وجه الرئيس الأميركي السابق جورج ووكر بوش انتقادات لاذعة لديك تشيني الذي كان عمل نائباً للرئيس بوش الابن، والذي كان وزيراً للدفاع أثناء الحرب الأميركية الأولى على العراق عام 1991 متهماً إياه بأنه اقام إمبراطورية مستقلة داخل البيت الأبيض واتخذ قرارات خاطئة ملمحاً الى أنه (تشيني) ورط ابنه جورج دبليو بوش بغزو العراق.
وبحسب ما نشر في الإعلام الأميركي عن سيرة الرئيس الأميركي التي ستباع في الأسواق الأسبوع المقبل تحت عنوان "قدر وسلطة: الملحمة الأمريكية لجورج اتش دبليو بوش" فان بوش الأب وجه انتقادات لاذعة وبعبارات قاسية جداً لكل من تشيني ووزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الذي يصفه بوش الأب بـ"المتغطرس الذي أساء موقعه وأساء خدمة الرئيس جورج دبليو بوش" .
وبحسب كاتب السيرة جون ميشام فإن جورج بوش الأب الذي يبلغ من العمر 91 عاماً يقول في سياق سرده عن فترة نجله كرئيس للولايات المتحدة "إن تشيني عمل بشكل مستقل وبنى إمبراطورية مستقلة في البيت البيض أدارها من خلال مجلس أمن قومي خاص به" ولكنه يلوم أبنه كونه "أطلق العنان لتشيني ورامسفيلد وتركهما يفعلان ما يريدان، لقد رضخ لإرادة تشيني الذي أراد تغيير منطقة الشرق الأوسط" بالقوة العسكرية الأميركية.
ويصف بوش الأب تشيني "لقد أصبح متطرفاُ ومتشدداً يتبنى المواقف المتشددة عندما أصبح نائب رئيس، مما أساء لسمعة الولايات المتحدة على المستوى الدولي" وأصبح "يختلف تماما عن تشيني الذي كنت أعرفه".
ومن المعروف أن تشيني الذي عمل وزيراً للدفاع يعتبر مهندس الحرب الأميركية الأولى على العراق عام 1991، واستخدم قدراته كوزير للدفاع الأميركي كي "لا يكون هناك حلاً سلمياً لأزمة الاحتلال العراقي للكويت" مستخدماً أساليب ضغط مكثفة.
على كل من المملكة العربية السعودية ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى لعدم اللجوء لأي حل يضمن خروج القوات العراقية وخروج صدام حسين من الكويت سالماً" وهو ما اعتبره "سيناريو الكابوس" حيث أقنع مصر والسعودية بأن "صدام سيعيد الكرة" في حال انسحابه من الكويت دون تدمير الجيش العراقي وسيبقى العراق يشكل خطراً على دول المنطقة ما لم يدمر ويقيد كما حدث في السنوات الـ 12 بين الحرب الأميركية الأولى والغزو والاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
وحاول تشيني فعل المستحيل من أجل المضي في غزو العراق في نهاية شهر شباط 1991 وتدميره تدميراً كاملاً، وفرض التبعية على العراق، إلا أن الرئيس بوش ورئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك الجنرال كولن باول رفضا ذلك خشية من انتفاض الرأي العام العربي والعالمي تمشيا مع "ان الهدف هو تحرير الكويت الذي تحقق".
ويتوقف بوش الأب دون انتقاد إبنه بوش لغزو العراق قائلا "إن الخلاص من صدام حسين أمر جيد، فقد ولى معه الكثير من السوء والمعاناة التي تعرض لها الشعب العراقي، ولكن استخدامه (بوش الإبن) لتمرير محور الشر كان سلبياً ولم يأت على الولايات المتحدة بالخير".
ومن المتوقع أن يثير الكتاب جدلاً كبيراً بين أوساط البحث والساسة، خاصة وأن أقطاب "المحافظون الجدد" بدأوا منذ اليوم بالتشهير "بسيرة بوش" خاصة وان إبنه الصغير جيب بوش يخوض الحملة الانتخابية من أجل أن يصبح مرشحا للحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة عام 2016 في مواجهة هيلاري كلينتون المرشحة المتوقعة من الحزب الديمقراطي رغم أن حظوظه تراجعت كثيراً في الأسابيع القلية الماضية بسبب
دفاعه عن غزو العراق والحرب التي شنها شقيقه الرئيس الثالث والأربعين جورج جبليو بوش.