استعاد حزب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأحد، الغالبية المطلقة التي كان خسرها قبل خمسة أشهر، بحسب نتائج شبه نهائية للانتخابات التشريعية نشرتها القنوات الإخبارية. فيما قال رئيس "العدالة والتنمية" الحاكم، رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، في أول تعليق له على النتائج: "أدين لكم ولأمتنا بالشكر، هذا النصر نصر لأمتنا لا نصرنا، نصر لقونيا، نصر لجيراننا، نصر لمواطنينا".
وقال داود أوغلو، خلال كلمة مقتضبة أمام حشد من أبناء حيّه في مدينة قونيا وسط تركيا، "اليوم هو يوم النصر، ولكنه يوم التواضع، هذا النصر لأمتنا".
وأضاف "بإذن الله سنخدمكم خلال السنوات الأربع المقبلة، ونلتقي من جديد في العام 2019".
وتابع: "اليوم هو انتصار لديموقراطيتنا، وهو انتصار لأمتنا، بارك الله في كل من ساهم في هذا النصر".
وذكر داود أوغلو أنه سيلقي كلمة في ساحة متحف "جلال الدين الرومي" في قونيا، أمام المقر العام لحزبه لمناسبة الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات العامة التي فاز به حزبه بـ49.35 في المئة بعد فرز 99 في المئة من الأصوات، قبل توجهه إلى أنقرة في وقت لاحق اليوم.
يشار إلى أن النتيجة التي حققها "العدالة والتنمية" في انتخابات اليوم تتيح له تشكيل الحكومة بمفرده، وهو ما لم يتحقق في انتخابات حزيران الماضي.
في المقابل، رأى قيادي في "حزب الشعوب الديموقراطي" المؤيد للأكراد في تركيا، اليوم الأحد، أن نتائج الانتخابات العامة سببها سياسة الاستقطاب المتعمد التي انتهجها الرئيس إردوغان.
وقال فيجن يوكسكداج، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، إن "الحزب سيحلل بالتفصيل تراجع التأييد له منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة في حزيران"، لكنه قال إن حقيقة أن الحزب تجاوز نصاب العشرة في المئة اللازم لدخول البرلمان هو نجاح في حد ذاته.
وبدأ الناخبون الأتراك بالتوجه إلى صناديق الإقتراع، يوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم بانتخابات نيابية مبكرة وحاسمة، في بلد يسوده التوتر ويواجه استئناف النزاع التركي من جهة والهجمات الإرهابية الآتية من سوريا من جهة ثانية.
وفتحت اول مكاتب الاقتراع ابوابها عند الساعة 7:00 ( 4:00 بتوقيت غرينتش) بحماية من الشرطة في دياربكر وفي كل شمال البلاد، على أن تغلق مراكز الاقتراع عند الساعة 17:00 (14:00 بتوقيت غرينتش).
وتنافس في الانتخابات 16 حزبًا، أبرزهم أحزاب "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديموقراطي"، فضلاً عن 21 مرشحاً مستقلاً.
ومن جهته، أمل الرئيس التركي، الذي يحكم بمفرده منذ 13 عاماً، في تجاوز النكسة الكبيرة التي واجهها حزبه "العدالة والتنمية" قبل خمسة أشهر، عندما حرم من الغالبية المطلقة في البرلمان.
وكان حزبه احتل الطليعة بحصوله على 40,6 في المئة من الاصوات في الانتخابات التشريعية التي أجريت في السابع من حزيران الماضي، لكنه لم يحصل سوى على 258 من اصل مقاعد البرلمان البالغ عددها 550، ما قضى موقتاً على حلمه بتعزيز صلاحياته الرئاسية.
وكانت استطلاعات الرأي قد اشارت الى ان "حزب العدالة والتنمية" يحصل على ما بين 40 و43 في المئة من الأصوات، وهي نسبة لا تسمح له بالحكم بمفرده ايضا.
وقام رئيس الوزراء التركي، الذيكان يواجه خطرا كبيرا في حال فشل جديد، بتعبئة ناخبي حزبه للمرة الاخيرة السبت، على أمل تكذيب التوقعات.
وقال إن "تركيا بحاجة الى حكومة قوية وذكية في هذه الفترة الحرجة"، مضيفاً "سنخلص تركيا نهائياً من الإرهاب والمواجهات والعنف".
واستمر أردوغان، من جهته، في إلقاء كامل ثقله في الإنتخابات، والتأكيد أنه الضامن الوحيد لأمن ووحدة البلاد.
وقال: "الاحد يشكل منعطفا لبلدنا، إذا اختار شعبنا حكومة حزب واحد، فإن الاستقرار سيستمر"، معرباً عن أمله في "ألا تعيش تركيا الجديدة مجددا الصعوبات التي شهدتها في الاشهر الخمسة الاخيرة".
وفي هذا السياق، دان خصوم أرودغان، بدورهم، نزعته التسلطية التي تجلت هذا الأسبوع بعمليتي مداهمة كبيرتين للشرطة لمحطتي تلفزيون قريبتين من المعارضة.
وقال زعيم "حزب الشعوب الديموقراطي" صلاح الدين ديميرطاش، الذي اصبح هدفاً لنظام اردوغان، أن الأخير "يرى نفسه على انه زعيم ديني او خليفة".
وأشار زعيم "حزب الشعب الجمهوري" كمال كيليتشدار اوغلو، إلى ان "البعض يريد اقامة السلطنة من جديد في هذا البلد، لا تسمحوا لهم بذلك".
وانعكست الحرب التي تشهدها سوريا سلباً على تركيا، فبعد هجوم سوروتش (جنوب) في تموز الماضي، نفذ إرهابيان في تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"-"داعش" عملية انتحارية اودت بحياة 102 شخصاً في العاشر من تشرين الاول في انقرة.