لماذا أفشت حماس “المتكتمة” أسرار شاليط التي أخفتها لسنين؟
تكتمت حركة حماس الفلسطينية نحو 10 سنوات على أسرار عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي المفرج عنه جلعاد شاليط الذي أسرته في عملية نوعية عام 2007، في واحدة من أكثر عمليات الإختطاف والاحتفاظ به ثم التبادل، في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
حيث خاضت حماس وجناحها العسكري كتائب القسام معركة عقول شديدة الصرامة والحساسية، وهي معركة أمنية شديدة التعقيد نتيجة لظروف غزة المحاصرة والساقطة أمنيا كما يصفها الخبراء العسكريون، ومع ذلك تمكنت الحركة من الاحتفاظ بالجندي الأسير خمس سنوات كاملة، لم تتمكن خلالها إسرائيل من الوصول لطرف خيط أو الحصول على أي معلومة، وبقيت ظروف عملية الإعتقال تلك والإحتفاظ بالجندي كل هذه المدة طي الكتمان إلى أن أفرجت كتائب القسام بنفسها عن تلك الأسرار، عبر فيديو عرضته شاشة فضائية الأقصى التابعة لحماس اليوم الأحد 3\1\2016
كثيرون تسائلوا عن معنى التوقيت، وعن السبب الذي دفع حركة حماس التي توصف بأنها من أشد الحركات تكتما وسرية في العالم للكشف عن هذه الأسرار الأمنية، والحقيقة أنه يمكن رصد ثلاثة أسباب رئيسية في هذا السياق:
أولا: تحريك المياه الراكدة في الساحة الإسرائيلية من أجل الإسراع بتنفيذ عملية تبادل جديدة بين حماس وإسرائيل على غرار تلك التي حدثت عام 2011 وأفرج بموجبها عن اكثر من 1000 أسير فلسطيني، أي أن حماس تسعى لتأجيج الشارع الإسرائيلي ضد الحكومة ودفع عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرىلديها للتحرك والضغط على الحكومة من أجل العمل على استعادة أبنائهم.
ثانيا: أرادت حماس أن تسجل علامة فارقة جديدة مع الإحتلال في بداية السنة الجديدة، وأرادت حماس أن تجذب الإنتباه إليها بعمل يلقى صدى إعلامي في بداية 2016.
ثالثا: بعد الضغوط الشعبية التي مورست في غزة على حماس من أجل تسليم معبر رفح للسلطة الفلسطينية والدعوات المتكررة من أطراف عدة بهذا الخصوص، وبعد المبادرة التي قدمتها الجبهة الشعبية، أرادت حماس تذكير الشارع بمثل هذا الحدث النوعي الذي أنجزته، وتذكيره بسلاح المقاومة الذي قد يطاله الأذى في حال تسليم المعبر، أي أنها أرادت تعزيز موقفها فيما يتعلق بمفاوضات المعبر عبر حشد مزيد من الالتفاف والتأييد الشعبي حولها، ولا سيما أن الشعب الفلسطيني بطبيعته يميل لتأييد المقاومة والتعاطف معها.