أعلنت قيادة الجيش الجزائري، مقتل أكثر من 100 إرهابي من عناصر الجماعات المسلحة خلال الـ6 أشهر الأخيرة. وذكرت مجلة الجيش الرسمية، أن "وحدات الجيش تمكنت خلال 6 أشهر من القضاء على ما يزيد عن مائة إرهابي واسترجاع كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة".
وأكدت المجلة، أن "الجيش لا يواجه جيشاً نظامياً، لكنه يواجه عصابات". وذكرت المجلة أن "الجيش يخوض حرباً غير متناظرة من حيث الوسائل والمناهج ضد الإرهاب، مما يفرض التحلي باليقظة والتزام القواعد المنصوص عليها في مكافحة الإرهاب".
ولفت نفس المصدر، إلى أن "الجريمة التي ارتكبتها العناصر الإجرامية مؤخراً بمنطقة عين الدفلى، غربي البلاد، والتي قتل فيها 9 من جنود الجيش، لن تغطي عن الهزائم والضربات التي تلقتها هذه المجموعات الإرهابية".
واعتبرت المجلة أن هذه العملية الإجرامية، "لن تنقص من إرادة الجيش الوطني الشعبي ولن تثني من عزيمته على مواصلة مطاردة فلول الإرهابيين، مستفيداً من تجربة عناصره وخبرتهم الميدانية في هذا المجال مع اتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية اللازمة".
وأشادت المجلة، "بالهبة التضامنية للشعب الجزائري مع الجيش إثر هذا الاعتداء". وأوضحت أنه "رغم تقاعس المجموعة الدولية، واصلت الجزائر كفاحها ضد الإرهاب منذ التسعينيات، واستطاعت أن تنتصر عليه وهي الآن على درب القضاء النهائي على ما تبقى من هذه العناصر المجرمة".
ولفتت مجلة الجيش، إلى أن الظروف السائدة في السنوات الأخيرة "ساعدت على انتشار الظاهرة إقليمياً ودولياً، وتنقل الأسلحة بمختلف أنواعها في عدة مناطق من العالم لا سيما على حدود الجزائر، وهو ما فرض على الجيش تحديات جديدة بإعادة الانتشار على الحدود وإحكام السيطرة عليها لحمايتها ومنع كل محاولات التسلل المرتبطة بالإرهاب والجريمة المنظمة والتجارة غير الشرعية للأسلحة ومختلف المواد".
وكان قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قائد صالح، قد نبه الوحدات القتالية للجيش، منذ شهر رمضان الكريم، إلى ضرورة "التحلي بالحيطة والحذر حتى لا نعطي الفرصة للمجرمين لاقتراف فعلاتهم الدنيئة والاستفادة من الصدى الإعلامي الواسع، وتطهير البلاد من المجرمين والمتطرفين وتحقيق الأمن والاستقرار".
ودعت قيادة الجيش وسائل الإعلام الوطنية، إلى المساهمة في مكافحة الإرهاب، "من خلال ضرورة التأكد من صحة المعلومة وتحري الحقيقة من مصدرها الرسمي والموثوق بعيداً عن التضخيم والتهويل"، وانتقدت تعاطي وسائل الإعلام المحلية والدولية، مع "ما وقع مؤخراً في منطقة الشعبة بولاية باتنة شرقي الجزائر، والتي كانت عبارة عن مناوشات تمت السيطرة عليها بشكل سريع، حولتها بعض وسائل الإعلام التي تركض وراء السبق الصحافي الآني، لا سيما الإلكترونية، قبل التأكد من المعلومة، إلى إنزال إرهابي ضخم واحتلال لمواقع في محيط الثكنة".
كما انتقدت قيادة الجيش، تعاطي وسائل الإعلام مع حادثة أخرى، "في منطقة البويرة، وهي الحادثة التي كانت فعلاً معزولةً لا علاقة لها بالإرهاب مطلقاً، إذ تناولتها بعض وسائل الإعلام بشكل مغاير تماماً للواقع، وتحدثت عن اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والإرهابيين الذين أصبح البعض يصفهم بالعناصر المسلحة".