كشف كتاب جديد بعنوان "دير توتالي راوش" يتمحور حول استخدام النازيين المخدرات خلال الحرب العالمية الثانية، ونُشر في ألمانيا الأسبوع الماضي، الدور الرئيسي لهذه المخدرات التي صنّعها النازيون من عام 1937 فصاعداً تحت اسم "بيرفتين"، ووُزِّعت في صفوف القوات المُسلّحة.
وصُمِّمت هذه الحبوب لمحاربة الإجهاد والتعب وخلق شعور بالنشوة. وأوضح الكاتب نورمان أولر أنّ "في البداية، لم يُدرك الجيش أنّ الـ"بيرفتين" كان مخدراً بل اعتقد الجنود أنّه أشبه باحتساء القهوة".
غير أنّ القيادة النازية كانت تُدرك جيّداً ماهية الـ"بيرفتين"، وأنّه منشّط يُشعِر الجنود بالحماس خلال المعارك. وبعد تجربته عام 1939 خلال الغزو الألماني لبولندا، أمر الجيش الألماني بتصنيع 35 مليون حبّة من الـ"بيرفتين" للجنود قبل التقدم باتّجاه فرنسا في ربيع عام 1940.
وأحدث غزو فرنسا صدمةً في العالم، ففي أربعة أيام سيطرت دبابات هتلر على أراضٍ فرنسية أكثر من تلك التي احتلّها الجيش الألماني خلال أربع سنوات في الحرب العالمية الأولى.
ويبني الكاتب أولر استنتاجاته على أشهر من البحوث التي أجراها في المحفوظات العسكرية في كلّ من ألمانيا والولايات المتحدة. ويقول المؤرخون إنّ اكتشافاته ستُغيّر التصورات الحالية لدور ألمانيا العسكري في زمن الحرب.
وفي هذا السياق، قال المؤرخ الألماني هانز مومسين: "واقع أنّ الحرب الخاطفة (Blitzkrieg) كانت مدعومة بالمخدرات يدحض، من جديد، النظرية القائلة بإنّ الجيش الألماني كان نظيفاً".
ويُقال إنّ الجنرال إروين روميل الذي حارب في الحرب العالمية الثانية كان يستهلك الـ"بيرفتين" كما لو كان "قوته اليومي".
ويقدّم الكتاب أيضاً رؤية واضحة في شأن دور طبيب هتلر الشخصي، الدكتور تيودور موريل، لافتاً إلى أنّ موريل نجح في إخفاء حقيقة أنّه يهودي من خلال الإنضمام إلى الحزب النازي قبل الحرب والحصول على أوراق هوية جديدة.
ويُقال إنّ موريل جعل هتلر يعتمد اعتماداً كلّياً على المخدرات، وحوّله إلى مدمن بحلول الوقت الذي انتحر فيه في مخبأ له في برلين عام 1945.
وتمكّن الكاتب أولر من الوصول إلى مذركات موريل التي كشف فيها أنّه أعطى هتلر ما مجموعه ثمانمئة حقنة على مدى 1349 يوماً.