لقد حفزت التهديدات العابرة للحدود والصراع الدائر في اليمن لإجراء تطويرات على القوات البرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خاصة خلال الأشهر التسعة الماضية.
ووفقًا لبحث واستشارات الأسواق ومقرها تكساس، فإنه من المتوقع أن تقوم دول المنطقة بإنفاق حوالي 344 مليون دولار بحلول 2016 على الذخائر الموجهة وحدها، كما أنها ستدفع نحو إقامة سوق للعربات المدرعة جنبًا إلى جنب مع آسيا.
وتقود الدولتان اللتان تتزعمان القتال في اليمن- المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- طفرةً في عمليات الشراء. كما أن العراق تشتري أيضًا معدات جديدة ومستعملة من شركائها وحلفائها في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، أو داعش.
وذكرت عدة مصادر أن وزارة الدفاع العراقية طرحت شراء 500 عربة عسكرية ذات دفع رباعي هذا العام لتعويض خسائرها في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ووفقًا لما أوردته وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية، فإنه منذ بداية العمليات ضد داعش، قدمت العراق التماسًا لشراء 1000 عربة عسكرية مدرعة من طراز M1151A1 Humvees و1000 رشاش عيار 50 من طراز M2 و1000 قاذفة قنابل 40 مم من طراز MK-19، إضافة إلى أجهزة راديو تجارية ومعدات اتصال وقطع غيار وتدريب تقدر قيمتها بحوالي 579 مليون دولار.
كما تقدمت العراق أيضًا بطلب شراء 175 دبابة من طراز M1A1 Abrams بمدفع 120مم مطور، فضلاً عن 15 مركبة مطورة لإصلاح أعطال الدبابات ممن طراز M88A2 و175 رشاش عيار 0.50 من طراز M2.
وخلال العام الماضي، أدخلت الإمارات العربية المتحدة وقطر الخدمة العسكرية الإلزامية لزيادة الاستعداد القتالي وعدد أفراد القوات المسلحة.
وجدير بالذكر أن العمليات التي تقودها المملكة العربية السعودية، التي تتضمن الإمارات والكويت والبحرين وقطر والسودان ومصر والمغرب والأردن، قد خلفت العديد من الإصابات في القوات البرية التي نُشرت منذ شهر يوليو. وتم نشر حوالي 10000 رجل مؤخرًا إضافة إلى 4000 رجل شاركوا بشكل مبدأي في العمليات لاستعادة السيطرة على مدينة عدن الجنوبية.
وحسبما ذكر أنطوني كوردسمان، رئيس آرلي بورك في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، فعلى الرغم من أن كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي تنتهج نهجها الخاص فيما يتعلق بتطوير القوات البرية، إلا أن الجهد الأكبر يتمثل في إنشاء قوة خليجية للرد السريع محدودة جدا وذات فعالية مؤكدة.
وذكر كوردسمان في تقريره أن “السعودية لديها أكبر قوة برية بين قوات دول الخليج العربي، وهي قوات مجهزة بأحدث الأسلحة وأكثرها إمكانيات وكفاءة. كما أن قواتها البرية تتوسع وتقديرات حجمها تختلف”، كما ذكر “الشراكة الاستراتيجية العربية الأمريكية والموازين الأمنية المتغيرة في الخليج”.
وأضاف أنه على الرغم من أن القوات السعودية ليست لديها خبرة قتالية كبيرة في السنوات الأخيرة إلا في حرب الخليج الأولى في عام 1991، إلا أنها قاتلت في عدة عمليات صغيرة مناهضة للإرهاب منذ عام 2003 واشتركت في قتال متقطع على الحدود اليمنية منذ عام 2009.
وفي هذا الإطار وافق العديد من المحللين على أن التحالف المكون من 10 دول عربية الذي شُكل في مارس 2015 لقتال الحوثيين في اليمن قد منح القوات الخليجية المشاركة خبرة كبيرة في القتال.
وقال نواف عبيد، الخبير السعودي في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية، “أتاح هذا التحالف الفرصة أمام الجيش السعودي لتحسين وإدارة نظام القيادة والسيطرة الخاص به”.
ووفقا لتحليل سوق المركبات المدرعة، فإن معدل اقتناء العربات ذات العجلات يأخذ في الارتفاع بشكل واضح حيث تتطلع العديد من الحكومات إلى اقتناء عربات ذات دفع سداسي وثماني للتعامل مع التضاريس، وبسبب انخفاض تكاليف صيانتها.
ومع انطلاق العمليات في شهر يوليو، صرح مسؤول في التحالف لديفينس نيوز بأن المملكة العربية السعودية قامت بنشر 45 عربة مقاومة للألغام والكمائن من طراز M-ATV، في حين نشرت الإمارات العربية المتحدة 50 عربة مدرعة ذات دفع رباعي متعددة الأغراض إماراتية الصنع من طراز Nimr، فضلاً عن 25 مركبة مشاة ذات دفع ثماني إماراتية الصنع من طراز Enigma.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تُنشر فيها عربات 8×8 Enigma إذ كُشف عنها لأول مرة في معرض الدفاع الدولي في أبو ظبي في شهر فبراير.
وقال محمد السويدي، الرئيس التنفيذي للشركة في تصريحات له لديفينس نيوز أثناء معرض آيدكس 2015، أنه كان من المقرر للعربة، التي تنتجها شركة تكنولوجيا الدفاع الإماراتية، أن تخضع لتجارب هذا الصيف مع القوات المسلحة الإماراتية.
وفي الآونة الأخيرة، كشف مالك مؤسسة نمر لصناعات الدفاع الإماراتية عن مركبات جديدة في شهر سبتمبر. وتعتمد العربة N35 المحمية ذات الدفع الرباعي والسداسي بخصائصها المدرعة المتنوعة في تصميمها على التصاميم الخاصة بأنظمة المركبات الجنوب أفريقية Denel Vehicle Systems’ RG35، التي تمتكلها شركة نمر بشكل كامل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نمر فهد سيف هرهرة في وقت إطلاق هذه العربة، ” تستكمل التشكيلات المتنوعة من عربات الدفع الرباعي والسداسي مجموعتنا الحالية، مما يسمح لشركة نمر بالتوسع خارج إطار فئة العربات التقليدية ذات الوزن الخفيف والمتوسط إلى مزيد من العربات ذات الحماية المرتفعة، وفئات أخرى من العربات ذات الحمولة الأعلى”.
ولم تُقدم أي معلومات بشأن الانتشار الميداني لهذه المركبات في اليمن.