صحيفة إسبانية: الاتفاق العسكري بين الرباط والرياض يقلق مدريد"راكمت إسبانيا ديونا فاقت 30.000 مليون دولار، كما أنها تواجه مشاكل حقيقة وضغوطات مع جدول سداد الأموال لشراء الأسلحة، بالإضافة إلى أنها تجد صعوبة في الحصول على التمويلات لتعزيز برامجها العسكرية، في وقت استطاع المغرب توقيع اتفاقية مع المملكة العربية السعودية لتخصيص 22 مليون دولار للرباط، بغية تعزيز صناعتها العسكرية؛ وهو ما أثار قلق الجهاز العسكري الإسباني".. بهذه العبارات استهلت صحيفة "إلكونفدنسيال" الإسبانية مقالا لها بعنوان: "الاتفاق العسكري بين الرباط والرياض يطلق الإنذارات"، في إشارة إلى الزيارة التي قام بها وزير الدفاع السعودي إلى المغرب، خلال شهر شتنبر الماضي، بهدف تفعيل الاتفاق المذكور بعد مرور سنوات من التفاوض بشأنه، عبر ضخ 22 مليون دولار، في إطار تقوية العلاقات الثنائية في المجال العسكري.
وأوردت "El Confidencial"، ضمن مادتها، أن هدف الاتفاق هو توفير ما يكفي من الدعم المالي للمغرب من أجل تحقيق "قفزة نوعية" في مجال التسليح، لاسيما في ما يتعلق بخلق صناعة دفاعية مغربية محضة، حتى تتمكن المملكة المغربية من ضمان استقلاليتها، دون الاعتماد بشكل كبير على الصناعة الخارجية؛ في إشارة إلى منتجات كل من أمريكا وفرنسا، باعتبارهما دولتين تتعاملان عسكريا مع المغرب.
وأضاف المنبر الإعلامي ذاته، بناء على تقرير أعده معهد الدراسات من أجل السلام بستوكهولم، أنه خلال منتصف العقد الماضي كان المغرب يحتل المرتبة 69 من حيث استيراد الأسلحة من دول العالم، لكنه في ظرف عشر سنوات نجح في تجاوز ستين دولة ليحتل بذلك المركز العاشر من حيث الترتيب، ليكون بذلك ضاعف حصته في مجال شراء الأسلحة 15 مرة في ظرف عشر سنوات فقط.
وعلاوة على ذلك، فإنه في السنوات الخمس الماضية قررت العديد من الشركات العالمية المختصة في صناعة الأسلحة والملاحة الجوية إنشاء مصانعها بالمغرب، كما هو الشأن بالنسبة إلى المقاولة الكندية "Bombadier"، المختصة في صناعة طائرات التدريب العسكري، المعروفة باسم "توكانو"، والتي تعمل بالمغرب منذ سنة 2013، رغم أنها تقوم في الوقت الحالي بتصنيع طائرات للنقل المدني فقط.
وتابعت الصحيفة، المختصة في نقل الأخبار السرية، أن الائتمان السعودي، الذي لم يتم الكشف بعد عن شروط سداده، جاء لتعزيز عمليات الشراء المستقبلية للأسلحة جديدة الصنع، خدمة للقوات المسلحة المغربية، على أساس أن يتم الاستثمار مستقبلا في مجال اقتناء الغواصات، خاصة بعد الصفقة المبرمة بين الرباط وموسكو مؤخرا لشراء أسلحة ثقيلة، من بينهما غواصة لتثمين العلاقات الإستراتيجية.
وإلى جانب هذه المشاريع التي قام المغرب بتفعيلها، كاقتنائه طائرات F16 الأمريكية، وطائرات بدون طيار للمراقبة، ودبابات من نوع "Abrams"، وثلاثة طرادات وفرقاطة حديثة، بالإضافة إلى أقمار صناعية قادرة على التقاط الصور بأدق التفاصيل لجميع القواعد العسكرية الإسبانية بمختلف مدن المملكة الأيبيرية، أحدث المغرب قاعدة بحرية بـ"القصر الصغير"، لإثبات حضوره في "جبل طارق".
وتبعا للمصدر نفسه، فإن الاتفاقيات العسكرية بين المملكة العربية السعودية والمغرب لم تمر دون إثارة انتباه أجهزة المخابرات الإسبانية، إذ إن القلق يسود بين مسؤولي مختلف الأجهزة الأمنية بإسبانيا، خاصة في ثغري سبتة ومليلية، على اعتبار أن المغرب يطالب باسترجاع المدينتين، رغم أن العلاقات الثنائية بين البلدين تبدو جيدة، خاصة في مجال التصدي للإرهاب والهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر.
ووفق ما أكدته مصادر من داخل قصر "La Moncloa"، لـ"إلكونفدنسيال"، فإن المغرب يستعد لحملة دبلوماسية لدى منظمة الأمم المتحدة للمطالبة باسترجاع الثغرين، في وقت استبعدت مصادر أخرى احتمال وقوع أزمة عسكرية بين البلدين في الوقت الحالي، إذ إن العالم أصبح يهتم أكثر بتهديدات "داعش"، لكن يبقى من الضروري الأخذ بعين الاعتبار القوة العسكرية للمغرب لحظة التفاوض.
مصدر