حازت طائرة رافال Rafale المقاتلة المتعددة الأدوار من تصنيع شركة Dassault Aviation Rafale على كثير من الاستحسان بسبب قدرتها على القيام بعمليات قتالية في الظروف الصعبة والبيئات القاسية، بعيداً عن مرافق الدعم والمساندة، وذلك باعتبارها طائرة قوية ومتنوعة الاستخدامات وقابلة للتطوير وسهلة الصيانة.
والآن بعد وجود طائرة رافال في الخدمة على نحو ثابت لدى القوات الجوية الفرنسية وطيران البحرية الفرنسية، فقد تم إشراكها بنجاح في العمليات القتالية في أفغانستان وليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والعراق.
استفاد الطيارون والبحارون الفرنسيون من المرونة العملياتية الأصيلة لطائرة رافال في تنفيذ عدد كبير جداً من المهام القتالية في جميع أنواع الأحوال الجوية وفي ثلاث قارات، كانت ليبيا بمثابة مثال نمطي: ففي اليوم الذي تمت فيه العملية ضد القوات الموالية للعقيد القذافي، حققت طائرات رافال التابعة للقوات الجوية الفرنسية التفوق الجوي، وقصفت أهدافاً أرضية، ونفذت مهاماً استطلاعية، كما ساعدت على التعرف على نظام المعركة الإلكتروني للعدو، وفي الشهور السبعة التي تلت، بقيت طائرات رافال التابعة للقوات الجوية والبحرية الفرنسية في طليعة جهود حلف الناتو، مسجلة آلاف ساعات الطيران في القتال بمعدل إنجاز تام للمهام.
قامت طائرات رافال في ليبيا باستخدام أنواع كثيرة من الأسلحة ضد عدد كبير من المدرعات والمدفعية ومرابض الهاون والأهداف المحصنة، مثل حظائر الطائرات، ومراكز القيادة، والأسلحة الدقيقة عن بعد، التي تتميز بالرشاقة العالية والمدى البعيد المعياري للذخيرة، والقنابل الموجهة بالليزر من طراز GBU-12 Paveway II، وكذلك مدافعها الداخلية من عيار 30 ملم، ومن طراز 30M791 .
طائرات رافال ذات الانتشار المتقدم
تتمتع القوات الجوية الفرنسية بخبرة طويلة للغاية في عمليات الطائرات النفاثة السريعة من قواعد تشغيل متقدمة وقاسية في أفريقيا ومناطق أخرى بعيدة، ومع تقاعد كل من طائرات Jaguar و Mirage F1، تتولى Rafale الآن دوراً رئيسياً في أفريقيا، فهناك مفرزة من طائرات رافال موجودة بشكل دائم في ناجامينا، عاصمة تشاد، ومن هناك تقوم بتغطية مسرحين للعمليات في آن واحد، وتقوم بتنفيذ عمليات على نحو روتيني في أجواء مالي والنيجر وتشاد في الشمال، وجمهورية أفريقيا الوسطى في الجنوب، حيث تشارك قوات برية فرنسية في مهام حفظ السلام، وفي الشرق الأوسط تم وضع سرب من طائرات رافال التابعة للقوات الفرنسية منذ عام 2011، ومن هناك تنطلق لتنفيذ عمليات فوق العراق كجزء من تحالف واسع النطاق.
سهولة الصيانة
منذ الاشتباك الأول لطائرات رافال في أفغانستان تم نشرها إلى العديد من القواعد المتقدمة المكشوفة، حيث كانت فرق صغيرة من الفنيين تقوم بصيانتها، ويعود الفضل إلى مفهوم الصيانة المتقدم لطائرة رافال في انخفاض البصمة اللوجستية للكتائب، الأمر الذي قلل من الحاجة إلى وسائل النقل الجوي الاستراتيجية. وبمجرد دخول طائرة رافال إلى مسرح العمليات فإنها تثبت موثوقيتها العالية وسهولة دعمها وصيانتها، وهذه ميزة حاسمة بالنسبة إلى القوات الجوية الفرنسية التي تسعى دوماً لنشر عدد محدود من الهياكل الجوية لإبقاء تكاليف التشغيل تحت السيطرة المحكمة.
أظهرت التجربة في أفغانستان وتشاد والإمارات العربية المتحدة أن الرمال والغبار والحرارة الشديدة لا تترك أي أثر سلبي في أداء طائرة رافال أو إجراءات الصيانة.
كذلك أثبتت طائرة رافال في القتال أنها وسيلة عسكرية متاحة بتكلفة معقولة ويمكن الاعتماد عليها، حيث يمكن أن تنفذ بدقة شديدة طائفة واسعة جداً من المهام، تتراوح من عروض القوة، إلى الهجمات الحركية في مسافات بعيدة.
رادار يعمل بتقنية مصفوفة المسح الالكتروني النشط AESA من طراز RBE2
تعتبر طائرة رافال الطائرة القتالية الأوربية الوحيدة، والوحيدة حتى الآن، التي تستخدم رادار مسح إلكتروني، وقد استفاد رادار RBE2، من تصنيع شركة Thales، من جهد بحثي واسع النطاق ومن معرفة تاليس العملية التي لا تضاهى والمستمدة من خبرتها السابقة، وبالمقارنة مع أنظمة الرادار ذات الهوائيات التقليدية، فإنه يتم الحصول على مستويات غير مسبوقة من الوعي الظرفي فيما يتعلق بالاكتشاف المسبق للأهداف المتعددة وتتبعها.- تسهم رشاقة الشعاع الفائقة وقوة الحوسبة الهائلة لرادار RBE2 في إنتاج أداء مميز لا يمكن أن نجده في رادارات المسح الميكانيكي.
- تم في شهر أكتوبر 2012 تسليم أول طائرة مقاتلة من طراز رافال مجهزة برادار يعمل بتقنية مصفوفة المسح الالكتروني النشط AESA من طراز RBE2 إلى وزارة الدفاع الفرنسية، ويسهم هذا الرادار في تنفيذ مجموعة واسعة من الوظائف:
- الكشف للأعلى والأسفل وجميع الاتجاهات لعدة أهداف جوية ومتابعتها من أجل القتال القريب والاعتراض البعيد المدى في كافة أحوال الطقس وفي بيئات التشويش الشديد.
- القدرة على تتبع الأهداف أو المجال خارج نطاق البحث.
- إنتاج خرائط ثلاثية الأبعاد في الوقت الحقيقي لمتابعة التضاريس فوق التضاريس المجهولة في الأحوال التي تكون فيها الرؤية غير واضحة، وتعتبر رافال الطائرة القتالية الوحيدة من الجيل الجديد التي تطرح مثل هذا الدور في الوقت الحالي.
- الإنتاج في الوقت الحقيقي لخرائط أرضية ثلاثية الأبعاد فائقة الوضوح من أجل تحديث المعلومات الملاحية والكشف والتمييز والتحديد للأهداف الأرضية.
- اكتشاف وتتبع عدة أهداف بحرية.
يعتبر الرادار الذي يعمل بتقنية مصفوفة المسح الالكتروني النشط AESA من طراز RBE2 متوافقاً تماماً من حيث مدى الاكتشاف مع صاروخ جو- جو البعيد المدى المقبل من طراز ميتيور Meteor، كما يضمن الرادار الذي يعمل بتقنية مصفوفة المسح الالكتروني النشط AESA إمكانية نمو غير مسبوقة في المستقبل.
أما في الأوضاع التي يصبح فيها التقدير الشخصي العامل التكتيكي الوحيد والأهم فيمكن أن تعتمد طائرة رافال على عدة أنظمة استشعار أخرى:
الإلكترونيات البصرية في القطاع الأمامي FSO
يتم الإدماج التام لنظام FSO – من إنتاج شركة تاليس في الطائرة، وهو يعمل في أطوال الموجات الإلكترونية البصرية، ومن ثم فهو محصن من التشويش الراداري، ويوفر إمكانية الاكتشاف والتمييز الخفي البعيد المدى، وكذلك التتبع الزاوي العالي الوضوح، وإيجاد المدى الليزري للأهداف الجوية والبحرية والبرية.
نظام الحرب الإلكترونية الداخلي SPECTRA
تم تطوير نظام الحرب الإلكترونية الداخلي SPECTRA بشكل مشترك من قبل شركتي Thales و MBDA، وهو يعتبر حجر الزاوية لسلامة طائرة رافال على نحو مميز ضد أحدث التهديدات الجوية والبرية.
ويتم إدماج هذا النظام كلياً مع الأنظمة الأخرى في الطائرة، كما يوفر قدرات الإنذار ضد التهديدات المتعددة الطيف ضد الرادارات والصواريخ والليزرات المعادية.
يقوم نظام سبيكترا بتنفيذ عمليات الكشف والتمييز والتحديد لأماكن التهديدات البعيدة المدى، مما يسمح للطيار بالاختيار الفوري لأكثر الإجراءات الدفاعية فاعلية، اعتماداً على عمليات الجمع بين التشويش الراداري، والتمويه الإشعاعي أو الراداري، ومناورات المراوغة.
تسهم خاصية أداء التحديد الزاوي للأماكن في أنظمة الاستشعار في نظام سبيكترا في جعل من الممكن تحديد أماكن التهديدات بدقة لكي يتم تفاديها، أو استهدافها لتدميرها بالذخيرة الدقيقة الموجهة.
يتضمن نظام سبيكترا الآن نظام إنذار ضد الصواريخ من الجيل الجديد، حيث يقوم باكتشاف متزايد لأحدث التهديدات.
قدرة لامركزية
تتوقف القدرة اللامركزية لطائرة رافال على بنيتها الهندسية المفتوحة، وبرمجيات دمج البيانات، وتوافقها مع أنواع مختلفة من وصلات البيانات، الأمر الذي يساعد على دخول طائرة رافال في مجال المعركة المتكامل.
وقد تم توفير وصلة بيانات عالية السرعة ومضمونة لتبادل البيانات في العمليات الجوية المشتركة في الوقت الحقيقي مع الطائرات الأخرى في التشكيل، ومراكز القيادة والسيطرة الجوية والسطحية، وأنظمة التحكم التكتيكية الجوية أو الأنظمة الصديقة الأخرى، وكذلك تتوافر وصلة البيانات Link 16 أيضاً للعملاء الذين تم إجازتهم بتشغيله.
حاضن تحديد الأهداف بالليزر
يسهم حاضن تحديد الأهداف بالليزر Damocles من تصميم شركة تاليس في منح طائرة رافال قدرات تحديد تام للأهداف ليلاً ونهاراً بواسطة أشعة الليزر، وذلك بدقة قياسية، وهو يسمح بإطلاق الأسلحة الموجهة بالليزر لمدى بعيد وارتفاع عال.
يعمل نظام الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء لحاضن Damocles ضمن نطاق الأشعة تحت الحمراء ذات الموجة المتوسطة، مما يسمح له بالاحتفاظ بفاعليته في الأحوال الجوية الدافئة أو الرطبة.
يعتبر حاضن Damocles قابلاً للتشغيل المشترك مع كافة أنواع الأسلحة الحالية الموجهة بالليزر.
حاضن الاستطلاع Areos
اعتمدت القوات الجوية الفرنسية نظام الاستطلاع من الجيل الجديد Areos من إنتاج شركة تاليس، من أجل مهام الاستطلاع الاستراتيجية والتكتيكية على حد سواء، من أجل طائرات رافال، وكما ثبت من خلال الاستخدام في ليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والعراق، يمكن استخدام هذه المعدات الليلية والنهارية العالية التقنية في مجموعة واسعة من السيناريوهات، تتراوح من المسافات البعيدة وبارتفاعات عالية وصولاً إلى السرعات العالية والمستويات المنخفضة للغاية.
وتقليصاً لدائرة جمع المعلومات الاستخباراتية وتسريعاً لزخم العمليات، يتم تزويد حاضن Areos بوصلة بيانات تسمح بإعادة نقل الصور عالية الوضوح إلى صناع القرار العسكريين في الوقت الحقيقي.
دمج البيانات
تسهم عملية دمج البيانات من عدة أنظمة استشعار في تحقيق تميز طائرة رافال، حيث تعمل على البيانات التي توفرها أنظمة الاستشعار في الطائرة.
والواقع أن مفهوم دمج البيانات من عدة أنظمة استشعار في طائرة رافال يسمح للطيار بالتصرف "كصانع قرار تكتيكي" حقيقي، وليس مجرد مشغل لأنظمة الاستشعار.
ويكمن الأساس في هذه القدرات المعززة في وحدة معالجة البيانات التركيبية MDPU، التي تضم عناصر جاهزة، فهي مكونة من نحو 19 وحدة قابلة للتبديل أثناء الطيران، منها 18 وحدة توفر كل منها 50 ضعفاً من قوة المعالجة مقارنة بحاسوب مهام نمطي مستخدم في المقاتلات من الجيل السابق، وتعتبر وحدة معالجة البيانات التركيبية MDPU حجر الزاوية في خاصية إمكانية تحديث رافال وترقيتها.
ويتم دمج البيانات من عدة أنظمة استشعار في طائرة رافال من خلال مسارات دقيقة وموثوقة وقوية، وشاشات عرض مرتبة، وتخفيف العبء عن الطيار، وسرعة استجابة الطيار، وأخيراً زيادة الوعي الظرفي.
مجموعة كاملة من الأسلحة المتطورة
يتميز نظام المهام في طائرة رافال بإمكانية دمج مختلف أنواع الأسلحة الحالية والمستقبلية، وقد تم إجازتها بتشغيل الأسلحة التالية:
- صواريخ جو- جو من طراز MICA تعترض عدَّة أهداف تتجاوز مدى الرؤية، وتستخدم للقتال والدفاع الذاتي، بأنواعها ذات الأشعة تحت الحمراء "الحرارية" IR -heat-seeking وذات التوجيه النشط بالرادار.
- سلسلة الأسلحة الموجهة الدقيقة جو-أرض المعززة بالمقذوفات والتضمينية من طراز Hammer، والمجهزة بأنظمة التوجيه INS/GPS or INS/GPS/IIR -imaging infra-red، أو بأنظمة التوجيه الليزرية المقبلة INS/GPS/laser.
- صواريخ Scalpالبعيدة المدى.
- الصواريخ المضادة للسفن من طراز AM39 Exocet.
القنابل الموجهة بالليزر
- مدفع Nexter 30M791 الداخلي عيار 30 مم، من نوع 2500 طلقة / دقيقة، متوافر بمقعد واحد ومقعدين.
- صاروخ ميتيور Meteor جو- جو البعيد المدى .