اثارت صور تظهر مقاتلين روس يرفعون أسلحتهم مبتسمين أمام صور لكل من الرئيسين السوري بشار الأسد، والروسي فلاديمير بوتين، جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي داخل روسيا.
تواجد الجنود الروس في سوريا ليس جديداً، فمنذ عام 1971 أنشأت موسكو قاعدة بحرية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط، ولكنه ومع الحديث عن زيادة ومستقبل الهجمات الغربية على الأهداف السورية، فإن هناك تكهنات بأن روسيا سوف تتخطى مجرد تدريب قوات النظام السوري.
وفى الوقت الذى يعتقد فيه البعض بأن هناك دليلاً حول مشاركة القوات الروسية في الحرب على الأرض، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع بهذا الشأن.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية في روسيا انتشار مجموعة من الصور لمقاتلين روس في سوريا بما في ذلك صور "سيلفى"، وهو ما أثار جدلاً حاداً بين مستخدمي تلك المواقع، حيث قامت مجموعة من نشطاء المعارضة الروسية الذين يرفضون الحرب فى أوكرانيا، ويعرفون بـ " WIU " بإعادة نشر تلك الصور.
فى هذا السياق، وبعد متابعة المواضيع التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي من سوريا، توصل الناشط الروسي المعارض روسلان لافيف إلى أن صور هؤلاء المقاتلين، والجنود الروس طبقاً لصفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أو الموقع الاجتماعي الروسي "فى كونتاكتى" يتواجدون في سوريا، حيث تُظهر المواقع التي تم تحديدها وقت نشر الصور وجود أغلبية هؤلاء الجنود في القاعدة البحرية الروسية فى طرطوس، أو بالقرب منها، إضافة إلى صور أخرى لجنود فى محافظة حمص التي تشهد قتالاً كثيفاً.
بالإضافة إلى ذلك فإن الباحثين التابعين لـ" WIU" توصلوا مؤخرا إلى تسجيل فيديو نُشر على موقع "يوتيوب" فى أغسطس/ آب الماضي، يظهر القتال في محافظة "اللاذقية" التي تقع شمال مدينة طرطوس، كما كشف الباحثون عن وجود لقطات مصورة تظهر تواجد طائرات بدون طيار داخل المجال السوري، ويُسمع خلال تلك اللقطات بعض الكلمات الروسية.
روسلان لافيف قال لبى بي سي ترند: إن الفيديو الذى قمنا بتحليله يثبت مشاركة حاملة جنود روسية فى القتال الدائر وقت تصوير الفيديو، وإن تلك المدرعة تنتمى لوحدات الجيش الروسي، وتحمل على متنها طاقم جنود روسيا.
وأضاف بأن الفيديو والصور التي ظهرت غير كافية لإثبات أن من ظهروا من جنود روس يخدمون في سوريا، فقد يكونوا مرتزقة أرسلوا إلى سوريا، وإننا نعتقد أنه ليس هناك ما يثبت مشاركة الجنود الروس في المعارك الدائرة فى سوريا. وإن ما يظهر في وسائل التواصل الاجتماعي قد يعتبر بمثابة "تغيير جذرى في المنهج" حول انتشار الجنود الروس في سوريا، بدلاً من الاقتصار على الوقوف لإمداد السفن التي تمر بالميناء.