أعرب وزير الصناعة والتجارة المصري منير فخري عبد النور عن اعتقاده بإمكانية توقيع عقد إنشاء محطة الضبعة النووية خلال زيارته إلى روسيا في الفترة من الـ25 إلى الـ27 من أغسطس/ آب.
وكانت الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي بوتين إلى القاهرة في أبريل/ نيسان الماضي شهدت توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة، من بينها مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية في منطقة الضبعة غربي مصر.
من جهة أخرى، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث الأربعاء الـ26 من أغسطس/آب الحالي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك آفاق تعزيزها في المجال التجاري-الاقتصادي، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتبادل الزعيمان آراءهما بصورة مفصلة بشأن القضايا الدولية، وخاصة أوضاع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يذكر أن الرئيس السيسي زار موسكو في مايو/أيار الماضي للمشاركة في الاحتفالات بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على النازية، كما قام بزيارة إلى روسيا في أغسطس عام 2014، حيث عقد لقاء قمة مع نظيره الروسي في مدينة سوتشي على البحر الأسود. وكانت هذه القمة بمثابة إشارة الانطلاق لتدشين محاور العلاقات الاسترتيجية بين القاهرة وموسكو.
وتأتي زيارة السيسي إلى موسكو في الوقت الذي تواصل فيها القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالميي والإقليمي حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف "لوجستي" واسع لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، بما في ذلك التعاون الأمني الوثيق وتبادل المعلومات والملفات، وإغلاق مصادر التمويل، وتجفيف المنابع التي تمد التنظيمات الإرهابية بالأموال والعناصر.
هذا في الوقت الذي أصبح فيه موضوع مكافحة الإرهاب بالنسبة لمصر أكثر إلحاحا بعد سلسلة الهجمات الدامية في سيناء والتي شنها تنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي الموالي لـ "داعش".
ومن المتوقع أن يتناول الرئيسان خلال محادثاتهما الأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا، حيث يكثف تنظيم "داعش" هجماته. كما أنه من المتوقع أيضا أن تكون الأوضاع في اليمن محل بحث من جانب الرئيسين الروسي والمصري.
وعلى صعيد التعاون الخاص بمكافحة الإرهاب، تستعد القوات الروسية المحمولة جوا لإجراء مناورات برية لمكافحة الإرهاب مع القوات المصرية وذلك خلال العام الجارى على الأراضى المصرية. وذكرت صحيفة "نيزافيسمايا غازيتا" الروسية، أن القوات الروسية المحمولة جوا، ستجرى مناورات برية لمكافحة الإرهاب مع نظيرتها المصرية وذلك خلال شهرى أكتوبر-نوفمبر من العام الجارى. وأوضحت أن القوات المصرية خلال زيارتها لموسكو قامت بتفقد مؤسسة "مدرسة ريزان" العليا للقوات المحمولة جوا وحصل على معلومات عن القاعدة المادية والتعليمية.
وفي المجال العسكري، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن مصدر عسكري دبلوماسي روسي أن روسيا ومصر وقعتا على مستوى الحكومتين عقدا لتوريد مقاتلات "ميغ-29". ولم يحدد المصدر عدد المقاتلات التي ستشتريها مصر في إطار العقد، متوقعا أن يوقع قريبا العقد على مستوى الهيئات المعنية في الدولتين.
وكانت صحيفة "فيدوموستي" الروسية قد نقلت في وقت سابق عن مصادر في قطاع الصناعة الحربية الروسي أن البلدين نسقا مشروع عقد خاص بتزويد مصر بـ46 مقاتلة من طراز "ميغ-29". ورجحت المصادر أن تبلغ قيمة العقد 2 مليار دولار.
وكانت الحكومة الروسية قد سلمت مصر زورقا للصواريخ الهجومية من فئة "مولنيا"، وذلك في إطار بروتوكولات التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة المصرية والروسية في العديد من المجالات. واستمرت المحادثات حول تسليم الزورق منذ عام 2014 في إطار بروتوكولات التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة المصرية والروسية. ووصل الزورق في نهاية شهر يوليو الماضي إلى ميناء الإسكندرية قادما من بحر البلطيق وعلى متنه طاقم روسي، حيث شارك في مراسم احتفال افتتاح الفرع الجديد لقناة السويس في 6 أغسطس الحالي. ويزود هذا الزورق بالعديد من منظومات التسليح من بينها صواريخ بحر بحر التي تعد الأسرع من نوعها في العالم، ومدفعيات متعددة الأعيرة بالإضافة إلى أنظمة إنذار. يذكر أن زورق الصواريخ (مولنيا) " أر – 32" تم بناؤه عام 1999، ثم جرى ضمه إلى قوام اسطول البحر الأسود. وانضم عام 2013 إلى اسطول البلطيق. وتزود الزورق بصواريخ "موسكيت" التي يبلغ مدى إطلاقها 120 كلم. وسرعة تحليقها 3.27 ماخ (سرعة الصوت).
زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا ستشهد عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين الروس وعدد من رؤساء كبريات الشركات الروسية، وذلك دعما لتوجهات البلدين رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والاستثمارية. إذ تعمل كل من القاهرة وموسكو في العامين الأخيرين على تعزيز علاقاتهما في شتى المجالات. وبدأت هذه العملية في نوفمبر عام 2013 باستحداث صيغة جديدة للتفاوض، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع في البلدين.
ووفقا لجدول الأعمال، فسوف يقوم الرئيس المصري بزيارة إلى البرلمان الروسى "مجلس الدوما"، حيث يعقد لقاء ثنائيا مع رئيس البرلمان سيرغي نارشكين، يعقبه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين. وسوف يلتقي السيسي أيضا بكل من وزير الصناعة والتجارة الروسى دينيس مانتوروف، ورئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر كيريل ديمترييف، لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وكذا زيادة الاستثمارات الروسية فى مصر.
ومن المتوقع أن يقوم الرئيس المصري بزيارة معرض "ماكس الدولي للطيران" والذي يفتح أبوابه يوم 25 أغسطس/ آب الحالي حتى الـ 30 من نفس الشهر.
وبالتزامن مع تكثيف الحوار السياسي، يعمل الطرفان على تنشيط التعاون الاقتصادي ذي الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للبلدين، نظرا لأهمية تدفق السياح الروس بالنسبة للميزانية المصرية، وكذلك توريدات القنج الروسي إلى مصر.
وبالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، يتجه البلدان لتعزيز العلاقات في مجالات أخرى، ولاسيما في المجال العسكري التقني. وفي يونيو/ حزيران الماضي جرت أول مناورات بحرية مشتركة بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط.