الحب والحرب في قاعدة "حميميم" العسكرية
تلازم الأغنية الروسية الشهيرة "كاتيوشا" مسامع الجنود الروس في قاعدة "حميميم" العسكرية في سوريا، وتكاد تجسد مشاعر الكثير من الذين تركوا من يحبون لتنفيذ مهام قتالية خارج البلاد.
تعتبر أغنية "كاتيوشا" من أهم الأعمال الفنية الشعبية الروسية التي جمعت بين الحب والحرب منذ أيام الحرب العالمية الثانية، وكان لها الأثر الكبير في نفوس الجنود الروس الذين أصبحوا يعتبرونها من بشائر النصر، كما تمس مشاعر الكثيرين ويقولون إنها مصدراً للشوق والحنين.
وحضرت الأغنية الشهيرة، أمس الاثنين، في الحفل الذي أقيم في قاعدة "حميميم" عقب الانتهاء من العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة يوم النصر على النازية، وتجمهر الجنود الروس إلى جانب وفد عسكري سوري رفيع حضر العرض الموسيقي الراقص لسماع الأغنية التي تعني لهم الكثير وخصوصاً للذين تركوا من يحبون وقدموا إلى سوريا.
واستوحت كلمات هذا الأغنية من قصة حب لفتاة تسمى "كاترينا"، كانت تنتظر عودة عشيقها من الحرب، وقالت في إحدى مقاطع الأغنية: أيتها الأغنية الساطعة عن الصبية العذراء طيري إلى حدود الشمس مثل طائر إلى الجندي البعيد عن الحدود…من كاتيوشا الصبية ارسل السلام لعله يفكر بالفتاة القروية
لعله يسمع أغنية "كاتيوشا"… وكما يحرس أرض الوطن العزيز سوف تحرس "كاتيوشا" حبهما إلى الأبد.
"سبوتنيك" التقت الجندي "فاليري" بعد انتهاء العرض الموسيقي وهو فني في صيانة الطائرات المروحية في قاعدة "حميميم"، حيث قال إنه يشعر بالشوق لدى سماع الأغنية، ويتذكر "ماريا" وهي محبوبته التي تركها في مدينة سانت بطرس بورغ الروسية قبل عدة أشهر، فهي ليست المرة الأولى التي يأتي بمهمة عسكرية إلى سورية، بل سبق له العمل على إحدى القطع البحرية الروسية في مدينة "طرطوس" السورية، يستمع لـ"كاتيوشا" في مساء كل يوم ويتذكر "ماريا" التي قال إنها تنتظر عودته بفارغ الصبر لكي يتزوجان.
فيما شبه "إيفان" الجندي في البحرية الروسية الأغنية بالسلاح اللطيف الذي يذكره دوماً بأمجاد روسيا العظيمة، ويجعله يفتخر بالانتماء إلى الجيش الروسي الذي هزم النازية قائلاً: إن الآباء والأجداد قدموا الكثير في هذه الحرب ويستحقون منا أن نخلد ذكراهم، وما أغنية "كاتيوشا" إلاّ تجسيد واقعي لحالة الحب والحرب معاً، والتي تعكس واقع الجندي الروسي خارج البلاد.