طرح متابعون "متحمسون"، بمناسبة الزيارة الرسمية للملك محمد السادس إلى الهند، لحضور أشغال قمة منتدى "الهند ـ إفريقيا"، التي تختتم فعالياتها اليوم الخميس، مدى إمكانية أن تطلب المملكة المغربية من جمهورية الهند امتلاك تكنولوجيا صواريخ بعيدة المدى، بالنظر إلى تجربة نيودلهي في المجال العسكري.
ويبدو أن هذا الطرح "المتفائل جدا" يستند إلى ما تتوفر عليه الهند من صناعة عسكرية يُعتد بها، فهذا البلد الآسيوي الآهل بالسكان، الذي يضم المليار وربع مليار نسمة، يعيش عصر التكنولوجيا العسكرية، فقد قام كمثال بصنع أول حاملة طائرات "إي.إن.إس.فيكرانت"، بتصميم محلي، وأياد هندية محضة.
الخبير في الشأن العسكري والاستراتيجي، سليم بلمزيان، استبعد نهائيا إمكانية أن تطلب المملكة من الهند مساعدتها على امتلاك تكنولوجيا لصواريخ بعيد المدى، أو ما شابه ذلك، مؤكدا أن زيارة العاهل المغربي للهند لا تحمل أي بُعد عسكري، ولا يمكن الحديث عن تعاون في نقل تكنولوجيا من هذا النوع إلى المغرب.
وأبرز الخبير ذاته، في تصريحات لهسبريس، أن "الحديث عن صناعة عسكرية من هذا النوع مستبعد"، وقال "نحن في المملكة لازلنا لا نملك إمكانيات تصنيع ذخائر للأسلحة الفردية والخفيفة، فما بالك بصواريخ، وبدرجة أقل صواريخ بعيدة المدى التي تقع تحت طائلة قوانين دولية تمنع تجارة أو تصنيع صواريخ ذات مدى يتجاوز 300 كلم".
وأكمل بلمزيان حديثه "هناك من يتحدث عن غياب صناعة عسكرية بالمغرب، وهو أمر خاطئ، فهناك رصيد محترم يمكن البناء عليه، من أجل تطوير مكتسبات البلاد في هذا المجال، والوصول إلى درجة تصنيع تسليح محليا، سواء بالنسبة للقوات الجوية أو البحرية".
ويشرح المتحدث بأنه بالحديث عن القوات الجوية المغربية، عملية تطوير الطائرات المقاتلة من نوع "ميراج"، وطائرات التدريب المتقدم من نوع "الفاجيت" تمت محليا، أما بالنسبة للقوات البرية، فالمنشئات العسكرية بالنواصر ومكناس عرفت عمليات معقدة لإعادة ترميم وتطوير دبابات وعربات القتال المدرعة، وحتى وحدات المدفعية الفرنسية والأمريكية".
واستطرد بأن كل هذه مكتسبات يمكن البناء عليها، بغية تطوير صناعة عسكرية إنتاجية، لأن المشكل هو أنه يصعب الاستثمار في صناعة لا يمكن أن تجد لها زبناء غير الجيش المغربي، لهذا يحاول المسؤولون المغاربة البحث عن شركاء لدى الدول الممولة له بالتسليح لخلق شركات على شاكلة صناعة السيارات.
"أما أن تقوم الدولة المغربية في الاستثمار بشكل فردي في هذا النوع من الصناعة الحساسة، وهي تعلم جيدا أنه لا يمكن أن تجد زبناء لها حتى لدى دول جنوب الصحراء، فذلك استثمار فاشل، والتجارب الدولية، وفي الدول المجاورة أيضا موجودة لإثبات ذلك" يؤكد بلمزيان.