التالي هي الحلقه الثانيه من شهادات الضباط العراقيين حول حرب غزو العراق عام 2003 وسقوط بغداد
اللقاءات اجراها مراسل الجزيره في العراق انذاك احمد منصور وجرت في العام 2004
الحلقه الثانيه التقى فيها احمد منصور بضابطين :
العميد الركن عبد الله جباره : استاذ الاستراتيجيه العسكريه في كلية الحرب العراقيه
المقدم الركن ثابت العبيدي : قائد كتيبة دفاع جوي غرب بغداد
نبدأ :
أحمد منصور: نستمع إلى شهادة العميد الركن عبد الله حسن جبارة أستاذ الإستراتيجية العسكرية في كلية الحرب العراقية أعلى أكاديمية عسكرية في العراق والمستشار في رئاسة الأركان في وزارة الدفاع العراقية أثناء الحرب، سيادة العميد مرحبا بك.
عبد الله حسن جبارة: أهلا وسهلا بك
أحمد منصور: ما هو طبيعة الدور الذي لعبته مع زملائك قبل اندلاع الحرب؟
عبد الله حسن جبارة: والله بالطبع أنا كنت مدرس في كلية الحرب، كلية الحرب واجبها التقليدي إعداد قادة للجيش العراقي سواء كادر عسكري وكذلك في الوزارات العراقية، قبل فترة الحرب الكلية كُلِفت بإعداد دراسات حول شكل المواجهة المتوقعة التي قد تحدث ما بين الجيش العراقي وجيش الحلفاء..
أحمد منصور [مقاطعا]: قبل الحرب بكم تقريبا؟
عبد الله حسن جبارة [متابعاً]: قبل الحرب..
أحمد منصور: الحرب بدأت في مارس.
عبد الله حسن جبارة: الحرب بدأت في مارس كان عندنا أعلى فترة إعداد ودراسة في شهر آب عام 2002..
أحمد منصور: أغسطس 2002.
عبد الله حسن جبارة: نعم، أغسطس عام 2002 حيث أُعِدت تمرين يسمى بلعبة حرب وهذا الاسم معروف للعسكريين..
أحمد منصور: ما هو طبيعة هذا التمرين؟
عبد الله حسن جبارة: التمرين كان ضابط عراقي يتبوأ منصب قائد القوات الأميركية التي ستهاجم العراق يقابله ضابط عراقي يقود القوات العراقية التي ستدافع عن العراق، هذا التمرين أيضا شاركوا به كادر من الأساتذة والوزراء والمؤسسات الخدمية ومؤسسات الدولة الأخرى ليس الدفاع لأنه كتمرين إعداد الدولة للحرب وليس فقط القوات المسلحة.
أحمد منصور: ما هي أثر هذه اللعبة في النهاية؟
عبد الله حسن جبارة: والله هو الأثر إحنا تقريبا توصلنا إلى شكل المعركة المقبلة.
أحمد منصور: ماذا كان شكلها حينما أعددتموها من خلال لعبة الحرب؟
عبد الله حسن جبارة: أقول لك شكلها وصل إلى أنه لم نفاجأ بأي شيء حصل في المعركة ربما مفاجآت بسيطة على المستوى التعبوي أما على المستوى السوقي كانت الحرب تسير كما درسناها وكما توقعناها.
أحمد منصور: الكلام ده يخالف كثير من التوقعات، التوقعات أشارت إلى أن بغداد يمكن أن تصمد من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، المعركة يمكن أن تصبح معارك مدن وليس معركة مدينة واحدة ويمكن أن تُستنزَّف القوات الأميركية وتُستهلَّك وتُجَّر إلى أشياء كثيرة ولكن أنت الآن تقول لي أنت كأستاذ إستراتيجية وأنتم كأساتذة في كلية الحرب لم تفاجؤوا بشيء من السيناريو الذي وقع على أرض الواقع.
عبد الله حسن جبارة: نعم، أنا أقول لك ما كان مخطط على الورق إنه من المتوقع أن تصمد القوات المسلحة العراقية أمام هذا الهجوم لفترة من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر.
أحمد منصور: فعلا.
عبد الله حسن جبارة: نعم.
أحمد منصور: ولكن؟!
عبد الله حسن جبارة: ولكن الذي حدث أنه خطة الدفاع عن بغداد لم تُطبَّق والتي كانت هي الجزء المكمل للدفاع عن العراق أو الجزء النهائي، الخطة اللي كانت مقررة أن تدافع عن بغداد كما أُعِدت في التمرين أن تنفتح قوات الحرس الجمهوري المدافعة عن بغداد على خط من الفلوجة على الضفة الشرقية لنهر الفرات إلى المسيب ثم تنعطف شرقا باتجاه الصويرة ثم شمالا باتجاه النهروان شرق بغداد ثم شمالا باتجاه الطارمية وباتجاه مدينة التاجي مع مايسمى ذراع دجلة تعود إلى الفلوجة.
أحمد منصور: ما الذي حدث؟
عبد الله حسن جبارة: الذي حدث أن الحرس الجمهوري دُفِع أمام هذه الخطوط ليشترك في معارك في كربلاء وفي الديوانية وفي شمال بغداد وهكذا خلال طريق الذهاب والعودة للحرس الجمهوري تكبد خسائر كبيرة وتقريبا فقد من وسائل القيادة والسيطرة التي كانت يمتلكها بالنتيجة لما وصلت المعركة وبدأت معركة بغداد لم نجد القوات التي كانت تدافع على بغداد كما مخطط لها أو كما نتمنى أن تكون في ذلك الوقت.
أحمد منصور: يعني الخطة التي وُضِعت للدفاع عن بغداد لم تنفذ.
عبد الله حسن جبارة: لم تنفذ نعم.
أحمد منصور: والدور الذي كان ينبغي أن يقوم به الحرس الجمهوري في الدفاع عن بغداد استُنفِذ في معارك أخرى خارج بغداد.
عبد الله حسن جبارة: نعم خارج بغداد.
أحمد منصور: مَن الذي وجه الحرس الجمهوري إلى حيث وُجِه وإلى أن يحدث انهيار وتسقط بغداد بهذه الطريقة؟
عبد الله حسن جبارة: والله يا أخي أنت تعرف تركيبتنا بالسابق يعني إحنا عندنا الحرس الجمهوري يكاد يكون مستقلا بشكل كامل عن وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش يخططون وينفذون بمفردهم وأحيانا قد تُستشار أو قد تُحاط وقد لا تحاط وزارة الدفاع بإجراءاته فهناك كان خلل في التنسيق في هذا الجانب ولكن ليس لأحد القدرة على تغيير خطط الحرس الجمهوري أو التدخل بها حتى خطة الدفاع عن بغداد لم وأنا كضابط في هذا المعهد العلمي ليس لي علم بتفاصيلها لكي أقول هذا العمل
صحيح أو هذا العمل خطأ ولكن من خلال التمرين اللي ذكرته لك سابق..
أحمد منصور: لكن أنت شاركت في التمرين؟
عبد الله حسن جبارة: أنا شاركت في التمرين نعم.
أحمد منصور: كنت في القوات العراقية ولا الأميركية؟
عبد الله حسن جبارة: لا أنا كنت في إدارة التمرين المشرف على الطرفين، نعم.
أحمد منصور: من الذي وضع الخطة؟
عبد الله حسن جبارة: الخطة وُضِعت من قِبَّل طلاب ومستشارين يعني مؤسسات الدولة والهيئة التدريسية وكبار ضباط الجيش العراقي وحضر تفاصيل التمرين بكامله من اليوم الأول إلى الأخير كل رئاسة أركان الجيش بما فيها رئيس أركان الجيش وضباط من الحرس الجمهوري ووزير الدفاع.
أحمد منصور: هذه الخطة لو طُبِقت كان مسار المعركة سيكون له وضع آخر؟
عبد الله حسن جبارة: نعم قليلا ولكن لا تتغير النتيجة.
أحمد منصور: لكن أنت قلت لي إن في الخطة كان يمكن لبغداد أن تصمد من ثلاثة إلى ستة أشهر.
عبد الله حسن جبارة: من ثلاثة أشهر ولكن بالنتيجة تسقط ويسقط النظام.
أحمد منصور: لكن إذا صمدت ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر كان يمكن أن تتكبد القوات الأميركية مزيد من الخسائر كان يمكن لمعنويات الناس ألا تنهار بالطريقة التي انهارت بها.
عبد الله حسن جبارة: من المفترض أن يحصل هذا وكان حتى بالحقيقة يعني فيما عرفنا أنه اللي كانت خطة القيادة اللي يديرها الرئيس السابق تعتمد أساسا على ردة الفعل التي تحدث لدى العالم من سبب الخسائر التي قد تقع في القوات المهاجمة أو حتى في الجانب العراقي ومن خلال القنوات الفضائية اللي تعرض هذه الخسائر يظهر هناك رأي عام عالمي قد يجبر على إيقاف الحرب وبذلك تتحول الحرب إلى مسرحية دبلوماسية أو لعبة سياسية.
أحمد منصور: إلى هذا الحد كان يراهن صدام حسين؟
عبد الله حسن جبارة: نعم؟!
أحمد منصور: على هذا الوضع كان يراهن صدام حسين؟
عبد الله حسن جبارة: والله على ما أعتقد وعلى ما سمعته من كثيرين أيضا.
أحمد منصور: لكن كواقع وأنت كأستاذ إستراتيجية عسكرية لم يكن لهذا علاقة بالتخطيط العسكري؟
عبد الله حسن جبارة: نعم لم يكن لهذا علاقة بالتخطيط العسكري، التخطيط العسكري كان واضح من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر.
أحمد منصور: وكنتم على ثقة من أن الخطة لو طُبِقت كان يمكن للمعركة أن تستمر هذه المدة؟
عبد الله حسن جبارة: نعم لو طبقت ومعركة الحرس الجمهوري تكون بدأت من هذه الحدود إلى مركز بغداد لا كان حدث اللي حدث.
أحمد منصور: الجميع يقول إن الجيش العراقي جيش مدرب قيادات عسكرية خاضت أكثر من حرب لديهم تخطيط لديهم كليات عسكرية لديهم قيادات ولكن اللي حدث أدى إلى عملية صدمة لدى معظم المحللين العسكريين في الخارج السبب الرئيسي في نقاط واضحة؟
عبد الله حسن جبارة: والله يا أخي هو إحنا لا يمكن أن نظلم الجيش العراقي ونقول إنه خاض الحرب وخسرها في شهر كلا الحرب الحقيقية بدأت من يوم اثنين آب عام 1990 ومنذ ذلك اليوم بالضبط الجيش العراقي تعرض إلى ضربات كثيرة وخسائر وكان إليها تأثير كبير على الجانب المادي والمعنوي، المعدات متخلفة واُستهلِكت وقطع الغيار غير متيسرة إضافة إلى الحالة المعنوية اللي مر بها الجيش العراقي بحيث إنه قسم من الضباط بدؤوا يتركون الخدمة وليس فقط المراتب ويخرجون إلى الخارج لأسباب عديدة، الحالة السياسية في القوات المسلحة هي انعكاس للحالة السياسية في الشارع، الحالة السياسية في الشارع في العراق لم تكن مستقرة كذلك هذا انعكس أما الأسباب الحقيقية إنه العراق.. الجيش العراقي خلال فترة شهر خسر الحرب فالسبب الأساسي أنه إمكانية الجيش العراقي هي هذه إمكانيته ومو متوقع أن
يكون بأحسن حالات وكما مخطط على الورق من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر.
أحمد منصور: في بداية الحرب صمد الجيش العراقي في المناطق الجنوبية ودارت معارك في أم قصر دارت معارك في البصرة على أطراف البصرة في الناصرية في غيرها من المناطق ثم حدث انهيار بعد ذلك إيه الفرق بين الذين صمدوا في الجنوب والذين لم يصدموا في الشمال؟
عبد الله حسن جبارة: الحقيقة هي الحرب لما بدأت لم تكن فقط في الجنوب وإنما الجيش العراقي في كل مكان بدأ يتعرض إلى ضربات، الحرب الحديثة لا توجد هناك جبهة وخلف وإنما كل الجبهة معرضة للقصف والجيش العراقي في كل مكان كان يتعرض للقصف بما فيها الحرس الجمهوري الذي كان من المفترض أن يخوض المعركة في بغداد بدأ يتعرض إلى ضربات منذ اليوم الأول فالأضرار التي لحقت بالقوات المسلحة العراقية اللي بالإمام وبالخلف تكاد تكون متساوية أما سيناريو الانهيار فمثل ما ذكرت لك قبل قليل عن أسباب الانهيار بهذا الشكل وهذا الوقت السريع.
أحمد منصور: كيف بدأت عملية سقوط بغداد؟ القوات الأميركية دخلت إلى مشارف بغداد في نهاية مارس في ثلاثة إبريل سقط المطار واُسترِد في الليل أو قيل معركة المطار ثم أربعة سيطرت القوات الأميركية كيف بدأت عملية الانهيار شيئا فشيئا؟
عبد الله حسن جبارة: أنا ذكرت لك في البداية إنه إحنا لم نفاجأ بأشياء إستراتيجية بالمعركة ولكن حدثت هناك مفاجآت بسيطة اذكر لك مثلا تقدم القوات الأميركية من الديوانية إلي مدينة النعمانية عن طريق الشوملي وعبورها نهر على جسر دجلة وقطعها وعزلها المسرح الجنوبي للعراق عن طريق الكوت العمارة هذا كان بالنسبة إلي وللعسكريين اللي موجودين وياي أظن مفاجأة لأن هذا المحور أيضا إحنا ما كنا معطيينه ذلك الأهمية وكنا متوقعين الهجوم يأتي من محاور أخرى، المفاجئة الثانية التي حصلت هو عبور القوات الأميركية نهر الفرات من جسر لم يُعط الأهمية التي يستحقها حتى أنا أقول لك وبأمانة إني أنا لم أعلم بوجود هذا الجسر مطلقا حتى..
أحمد منصور: اللي هو جسر إيه..
عبد الله حسن جبارة: جسر كان على نهر الفرات أنا لا أعرف الاسم ماله ولكن هذا الجسر يرتبط بطريق مبلط يصل إلى طريق المرور السريع ومن طريق المرور السريع باندفاع سريع دخلت القوات الأميركية في المطار بالوقت الذي كانت قواتها الأخرى بعيدة جدا فهذا حقق مفاجأة أخرى ثانية بالحرب.
أحمد منصور: هذه هي التي حققت مفاجئة المطار؟
عبد الله حسن جبارة: نعم هذه المفاجآت هي اللي تحققت بالحرب وقد تكون هناك مفاجآت في أماكن أخرى أنا لا أعلمها.
أحمد منصور: متى أدركت وأنت أستاذ الإستراتيجية ووقت المعركة كنت انتقلت إلى وزارة الدفاع كنت في رئاسة الأركان..
عبد الله حسن جبارة: في رئاسة أركان الجيش.
أحمد منصور: كنت في رئاسة أركان الجيش، حينما سقط المطار يوم أربعة أبريل أيقنت أن بغداد سقطت؟
عبد الله حسن جبارة: أنا بالحقيقة كنت اتصل بالبيت يوميا وكنت أخبرهم إنه منذ بدء الهجوم البري في أول يوم أخبرتهم إنه مساء هذا اليوم ستؤمن القوات الأميركية التماس مع الناصرية وكانوا يتفاجؤون وأقول لهم لا هو هذا الشيء اللي مخطط له..
أحمد منصور: يعني الخريطة اللي إنتوا وضعتوها كأساتذة إستراتيجية كانت تُطبَّق يوما من الأيام.
عبد الله حسن جبارة: نعم ومساء اليوم الثاني.. تطبق يوما وفي مساء اليوم الثاني أو بعده في السماوة وبعده في كربلاء وبعدها وكنت عندما اتصل ومتى يبدأ الخطر أقول لهم الخطر يبدأ عندما تعبر القوات الأميركية نهر الفرات وبالفعل هذا الذي حصل ولكن حصل بشكل مفاجئ وسريع عبور نهر الفرات واجتيازه والدخول في مطار بغداد وطبعا القوات الأميركية عندها الإمكانية أنه تديم قطاعاتها بدون الحاجة إلى إمداد بري خصوصا وقد حصلت على مطار بغداد سالم.
أحمد منصور: معاييرك كأستاذ إستراتيجية في تحديد أو في تقييم مسار الحرب قائم على معايير.. ما هي المعايير التي استندت إليها؟
عبد الله حسن جبارة: والله أولا المعايير اللي موجودة في.. معايير سياسية ومعايير عسكرية صرفة، المعايير السياسية إنه العراق منذ عام 1990 وضع نفسه في بيئة معادية بحيث لا يمكن أن يجد.. الحدود مغلقة من جميع الجهات من إيران من تركيا من الكويت ومن السعودية من الأردن من سوريا ولفترة 13 سنة فما الذي تتوقعه؟ القيادة بدأ تنعزل عن الشعب يوما يوما الشعب بدأ يعيش في الشوارع من قلة المساكن وهذا بالوقت الذي نجد الرئيس صدام حسين يُعمِر في كل شهر قصر أو قصرين فهذه المعايير السياسية بدأت العلاقة ما بين الشعب والقيادة تدهور وهذا أول سبب وأهم سبب في خسارة العراق لهذه المعركة أما المعايير العسكرية فاللي ذكرت لك أياها إنه الجيش العراقي تعرض إلى قصف وإلى أضرار ابتدأت من اثنين آب عام 1990 ولحد نهاية المعركة.
أحمد منصور: لو جئنا نقول ان العواصم بتبقى دائما طالما أن العاصمة باقية فالبلد لا زالت باقية النظام لا زال باقي لكن سقوط العاصمة بغداد كان هو سقوط للنظام بشكل أساسي استيلاء القوات الأميركية على بغداد يوم تسعة كان هو بشكل أساسي من يوم أربعة ليوم تسعة التي يمكن أن نعتبرها هي معركة بغداد في خلال هذه الأيام كيف كان مسار المعركة وكيف تمكن الأميركان من الدخول إلى قلب بغداد أو من إسقاط تمثال صدام مساء يوم التاسع من أبريل؟
عبد الله حسن جبارة: أنا بينت لك إنه حصلت مفاجأة بالنسبة إلينا من دخول القوات الأميركية في مطار بغداد من الغرب وكان هذا تهديد خطير ثم بعد ذلك أمنوا التماس مع بغداد من منطقة الجنوب من اتجاه الدورة أيضا وكذلك أمنت التماس مع بغداد من اتجاه الجنوب الشرقي على طريق الكوت بغداد هذا كله حصل بشكل سريع ثم بعد ذلك تمكنوا من اختراق بمفرزة صغيرة جدا خطوط الدفاع من عند.. من اتجاه الدورة ودخلت مجموعة صغيرة من المدرعات والدبابات في القصر الجمهوري تمكنوا من إدامتها وتقويتها حتى عززوها برتل مدرع في اليوم الثاني ما يقارب أكثر من مائة مدرعة ودبابة دخلت وأنا كنت في رئاسة أركان الجيش لما أرسلوا هذا التقرير..
أحمد منصور: يوم ثمانية.
عبد الله حسن جبارة: يوم ثمانية.. يوم سبعة.
أحمد منصور: يوم سبعة.
عبد الله حسن جبارة: يوم سبعة فدخلت هذه لما وصل هذا العدد وبهذا الغطاء الجوي والقدرة على الإدامة والقدرة على التدمير بدأت هذه البؤرة تتوسع باتجاه الأطراف تتجه شمالا تتجه شرقا بنفس الوقت الأرتال القادمة من الشرق.. الجنوب الشرقي وصلت إلى أطراف بغداد من الجانب الآخر واجتازت نهر ديالة ومن الشمال دفعوا عن طريق أبو غريب قوة مدرعة تمكنت من عزل بغداد من الشمال ووصلت إلى جسر المثنى على نهر دجلة فأصبحت بغداد مطوقة من جميع الجهات.
أحمد منصور: فسقطت.
عبد الله حسن جبارة: سقطت.
أحمد منصور: متى أدركت أن بغداد سقطت؟
عبد الله حسن جبارة: أدركت أن بغداد سقطت ظهر يوم ثمانية أو تأكدت أن بغداد سقطت لا محالة.
أحمد منصور: من المسؤول عن سقوط بغداد؟
عبد الله حسن جبارة: المسؤول عن سقوط بغداد طبعا التاريخ لا يكتبه الحاضر يعني دائما التاريخ يحتاج إلى فترة استراحة ثم يُكتَّب ولكن لو كنت أكتب أنا هذا التاريخ فالمسؤول الأول والأخير عن سقوط بغداد هو صدام حسين.
حمد منصور: ألم تشاركوا أنتم كضباط في المسؤولية؟
عبد الله حسن جبارة: نعم نتحمل المسؤولية كوننا مقاتلين ولا نُبرئ أنفسنا من ذلك ولكن ثق في المعهد العلمي الذي كنا فيه كنا نتداول الحقائق كما هي ولكن من يأخذ بهذا ليست مسؤوليتنا أوصلناها لأعلى مستوى، إحنا كنا نتعامل مع رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع واطْلعوا على ما موجود ويعرفون ذلك ولكن أن يأخذ الرئيس بها أو لا يأخذ فهذا أمر آخر في العراق.
أحمد منصور: قيل أن هناك خيانات في صفوف الحرس الجمهوري.
عبد الله حسن جبارة: أنا لا أعتقد أن توجد خيانة في الحرس الجمهوري ولا حتى في الجيش العراقي إحنا.. قد يكون نظام صدام حسين سيئ ومن أسوأ الأنظمة ولكن لا يوجد ضابط عراقي شريف ونزيه تعاون مع القوات لأن الاحتلال مهما كان ومهما كان مصدره ومهما كانت أهدافه يبقى احتلال ونحن الآن نتعامل معهم على هذا الأساس.
أحمد منصور: لو طلبت منك وأنت أستاذ للإستراتيجية أن تحدد لي في نقاط محددة وأنت الآن تنكر وجود أي خيانة في صفوف الجيش العراقي أو الحرس الجمهوري واحد اثنين ثلاثة أربعة أسباب سقوط بغداد؟
عبد الله حسن جبارة: السبب الأول من أسباب سقوط بغداد أخبرتك إنه دائما القيادة يكون لها السبب الأول والأخير فالفرق.. فالهوة اللي صارت ما بين القيادة والشعب ومن ثم بين القيادة والجيش هذا السبب الأول والأخير، السبب الثاني والذي قد يكون نتيجة للسبب الأول أو لسياسة السبب الأول إنه الجيش العراقي تعرض إلى فترة والشعب العراقي حصار لمدة 13 عاما يعني إحنا نقاتل في عام 2003 بمعدات مصنوعة في عام 1960 وأنت تعلم هذه التقنية وأسباب يمكن ثانوية أخرى ولكن أهم سببين هي هذه الأسباب.
أحمد منصور: العميد الركن عبد الله حسن جبارة أستاذ الإستراتيجية العسكرية الأسبق في كلية الحرب في العراق والمستشار في رئاسة أركان الجيش أثناء المعركة أشكرك شكرا جزيلا،
يتبع .....