قال مسؤول بارز في القوات الجوية الأمريكية أن المخاوف المثارة بشأن مستويات الذخيرة بين كبرى الدول الخليجية الشريكة تدفع وزارة الدفاع الأمريكية إلى بحث إمكانية تسريع عمليتي تصنيع وتسليم الأسلحة الدقيقة.
وأوضحت وزيرة القوات الجوية الأمريكية ديبورا لي جيمس للصحفيين في معرض دبي للطيران أن الشركاء الخليجيين قد أعربوا لها عن مخاوفهم بأن مستويات الذخيرة لديهم قد انخفضت بشكل خطير في أعقاب 13 شهر من عمليات القصف المتواصلة في سوريا واليمن.
وقالت جيمس، “واحدة من النقاط الرئيسية التي لفت شركاؤنا انتباهي إليها وانتباه [قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية الجنرال تشارلز براون]، فضلاً عن بقيتنا، هي أهمية تجديد مخزوناتنا من الذخيرة ومن الذخيرة الموجهة بدقة”. وأضافت، “لذا فتلك هي الرسالة الأساسية التي سأوصلها إلى واشنطن ومفادها أننا سنعمل بجد للغاية”.
وأضاف براون، الذي ظهر مع جيمس، أن الوضع هو نتيجة “وقت فريد من نوعه وغير مسبوق في المنطقة” شهد استهلاكًا سريعًا للأسلحة الذكية في كل من سوريا واليمن.
وقال براون، “إن الأسلحة الموجهة بدقة شائعة الاستخدام للغاية”. وواصل، “لذا ينبغي علينا داخل القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية ليس فقط أن نتخذ خطواتٍ للتأكد من أننا نمتلك المخزونات المناسبة، بل أيضًا أن نعمل مع الدول الشريكة في ضوء مزيد من الفهم بشأن كيفية قيامها بالعمليات ومعدلات استهلاكها لضمان أن تكون كل دولة لديها ما تحتاجه وللتأكد من استطاعتنا إنجاز هذه المهمة”.
ولم تحدد جيمس ما الذي يمكن أن يفعله البنتاغون لتسريع تجهيز مثل هذه الأسلحة، مكتفية فقط بالقول، “إننا نبحث جميع الاستراتيجيات المتنوعة” بشأن كيفية المضي قدمًا في إنجاز هذه المهمة.
غير أن الحقيقة أن تتحدث وزيرة خدمية بصراحة عن ضرورة الإسراع في تسليم شحنات الأسلحة الموجهة بدقة هي بلا شك بمثابة أخبار سارة بالنسبة للحلفاء الذين هم بحاجة إليها والشركات التي تصنعها على حد سواء.
إن مسألة الذخائر لا تقتصر فحسب على الدول الشريكة؛ حيث قال رئيس أركان القوات الجوية الجنرال مارك إيه ويلش الثالث، في مقابلة حصرية مع ديفينس نيوز في سبتمبر، أنه يتوقع أن تزداد الطلبات الخاصة بالذخائر بشكل كبير كجزء من طلب خدمة عمليات الطواريء الخارجية للسنة المالية 2017.
وأكد ويلش أن قضية الذخائر تُعد “مشكلة حقيقية” بالنسبة للخدمة، وذلك نظرًا لمعدل استهلاكها في العراق وسوريا، فضلاً عن الفارق الزمني بين توقيت طلب الذخائر الجديدة وتوقيت تنفيذه.
وأوضح ويلش أنه “عادة إذا قمت بالقصف يوميًا، فإنك ستستغرق سنتين من الآن للحصول على اعتمادات الذخائر الجديدة لتحل محل ما تم استهلاكه، وكذلك سنة أو سنتين أخرتين لاستلامها فعليًا”. وأضاف، “المخزونات الاحتياطية منخفضة. والسبيل الذي نحن بصدد استخدامه لاستعاضة مخزونات الأسلحة تلك المستخدمة في القتال هو تمويل عمليات الطواريء الخارجية. … إننا نهدف إلى استخدام ذلك لزيادة رصيد الذخائر في العام المقبل هذا”.
وجدير بالذكر أن جيمس أثارت خلال فعاليات يوم الثلاثاء قلقًا مشابهًا حول السرعة التي يمكن بها إنتاج الذخائر.
وقالت، “لقد لفت هذا انتباهنا جميعًا إلى نقطة أخرى مهمة وهي ضرورة وضع الخطط المستقبلية الخاصة باحتياجات الذخائر المحتملة، لأن ذلك، بعد كل شيء، يستغرق قدرًا معينًا من الوقت لبناء القاعدة الصناعية اللازمة لتلبية هذه الاحتياجات”.
وقال براون في وقت لاحق خلال وقائع المؤتمر الصحفي مجيبًا على سؤاله بشأن ما إذا كانت روسيا تمتلك أسلحة موجهة بدقة، ذلك النوع المتطور من التكنولوجيا التي كانت تستعرضها الصناعة الروسية في معرض الطيران، أنه عليه فقط الانتظار ليرى تأثير المحاولات الروسية لتطوير الأسلحة على الوضع في سوريا.
وأضاف براون، “أنا شخصيًا لم أر في الواقع أي نوع من هذه الإنجازات”. وواصل، “إننا نستخدم الذخائر الموجهة بدقة. واستنادًا إلى ما لدي من معلومات، فأنا لا أعتقد أنهم يستخدمونها”.
وأضاف، “تركيزي الآن منصب على داعش وتنظيم الدولة الإسلامية، وبدرجة أقل على الروس، لذا [فهم] أكثر تشتيتًا لي من أي شيء آخر”. واستطرد قائلاً، “إنهم متواجدون في المنطقة، غير أننا سنقوم بما علينا القيام به لإنجاز المهمة”.