* توقعات:
- سوف تواصل الاضطرابات السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط تعزيز صعود الجماعات الإرهابية، التي سيمتلك بعضها الحافز والقدرة على مهاجمة المصالح الأمريكية.
- بينما تتطلع الولايات المتحدة لمواجهة هذه التهديدات، ستحاول إيجاد استراتيجية تجمع بين الفاعلية وقابلية الاستمرار لفترات طويلة.
- لتحقيق هذه الغاية، ستستمر الولايات المتحدة في توفير التدريب والدعم الاستخباراتي واللوجستي للفاعلين المحليين الذين يقاتلون ضد الجماعات الإرهابية.
- لاستكمال هذه الجهود؛ سوف تضطر الولايات المتحدة إلى زيادة مطردة في عدد الأفراد المشتركين في القتال المباشر على الأرض- الاعتماد بشكل كبير على قوات العمليات الخاصة.
إعادة بناء المنطقة
تشكَّل الشرق الأوسط، عبر الحروب والاستعمار وحالة التشرذُم التي أعقبت الحرب الباردة خلال القرن الماضي، ليصبح عبارة عن مجموعة من الدول التي تحكمها جيوش وملكيات.
لكن على مدى العقد الماضي، هبَّت موجة من التدخلات الخارجية والانتفاضات الاجتماعية المحلية؛ لتمزق الكثير من هذه الهياكل السياسية.
في الوقت ذاته، انسحبت أطراف ثالثة قوية، مثل: الولايات المتحدة، من تحالفاتها في المنطقة، ما قوَّض موازين القوى بين الجهات الفاعلة الحكومية الرئيسية وغير الحكومية في الشرق الأوسط.
وبينما يواصل الشرق الأوسط تمزيق نفسه- إعادة ترتيب هذه القطع قد يستغرق عقودًا- سوف تستفيد الجماعات المتشددة من فراغ السلطة الناتج كي تنمو وتتكاثر. وخلال اشتباكها على نحو متزايد مع القوات العسكرية، الأكثر قوة وتماسكًا المتمركزة في أنحاء المنطقة، سوف تستخدم هذه الجماعات تكتيكات غير متماثلة، مثل: الإرهاب؛ لتسوية ساحة المنافسة، وتوسيع انتشارها.
التوازن المثالي
في ضوء التطورات الراهنة، كان على الولايات المتحدة أن تُعَدِّل نهجها مرة أخرى. وبالفعل، أوقفت واشنطن وحلفاءها سحب المزيد من القوات المتواجدة في أفغانستان، ومددت الجداول الزمنية لمهامها.
في غضون ذلك، أعادت الولايات المتحدة نشر قواتها على المسرح العراقي- وما وراءه- في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة عقب الانتشار السريع لتنظيم الدولة.
وفي الآونة الأخيرة، دفعت واشنطت بوحدة صغيرة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى سوريا بعد الفشل المتكرر للجهود الرامية إلى تدريب قوات محلية بالوكالة.
ومع ذلك، تواصل واشنطن البحث عن التوازن المثالي بين:
(1) الغزو واسع النطاق
أو(2) فك الارتباط الشامل.
وحتى الآن، تمخضت محاولة إعادة الانخراط الجزئي في العراق وسوريا، عن أحد أمرين: إما (1) نجاح محدود، أو (2) فشل ذريع.
وفي حين استعادت القوات المدعومة غربيا بعض الأراضي في العراق خلال العام الماضي، إلا أن المكاسب التي تحققت كانت تدريجية ومكلفة. لكن الخبر الجيد هو أن استراتيجية الاشتباك المحدود أكثر استدامة بكثير من سابقتَيْها.
وبينما ترتب الولايات المتحدة لخوض معركة طويلة ضد الإرهابيين الذين يرغبون في مهاجمتها، فإنها ستواصل البحث عن وسائل لمكافحة أعدائها بفعالية دون تجاوز مواردها، أو التعهد بما يفوق طاقتها.
وفي حين سيؤدي هذا النهج في نهاية المطاف إلى تقهقر تنظيم الدولة، سيستمر تصدٌّع الشرق الأوسط في اتجاهات مختلفة مع ظهور هياكل سلطة وتحالفات جديدة.
هذا سيؤدي فقط إلى توفير بيئة خصبة للمزيد من الجماعات المتشددة التي تستهدف باستمرار تحدي الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة. وهو بدوره ما سيجبر الولايات المتحدة على استمرار الانخراط في الشرق الأوسط.
ولتحقيق مستوى مقبول من الاستقرار- أو عدم الاستقرار، من وجهة النظر الأمريكية- سيتطلب الأمر التعهد بتوفير عشرات الآلاف من الأفراد للعمل على أرض المنطقة وفي سمائها، لسنوات عديدة قادمة.