورك الى موسكو خلال العام الحاسم من الحرب العالمية الثانية 1944 وعلى العكس من ذلك كان الامريكيون قد استطاعوا فك شفرة 15% فقط من الرسائل 1943، وأقل من 2% عام 1942 وبنهاية الحرب عام 1945 عاد السوفييت الى السيطرة على أمن رسائلهم ولم يستطع الامريكيون فك شفراتها الا من نحو 1.5% فقط.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Meredith_Gardner%2C_at_far_left%2C_working_with_cryptanalysts

  عندما أصبحت الحلول التي توصل اليها «برنامج فينونا» متاحة للجمهور بين عامي 1995 و1997 أصيب دارسو التجسس بالدهشة ازاء مدى تغلغل المخابرات السوفييتية في حكومة الولايات المتحدة كما اظهرت الرسائل ايضاً ان الغالبية العظمى من الامريكيين الذين قاموا بالتجسس لصالح السوفييت كانوا اعضاء في الحزب الشيوعي الامريكي ورغم ان تلك الحقائق كانت معروفة لمكتب المباحث الفيدرالية الامريكية ولجنة مجلس النواب للأنشطة غير الامريكية الا انها كانت من أكثر المسائل اثارة للخلافات اثناء الجدال الطويل اثناء الحرب الباردة وساد بين المدافعين اليساريين لمدة طويلة اعتقاد بأن اعضاء الحزب الشيوعي هم مواطنون مخلصون معارضون مهتمون فحسب باصلاح النظام الامريكي ويقول المؤلفان: «ولكن وثائق فينونا تثبت العكس وهو ان اخلاصهم كان للاتحاد السوفييتي وان كثيراً من قيادات الحزب وبعض الاعضاء الكبار كانوا جواسيس للقضية السوفييتية».
 ويتحدث المؤلفان عن اجراءات تجنيد بعض الاشخاص للتجسس لحساب الاتحاد السوفييتي ويقولان ان اسماءهم كانت تخضع للفحص عبر الحزب الشيوعي الامريكي واجهزة الشيوعية الدولية في موسكو، وكان الشيوعيون يصنفون اتباعهم الى اعضاء الحزب، وبلاشفة لا يتمتعون بعضوية الحزب، ورفاق طريق وفي النهاية كانت نسبة ضئيلة من الشيوعيين الامريكيين هي التي تتقرر صلاحيتها للتجسس لصالح روسيا ويرى المؤلفان انه لا توجد حالات تقدم فيها اعضاء من الحزب للعمل لحساب مكتب المباحث الفيدرالية الامريكية وان بعض الجواسيس اعترفوا فيما بعد لذلك المكتب بعد تركهم الحركة الشيوعية لأسباب اخرى.
 ثم يتحدث المؤلفان عن أول مؤشر للانذار يأتي من كندا، ففي الخامس من سبتمبر 1945 لجأ منشق سوفييتي الى السلطات الكندية وكان يدعى ايجور جوجينكو وكان موظفاً للشفرة الخاصة بالمخابرات العسكرية في السفارة السوفييتية في اوتاوا وقد احضر معه وثائق تبين بوضوح مدى عمليات التجسس الروسية لا في كندا وحدها بل وفي الولايات المتحدة ايضاً كما فضحت الدور التجسسي الذي لعبه الشيوعيون المحليون من كلا البلدين وفجرت تلك القضية صدمات للحكومتين الكندية والامريكية وللحكومة البريطانية ايضاً وعندما نشرت المفوضية الملكية الكندية ما أفشاه جوجينكو من أسرار تنبهت حكومة الدول الغربية ومواطنوها العاديون لا الى التجسس السوفييتي فحسب بل والى انشطة الشيوعيين المحليين لصالح موسكو.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  %D0%98%D0%B3%D0%BE%D1%80%D1%8C_%D0%A1%D0%B5%D1%80%D0%B3%D0%B5%D0%B5%D0%B2%D0%B8%D1%87_%D0%93%D1%83%D0%B7%D0%B5%D0%BD%D0%BA%D0%BE


 ووفقاً لأقوال جوجينكو والوثائق التي قدمها تبين ان من بين أهم عملاء موسكو الكنديين شخصاً يدعى فريد روز عضو البرلمان الكندي ويعتنق الشيوعية، وكذلك سام كار السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الكندي (الذي سمي بعد ذلك باسم حزب العمل التقدمي) ومع ذلك فقد كان الامر الاكثر خطورة من الاسماء التي قدمها جوجينكو هو الدليل الذي قدمه على وجود الانشطة التجسسية السوفييتية الخاصة بالتجارب النووية وقد أثارت اعترافات ذلك العميل المنشق الذعر في دوائر المخابرات السوفييتية ورغم انه كان ضابطاً في المخابرات العسكرية السوفييتية، الا انه كان ايضاً يعلم الكثير عن أنشطة ادارة المخابرات الخارجية.
 وكان كيم فيلبي يعمل آنذاك في قسم مكافحة الجاسوسية إم ـ آي 6 التابع لإدارة المخابرات الخارجية البريطانية، وتصادف أن قرأ التقارير السرية الواردة من جوجينكو في كندا، فقام بتحذير المشرفين عليه في موسكو من ان المنشق قد نقل معلومات مهمة.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Philby-404_683603c


وكان أول تصرف من جانب السوفييت يتمثل في محاولة السيطرة على حجم الضرر المترتب على ذلك وحماية عملائهم الذين لم يقم جوجينكو بكشف اسمائهم. وكان على رأس قائمة عملاء ادارة المخابرات الخارجية السوفييتية اهم عميلين في بريطانيا وهما كيم فيلبي وكان يشار اليه في مراسلات فينونا باسم ستانلي أو أحيانا بأول حرف من هذا الاسم، والثاني هو جاي بيرجس الذي كان اسمه الحركي «خيكس»


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Guy_Burgess




 وعندئذ قام بافل فيتين رئيس الدائرة الأجنبية في المخابرات الخارجية السوفييتية بإرسال برقية الى رئيس مكتبها في لندن يأمره فيها بالتركيز على العمل مع فيلبي وبيرجس وقطع صلاته مع العملاء الاقل نشاطا.
 وفي 17 ابريل 1946 اضاف لافرينتي بيريا رئيس مخابرات ستالين ورئيس البوليس السري السوفييتي مشاعر قلق جديدة في برقية الى كل مركز مقيم في الخارج.
 وكانت على رأس رسالته العبارة التالية: «يقوم العميل المقيم شخصيا بفك الشفرة». وقد عكست نبرة الاوامر في الرسالة مدى التوتر الداخلي السائد في قيادة التجسس السوفييتية نتيجة لانشقاق جوجينكو، وجاء في البرقية: «كما علمتم من الصحف فإن موظف الشفرة السابق في مكتب المخابرات العسكرية في كندا قد خان وطنه وسرق وسلم السلطات الكندية عشرات من البرقيات المشفرة الواردة والصادرة فضلا عن ملفات شخصية ثمينة لشبكة العملاء. واشارت برقية بيريا الى الدور الذي لعبه اعضاء الحزب الشيوعي المحلي وكذلك الى ان جوجينكو كان يعد للجوء الى السلطات الكندية منذ زمن قبل اليوم الذي اعلن فيه عن هروبه، وعزا بيريا ذلك الى التسيب الذي سهل ذلك الهروب واصدر تعليمات مشددة بشأن اتخاذ اجراءات لتحسين تنظيم النشاط العملياتي لجميع اعضاء شبكة العملاء في انحاء العالم وضمان أمنهم بحيث لا يعرف كل عميل أي شيء يتجاوز المهام المكلف بها. وقد عكست تعليمات رئيس المخابرات التعارض المتنامي بين تفكير رجال المخابرات المحترفين في العمل الميداني، وتفكير القيادات في موسكو، اذ بينما كان ضباط المخابرات المقيمون يدركون قيمة الدور الذي لعبه اعضاء الحزب الشيوعي المحليون، كان بيريا البيروقراطي يعلم القليل عن عملية جمع المعلومات في الخارج، وكانت خبرته تتركز في ادارة جهاز القمع الداخلي الضخم في الاتحاد السوفييتي، ولكنه كان يرى ان الخطر ناشيء عن استخدام اعضاء الاحزاب المحلية في التجسس، غير انه فشل في تقويم حجم التوصل الى الاسرار وفرص الاختراق التي تمت بفضل هؤلاء الاعضاء الذين كان يحركهم ايمانهم الايديولوجي بالاتحاد السوفييتي، الامر الذي يختلف تماما مع دوافع العملاء الذين كان يتم تحريكهم بالمال أو الابتزاز، وهي وسائل التجنيد المعتادة التي كان يستخدمها جهاز بيريا القمعي داخل البلاد.
 ويرى المؤلفان انه ايضا بالغ في تصوره لحجم الخطر، وبينما كانت اجهزة الامن الغربية قد نجحت في اختراق الاحزاب الشيوعية، كان عدداً قليلاً جدا من الشيوعيين الموثوق فيهم يحيطون علما بنظام التجسس السوفييتي، ولم يستطع اي عميل غربي ان يتوصل الى اختراقهم الى هذا المستوى في تلك السنوات. وفي السنوات اللاحقة كان يتم تجنيد العملاء السوفييت بإغراءات الارتزاق واصبحت كفاءتهم ادنى بكثير من العملاء الايديولوجيين ايام الحرب العالمية الثانية. وكان البعض في الغرب يفهم دور الجماعات الشيوعية المحلية مثل مكتب المباحث الفيدرالية الامريكية الذي حذر من قبل صناع القرار في الحكومة بمن فيهم الرئيس الامريكي هاري ترومان، كما كانت اللجنة الخاصة حول النشاط غير الامريكي التابعة لمجلس النواب (وتسمى لجنة ديس) تعقد جلسات استماع حول عمليات التجسس السوفييتية والنازية.
  يرى مؤلفا الكتاب الذي نستعرضه انه من المدهش انه قد تم تجاهل اهم المعلومات عن التجسس السوفييتي في تلك الفترة. وقد قدم هذه المعلومات ليون تروتسكي خصم ستالين وعدوه اللدود ـ والذي كان من بين ارفع القادة السوفييت عندما بدأت عمليات التجسس تلك في عام 1918 وفي بدايات عام 1940 قامت المخابرات السوفييتية بمحاولة فاشلة لاغتياله في منفاه بالمكسيك، ولكن عملاء موسكو تمكنوا من ذلك في وقت لاحق. وبعد محاولة الاغتيال الاولى كتب تروتسكي رسالة الى المدعي العام في المكسيك ووزعها على الصحف عن «الخطة العامة لمنظمة المخابرات الخارجية السوفييتية في الخارج».


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Trotsky_Portrait




 وجاء في رسالته ان «كل لجنة مركزية لكل قسم من الكومنترن (أي كل حزب شيوعي محلي) تضم مديرا من المخابرات الخارجية السوفييتية مسئولا عن تلك الدولة». وزعم تروتسكي ان وضع هذا المدير كان معروفا لدى رئيس الحزب وواحد او اثنين فقط من المسئولين الموثوق فيهم، اما الاعضاء الآخرون في اللجنة المركزية فلم يكن لديهم إلا لمحة طفيفة عن الوضع الخاص لهذا العضو. واشار تروتسكي الى ان «هذا الشخص باعتباره عضوا في اللجنة المركزية ـ لديه الفرصة للاقتراب من جميع اعضاء الحزب ودراسة شخصياتهم وتكليف بعضهم بمهام، ودفعهم شيئا فشيئا الى الانغماس في اعمال التجسس والارهاب».
 كان معظم اعضاء الحزب الشيوعي الامريكي قد انضموا اليه خلال الثلاثينيات استجابة لتفاخر الحزب بأنه يمثل أهم معارضة فعالة للنازية ولكن مؤلفي الكتاب يبديان دهشتهما إزاء ما حدث نتيجة للتحالف النازي ـ السوفييتي في بدايات عام 1939 الذي فجر الحرب العالمية الثانية وقسم بولندا بين هتلر وستالين، ذلك ان احدا ممن عملوا بالجاسوسية لم يترك الحزب الشيوعي الامريكي بينما هجره عدد قليل جدا من اعضائه، وفي عام 1940 قال اندريه مارتي زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي ـ والذي كان قد كلف ايضا ـ كمسئول في الكومنترن ـ بتوجيه الحزب الشيوعي الامريكي ـ قال آنذاك: «في الشهور الاربعة عشر الاخيرة لم ينقلب عضوا واحد في اللجنة الوطنية، ولا قائد واحد ضد الحزب». وعلى الرغم من ان العديد من المتعاطفين ورفاق الطريق سارعوا الى شجب التحالف النازي ـ السوفييتي، فإن عدم حدوث انشقاق جماعي على الحزب الشيوعي نفسه قد أثار تساؤلات حول دوافع الشيوعيين الامريكيين.. فكيف يستطيع اناس انضموا الى الحزب لمحاربة الفاشية ان يتحالفوا مع هتلر؟ وقد اعقب ذلك قيام المدافعين عن الحزب بمحاولة تبرير هذا التحالف بقولهم ان السوفييت وقعوا الاتفاق مع النازيين «لشراء الوقت»، وكان هذا تبريرا مزيفا، ذلك ان ستالين لم يعتقد اطلاقا ان هتلر سوف يخرق الاتفاق ويهاجم الاتحاد السوفييتي، على الاقل طالما ظلت بريطانيا تمثل تهديداً له على الجبهة الالمانية الغربية. وفضلا عن ذلك فقد كشف الباحثون الروس مؤخرا عن وثائق في الارشيف السوفييتي تبين أن ستالين رفض تصديق تقارير جواسيسه عن وجود خطة المانية لغزو الاتحاد السوفييتي وقد «خربش» ملاحظات فاحشة على تلك التقارير. ويرى المؤلفان ان الشيوعيين الغربيين ـ بمن فيهم الامريكيون ـ قد رددوا مقولات الخط الرسمي السوفييتي القائلة ان «الامبرياليين» الفرنسيين والبريطانيين، بمساعدة من الرئيس روزفلت، هم دعاة الحرب بينما تشكل المانيا والاتحاد السوفييتي قوى السلام.






عدل سابقا من قبل mi-17 في السبت فبراير 13 2016, 10:38 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

mi-17

مشرف
مشرف



أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena20أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena11أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena30
أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena23




أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات    أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Icon_minitimeالسبت فبراير 13 2016, 10:36

ـ الحلقة الثانية ـ
 الجواسيس الروس يصوغون الانذار الامريكي لطوكيو، موسكو تعلم مسبقاً بالهجوم على بيرل هاربور وتمتنع عن تحذير واشنطن

على الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة للحفاظ على سرية مشروعها المسمى «مشروع فينونا» لكشف أسرار الشيفرة التي يستخدمها الاتحاد السوفييتي في الاتصالات بينه وبين عملائه في امريكا، فقد استطاع السوفييت اكتشاف المحاولات الامريكية، ففي بدايات عام 1944 قام مسئول كبير في البيت الابيض في عهد الرئيس روزفلت بتحذير موسكو من أن الجيش الامريكي يحاول فك شيفرات السوفييت، كذلك قام عميل آخر، وهو مساعد شخصي للرئيس الامريكي ويدعى لوشلين كاري بابلاغ المسئولين عن عمليات تجسسه بأن الولايات المتحدة على وشك النجاح في فك أسرار الشيفرة السوفييتية.
 في الوقت نفسه تقريباً، أي في عام 1944 قام الكولونيل كارتر كلارك رئيس الفرع الخاص جي-2 (مخابرات الجيش)


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Colonel+Carter+Clarke


 بزيارة للولايات المتحدة لتسليم رسالة الى مديري مشروع فينونا أصابتهم بالدهشة، اذ تبلغهم ان السيدة الامريكية الأولى إليانور روزفلت علمت أن الجيش يقوم بمحاولة فك رموز الاتصالات السوفييتية، وبأنها تريد وقف هذه المحاولات لأسباب غير معروفة


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  200px-Eleanor_Roosevelt_portrait_1933


وبعد تسليم الرسالة قال الكولونيل كلارك انه شخصياً يشعر بضرورة استمرار المشروع واستمرت عملية فك الشيفرة.
 وبعد الحرب، قام اثنان من العملاء السوفييت باخطار موسكو بأن المشروع الأمريكي لفك رموز الشيفرة قد نجح، فسارع السوفييت الى تغيير شيفراتهم وكان احد الذين أخبروا موسكو بتفاصيل تلك العملية رجل المخابرات الاسطوري كييم فيلبي، الذي كان يشغل منصباً رفيعاً في المخابرات البريطانية، وقد عرف فيلبي بمشروع فينونا بحكم انه كان ضابط الاتصال بين المخابرات البريطانية والمخابرات الامريكية منذ خريف عام 1949.
  في الفصل الثاني من كتاب «أسرار فينونا» يتحدث المؤلفان عن نوع خطير من الجواسيس يعرف في عالم المخابرات باسم «العميل ذو النفوذ» ويقولان في عنوان ذلك الفصل ان مثل هذا النوع من الجواسيس يصنع التاريخ على حد تعبيرهما ويقولان: «اذا كان هناك اي شخص يجسد الروعة الفكرية للخطة الاقتصادية الجديدة التي طرحها الرئيس فرانكلين روزفلت، فإن هذا الشخص هو الاقتصادي خريج هارفارد هاري دكستر وايت


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  220px-WhiteandKeynes




 ففي سنوات الحرب العالمية الثانية كان وايت يعتبر الاقتصادي العالمي المرموق ان لم يكن على مستوى المفكر الاقتصادي البريطاني الشهير جون مينارد كينز، والعبقري المالي في عهد هتلر هملر شاخت وقد لعب وايت دوراً أساسياً في وضع الاستراتيجيات الاقتصادية لعالم ما بعد الحرب وقد طبقت خطط عديدة من السياسات التي وضعها، وعاش بعضها حتى الآن، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، غير انه كان له دور آخر خفي لا يعرفه زملاؤه في الحكومة الامريكية فقد كان وايت ما يسميه محترفو عالم الجاسوسية باسم «العميل ذو النفوذ» وهو لم يقم بالتجسس لصالح الاتحاد السوفييتي فحسب، بل سعى ايضاً الى تشكيل الخطط الاقتصادية الامريكية الحساسة والمهمة وفقاً للأوامر التي تلقاها من موسكو .
 ويرى المؤلفان انه لعب الدور الرئيسي في القرارات التي استفاد منها الاتحاد السوفييتي، ذلك لأن التأثير في السياسات عمل خطير بالنسبة للجاسوس، واذا نشط في التدخل في القرارات والسياسات، فربما لفت الانظار إليه، وفضح نفسه ولكن هذا النوع من التدخل جدير بالمخاطرة فقط في حالة ما اذا كان العميل يشغل منصباً رفيعاً يوفر له فرصة معقولة للنجاح.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  00dexterW1


 وقد كان وايت يشغل منصب مساعد وزير الخزانة في عهدي روزفلت وترومان، وهو بهذا يعتبر المثال النموذجي للجاسوس ذي النفوذ. وقد كشفت نتائج مشروع فينونا فيما بعد ان وايت كان جاسوساً بالغ الأهمية بالنسبة للسوفييت، وقد بدأ مهنته الغريبة عضواًفي حلقة التجسس قبل الحرب العالمية الثانية في الحكومة الامريكية وكانت تلك الحلقة مكونة من اعضاء في الحزب الشيوعي الامريكي، وقامت بنقل معلومات سرية الى جهاز تابع للحزب أرسلها بدوره الى المخابرات العسكرية السوفييتية ثم الى المخابرات الخارجية السوفييتية فيما بعد.
 كان وايت يبدو في بعض المجالات من أخلص دعاة السياسة الجديدة لروزفلت كشاب تكنوقراطي لامع وثيق الصلة بالرئيس الامريكي ونهجه الذي يقضي باستخدام الحكومة الاتحادية لاصلاح المجتمع الامريكي اولاً ثم لتحويله بصورة جذرية ثانياً وقد ولد وايت عام 1892 في بوسطن لأسرة يهودية مهاجرة من ليتوانيا وهو يعتبر مثالاً لقصة النجاح الامريكي الكلاسيكية وقد التحق بجامعة كولومبيا وشارك في الحرب العالمية الاولى، وحصل على البكالوريوس ثم الماجستير من جامعة ستانفورد ثم على الدكتوراه من جامعة هارفارد، وكان يتمتع بالذكاء وقوة الشخصية وما لبث ان ترك تدريس علم الاقتصاد لينضم الى فريق نهج روزفلت الجديد حيث تدرج في وظائفه سريعاً حتى أصبح مساعد وزير الخزانة تحت رئاسة هنري مورجنتاو ذي الصلات السياسية الواسعة وسليل الاسرة البارزة المعروفة في عالم المصارف والصديق الشخصي لفرانكلين روزفلت وزوجته اليانور.
 هكذا اصبح وايت صديقاً حميماً للوزير مورجنتا ومستشاره ذو النفوذ الكبير، وخاصة في الشئون الدولية ولكن هاري دكستر وايت ذهب الى أبعد من السياسة الجديدة، اذ يقول مؤلفا الكتاب انه في وقع ما وقع تحت نفوذ الشيوعية وبشكل خاص النفوذ السوفييتي ومع انه لا يوجد في نشاطه العام او الاكاديمي اي شيء يشير الى انه ماركسي الا انه كشف عن ولائه الحقيقي من خلال عمله السري لصالح الاتحاد السوفييتي.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  HarryDexterWhite




وفي عام 1935 التقى وايت لأول مرة بمسئول الاتصال بين الحركة الشيوعية السرية والمخابرات العسكرية السوفييتية واسمه ويتاكر تشيمبرز ولم يكن وايت عضواً رسمياً في الحزب الشيوعي، ولم يدفع له اي رسوم، ولكنه كان جزءاً من خلية شيوعية سرية وأمد تشيمبرز بمعلومات سرية عن وزارة الخزانة الامريكية ووفقاً للمصطلحات السوفييتية .
كان وايت «بلشفيا غير حزبي» كذلك استطاع من خلال نفوذه في الوزارة مساعدة اعضاء آخرين في المجموعة السرية في الحصول على وظائف وترقيات في وزارته.
 ظل تشيمبرز يتسلم المعلومات والوثائق من وايت لكي يرسلها الى المخابرات العسكرية السوفييتية من 1935 حتى 1938 ولكن حدث بعد ذلك ان قطع تشيمبرز صلته بالشيوعية، وابقى معه عينات من الوثائق التي كان يمد بها المخابرات السوفييتية وقد سميت تلك العينات باسم «أوراق اليقطين» ذلك لأن تشيمبرز اخفاها في ثمرة يقطين مفرغة خوفاً من ان يقوم السوفييت بسرقتها او اتلافها وكانت احدى اوراق اليقطين هذه مكتوبة بخط يد وايت وقد سلم تشيمبرز الأوراق الى لجنة النشاط المعادي لأمريكا التابعة لمجلس النواب الامريكي عام 1948 .
ووفقاً للمصطلح السوفييتي أمرت المخابرات الخارجية السوفييتية بوضع حلقة التجسس «في الثلج» بعد انشقاق تشيمبرز وتم استدعاء ضباط المخابرات الخارجية خلال عام 1939 من جميع أنحاء العالم الى موسكو ليواجهوا تخفيض رتبهم او الموت، ذلك لأن ستالين قرر تطهير جهاز المخابرات الخارجية، بعد ان راودته الشكوك فيه.
 لعل حديث المؤلفين رومرشتاين وبريندل عن الجواسيس أصحاب النفوذ يثير سؤالاً مهما هو: كيف يستطيع أمثال هؤلاء الجواسيس التأثير على سياسات دول بكاملها؟ وقد يتصور بعضنا أن المؤلفين يبالغان في الحديث عن نطاق هذا التأثير ولكنهما يوردان مثالاً واضحاً على ذلك في حديثهما عن دور خاص لعبه عميل للمخابرات السوفييتية في اليابان، ففي بدايات عام 1941 اشتدت حاجة موسكو الى وجود ذلك العميل بسبب قلق الاتحاد السوفييتي من اليابان التي كان يعتبرها الجناح الشرقي «للطوق الامبريالي المضروب حول الاتحاد السوفييتي» .
 وكان الهم الأساسي في تلك النظرية الستالينية هو ان الامبرياليين قد يقومون في الوقت الملائم لهم بتوحيد صفوفهم لمهاجمة روسيا السوفييتية ولهذا كان هدف السوفييت احداث فجوة في هذا الطوق وقد تمثل أحد التكتيكات المتبعة في هذا الصدد في دفع العسكريين اليابانيين الى تركيز اهتمامهم على الولايات المتحدة ولم يكن ذلك الأمر صعباً لأن اليابان كانت تعتبر امريكا خطراً محتملاً ضد خططها الرامية لفرض هيمنتها في منطقة المحيط الهادي، وكانت الدوائر العليا في الامبراطورية اليابانية تتوقع نشوب حرب مع الولايات المتحدة وكان السلاح البحري الامبراطوري الياباني بالذات يتوق الى شن حرب خاطفة ضد ما كان يعتقد أنها ديمقراطية زائلة .
أما بالنسبة للمسئولين السوفييت فلم تكن التوقعات او وضع الخطط امراً كافياً بالنسبة لهم، اذ كانوا يعلمون ان كبار المسئولين في الحكومة الامريكية يريدون اجراء تسوية مؤقتة مع اليابان تتيح لهم كسب الوقت للتحضير للمواجهة المقبلة وكان الجيش الامريكي وقت السلم في حالة بائسة، ولم يكن مستعداً لدخول الحرب في عام 1939-1940 ولم يكن مشروع القانون الخاص به قد حظى بموافقة الكونجرس الا في سبتمبر 1940، كما كان الانتاج الحربي على نطاق واسع من السفن والطائرات والمدافع متخلفاً عن مراحل التخطيط الى حد كبير وقد نظر اليابانيون الى ذلك الموقف على انه دعوة لقيامهم بتوجيه ضربة قاضية مبكرة، وربما اعتبروا ذلك هدية من الزمن لتركيز جهودهم على الجهة الغربية الهائلة، بما في ذلك دفع الاتحاد السوفييتي خارج الشرق الاقصى وكانت هناك من قبل تحرشات على الحدود المنشورية بين القوات السوفييتية واليابانية.
 كان أهم جاسوس لموسكو في اليابان هو ريتشارد سورج، وقد أرسل تقريراً في بداية 1941 يتنبأ فيه بحدوث تقارب امريكي ـ ياباني في الوقت الذي تخطط في غضونه اليابان لمهاجمة الولايات المتحدة، ويحذر فيه من ان ذلك قد يتسبب في شن هجوم ياباني على الاتحاد السوفييتي .


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Bundesarchiv_Bild_183-1985-1003-020%2C_Richard_Sorge


 كان ريتشارد سورج قد انضم الى الحزب الشيوعي الألماني في العشرينيات وعمل في ادارة مخابرات الكومنترن ثم نقل الى المخابرات العسكرية السوفييتية (المكتب الرابع للجيش الأحمر) ثم التحق بالحزب النازي بناء على تعليمات من موسكو، مستغلاً ذلك كستار لنشاطه التجسسي وقد أرسل في مهمات الى الصين وبدأ العمل في اليابان عام 1933 كمراسل لاحدى الصحف الألمانية وفي طوكيو اقام علاقة مع اثنين من ضباط المخابرات العسكرية السوفييتية وفي اكتوبر 1941 اعتقل في طوكيو، بعد شهر من ارساله تقريراً الى موسكو يذكر فيه ان اليابان سوف تهاجم امريكا وبريطانيا، غير ان السوفييت لم يحذروا الولايات المتحدة من ذلك الهجوم، وشعروا بأن الخطر عليهم قد زال .


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  270px-R_Sorge


 وأثناء استجوابه اعترف سورج بأن السوفييت يعارضون بشدة ازالة التوتر بين أمريكا واليابان وذكر أن مسار المحادثات اليابانية ـ الامريكية ذو أهمية بالغة بالنسبة للاتحاد السوفييتي من ناحيتين: الأولى انه في حالة ما اذا ادت المحادثات الى تحسين العلاقات اليابانية ـ الصينية فإن اليابان تكون بذلك قد حررت جزءاً من قواتها المسلحة، مما سيضطر الاتحاد السوفييتي الى اتخاذ اجراءات وقائية اما من الجهة الاخرى فإذا نجحت المحادثات اليابانية ـ الأمريكية فإن ذلك سيؤدي الى زيادة الخطر ـ بعد تقارب البلدين ـ المتمثل في اتباع اليابان وامريكا سياسة معادية للسوفييت بالتنسيق بينهما.
 في ذلك الوقت اقترح ضابط المخابرات السوفييتي اسحق اخميروف ضرورة تدخل المخابرات الخارجية السوفييتية في العلاقات اليابانية ـ الأمريكية عن طريق عميل من أصحاب النفوذ وفي ابريل 1941 اقترح فيتالي بافلوف نائب رئيس القسم الأمريكي في المخابرات السوفييتية تكليف عالم الاقتصاد هاري ديكستر وايت بهذه المهمة ووافق بيريا على ذلك غير ان بافلوف وأخميروف كانا قلقين لأن التحالف النازي ـ السوفييتي ادى الى اغضاب معظم العملاء الامريكيين. وتقرر ارسال بافلوف الى واشنطن في مايو 1941 للتفاهم مع هذا «العميل ذو النفوذ» وتوجه بافلوف الى هناك تحت ستار انه حامل الحقيبة الدبلوماسية وفي احد المطاعم التقى مع وايت، حيث سلمه مذكرة تحدد بضع أفكار طلب بافلوف منه ان يعمل على ترويجها في الدوائر الامريكية العليا المسئولة عن السياسة الخارجية الامريكية وكان من بين تلك الافكار مطلب ملح بأن توقف اليابان عدوانها وتستدعي قواتها المسلحة من الصين ومنشوريا وذهبت هذه الافكار الى مدى أبعد بمطالبة اليابان بأن تبيع جزءاً كبيراً من أسلحتها للولايات المتحدة وكانت هذه المطالب ـ المعتبرة في حد ذاتها مبالغاً فيها من وجهة النظر اليابانية ـ مكتوبة بلغة فظة ومن الواضح ان الهدف من ذلك هو اثارة عداء اليابانيين .
 وحاول وايت ان يطوي المذكرة ويضعها في جيبه غير ان بافلوف منعه من ذلك، وطلب منه ان يحفظ ما بها فقط عن ظهر قلب وبعد هذا اللقاء قام وايت بكتابة مذكرة أرسلها الى الوزير مورجنتاو احتوت في جوهرها على النقاط نفسها التي تسلمها من بافلوف، بل انها تضمنت عبارات غير عادية من رجل معاد للنازية اذ تقول ان «مزيج الدبلوماسية الفرنسية ـ البريطانية والتي تقلدها وزارة الخارجية الامريكية تلاقي فشلاً ذريعاً وبسبب الاجراءات القاصرة والحسابات الخاطئة وعجز وزارات الخارجية في الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا تم عزلنا وجعلنا نجد انفسنا مندفعين بسرعة نحو حرب لن نكسبها في الظروف الحالية الا بجهد كبير ومرير ومكلف فضلاً عن نتائج كارثية مفزعة» ولم يتنبه مورجنتاو الى النغمة السوفييتية المعادية لبريطانيا في المذكرة التي احتوت ايضاً على مطالبة اليابان بسحب قواتها من الصين، والهند الصينية وتايلاند وفضلاً عن ذلك طلبت المذكرة من اليابان تأجير نحو نصف سفنها الحربية وطائراتها للولايات المتحدة، وبيع نصف انتاج اليابان الحربي لواشنطن.
ومع ان الوزير لم يتخذ اجراء بشأن مذكرة وايت، الا ان الموضوع برز الى الوجود مرة اخرى فبحلول نوفمبر 1941 واقتراب الحرب، كانت الخارجية الامريكية تضغط من اجل توقيع اتفاقية مع اليابان قد تؤخر اندلاع الحرب وكان جواسيس السوفييت في الحكومة الامريكية يرون ان اليابان اذا لم تدخل الحرب ضد امريكا فإنها قد تستدير لمحاربة الاتحاد السوفييتي وكان آخر شيء يريده ستالين هو ان تقوم اليابان بفتح جبهة ثانية في الشرق الاقصى ووقع مورجنتاو المذكرة التي قدمها له وايت وأرسلها الى روزفلت والى كورديل هل وزير الخارجية آنذاك الذي قام بدوره باستخدام معظم العبارات الفظة والمطالبات في انذار وجهه الى اليابان يوم 26 نوفمبر 1941 وكان ذلك كفيلاً بدعم موقف الفريق الياباني المطالب بالحرب والذي كان مستعداً بالفعل لمهاجمة الولايات المتحدة. وفي اول ديسمبر صدر الأمر النهائي من طوكيو للهجوم على ميناء بيرل هاربور .
 وكان صناع القرار الامريكيون يدركون ان امريكا لن تظل بعيدة عن الحرب العالمية الثانية، ولكنهم مع ذلك لم يريدوا الاندفاع نحو الحرب مع اليابان، والسبب في ذلك هو ان القيادات المدنية والعسكرية الامريكية كانت تعلم ان البلاد لم تكن مستعدة للحرب، وكانت تحتاج الى بعض الوقت لتعد نفسها للانخراط فيها وقد كتب كورديل هل في مذكراته فيما بعد يقول: «لقد تحققت من ان اليابانيين لن يقبلوا اجراء تسوية مؤقتة.. ومن ناحية اخرى اذا حالفنا الحظ ووافقوا على ذلك فقد نكسب ثلاثة اشهر اخرى لتجهيز السلاح البحري والجيش في حالة ما اذا هاجمتنا اليابان عند انتهاء مدة الاتفاقية المؤقتة».
 اما الجنرال جورج مارشال رئيس الاركان الامريكي السابق فيرى ان اليابان اذا لم تقم بشن هجومها في السابع من ديسمبر، واذا قررت الانتظار حتى أول يناير مثلاً فقد كان هناك احتمال لأن يعدلوا عن شن الهجوم على بيرل هاربور، غير ان معظم مؤرخي الحرب العالمية الثانية يتفقون على ان الجناح المؤيد للحرب في اليابان كان سيشن الحرب على امريكا عاجلاً أو آجلاً.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Jap_Zero_leaves_Akagi-Pearl_Harbor


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

mi-17

مشرف
مشرف



أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena20أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena11أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena30
أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena23




أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات    أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Icon_minitimeالسبت فبراير 13 2016, 11:29

- الحلقه الثالثه - 
خوفاً من عودة برلين بعد الحرب إلى امتشاق السلاح،الجواسيس السوفييت يقترحون على واشنطن جعل المانيا بلداً ريفياً

مازلنا في اطار مناقشتنا لهذا الكتاب نتابع معا واحداً من اهم الاساليب التي استخدمها جهاز التجسس السوفييتي منذ الاربعينيات من داخل الولايات المتحدة وهو الاسلوب الذي اطلقوا عليه اسم «العميل ذي النفوذ» وكان ابرز مثال لعيون المخابرات الخارجية السوفييتية في امريكا رجلاً يدعى هاري ديكستر وايت، وهو عالم الاقتصاد ومساعد وزير الخزانة الامريكي في عهد فرانكلين روزفلت، والذي لعب دورا مهماً في إنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي .
 ويتمثل الهدف الاساسي لزرع مثل هؤلاء العملاء ذوي النفوذ في معرفة أخبار ومواقف الدوائر العليا في واشنطن والتأثير في سياساتها لصالح الاتحاد السوفييتي. ويروي مؤلفا الكتاب الذي نناقشه هنا أمثلة توضح مدى تأثير وايت في السياسات الامريكية، ومنها ما يعتبره المؤلفان واحداً من أعظم انجازاته وهو دوره في وضع خطة وزير الخزانة الامريكي مورجنتاو من أجل المانيا بعد الحرب.
 وتكشف وثائق فينونا النقاب عن ان وايت رافق الوزير في رحلة الى انجلترا حيث عقدا اجتماعا مع الجنرال ايزنهاور في خيمة في جنوب انجلترا في 7 اغسطس 1944 واثناء المناقشات التي دارت اعرب ايزنهاور عن قلقه لأن الالمان لم يتلقوا عقاباً كافيا بعد هزيمتهم. وقال الجنرال الامريكي انه يعتبر الشعب الالماني بأسره مسئولا عن النازية وانه يجب ان تتخذ اجراءات صارمة وقاسية ضده لبعض الوقت. وبتشجيع من وايت في وقت لاحق قال الوزير مورجنتاو للمسئولين البريطانيين «اعتقد اننا نستطيع تقسيم المانيا الى عدد اقل من الأقاليم، وان نوقف الانتاج الصناعي كله، ونحول الالمان الى مجرد ملاك لاراض زراعية». وتلك كانت خطة مورجنتاو ولتحويل المانيا الى مجرد ريف زراعي.
وفي الاجتماعات مع المسئولين البريطانيين والامريكيين كان وزير الخزانة يترك قيادة المناقشات لهاري وايت. وذكر وايت انهم اذا سمحوا لالمانيا بإعادة بناء قوتها الاقتصادية فقد تصبح مرة ثانية خطرا عسكريا، واشار الى ان السبيل الوحيد امام الحلفاء ان يخفضوا قوة المانيا بحيث تصبح من الدرجة الخامسة. وعلى الرغم من التأييد الذي لقيه هذا الرأي في البداية، الا ان روزفلت وتشرشل رفضاه بعد دراسة متأنية .


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Fdr-and-churchill




 وتسربت أنباء الخطة الى الصحف وكان اضحا انها سربت من وزارة الخزانة الامريكية، وذكرت الصحف الصادرة في 23 سبتمبر 1944 ان خطة مورجنتاو تمثل السياسة الرسمية، ولكن آلة الدعاية النازية حولت القصة الى مؤامرة من «اليهودي» مورجنتاو ولتدمير المانيا، وقد زاد ذلك من مقاومة القوات الامريكية والبريطانية وفي الوقت نفسه الذي كان وايت يقوض السياسة الامريكية ويتيح للنازيين سلاحاً دعائيا ضدها، كانت الدعاية السوفييتية الموجهة الى القوات الالمانية تقول لهم ـ باللغة الالمانية ـ ما معناه: «إن الهتلريين يجيئون ويذهبون ولكن الشعب الالماني وألمانيا يبقيان».
   يبرز نجم وايت في عالم الجاسوسية وفي عمله في واشنطن اثناء ادارة روزفلت في صيف عام 1944. وكان وايت قد أسندت اليه رئاسة الوفد الامريكي في اجتماع تاريخي عقد في بريتون وودز في نيوهامبشاير، واسفر عن وضع القواعد المالمية لفترة ما بعد الحرب التي قرر فيها الحلفاء ترميم اقتصاداتهم المنهارة.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Article-2288294-18716845000005DC-995_634x477


 وفي عام 1945 حانت الفرصة لوايت واعضاء آخرين في حلقة التجسس التي ينتمي اليها، فقد تقرر عقد الاجتماع التأسيسي لهيئة الامم المتحدة في سان فرانسيسكو في ابريل من ذلك العام. وفي 31 مارس كتب ادوارد ستيتنوس وزير الخارجية الامريكي رسالة وجهها الى وايت يقول له فيها: «نيابة عن الرئيس روزفلت واعضاء الوفد الامريكي يسعدني ان اوجه اليكم الدعوة لتكون المستشار الرسمي للوفد الامريكي الى مؤتمر الامم المتحدة لإنشاء المنظمة الدولية».
 وبعد مضي اقل من اسبوع جاءت رسالة من موسكو ـ كشفت عنها وثائق فينونا ـ تأمر عمليها اسحق اخميروف باتخاذ الترتيبات لتوفير وسائل الاتصال بوايت (الذي اسمته الرسالة «ريتشارد») أثناء وجوده في المؤتمر بالاضافة الى عميل آخر.
 وشهدت اروقة مؤتمر تأسيس منظمة الامم المتحدة وضعا يدعو للدهشة اذ حملت القوائم الرسمية لاسماء اعضاء المؤتمر اسم وايت ممثلا لوزارة الخزانة الامريكية، واسم الجرهيس عميل المخابرات العسكرية السوفييتية نائبا للأمين العام، وبذلك استطاع الاتحاد السوفييتي ان يعلم مسبقا بمواقف امريكا من القضايا المطروحة للمناقشة. واثناء وجود وايت في مؤتمر سان فرانسيسكو كان يشرف عليه ضابط بالمخابرات الخارجية السوفييتية اسمه فلاديمير برافدين ومقره في نيويورك، ولكنه حضر المؤتمر باعتباره مراسلا لوكالة «تاس» السوفييتية للانباء.
وامد وايت السوفييت بمعلومات عن المناقشات الداخلية الدائرة بين اعضاء الوفد الامريكي، وبتقويم لوجهات نظر نلسون روكفلر مساعد وزير الخارجية، وليو باسفولسكي المساعد الخاص لوزير الخارجية الامريكي لشئون الامن والمنظمات الدولية، وجيمس دون مساعد الوزير، وعضو الكونجرس تشارلز ايتون، والسيناتور آرث فاندنبرج، وكانوا جميعهم اعضاء في الوفد الامريكي، وذكر وايت في احد تقاريره ان الرئيس نرومان ووزير الخارجية ستيتنوس يريدان انجاح المؤتمر بأي ثمن، وقال وايت ان معرفة الموقف الامريكي مقدما يمكن ان تكون وسيلة فعالة في شن هجوم مضاد على محاولات امريكا لوضع الاتحاد السوفييتي في موقف غير ملائم وغير متميز.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  1945_8jun_harry_dexter_white_0000


  في عام 1945 افتضح امر وايت اذ قامت عشيقة لجاسوس سوفييتي آخر، اسمها اليزابيث بنتلي، بالاتصال بمكتب المباحث الفيدرالية واخبرت مسئوليه بان وايت يتجسس لحساب السوفييت


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  00bentleyE4




 وقام هؤلاء المسئولون بدورهم بإبلاغ الرئيس هاري ترومان، ولكن المباحث الفيدرالية، لم تستجوب وايت الا في 15 اغسطس 1947 حيث انكر كل شيء، وكل ما توفر لدى المباحث الفيدرالية، من معلومات عنه انه كان يأتي من اليزابيث بنتلي، ولم تكن وكالة الامن القومي قد توصلت بعد الى فك شيفرات عمليات التنصت «فينونا» للكشف عن تفاصيل عن تجسس وايت، ولكن مكتب المباحث الفيدرالية كان يعلم ما يكفي للتأكد من صدق قصة اليزابيث بنتلي، وكان المكتب قلقا من امكانية استمرار وايت في امداد موسكو بمزيد من المعلومات السرية. وفي عام 1946 رشح الرئيس ترومان هاري وايت ليكون ممثل امريكا في صندوق النقد الدولي، ولكن ادجاز هوفر كتب رسالة الى البريجادير جنرال هاري فوجان المساعد العسكري للرئيس الامريكي يطلب منه فيها اعطاء الرئيس معلومات عن وايت ارفقها برسالته، ووصفه هوفر بأنه «همزة وصل مهمة مع منظمة تجسس سوفييتية سرية تعمل في واشنطن، وان المواد التي تتوفر في حوزته بحكم منصبه الرسمي كانت ترسل الى الاتحاد السوفييتي .


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Article-2288294-187168EE000005DC-481_634x495


 وكشف هوفر ايضا عن ان مصادر الحكومة الكندية اعربت لمكتب المباحث الفيدرالية عن قلقها لترشيح وايت، وكان الكنديون قد علموا بأمره من خلال المنشق عن المخابرات العسكرية السوفييتية الضابط جوجينكو وارسلت نسخة من تقرير هوفر ايضا الى جيمس بيزنس وزير الخارجية الامريكية آنذاك، الذي ذهب الى الرئيس ترومان في اليوم نفسه الذي قرأ خلاله التقرير واعرب له عن شعوره بالصدمة وسألة عما ينوي فعله.
ووفقا لما ذكره وزير الخارجية فإن ترومان قال له انه هو ايضا مندهش لتلك المعلومات، فاقترح عليه ان يسحب ترشيحه له، ولكن عندما استفسر ترومان عما وصلت اليه مراحل الترشيح اخطروه بان مجلس الشيوخ الامريكي قد وافق بالفعل على ترشيحه. وفي هذه الحالة لم يكن امام ترومان إلا ان يرفض تكليف وايت أو ان يطلب منه تقديم استقالته، واقترح عليه وزير خارجيته ان يختار احد الموقفين، فكل منهما يمكن تنفيذه، ولكن ترومان لم يختر أيا منها، واصبح وايت المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي.
وكانت حجة المدافعين عن قرار ترومان ان مكتب المباحث الفيدرالية كان يريد الاحتفاظ بوايت في منصبه الحكومي حتى يستطيع مراقبته على الرغم من انه لا توجد براهين تثبت مزاعم رجال المكتب. ومن الطبيعي ان الرئيس الامريكي ترومان لم يكن مؤيدا للابقاء على عملاء شيوعيين في حكومته، بل كان هو الذي أقام ما سمى ببرنامج الإخلاص والأمن، ولكنه ايضا لم يكن يريد أن تهتز صورة إدارته أو ان تتعرض للدمار، اذ أثار الجمهوريون قضية سياسية بسبب وجود شيوعيين في حكومته.
 وفي عام 1946 استقال وايت من منصبه كمدير تنفيذي لصندوق النقد الدولي لاسباب صحية فأرسل اليه ترومان رسالة يعبر فيها عن تقديره العميق لجهوده، وعن رغبته في ان يطلب مساعدته من وقت لآخر.
وفي الأعوام التي تلت ذلك ادى المنشقان ويناكار تشيمبرز واليزابيث بنتلي بشهادتيهما امام لجنة مجلس النواب الامريكي للانشطة المعادية لأمريكا مؤكدين ان وايت كان عضوا في شبكة تجسس سوفييتية، وعندما استدعى وايت امام تلك اللجنة أنكر جميع التهم الموجهة اليه، ولم يواجه اية تهم جنائية ابدا حتى وفاته بنوبة قلبية في 16 اغسطس 1948.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  50514394-elizabeth-bentley-testifying-before-the-house-gettyimages




 تجنيد السيدة الأولى


 يكشف مؤلفا الكتاب عن اسرار محاولات تقرب رجال المخابرات السوفييتية الخارجية من سيدة امريكا الاولى اليانور روزفلت زوجة الرئيس الامريكي عن طريق عميل لهم يدعى بول هاجن، واسمه الحقيقي كارل فرانك. وقد خضع هاجن للتحقيق من جانب مكتب المباحث الفيدرالية في قضية امن داخلي عام 1945.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  200px-Eleanor_Roosevelt_portrait_1933




 قيل في مناسبات عديدة انه عميل سري للحكومة السوفييتية، وهو مهاجر نمساوي ـ ألماني وكان منذ وصوله الى امريكا عضوا نشيطا في حركة اصدقاء المانيا الحرة في امريكا. واثناء استجوابه بشأن طلب تأشيرة الدخول أقر بأنه كان عضوا في الحزب الشيوعي في اوروبا من 1919 الى 1929، ثم اقر فيما بعد بأنه كان عنصرا قياديا في تلك الحركة ولكنه لم تكن له أي صلات بالشيوعية منذ مجيئه الى امريكا عام 1937. وفي اغسطس 1943 ارسل رجل المخابرات السوفييتية المقيم في نيويورك تقريرا الى موسكو يذكر فيه ان بول هاجن وثيق الصلة بزوجة الرئيس رزوفلت.
 وكانت هذه الرسالة امتدادا لرسالة سابقة في مايو بعث بها مندوب مقيم آخر يدعى زاروبين الى رئيس الدائرة الخارجية في المخابرات السوفييتية تفيد بأن محطة المخابرات المقيمة تخطط «للتعامل» مع اليانور روزفلت (والكلمة التي بين الأقواس مصطلح للمخابرات السوفييتية يعني محاولة تجنيد أحد العملاء، وكانت الخطة تقضي بإنشاء علاقة بين السيدة الأولى وبين زوجة زاروبين رجل المخابرات المقيم في نيويورك، واسمها اليزابيث، وهي ايضا ضابطة في المخابرات السوفييتية الخارجية واسمها الحركي «فاردو» وتعرف بول هاجن على السيدة الامريكية الاولى عن طريق جوزيف لاش، صديقها الحميم، والذي اصبح كاتب سيرتها الذاتية فيما بعد. وكان مقررا ان تقوم سيدة تدعى ترود برات، التي اصبحت مسز جوزيف لاش فيما بعد، بتقديم زوجة زاروبين الى زوجة الرئيس الامريكي.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Corbis-BE003417


 وكان جوزيف لاش زعيما اشتراكيا شابا في عام 1935 عندما نظم عملية الدمج بين رابطة الطلاب من أجل الديمقراطية الصناعية، وهي مجموعة اشتراكية، وبين رابطة الطلاب القومية، وهي منظمة شيوعية. واصبح الاسم الجديد بعد الدمج «الاتحاد الامريكي للطلاب» وعندما اعلن التحالف النازي ـ السوفييتي في صيف عام 1939 اعاد لاش النظر في انتمائه الى الشيوعية، ثم هاجم بعد ذلك الغزو السوفييتي لفنلندا مما اثر على موقفه من الشيوعيين، وفي ديسمبر 1939 قرر المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الامريكي للطلاب طرده من الاتحاد.
وبسبب آرائه الجديدة طلبت صديقته اليانور روزفلت من عضو الكونجرس مارتن ديس استدعاء جوزيف لاش للشهادة مرة أخرى امام لجنة الانشطة المعادية لامريكا. وفي شهادته قال لاش: «بعد توقيع الاتفاق النازي ـ السوفييتي اتضحت لي أمور كثيرة، وتبين لي بوضوح انني لا يمكن ان استمر مع الشيوعيين». 


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  800px-Agnes_Reynolds_and_Joseph_P_Lash_1939


كانت خطة تجنيد سيدة امريكا الاولى شديدة الغرابة. ويقول المؤلفان ان اليانور روزفلت كانت ساذجة الى اقصى حد، وكثيراً ما خدعها الشيوعيون، ولكن من المؤكد انها لم تكن واحدة منهم. وعندما كان يتم تحذيرها من ان احدى المنظمات التي تحظى بدعمها هي مجرد واجهة شيوعية، كان هذا يكفي لدفعها الى التراجع عن دعمها.
 وعلى الرغم من تحول آراء لاش المتعلقة بالشيوعيين ظلت المخابرات السوفييتية الخارجية تعتقد ان من الممكن تجنيد اليانور روزفلت عن طريق صديقة لاش. وبهذه المناسبة يلقى المؤلفان الاضواء على فارس جديد وحادثة جديدة تعرضت لها سيدة امريكا الاولى. والاسم الجديد هو بنجامين ماندل أحد المسئولين السابقين في الحزب الشيوعي وقد ترك الحزب ليصبح من المحافظين، ويعمل مديرا للبحوث في اللجنة الفرعية للامن الداخلي التابعة لمجلس الشيوخ، وفي 16 ديسمبر 1940 كتب رسالة الى اليانور روزفلت يلفت انتباهها فيها الى حقيقة تفيد أنها هي الراعية لمنظمة اسمها «البعثة الامريكية الاولى لانقاذ السفن» التي من المفترض أنها انشئت لمساعدة المهاجرين الاسبان، ولكن ماندل يحذرها من ان هذه المنظمة هي واجهة شيوعية، ويقول في رسالته انها استخدمت لجلب عملاء سوفييت الى الولايات المتحدة.
 وارفق مع رسالته مقالتين نشرتا في 7 و14 ديسمبر 1940 في الصحيفة الاشتراكية «نيوليدر» تتحدثان عن المنظمة بهذا الوصف.
 وردت اليانور روزفلت على ماندل في 21 ديسمبر 1940 برسالة تقول له فيها ان هيلين كيللر هي التي طلبت منها منح اسمها كراعية لهذه المنظمة وانها قد قررت سحب اسمها.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Eleanor-roosevelt-with-helen-keller-in-1936-BTJE78


 فكتب اليها ماندل مرة ثانية في 26 ديسمبر وارفق مع رسالته قصاصات من صحيفة «نيوليدر» نشرت في 21 ديسمبر تعلن فيها ان ليبراليين آخرين قد انسحبوا ايضا من تلك المنظمة.
 ويشير الكتاب الى ان رسالة تحمل اسم «البعثة الامريكية لانقاذ السفن» ومؤرخة في 14 ديسمبر 1940، تورد اسماء اليانور روزفلت، وهيلين كيللر، وجوزفين ترسلو آدامز بين آخرين. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر يوم 7 يناير 1941، ان اليانور روزفلت قدمت استقالتها من المنظمة.
وفي 8 يناير 1941 ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز هيرالد» ان هنري مورجنتا الاب ـ والد وزير الخزانة الامريكي ـ استقال ايضا من هذه المنظمة بسبب تورطها الشيوعي. ثم في 8 فبراير من العام نفسه اعلنت صحيفة «واشنطن ستار» ان هيلين كيللر قدمت استقالتها من المنظمة بدورها. وكانت توجد في ذلك الوقت وكالة انباء انشأها السوفييت اسمها «انتركونتينانت نيوز» في مدينة نيويورك وكانت تقدم موضوعات دعائية سوفييتية للصحف الامريكية الشيوعية وترسل نصوصا مطولة الى موسكو حول التطورات الجارية في الولايات المتحدة.
 وفي 9 يناير 1941 ارسلت الوكالة برقية الى موسكو عن «استقالة اليانور روزفلت وعدد قليل آخر من بعثة انقاذ السفن ومحاولات الصحافة تشويه المنظمة» وكان ذلك امرا يهم موسكو كثيراً. وقد ساعدت رسالة فاندل في رفع اسم اليانور روزفلت من مشروع تلك البعثة. ولكن لم يستمر الامر بهذه السهولة مع ماندل، فقد عاد في 18 مارس 1941 الى ارسال خطاب الى سيدة امريكا الاولى يكشف فيه ان لجنة مساعدة الصين هي واجهة شيوعية، فردت عليه برسالة تقول فيها: «لست افهم ما الذي تحاول لفت انتباهي اليه، هل يمكن من فضلك ان تكون واضحا وان تذكر لي ما الذي تريد معرفته مني؟!
 ويقول المؤلفان ان ماندل لم يكن يريد معرفة شيء من السيدة الامريكية الاولى، ولكنه كان يريد فقط ان يخبرها بأن الشيوعيين قد عادوا مرة اخرى الى استغلالها، واوضح انها تعير اسمها لجماعة ليس هدفها مساعدة الصين ولكن جمع اموال لاهداف شيوعية في امريكا وفي الصين وتحقيق اهداف الدبلوماسية السوفييتية في الدولتين.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  1-2-1190-25-ExplorePAHistory-a0k7t5-a_349




 وردت اليانور روزفلت عليه قائلا: «لست اعتقد ان لجنة واشنطن لمساعدة الصين لها صلة بالشيوعية». وكان ماندل قد أرفق برسالته مقتطفات من تصريحات ادلى بها عضو في الحزب الشيوعي وعميل للسوفييت يدعي فردريك فيلد رئيس لجنة مساعدة الصين، وفيها يتهم الولايات المتحدة بمساعدة اليابان، ويدعوها الى سحب المساعدات لانجلترا كما يحرضها على التعاون الكامل مع الاتحاد السوفييتي ولكن حتى تلك المقتطفات لم تنجح في تحذير اليانور روزفلت من حقيقة لجنة مساعدة الصين.
 ويرى المؤلفان ان السوفييت لم يفهموا جيدا شخصية اليانور روزفلت فهي ـ كما يقولان ـ مواطنه امريكية مخلصة، حتى وان لم تكن معصومة من الخطأ احيانا. وفي رأيهما ان السوفييت ربما تعرضوا للتضليل بشأن امكانية تجنيدها، وذلك بسبب تعرضها لخديعة ناشطة شيوعية اسمها جوزفين تروسلو آدامز، وهي سليلة رئيسي الجمهورية الثاني والسادس.
 وكانت تتباهى امام زملائها الشيوعيين بأنها «استولت على أذني اليانور روزفلت، بل وعلى اذني الرئيس نفسه». ويستشهد المؤلفان بما كتبه مؤرخ امريكي للشيوعية في الثلاثينيات وهو هارفي كلير الذي يرى ان الشيوعيين ما كان ينبغي لهم ان يحملوا كلام جوزفين أدامز علي محمل الجد اذ ثبت بحلول الخمسينيات انها مصابة بالجنون.
 ولكن المؤلفين يريان ان ذلك حدث بعد تلك الواقعة وان وثائق مكتبة روزفلت توضح انه خلال الحرب العالمية الثانية كان لها بعض التأثير على السيدة الامريكية ومن خلالها على الرئيس نفسه في بعض السياسات.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

mi-17

مشرف
مشرف



أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena20أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena11أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena30
أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena23




أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات    أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16 2016, 20:57

- الحلقه الرابعه - 
السوفييت يسعون لشراء أطنان من اليورانيوم الأمريكي، جواسيس روسيا يعملون من أجل قيام حكومات صديقة على الحدود الروسية


من الواضح ان نوعاً خاصاً من الجاسوسية استولى على اهتمام المخابرات السوفييتية السياسية منها والعسكرية، منذ بدايات الحرب العالمية الثانية، وهذا النوع يركز على النشاط النووي الأمريكي، ويخصص مؤلفا الكتاب الذي نناقشه هنا فصلاً اضافياً من كتابهما بعنوان «التجسس النووي» لتتبع خيوط ذلك العالم الخفي والخطير في آن معاً.
 واسمح لي عزيزي القارئ أن ألقي لك الضوء هنا على بعض حكايات أخطر الجواسيس الذين نجحوا في اختراق ستار السرية والحذر الذي ضربه الأمريكيون حول تجارتهم النووية، سواء أكان هؤلاء الجواسيس من المواطنين الأمريكيين أو من رجال المخابرات السوفييتية نفسها العاملين داخل الولايات المتحدة، ولم تستطع السلطات الأمريكية وغير الأمريكية في دول الغرب اكتشاف معظم شبكات الجاسوسية تلك إلا بعد أن نجح مشروع فينونا الأمريكي في اختراق المراسلات اللاسلكية أو المكتوبة بين موسكو وعملائها وبالعكس، وفك رموز الشفرة المستخدمة في هذه المراسلات، وقد وجد المؤلفان كنزاً ثميناً من المعلومات والحكايات في أسرار فينونا التي حمل كتابهما الاسم نفسه عنوانا له.


 الجاسوسة الأسطورية


من بين تلك الحكايات يتحدث المؤلفان عن جاسوسة يصنفانها بأنها أسطورية، وهي لونا بتكا كوهين، وقد جندها زوجها موريس كوهين، الذي كانت المخابرات الخارجية السوفييتية قد جندته هو الآخر عندما كان يخدم في قوات الألوية الدولية أثناء الحرب الأهلية الاسبانية، تحت اسم مزيف هو اسرائيل ألتمان، وعندما أصيب كوهين في الجبهة، عاد إلى الولايات المتحدة وتزوج من لونا بتكا وجندها للعمل بالجاسوسية.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Lona_Cohen_on_Russian_stamp

 ثم ألحق كوهين في منظمة التجارة السوفييتية، وعندما جند للخدمة في الجيش الأمريكي استمرت لونا في نشاطها التجسسي، وعينت حاملة حقيبة للعملاء العاملين في لوس ألاموس، واستمرت في ذلك حتى بعد الحرب العالمية الثانية.
 وفي عام 1948 أرسل ضابط كبير في المخابرات السوفييتية للعمل معها في أمريكا، ويبلغ من العمر خمسة وأربعين عاما، ويدعى وليام فيشر، ثم عرف فيما بعد أن اسمه هو الكولونيل رودولف أبيل، وبعد أن قضى عاماً واحداً في الولايات المتحدة منحته موسكو وسام العلم الأحمر لجهوده في التجسس النووي. ولم تستطع وكالة الأمن القومي الأمريكية معرفة الاسم الحركي لكل من موريس ولونا من خلال وثائق فينونا، ولكن عرف بعد سنوات ان الاسم الحركي لموريس كوهين هو «فولنتير» والاسم الخاص بزوجته هو «ليزلي» وفي مقابلة مع التلفزيون السوفييتي مع هذين الزوجين عام 1989 ذكرت لونا أنها تتذكر أن أحد العملاء كان يعمل معها في المخابرات الأمريكية، ولكنها لم تره إطلاقا، إذ كان يرسل إليها الرسائل عن طريق أخيه. وقد ظل موريس ولونا يمارسان عملهما لحساب المخابرات السوفييتية داخل أمريكا حتى عام 1950 من دون ان يعرف عنهما مكتب المباحث الفيدرالية أي شيء إلى أن تلقيا في يونيو 1950 تحذيراً من رؤسائهما السوفييت بعد اعتقال جاسوس آخر اسمه ديفيد جرينجلاس، فأقام الزوجان حفل وداع يوم 5 يوليو وأخبرا الجيران بأنهما سوف يغادران إلى كاليفورنيا ولكنهما هربا إلى الاتحاد السوفييتي .
 وقد بدأ اهتمام المباحث الفيدرالية بهذين الزوجين في عام 1953، عندما لجأ العديد من الناشطين في الحزب الشيوعي إلى العمل السري، وذكر أحد المخبرين للمباحث انهما يعتنقان الشيوعية، وأنهما اختفيا منذ سنوات قليلة. ولم ينجح مكتب المباحث الفيدرالية في كسر ذلك الغموض إلا في 21 يونيو 1957 بعد اعتقال رودولف أبيل صاحب الاسم الحقيقي وليام فيشر. وقد وجد رجال المباحث بحوزته أربعة آلاف دولار وصوراً فوتوغرافية لرجل وامرأة كانت تحمل اسمي «موريس» و«شيرلي» وزعم أبيل أنهما مجرد شخصين قابلهما ذات يوم في إحدى الحدائق، ولا يعرف اسميهما الكاملين، غير ان الصور كانت تحمل عبارات تستخدم عادة لكي يتعرف الشخص على العملاء عندما يراهما، وتأكدت المباحث الفيدرالية من أن تلك الصور هي من ذلك النوع الذي يعاون ضباط المخابرات السوفييتية على التعرف على العملاء عند لقائه بهم لأول مرة، وسرعان ما اكتشف رجال المباحث ان صاحبي الصور هما موريس ولونا كوهين.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  5


 وفي عام 1961 اعتقل الزوجان كوهين في انجلترا بسبب انضمامهما إلى شبكة تجسس سوفييتية، وكانا يستخدمان الاسمين: هيلين و بيتر كروجر، وأكدت المباحث الفيدرالية الأمريكية شخصية هذين الزوجين للسلطات البريطانية، فتمت إدانتهما وحكم عليهما بالسجن مدداً طويلة، وفي عام 1969 تم تبادلهما مقابل شاب انجليزي اعتقل في الاتحاد السوفييتي .


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  4a

 وبعد ذلك بعام طلب مكتب المباحث الفيدرالية في سويسرا صورهما وبصماتهما، ولكن الزوجان كان يعيشان آنذاك في الاتحاد السوفييتي، وتوفيت لوناعام 1992 ولحق بها موريس في عام1995، وكرمهما الاتحاد السوفييتي بمنحهما وسامين بارزين، هما وسام العلم الأحمر ووسام الصداقة بين الشعوب، وبعد وفاتهما بقليل كرمهما الرئيس الروسي بوريس يلتسين الذي يصفه المؤلفان بأنه صديق الغرب، ومنحهما أعلى ميدالية روسية للشجاعة، وهي ميدالية النجمة الذهبية لبطل الاتحاد الروس، البديل الجديد للنجمة الذهبية السوفييتية لبطل الاتحاد السوفييتي، وذلك تكريماً لعملهما البطولي ضد الولايات المتحدة وبريطانيا. 


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  8


موسكو واليورانيوم


حكاية أخرى من حكايا التجسس النووي السوفييتي تتناول محاولات موسكو للحصول على أطنان من اليورانيوم، فقد كان من أعضاء محطة المخابرات السوفييتية المقيمة في الولايات المتحدة عالم يدعى ليونيد كفاسنيكوف، مهمته تنظيم عملية جمع المعلومات النووية بمساعدة من عدد كبير من ضباط وعملاء المخابرات.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Kvas

 وفي أول فبراير 1943 تلقت احدى الشركات الأمريكية طلباً من الحكومة السوفييتية لشراء 220 رطلاً من أوكسيد اليورانيوم و 220 رطلاً من نترات اليورانيوم و25 رطلاً من معدن اليورانيوم، كان اسم الشركة «تشيماتور إنك» ومقرها نيويورك وقد حصلت على كميات صغيرة من الكيماويات من أجل الاتحاد السوفييتي بناء على قانون الإعارة والتأجير، ولكن كانت تلك هي المرة الأولى التي يطلب فيها السوفييت شراء اليورانيوم وعلى الرغم من ان الشركة لم يكن لديها أي علم بالتطورات السرية لإنتاج القنبلة النووية، إلا انها قامت بمطالبة السلطات المختصة في الحكومة الأمريكية بمنحها ترخيصاً، وفقاً للقانون المشار إليه، ولكنها لم تستطع الحصول على معدن اليورانيوم.
 وبحلول مارس 1943 طلب السوفييت أطنانا من اليورانيوم، ولكن ظلت شركة تشيماتور عاجزة عن الحصول عليها. وكان الجنرال ليزلي جروفز، مدير مشروع مانهاتان، يشعر بالقلق من التجسس السوفييتي، وأخبر الكونجرس الأمريكي في وقت لاحق بأنه سبق أن قدم شكوى لمسئولي «الإعارة والتأجير» ولكنهم قالوا له ان «ضغوطاً كبيرة مورست على الجهاز المسئول عن «الإعارة والتأجير» لإعطاء الروس كل ما يمكن ان يخطر ببالهم، وان ضغوطاً كبيرة مورست عليهم لإعطائهم مادة اليورانيوم وكان الرجل الذي دعم تنفيذ مبدأ الإعارة والتأجير هو هاري هوبكنز الصديق الحميم للرئيس الأمريكي روزفلت ومستشاره آنذاك.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  800px-FDR-Hopkins-September-1938


 وقد طلب من الجنرال جروفر الادلاء بشهادته أمام الكونجرس بعد يومين من الإدلاء بشهادة ميجور جورج ريسي جوردان الذي ساعد في عملية شحن المواد إلى الاتحاد السوفييتي من نيوجيرسي أول مرة ثم من مونتانا بعد ذلك، وقد نبه ميجور جوردان لجنة الكونجرس إلى شحنات اليورانيوم وشهد بأن هاري هوبكنز طلب منه هاتفيا تسهيل عملية الشحن.
 ويذكر المؤلفان ان جوردان ألف كتاباً فيما بعد زعم فيه ان هوبكنز ساعد السوفييتي ضد مصالح الولايات المتحدة، وفي وقت الإدلاء بتلك الشهادة عام 1950 لم يخطر ببال أحد ان هوبكنز ربما كان عميلاً للاتحاد السوفييتي وظهرت هذه المعلومات بعد ذلك بسنوات في وقائق فينونا وفي تقرير كتبه منشق بارز من جهاز الـ «كي. جي. بي». كان هوبكنز خبيراً بشئون الخدمة الاجتماعية، وقد تولى رئاسة برنامج الخدمة الاجتماعية لولاية نيويورك إلى ان أصبح الحاكم فرانكلين روزفلت رئيسا للجمهورية فأخذه معه إلى واشنطن، وهناك امتدت اهتماماته لتشمل السياسة الخارجية وأصبح كبير مستشاري الرئيس الأمريكي. وفي كتاب وضعه صديق روزفلت ومؤرخ حياته روبرت شيروود، بدأ المؤرخ الكتاب بقوله: «خلال السنوات التي عاش فيها هاري هوبكنز ضيفاً في البيت الأبيض كان يعتبر بشكل عام شخصاً شريراً، ومتسللاً من الأبواب الخلفية، وشخصيته مزيج من ماكيافيلي وراسبوتين، ولم تقتصر مشاعر العداء ضده على مبغضي روزفلت، بل كان عدد كبير من أخلص أصدقاء الرئيس ومساعديه داخل الحكومة وخارجها يكرهون هوبكنز بشدة ويستاءون من وضعه غير العادي المتمتع بالنفوذ والسلطة، وقد وصفه ضابط منشق في المخابرات السوفييتية بأنه أهم عملاء السوفييتي جميعاً في الولايات المتحدة أيام الحرب. وقد رأى البعض ان هوبكنز كان يعمل في خدمة روزفلت فقط باعتباره «قناة خلفية» بينه وبين ستالين، ولكن المؤلفين يقولان انه لو كان ذلك صحيحاً ما احتاج هوبكنز إلى بعض جواسيس موسكو كهمزة وصل، بل كان بإمكانه التعامل مع أي مسئول سوفييتي في واشنطن ممن كان يزورهم بانتظام، وكان يزور بانتظام أيضاً كونستانتين أومانسكي السفير السوفييتي حتى شهر ديسمبر 1941 حين حل محله السفير مكسيم ليتفينوف وكان مثقفاً ووثيق الصلة بالعديد من الأمريكيين بمن فيهم هوبكنز، فضلاً عن كونه مسئولا سوفييتياً بالغ الأهمية،


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  800px-Harry_Hopkins_NYWTS


وكانت زوجته بريطانية المولد، واسمها ايفي تتحرك وسط أفضل الدوائر الاجتماعية في واشنطن، كما كانت هي أيضا شيوعية مخلصة ومجربة، وكان يمكن استخدامها كفتاة خلفية، وقد توطدت العلاقات في عام 1943 بين هوبكنز وضابط سوفييتي مسئول هو الجنرال بيلاييف المسئول عن بعثة المشتريات السوفييتية. وقد كشفت وثائق فينونا عن رسالتين من بيلاييف إلى القيادة السوفييتية بعث بهما إليه هاري هوبكنز الذي كان أيضاً على صلة مباشرة بالرجل الصارم الذكي أندريه جروميكو، وفي أكتوبر 1944 نقلت رسالة من جروميكو إلى مولوتوف ملاحظات عن حديث له مع هوبكنز حول مجموعة من الأمور من بينها الانتخابات الرئاسية المقبلة.
 وقد أكدت وثائق فينونا الصلة التي كانت قائمة بين هوبكنز ورجل المخابرات السوفييتية أخميروف، ويكشف تقرير موقع من أخميروف من بين وثائق فينونا في مايو 1943 عن أن العميل السوفييتي «19» أخبره بالمحادثات التي حضرها والتي دارت بين روزفلت وتشرشل أثناء مؤتمر عقد في واشنطن في مايو 1943، وبينما كان تاريخ هذه الاجتماعات موجوداً في ملفات وزارة الخارجية الأمريكية، فلا يوجد شيء عما دار في هذه المحادثات إلا في التقرير السوفييتي. وقد قام المؤرخ العسكري الأمريكي ادوارد مارك بدراسة دقيقة لوثائق فينونا خرج منها بأن العميل «19» كان هاري هوبكنز، فقد كان هو وحده الذي تربطه علاقة وثيقة بالرئيس روزفلت تسمح له بحضور الاجتماعات السرية التي عقدها مع تشرشل.
ولقد عمل هوبكنز بطريقة مدهشة على ممارسة ضغوط في عدة قضايا تتصل بالاتحاد السوفييتي، في محاولة منها لوضع حلول لصالح موسكو.

 رسالة من ستالين

كان مستقبل بولندا بعد الحرب من المجالات المهمة موضع الخلاف بين الحلفاء الغربيين والاتحاد السوفييتي، ففي سبتمبر 1944 كان الجيش الأحمر يقترب من مدينة وارسو، وكان جيش الوطن السري البولندي يقوم بتنظيم انتفاضة ضد الاحتلال النازي، بدعم من حكومة المنفى البولندية في لندن. وعلى الرغم من ان ذلك كان يمكن ان يساعد الجيش الأحمر، وأن يعيق المقاومة النازية، وكان معنى ذلك أيضاً أن البولنديين ستكون لهم كلمة بشأن مستقبل بلادهم، ولكن الذي حدث ان الجيش الأحمر أوقف هجومه لمدة أتاحت للنازيين ذبح رجال المقاومة البولندية، وفي وقت لاحق خطط روزفلت وتشرشل لإرسال طائرات الحلفاء لإسقاط الامدادات للبولنديين، وطلبا من ستالين السماح للطائرات بالهبوط في الأراضي السوفييتية، وكانت رسالة روزفلت وتشرشل كالتالي: لقد درسنا موقف الرأي العام الدولي إذا ترك المعادون للنازية في وارسو وحدهم، ونحن نعتقد ان ثلاثتنا يجب ان يعملوا كل ما في وسعهم لإنقاذ أكبرعدد ممكن من الوطنيين، ونأمل ان تقوموا بإسقاط امدادات وذخيرة مباشرة من أجل الوطنيين في وارسو، وان توافقوا على مساعدة طائراتنا على القيام بهذه المهمة على وجه السرعة، ويحدونا الأمل في موافقتكم لأن عنصر الوقت بالغ الأهمية.
 ورفض ستالين ذلك في رده على الوجه التالي: «عاجلاً أم آجلاً سوف تظهر الحقيقة بشأن المجرمين الساعين إلى السلطة الذين بدأوا مغامرة وارسو، إن هذه العناصر التي لعبت على سذاجة سكان وراسو، قد عرضت الأهالي العزل لمدافع الألمان ومدرعاتهم وطائراتهم، والنتيجة هي إيجاد موقف قام فيه الهتلريون ـ لا البولنديون ـ باستغلال كل يوم لقتل السكان المدنيين بوحشية..». وأضافت رسالة ستالين قائلة: «وأؤكد لكم ان الجيش الأحمر لن يدخر أي جهد لسحق الألمان في وارسو وتحريرها من أجل البولنديين، وتلك هي المساعدة المثلى والفعالة التي يجب تقديمها للبولنديين المعادين للنازية. المغزى الغامض يرى مؤلفا الكتاب أن العسكريين الأمريكيين لم يفهموا المغزى السياسي لهذا الموقف، وعارضوا المخاطرة بالطائرات لإسقاط الامدادات للبولنديين مثل الجنرال إف. أندرسون نائب قائد العمليات في القوة الجوية الاستراتيجية الأمريكية في أوروبا.
 ففي 11 سبتمبر 1944 التقى الجنرال اندرسون بهاري هوبكنز وأخبره بأنه يعتقد ان عمليات الإسقاط الجوي فكرة سيئة لأنها تعتبر مخاطرة فضلاً عن انها قد تخرب العلاقات بين أمريكا وروسيا. وقد وافقه هوبكنز على ذلك، وقال له انه سوف ينقل هذا الرأي إلى الرئيس الأمريكي على الفور. والشيء ذو الدلالة الواضحة هو ما ذكره الجنرال أندرسون بشأن هوبكنز. فقد قال ان الأخير ذكر له انه سوف يبحث عن أي برقيات واردة من تشرشل أو من وينانت، السفير الأمريكي في لندن، وسوف يعمل على تعطيل وصولها حتى لاتتورط واشنطن في عمليات الاسقاط.
 ويرى المؤلفان انه من المذهل ان يذكر هوبكنز لأحد زواره انه سوف يعطل وصول برقيات تشرشل والسفير الأمريكي في لندن إلى الرئيس روزفلت، وان ذلك دليل على تمتعه بنفوذ لا يصدق.
 وبعد وفاة روزفلت وتسلم ترومان للرئاسة الأمريكية أرسله إلى موسكو في مايو 1945 للاجتماع بستالين، وقد قام تشارلز بوهلين مساعد وزير الخارجية الأمريكي بتسجيل محضر ذلك الاجتماع، وكانت واشنطن تؤيد اجراء انتخابات حرة في بولندا ولكن ملاحظات بوهلين تقول ان هوبكنز أخبر ستالين بأن الولايات المتحدة ترغب في وجود بولندا صديقة للاتحاد السوفييتي، وأنها في الواقع تريد ان ترى دولاً صديقة على جميع الحدود مع الاتحاد السوفييتي، فأجابه ستالين قائلا: «إذا كان الأمر كذلك فمن السهل أن نتوصل إلى اتفاق بشأن بولندا. ويرى المؤلفان ان النتيجة التي أسفرت عنها تلك المحادثات قيام حكومة شيوعية في بولندا تقوم على القمع مثل حكومة موسكو.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  220px-Harry_Lloyd_Hopkins
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

mi-17

مشرف
مشرف



أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena20أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena11أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena30
أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Unbena23




أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات    أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Icon_minitimeالخميس فبراير 25 2016, 14:57

- الحلقه الخامسه - 
إدارة في المخابرات البريطانية تتجسس على واشنطن، القاهرة تتحول إلى ساحة لحركة اليوغسلاف بتوجيه أمريكي

في الظروف العادية يتمثل أصعب الأهداف بالنسبة لأي إدارة مخابرات في اختراق إدارة المخابرات المنافسة في دولة أخرى، تلك قاعدة عامة باستثناء الحد الأعلى لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وهو مكتب الخدمات الاستراتيجية، الذي كان يدير أنشطة المخابرات الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية،


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  120px-Office_of_Strategic_Services_Insignia.svg



 وقد أنشئ هذا المكتب في 11 يوليو 1941 عندما قرر الرئيس روزفلت تعيين وليام دونوفان منسقاً للمعلومات، وكان ذلك أول محاولة لتكوين مخابرات مركزية، ولكنها كانت تفتقر إلى الخبرة وتعاني من عدم القدرة على فهم النوايا السوفييتية.
تكشف وثائق برنامج فينونا كيف استطاعت المخابرات الخارجية السوفييتية اختراق مكتب الخدمات الاستراتيجية بسهولة، ولم تكن الولايات المتحدة قد دخلت الحرب بعد عندما كلف دونوفان بمهامه المتمثلة في جمع المعلومات للرئيس الأمريكي، وفي إسقاط الأشخاص خلف خطوط العدو في حالة الحرب لجمع المعلومات والقيام بأعمال تخريبية وكان دونوفان معروفاً باسم «بيل المتوحش» نظراً لاشتراكه في معارك الحرب العالمية الأولى ومنحه وسام الشرف،


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  220px-William_Donovan



 وقبل أن يستطيع جواسيس مكتب الخدمات الاستراتيجية نشر الدمار داخل دولة الرايخ الثالث خلال الحرب العالمية الثانية، كان لابد من تحويل المكتب إلى ادارة ذات مستوى عالمي بحيث يستطيع جمع المعلومات وتفسيرها في جميع مراحل الحرب العسكرية والاقتصادية والسياسية. وقد وافق دونوفان وكبار مساعديه على ذلك مثل رئيس محطة لندن دافيد بروس والجاسوس الرئيسي المقيم في سويسرا آلان دالاس، واتفق الجميع على التعامل حتى مع الشيطان لكي يصبح المكتب مصدراً رئيسياً للرئيس روزفلت في التخطيط الاستراتيجي ولكن المخابرات العسكرية التابعة لادارة الحرب كانت تكره تلك الفكرة، غير ان مكتب الخدمات الاستراتيجية ظل ينمو على الرغم من جميع الخطط الأصلية الخاصة به. وحتى قبل إرسال عملاء المكتب لأول مرة ليتلقوا التدريب على يد الكوماندوز البريطانية في معسكر سري أقيم على عجل في كندا لجأ دونوفان إلى توظيف أفضل العقول من الجامعات الأمريكية وأذكاها ومن مجتمع المهاجرين الكبير من المثقفين الأوروبيين الذين هربوا من بطش هتلر، ولم يكن يهتم بأن بعض من وظفهم في قسم البحوث والتحليل التابع للمكتب من اليساريين، كما ان جانباً كبيراً منهم كانوا بالفعل أعضاء في الحزب الشيوعي في بلادهم الأصلية، ومع وجود أوربيين لا يخفون مشاعرهم اليسارية، في مناصب عليا داخل مكتب الخدمات الاستراتيجية أصبح من السهل على الشيوعيين الامريكيين ـ مثل رئيس خبراء التحليل موريس هالبرين الأمريكي اللاتيني ـ الاستمرار في التغطية، تحت ستار أنهم معادون للفاشية، بينما أخذوا يجمعون الأسرار لصالح الاتحاد السوفييتي.


 اختراق مكتب الخدمات


 في نوفمبر 1941 قرر وليام دونوفان ان من المفيد وجود رجال ممن تلقوا تدريباً عسكرياً للقيام بعمليات خلف خطوط العدو في الحرب التي كان يعلم أنها لن تلبث ان تنشب قريبا، وأدى بحثه عن مثل هؤلاء الرجال إلى فتح الباب للتسلل الشيوعي، وكان مئات من الشيوعيين الأمريكيين قد عادوا من الحرب الأهلية الاسبانية بخبراتهم العسكرية ذلك لأن الحزب الشيوعي كان قد أرسل عدداً من أعضائه ومن أعضاء رابطة الشباب الشيوعية إلى اسبانيا، وبلغت نسبتهم 60% من نحو ثلاثة آلاف أمريكي أرسلوا إلى اسبانيا.
 واتصل دونوفان بشخص يدعى ميلت وولف قائد جنود لواء ابراهام لنكولن وطلب منه قائمة بالرجال المتوفرين، وكان ذلك في نوفمبر 1941، عندما تغير موقف الشيوعيين من النازية، نتيجة قيام هتلر بالهجوم على الاتحاد السوفييتي وخرج ميلت وولف عن انعزاليته ورفضه لدخول أمريكا الحرب، وكتب رسالة إلى محاربي لواء ابراهام لنكولن طالب فيها بقيام الولايات المتحدة بفتح جبهة غربية في أوروبا على الرغم من أن واشنطن لم تكن قد ذهبت إلى الحرب فعلاً. وأخطر وولف شخصا يدعى يوجين دنيس بطلب دونوفان، وكان دنيس عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي وقد عاد لتوه من موسكو ومنح وولف تصريحاً غير نهائي ولكنه طلب تفويضا من موسكو وفي الوقت نفسه ساعد على ايجاد صلة بين وولف والكولونيل البريطاني بيلي المسئول عن تجنيد رجال لمدرسة التدريب البريطانية في المعسكر السري في كندا، الذي عرف باسم معسكر «إكس» وقدم وولف لأول مرة عدداً من محاربي الحرب الأهلية الاسبانية غير الأمريكيين ضم اثني عشر يوغسلافيا وثلاثة تشيكيين وإيطالياً واحداً، وبعد ان دخلت أمريكا الحرب أضاف وولف عشرة أمريكيين ويونانيا واحداً وثلاثة يوغسلافيين.
 وفي نهايات ديسمبر 1941 كلف الحزب الشيوعي الأمريكي رسمياً يوجين دينس بإقامة صلات مع المخابرات الأمريكية، واستخدم دنيس صلته بالمخابرات الخارجية السوفييتية للسؤال عما إذا كان مسموحاً بنشاط وولف من جانب موسكو،


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  220px-Eugene_Dennis



 وبعد وقت قصير تحدث دونوفان مباشرة إلى دينس، وطلب منه تعيين وسيط مع المنظمة السرية للحزب الشيوعي في فرنسا، ولكن رئاسة المخابرات الخارجية في موسكو رفضت ذلك، خوفاً من تمكن المخابرات الخارجية في موسكو رفضت ذلك، خوفاً من تمكن المخابرات الأمريكية والبريطانية من اختراق شبكتها في أمريكا عن طريق المحاربين الذين قدمتهم للمعسكر السري «إكس» في كندا، واصلت تحذير الأحزاب الشيوعية في إيطاليا واسبانيا وأمريكا وكندا. وأخبر دينس الرئاسة في موسكو بالموافقة على تجميد نشاط وولف ولكنه اقترح السماح بانضمام عناصر إلى مكتب الخدمات الاستراتيجية بشكل فردي، وكان وولف في السادسة والعشرين من عمره عام 1941، وكان عضواً في رابطة الشباب الشيوعي قبل ذهابه إلى اسبانيا، وهناك انضم إلى الحزب الشيوعي الاسباني ثم إلى الحزب الشيوعي الأمريكي عند عودته إلى الولايات المتحدة. وبعد إغلاق مشروع مكتب الخدمات الاستراتيجية جند وولف في الجيش الأمريكي في يونيو 1942 وكلف بالعمل في ذلك المكتب.
 وفي ذلك الشهر منح رتبة ملازم ثان، وكما اقترح دنيس انضم عدد من الشيوعيين كأفراد إلى مكتب الخدمات الاستراتيجية.
وقد كشفت احدى وثائق برنامج فينونا من خلال رسالة في أغسطس 1941 عن أن عميلاً لموسكو اسمه فوتشينتش قدم لأحد عملاء المخابرات العسكرية السوفييتية معلومات من مكتب الخدمات الاستراتيجية الأمريكي مفادها ما يلي:
 أ ـ تستعد الحكومة اليوغسلافية للتحرك إلى القاهرة، ومن ثم فإنهم يخططون للذهاب إلى يوغسلافيا مع قوات الحلفاء، وكذلك فإن جماعة كبيرة من الرجعيين اليوغسلاف من الولايات المتحدة، تستعد للسفر إلى المكان نفسه، وخاصة عدد كبير من أعضاء نادي «الضباط الملكيين» وجميعهم معادون لحركة الأنصار في يوغسلافيا.
 ب ـ توجد في القاهرة أيضا وحدات عسكرية تشكلت من أسرى الحرب اليوغسلاف الذين أفرج عنهم الحلفاء في أفريقيا، وهذه الوحدات خاضعة لإشراف القيادة الأمريكية.
 كذلك كشفت رسالة من أحد العملاء السوفييت إلى المخابرات الخارجية السوفييتية عن أسماء عدد من الجواسيس، وقد تمكن خبراء الشيفرة في برنامج فينونا من فك رموز الرسالة، وكان من بين الأسماء التي وردت فيها تشير إلى عميل يعمل في مكتب الخدمات الاستراتيجية في قسم التصوير اسمه الحركي «كوليجا» ولكن خبراء الشفرة لم يستطعوا معرفة اسمه الحقيقي، وقد عرف فيما بعد أنه منتج الأفلام كارل مارزاني الذي أصبح ناشراً فيما بعد ذلك. وقد أدين بعد الحرب بتهمة اخفاء عضويته في الحزب الشيوعي عند توظيفه في الحكومة، وقضي الفترة ما بين عامي 1949 و 1951 في إصلاحية فيدرالية.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Marzani

 وقد افتضح أمر مارزاني في عام 1994 كجاسوس للمخابرات السوفييتية المعروفة باسم «كي. جي. بي» على يد جنرال متقاعد من تلك المخابرات اسمه أوليج كالوجين كتب سيرته الذاتية، وذكر فيها ان كارل مارزاني تلقى أموالاً من المخابرات السوفييتية في أوائل الستينيات لتمويل دار النشر التي يمتلكها والمسماة مارزاني ومونسيل.


 أشباح بريطانية في أمريكا


 يتناول المؤلفان جانباً خفياً من نشاط المخابرات البريطانية داخل الولايات المتحدة نفسها، وما أثاره ذلك من خلاف بين المسئولين عن الجاسوسية من الطرفين، وكانت بريطانيا قبل دخول أمريكا الحرب، قد شكلت قسما خاصا للمخابرات عرف باسم الادارة البريطانية للتنسيق الأمني، وكلفت تلك الادارة في البداية بشن حملة دعاية لهزيمة التيار الانعزالي لدى الرأي العام الأمريكي.
 وبعد الهجوم الياباني على بيرل هاربور عمل عملاء الادارة مع مكتب المباحث الفيدرالية الأمريكية في نصف الكرة الجنوبي. ووفروا التدريب والمعدات لأولئك الذين كان قد عينهم دونوفان في مكتب الخدمات الاستراتيجية.
 ومنذ البداية ثبت ان الادارة البريطانية للتنسيق الأمني كانت هدفاً سهل الاختراق من جانب المخابرات السوفييتية، شأن مكتب الخدمات الاستراتيجية، وفي ابريل 1943 ذكرت احدى رسائل فينونا ان عميلاً يدعى سيدريك بلفريدج، وهو موظف في الادارة البريطانية كان مصدراً للمعلومات أرسلت إلى الاتحاد السوفييتي عن الأنصار اليوغسلاف (الشيوعيين) وأنصار الحركة القومية، وكان كلا الفريقين يقاتلان النازيين، وفي الشهر التالي أخبر بلفريدج السوفييتي بأن سير وليام ستيفنسون، مدير الادارة البريطانية للتنسيق الأمني في نيويورك عاد إلى انجلترا مع ونستون تشرشل.


أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات  Sir_William_Stephenson_from_1942_passport


 وفي تقرير آخر من بلفريدج أشار إلى الخلاف بين الأجهزة الأمريكية والبريطانية حول نشاط الأخيرة. وقال ان مكتب المباحث الفيدرالية الأمريكية مستاء من «النشاط المدمر» للمخابرات البريطانية داخل الولايات المتحدة.
ويرى المؤلفان ان من الواضح ان الرسالة تشير إلى عمليات التجسس الانفرادية التي يقوم بها ستيفنسون ووحدته وعلى الرغم من الاحتجاجات الأمريكية على ذلك، تفيد الوثائق الأمنية البريطانية التي أفرج عنها ان ستيفنسون استمر في عملياته التجسسية السرية ضد أهداف أمريكية، وقام بشن عمليات سرية ضد جماعات أمريكية بارزة تدعو لعزة أمريكا أثناء الحرب.
 وبالإضافة إلى جمع المعلومات عن المخابرات الأمريكية، كان اختراق مكتب الخدمات الاستراتيجية مفيدا فائدة عظيمة للمخابرات الخارجية السوفييتة لسبب آخر، إذ نتج عن هذا الاختراق توفير معلومات للسوفييت عن حركات المقاومة غير الشيوعية في دول أوروبا التي احتلها النازيون، وقد تم اختراق هذه الحركات نفسها، حيثما اتيح ذلك للسوفييت،
 وقد استطاعت المخابرات السوفييتية تجنيد بيير كوت الوزير في الحكومتين الفرنسيتين قبل الحرب العالمية وبعدها وهو أيضا شخصية مهمة في حركة فرنسا الحرة بقيادة الجنرال شارل ديجول لمقاومة الاحتلال النازي لفرنسا، وكان مستعداً لعمل أي شيء يطلبه منه الاتحاد السوفييتي.
 ويقول المؤلفان انه بعد وصوله إلى أمريكا في سبتمبر 1941 وهروبه من فرنسا، كان له سجل طويل في التعاون مع الكومنترن، ولكنه لم يكن عضواً في الحزب الشيوعي، وكان جزء من فرنسا محتلا من قبل القوات النازية، أما الجزء الباقي فكانت تحكمه حكومة فيشي المتعاونة مع الألمان، وقد وصلت معلومات كوت عن حركة المقاومة الفرنسية إلى موسكو من خلال إيرل برودر حتى عام 1943.
 وبعد ذلك أرادت موسكو ان يكون هناك اتصال مباشر مع كوت، وكلف ضابط في المخابرات الخارجية السوفييتية اسمه فلاديمير برافدين بالمهمة، تحت ستار انه صحافي يعمل بوكالة أنباء «تاس» السوفييتية واتصل ضابط المخابرات بكوت في يونيو 1942، بينما كان يلقي خطبة في احتفال عام، وقد تم تجنيده رسمياً، فيما بعد، عندما وافقت موسكو على ذلك، وأصبح عميلاً للمخابرات الخارجية تحت اسم حركي هو: «ديدالوس» أو «ديدال» باللغة الروسية، وفي الشهر التالي اقترح كوت ان ينتقل إلى الجزائر ليعمل مباشرة مع الجنرال ديجول.
 وكان هناك أيضاً عميل آخر يعمل لحساب السوفييت منذ زمن طويل في المقاومة الفرنسية، وهو أندريه لا بارت واسمه الحركي «جيروم» وكان مديراً عاماً للأبحاث العلمية والتسليح في حركة ديجول، وقد أظهرت وثائق فينونا انه عميل للمخابرات العسكرية السوفييتية، ويعمل في لندن من أجل المقاومة الفرنسية، وقد ارتبطت به عميلة ارتباطا وثيقاً، وهي ألتا مارتا لوكوتر واسمها الحركي «مارتا» وكانت العشيقة السابقة لكوت وسكرتيرة لأندريه لابارت، وعمل لابارت ولوكوتر لحساب المخابرات العسكرية السوفييتية منذ بداية عام 1940 أثناء التحالف السوفييتي النازي وربما وجدت المعلومات التي أرسلاها عن حركة المقاومة الفرنسية آنذاك طريقها إلى النازيين عبر السوفييت، وفي يوليو 1940 أخبرت لوكوتر المخابرات العسكرية السوفييتية بأن لابارت يعمل بالتعاون الوثيق مع صناعة الحرب البريطانية وأعضاء في الحكومة البريطانية. وقد أشارت وثائق فينونا إلى أن لوكوتر هي عضو سابق في الحزب الشيوعي الألماني، ولكن لابارت لم يكن عضواً في الحزب الشيوعي غير انه متعاطف مع الشيوعيين، وخدم في الألوية الدولية في اسبانيا، وقد استطاع جمع معلومات لحساب السوفييت بحجة انه يؤلف كتاباً عن هزيمة ألمانيا.
 وقد نقل إلى موسكو عبر محطة المخابرات العسكرية السوفييتية في لندن، معلومات تفيد بأن مهندساً فرنسيا قدم اختراعاً لتحسين عملية القصف، وأن ذلك الاختراع سوف يسلم إلى البريطانيين، وقد صور لابارت المواد الخاصة بذلك الاختراع مع الرسومات المصاحبة.
وفي احدى رسائل فينونا في أغسطس 1942 تخبر محطة المخابرات المقيمة في لندن موسكو بأن لابارت أفاد بأن البريطانيين يخططون لارسال قوات من حركة فرنسا الحرة إلى داكار في أفريقيا الغربية الفرنسية، ولكن الجنرال ديجول عارض الخطة لأن قواته كانت فقيرة التسلح، ولأنها قد تقاتل ضد جنود فرنسيين آخرين، وبناء على تعليمات موسكو أمرت المخابرات العسكرية السوفييتية ببقاء لابارت في لندن مع ديجول، كذلك اقترح لابارت ان يمد المخابرات بجوازات سفر فرنسية مزورة.
 ويقول مؤلفا الكتاب ان ذلك العميل الفرنسي ارسل تقريراً إلى موسكو يفيد بأن ديجول وقواته موجودون في سيراليون استعدادا للهجوم على داكار من البر، وكانت تلك المعلومات بالغة الأهمية بالنسبة للنازيين، لو أن حلفاءهم السوفييت أشركوهم في الاطلاع عليها، ويقول المؤلفان: على الرغم من علمنا بأن السوفييت كانوا يمدون النازيين بالنفط والمواد الحربية الأخرى، إلا اننا لا نعرف مدى الشراكة الاستخباراتية بين الدولتين الشموليتين.


 الاختراق المزدوج


 كانت حركات المقاومة عبر أوروبا المحتلة بالقوات النازية بما فيها فرنسا تمثل أساس عمل مكتب الخدمات الاستراتيجية والمخابرات البريطانية، لاختراق الرايخ الألماني، وكانت هذه المنظمات السرية أيضاً هدفاً للاختراق الشيوعي، مما كان يمثل مشكلة خطيرة لم يستطع أحد في الغرب فهمها بالكامل.
وكان الاتجاه السائد بين زعماء التحالف الانجلو أمريكي هو ان يخوضوا حرباً واحدة في الوقت الواحد، وكان هناك أيضاً انقسام في الرأي حول السياسات التي يجب تبنيها تجاه الاتحاد السوفييتي في حالة تأكد الانتصار على النازية ولكن أغلب الزعماء بمن فيهم تشرشل كانوا يأملون في إمكان إلهاء ستالين إذا عرف طريقه إلى الثقة في الحلفاء، ولم تكن القيادة السوفييتية مهتمة بهذا الوهم، بل كانت موسكو منذ البداية تتطلع مباشرة إلى ما وراء أهداف الحرب، أي إلى تقدم القضية الشيوعية على المدى الطويل، وكان النشاط السوفييتي واسع النطاق في جميع المعلومات الاستخباراتية عن القوى العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية وأنشطة مخابراتها، أمراً بالغ الخطورة أثناء الحرب العالمية الثانية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أسرار المخابرات السوفييتية في أمريكا .......حلقات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أسرار سرقة إسرائيل "مواد نووية" من أمريكا
» قصة العميل "A-201" أو كيف استطاع ستالين الحصول على أهم أسرار ألمانيا النازية؟
» من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات
» أسرار الصمود النسبي للنفط الصخري
» أسرار هجمات الضفادع البشرية المصرية على إيلات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العسكري العربي :: الأقســـام العسكريـــة ::  المخابرات والجاسوسية - Intelligence and espionage -