التالي هو الحلقه الاولى من شهادات الضباط العراقيين حول حرب غزو العراق عام 2003 وسقوط بغداد
اللقاءات اجراها مراسل الجزيره في العراق انذاك احمد منصور وجرت في العام 2004
الحلقه الاولى التقى فيها احمد منصور بضابطين :
الاول : اللواء الركن مزهر طه احمد الغنام
الثاني : احد ضباط الحرس الجمهوري العراقي " رفض كشف هويته "
نبدأ :
أحمد منصور: سيادة اللواء مرحبا بك
مزهر العبيدي: مرحبا وأهلا وسهلا بكم.
أحمد منصور: هل كنتم في رئاسة الأركان أعددتم خطة استراتيجية للدفاع عن العراق وعن بغداد تحديداً؟
مزهر العبيدي: نعم، توقعنا قبل أكثر من عام هذا الذي حصل لم يكن متوقعا انهيار العراق فقط بهذه الطريقة أو سقوط بغداد بهذه الطريقة إنما المواجهة كانت متوقعة تماما.
أحمد منصور: ما هو التوازنات التي أعددتموها للمعركة؟ ما هو حجم الاستعداد على الأرض وليس على الورق للمواجهة؟
مزهر العبيدي: الحقيقة كما تعلمون أن واجب الجيش هو الدفاع عن البلاد، فوزارة الدفاع عندما تأكد لها من خلال المعطيات ومن خلال الثوابت اللي نتعامل بها كعسكر أنه البلاد مقبلة على مواجهة أعدت خطط للدفاع عن العراق باعتبار إن واجبها هو الدفاع عن العراق، بعد دراسة مستفيضة لإمكانيات البلاد والإمكانيات التي يحتمل أن نواجهها من جيوش متحالفة أو ربما جيش واحد الجيش الأميركي كان هناك الفرق كبير جداً في موضوع المقارنة ما بين حجم القوات العراقية وعُدَّتها إلى ما يمتلكه الجيش الأميركي أو الجيوش التي ربما تتحالف معها.
أحمد منصور: مع الفوارق الهائلة في الإمكانات الاستراتيجية والعسكرية ونوعيات الأسلحة التي تستخدم وغيرها بين القوتين، كيف كان يمكن إدارة مسار المعركة هل أدركتم أن الهزيمة لاحقة بكم لا محالة؟
مزهر العبيدي: لم يكن هناك تفكير الحقيقة بالهزيمة بسبب ثقتنا أن الجيش العراقي لديه القدرة على أن يدافع عن العراق.
أحمد منصور: لديكم القدرة للدفاع عن العراق بأسلحة بعضها خرج من الخدمة منذ عشرين عاما؟
مزهر العبيدي: الحقيقة ليس فقط الأسلحة هي اللي يعول عليها في الحرب إنما الأسلحة هي عامل من مجمل عوامل أخرى كثيرة.
أحمد منصور: أنا كنت أحد الصحفيين الذين جاؤوا إلى بغداد قبل المعركة وخرجت من بغداد قبل الحرب بثلاثة أيام لم أجد هناك -مررت في بغداد وزرت بعض المدن خارج بغداد- لم أجد هناك أي استعدادات لحرب كانت ستقع بعد ثلاثة أيام
مزهر العبيدي: وهو هذا أحد أسباب ما حصل..
أحمد منصور: يعني لم يكن هناك استعداد على الأرض للحرب؟
مزهر العبيدي: لم تكن وزارة الدفاع قادرة على أن تخطط لبغداد كما كانت تخطط لمدن العراق الأخرى.
أحمد منصور: لماذا؟
مزهر العبيدي: لأنه التهديدات اللي كانت تفرض عليها من مراجعها.
أحمد منصور: يعني وزارة الدفاع لم تكن مسؤولة عن الدفاع عن بغداد؟
مزهر العبيدي: نعم.
أحمد منصور: مسؤولية مَنْ الدفاع عن بغداد؟
مزهر العبيدي: بغداد كانت مسؤولية الحرس الجمهوري والحرس الخاص ويدار من قبل رئاسة الجمهورية.
أحمد منصور: حينما صدر قرار من الرئيس بتقسيم العراق إلى خمس مناطق وتم تولية قصي على المنطقة الوسطى وعلي حسن المجيد على المنطقة الجنوبية وعزت الدوري و..
مزهر العبيدي: على الشمالية
أحمد منصور: ونائب الرئيس طه ياسين رمضان لإحدى المناطق هؤلاء الخمسة الذين تم توليتهم معظمهم ليسوا عسكريين، أنتم كقادة أركان كضباط أركان في وزارة الدفاع هل كنتم تتوقعون نصراً من وراء تولية أناس بعضهم كان صف ضابط وبعضهم كان أُميا لكي يقودوا العراق في معركة مع الولايات المتحدة؟
مزهر العبيدي: الحقيقة وزارة الدفاع يعني كما تعلم تاريخ الجيش العراقي تاريخ عريق، الجيش العراقي شُكل منذ عام 1921 كان العراق محتلا ولكن الجيش نشأ نشأة صحيحة، تدرب في أعلى المعاهد العالمية، لديه ضباط يمتلكون خبرات واسعة لديه معاهد عسكرية معترف بها عالميا، لديه خبرة طويلة في الحروب، لديه انتصارات كبيرة رائعة، تاريخ مشرف للجيش العراقي يعلمه الجميع.
أحمد منصور: هذا الذي جعل كل مواطن عربي يسأل إلى الآن كيف انهارت بغداد وسقطت بهذه السرعة؟
مزهر العبيدي: إذاً لم تكن وزارة الدفاع قادرة على أن تتصرف كما تملي عليها ما تعلمَته أو ما درسته من خلال أو ما لديها من خبرة..
أحمد منصور: أنتم كضباط لديكم خبرة درستم الاستراتيجيات العسكرية، درستم الأركان، خضتم حروب، قضيتم سنوات طويلة، هل كنتم تشعرون أن هناك أي مرجعية عسكرية لما يدور أم مرجعية مزاجية ومرجعية عشائرية ومرجعية شخصية وتكليف شخصيات بمواجهة أو بقيادة ناس أركان حرب ربما كان يقودك صف ضابط مثلا؟
مزهر العبيدي: الحقيقة في وزارة الدفاع يعني ممكن أن تقول أن الموجودين هم ضباط عسكريين ولكن المشكلة في وزارة الدفاع أنه ما كل الضباط الجيدين أو أغلب الضباط الجيدين كانت لا تحصل موافقات بتوليهم المناصب لأسباب أمنية كأن يكون هذا مراقب أو هذا عليه مؤشر أمني أو من هذا من العشيرة الفلانية لذلك فَقَدَ الجيش العراقي النخبة الأساسية اللي يعوّل عليها من العقول ومن الخبرات اللي ذكرتها حضرتك.
أحمد منصور: يعني نستطيع أن نقول أن معظم القيادات الأساسية التي كان بيدها القرار في وزارة الدفاع معظم وليس كل لم تكن من النخبة العسكرية المحترفة؟
مزهر العبيدي: في الجيش وليس في وزارة الدفاع فقط في وزارة الدفاع قد يكونون ضباط الحقيقة جيدين خططوا جيدا ولكن التخطيط بحاجة إلى تنفيذ وبحاجة أيضا إلى موافقات وصلاحيات حتى تقدر وزارة الدفاع تنفذ خطتها في بغداد مثلا.
أحمد منصور: قبل أن أصل إلى معركة بغداد، صمد الجيش العراقي في المناطق الجنوبية في أم قصر، في السماوة، في الناصرية وقامت معارك حينما طالت في البداية وظهر الجنود الأميركان في 23 مارس بين أسير وبين قتيل على شاشات التلفزة، شعر الناس أن المعركة ستطول ربما لأشهر، ما هي الفوارق بين المعركة التي طالت لأكثر من أسبوعين خارج بغداد وبين معركة بغداد التي استمرت لعدة أيام؟
مزهر العبيدي: هو هذا الدليل أن وزارة الدفاع كانت تعمل بشكل صحيح.
أحمد منصور: يعني الذي كان يقاتل في الجنوب وزارة الدفاع؟
مزهر العبيدي: هم جيش العراق واللي في بغداد لم يتِح لوزارة الدفاع أن تطّلع أو تطبق الخطة التي كانت ترغبها للدفاع عن مدينة بغداد.
أحمد منصور: كان لديكم خطة في وزارة الدفاع تختلف عن خطة الحرس الجمهوري؟
مزهر العبيدي: بالضبط
أحمد منصور: لم تتمكنوا ولم تتح لكم الفرصة لأن تشاركوا في معركة بغداد؟
مزهر العبيدي: الخطة اللي وضعت لمدن العراق شاملة، قُبلت وهي معدة من قبل وزارة الدفاع.
أحمد منصور: هل هذه الخطة كانت تؤدي إلى إطالة أمد الحرب أم إلى إمكانية الصمود في وجه الأميركان؟
مزهر العبيدي: الخطة اعتمدت على أنه من الصعب أن تقاتل الجيش الأميركي أو القوات المتحالفة على حدود العراق، بسبب الإمكانيات الهائلة لجيوش الحلفاء ولكن كانت الفكرة الأساسية إنه يصير دفاع عن المدن فتصير أطواق دفاعية خطوط عدد من الخطوط الدفاعية حول كل مدينة من مدن العراق بحيث تضطر القوات المهاجمة أن تقاتل كل مدن العراق وأن تجري معارك داخل المدن حتى لو انقطعت وسائل الاتصال.
أحمد منصور: هل نجحت هذه الخطة في بعض الأماكن؟
مزهر العبيدي: كانت ناجحة إلى حد كبير لو أن بغداد صمدت.
أحمد منصور: قبل بغداد، هل نجحت في الأماكن الأخرى؟
مزهر العبيدي: نعم كانت ناجحة.
أحمد منصور: أين نجحت؟
مزهر العبيدي: نجحت في أم قصر ونجحت في البصرة ونجحت في الجبايش ونجحت في الناصرية وفي سدة الهندية وفي النجف وفي السماوة، كل هذه المدن قاتلت بشكل كبير.
أحمد منصور: هل معنى ذلك أن الخطة أيضا كانت قائمة على كل مجموعة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع موجودة في هذه المناطق تظل تقاتل إلى النهاية وتحاول أن تصمد قدر ما تستطيع دون أن تكون بحاجة إلى مدد أن يأتيها أو إلى أي شيء آخر؟
مزهر العبيدي: الحقيقة وزارة الدفاع حسبت ذلك بعناية.
أحمد منصور: كيف؟
مزهر العبيدي: حسبنا أن هذه القطاعات يمكن أن تتعرض إلى الحصار والانقطاع وأن تُقطع عنها الاتصالات ويقطع عنها التموين والعتاد ما يوصل وتم تأمين كل ذلك.
أحمد منصور: بحيث يتم الصمود في المعركة؟
مزهر العبيدي: نعم يجري الصمود.
أحمد منصور: لمدة كم تقريبا لكل مجموعة أو لكل مدينة؟
مزهر العبيدي: الحقيقة الأوامر أنه لا انسحاب إلا يأتي من المركز ما كان إحنا بأيدينا بوزارة الدفاع اللي يصدر أمر من الرئيس شخصيا أو من اللي يخولهم على قيادات المناطق.
أحمد منصور: هل أصدرتم في وزارة الدفاع وأنت أخبرتني أنك بقيت في مبنى رئاسة الأركان إلى ليلة تسعة أبريل يعني إلى سقوط بغداد، هل صدرت من قبلكم أي أوامر إلى أي قطاعات عسكرية بالانسحاب في المناطق التي كانت لوزارة الدفاع سيطرة عليها؟
مزهر العبيدي: الحقيقة ليس في مبنى وزارة الدفاع تحديداً لأنه كان المبنى معرض للقصف ولكن في المبنى المخصص لنا كموقع قيادة، لم نصدر أوامر بالانسحاب إنما كانت أوامر الانسحاب تصدر من قادة المناطق كان دور وزارة الدفاع أثناء المعركة دور تنسيقي وتأمين الحاجات اللوجستية أو تنقّل القطاعات لإسناد أي جبهة تحتاج إلها وتأشير المواقف.
أحمد منصور: هل توقعتم أن يحدث انهيار سريع خلال أسبوعين تقريبا كانوا سيطروا على الجنوب؟
مزهر العبيدي: حقيقة هذا لم يكن متوقع.
أحمد منصور: طيب توقعتم أن تصمدوا لمدة كم؟ حسب الخطة الموضوعة؟
مزهر العبيدي: الخطة الموضوعة كانت الفكرة الأساسية إنه نقاتل القوات المهاجمة في كل المدن وتكون المعركة أساسية في بغداد..
أحمد منصور [مقاطعاً]: فعلا أعددتم معركة لبغداد؟
مزهر العبيدي [متابعاً]: لم نتمكن كوزارة دفاع أن نعد معركة لبغداد لأنه المراجع لم توافق على رأي وزارة الدفاع.
أحمد منصور: بسبب؟
مزهر العبيدي: ربما لأسباب أمنية.
أحمد منصور: من أجل ماذا؟ ألستم جيش العراق؟
مزهر العبيدي: نحن نشعر هكذا.
أحمد منصور: لكن؟
مزهر العبيدي: لكن عندما طرحنا خطتنا وأفكارنا للدفاع لوضع خطة للدفاع عن بغداد، رُفضت في وقتها من قبل نجل الرئيس..
أحمد منصور: قصي؟
مزهر العبيدي: وأخبرنا.. نعم قصي وأخبرنا أن الحرس الجمهوري قادر على الدفاع عن بغداد، الحرس الجمهوري لديه خطط كافية للدفاع عن بغداد، معه الحرس الخاص وإذا احتجنا وزارة الدفاع سنخبركم لاحقا، لكن إحنا من كان يطلعون هيئات الأركان استطلاع لم نكن نشاهد ما يؤيد أن مسرح العمليات أعد بشكل صحيح للدفاع عن مدينة بغداد.
أحمد منصور: معنى ذلك أنكم تحملون الحرس الجمهوري المسؤولية الكاملة عن سقوط بغداد؟
مزهر العبيدي: في حقيقة الأمر أنا ما أقدر أكون بديل عن الحرس الجمهوري وأعطي هذا لأنه هاي مسؤولية تاريخية كبيرة ولكن أنا ما رأيته ما كنت أشوفه إنه ما كان معد خطة كما ينبغي، كما تعلمنا، كما قمنا به في حروب عديدة جداً، عادة أن تهيئ مسرح العمليات تحفر مواضع، تزرع ألغام، تنصب أسلاك شائكة، تخرب الجسور، تخزن مواد تموين القتال، توزّع الأعتدة، تهيئ مواضع للدبابات، تهيئ مواضع بديلة، مواقع الاحتياط، ما كنت أشوف شيء من هذا القبيل.
أحمد منصور: كل هذا لم يحدث قبل المعركة؟
مزهر العبيدي: نعم.
أحمد منصور: ولم يحدث أي استعداد له؟
مزهر العبيدي: ربما كان هناك استعدادات على الورق حسب ما أخبرونا أن لديهم خطط وقالوا إنه هذه الخطة موجودة وحصل اجتماع الحقيقة أنا ما تيسر لي أن أحضر هذا الاجتماع.
أحمد منصور: متى تذكر؟
مزهر العبيدي: قبل المعركة ربما بأكثر من شهر لقاءات إحنا كنا نلح على أن تكون خطة تصدر من وزارة الدفاع، يشترك بها الحرس الجمهوري، يشترك الحرس الخاص، تشترك كل الأجهزة المعنية حتى العشائر يجب أن تنضم لها لأن هذا دفاع عن العراق يعني والعراق لا يمثل شخص كان رأينا في وزارة الدفاع إنه حتى الأحياء السكنية تشترك بهذه الخطط وتكون مستعدة لأن تدافع عن بلدها.
أحمد منصور: كل الناس توقعت ذلك، كل الناس توقعت أن كل عراقي معه بندقية سوف يقاتل ولكن الآن أنت تقول إن القرار السياسي كان يسير في اتجاه آخر؟
مزهر العبيدي: نعم هذا هو ما حصل.
أحمد منصور: متى أدركتم أن بغداد على وشك السقوط تحديداً؟ تسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار، فابقوا معنا.
مزهر العبيدي: والله أنا بالنسبة إلي شخصيا يعني منذ أن رُفض رأي وزارة الدفاع بدت الآمال تضعف لدي، لأنه تصورت الحالة كما هي بأن بغداد أنا أشوفها في عيني يعني ما قاعد أشوف من يدافع عن بغداد طيب مين يدافع عن بغداد؟ يعني فأما قصور في التفكير وأما أنه هو سوء الحظ ولو أنا لي تصورات أخرى أنا دائما أقول يعني أنا أؤمن بالله الحمد لله، أقول إنه الظلم عندما يتعاظم يهيئ الله سبحانه وتعالى أن ينهار هذا الظلم، فأنا فسرته شخصيا هكذا إنه حصل ظلم كثير فربما تعاظم هذا الظلم هو أن الله سبحانه وتعالى هيئ فرصة لأنه يحصل انهيار وبذلك دفع العراقيون كلهم ثمن هذا الانهيار.
أحمد منصور: من أربعة أبريل إلى تسعة أبريل كانت المعركة الحاسمة في بغداد بدءاً من وصول الأميركان في الثالث من أبريل إلى المطار ومعركة المطار وما قيل فيها، بعد الثالث من أبريل أصبحت المسؤولية تقريبا هي مسؤولية الحرس الجمهوري الذي كان من المفترض إنه يقوم بالدفاع عن بغداد هل تحركتم؟ أو كان لكم أنتم أي تحركات في رئاسة الأركان في وزارة الدفاع لعمل شيء من أجل حماية بغداد من أجل إطالة أمد المعركة؟
مزهر العبيدي: الحقيقة قبل هذا التاريخ بأيام ربما بأربعة أيام يعني من..
أحمد منصور [مقاطعاً]: نقول واحد أبريل
مزهر العبيدي [متابعاً]: نعم أو قبل..
أحمد منصور: أو 31-30 مارس
مزهر العبيدي: أينعم 31 عندما حصل اندفاع يعني في منطقة النجف وسدة الهندية ثم اتجاه كربلاء لأنه القوات المهاجمة سلكت طريق صحراوي من السماوة باتجاه النجف ثم كربلاء ثم صعدت صعوداً باتجاه منطقة العامرية كان لدينا شعور أنه بغداد أصبحت مهددة، لأن هذا الزحف يستهدف بغداد، فصعود الأرتال بهذا الشكل السريع نحن كنا نخبر الحرس الجمهوري نتصل بهم عن تصوراتنا عن آراءنا بدينا نشعر إنه بغداد في خطر كبير.
أحمد منصور: هل كان من ينصت لكم في الحرس الجمهوري؟
مزهر العبيدي: الحقيقة تسجل المعلومات ووصلناها إلى المعنيين يعني مثلا نجل الرئيس قصي أو غيره ما كنا نشوف..
أحمد منصور: هل كان قصي ذلك الشخص الكفء اللي يقود الحرس الجمهوري ويقود هذه المعركة؟
مزهر العبيدي: الحقيقة هو قصي كما تعلمون يعني هو خريج قانون وقيل إنه لديه ماجستير في القانون وعمل في أجهزة أمنية، فمن أين تأتي الكفاءة ليقود القطاعات العسكرية؟ أشرَف على الحرس الجمهوري فترة، لكن قيادة الجيوش ليست سهلة وفي معركة مثل هذه المعركة.
أحمد منصور: تعتبرون هذا جزء رئيسي أو سبب رئيسي من أسباب سقوط بغداد؟
مزهر العبيدي: أكيد.
أحمد منصور: معنويات الجنود كانت إيه؟
مزهر العبيدي: في البداية كانت المعنويات عالية جداً.
أحمد منصور: ما الذي أدى إلى انهيارها؟
مزهر العبيدي: يعني إحنا لما كنا نلتقي بهم في البداية ما وجدنا أحد من العراقيين لديه تردد في هالمنازلة ولكن اللي حصل أنه الاندفاع الغير طبيعي القيادة اللي ما كانت الحقيقة أكو أسباب أخرى هي ليست فقط هذا سياسيا..
أحمد منصور: نحن نريد..
مزهر العبيدي: نتكلم الجانب العسكري فقط يعني أرجو أنه لا.. الأسباب السياسية والنظام ووضع هذا جانبا، أنا أتكلم الآن فقط عن الجانب العسكري، فالجنود في الميدان يحتاجون إلى إدامة المعركة، تمزج القطعة قبل أن تهيئ لها الإسناد الناري، الإسناد الإداري، تنظمها بشكل صحيح هذه هيَّأتها وزارة الدفاع، حصلت انهيارات في أماكن أخرى كبيرة، فلذلك يتأثر الجندي لأنه الموقف العام يؤثر على..
أحمد منصور: هل نوعية السلاح الذي استخدمه الأميركان لعبت دور في عملية الانهيار السريع؟
مزهر العبيدي: سلاح الجو بالدرجة الأولى كان له دور رئيسي وكبير جداً.
أحمد منصور: ونوعية ما استُخدم من قذائف وصواريخ وأشياء هل لاحظتم أنها أشياء جديدة بالنسبة لكم شاركتم في حرب الكويت 1991 وفي الحرب العراقية-الإيرانية ست سنوات، هل كان نوعية ما واجهتم أو صادفتم من سلاح أيضا لاحظتم أن هناك نوعية جديدة وخاصة لعبت دورا في حسم المعركة بشكل مبكر؟
مزهر العبيدي: الحقيقة لاحظنا تطوير صواريخ كروز بشكل كبير، كانت صواريخ كروز يعني ما مطورة بشكل اللي حصل في المعركة الأخيرة ودقة الإصابة أعلى، قذائف كبيرة جدا ألقيت على بغداد، ثقل ناري غير طبيعي ألقي على بغداد، توَخَّت القوات المهاجمة أن تُحدث فِعْل الصدمة في المركز بحيث انهار القطاعات الأخرى اللي موزعة في باقي القطر رغم إنه نجحت ولكن ليس بشكل كبير يعني كان نجاح محدود في بداية الأمر، لكن الانهيار اللي حصل في بغداد الحقيقة هو اللي أدى إلى ذلك..
أحمد منصور: كيف وقع الانهيار بالتدرج أخبرنا؟
مزهر العبيدي: الانهيار الحقيقة يجب أن نربط قليلا مع العمل السياسي حتى لا نكون بعيدين
أحمد منصور: طبعا..
مزهر العبيدي: المواطنين في العراق حقيقة شعروا بظلم كبير على مدى السنين، كثير منهم من تعرض إلى الأذى، كثير منهم من تعرض إلى الترحيل، من أُعدم أقاربه، من حُرم من المنصب، من لم يأخذ حقوقه كاملة، من حصل عليه جَوْر من الأجهزة الأمنية ومن أقارب الرئيس أو من المحسوبين على النظام أو من بعض العناصر من الحزب أو من الأجهزة الأمنية، كل هذه أحدثت الحقيقة تأثير سلبي كبير على شعب العراق.
أحمد منصور: حتى هذا كان داخلكم أنتم كقيادة أركان في وزارة الدفاع؟
مزهر العبيدي: نحن ربما نختلف بشيء واحد إنه من يمتهن العسكرية يؤمن أن هذا الجيش وجد ليحمي هذا الوطن من يكون الرئيس لا يعنينا، لكن إحنا مكلفين أن ندافع عن العراق ولو تشوف أنت تاريخ جيش العراق منذ عام 1921 إلى هذه الحرب دافع عن العراق ولم يدافع عن شخص في يوم من الأيام.
أحمد منصور: مع هذا الوصف الذي وصفته للنفسية العراقية وللشخصية العراقية وأثر أسلوب النظام السياسي على المواطنة وعلى الانتماء وعلى البناء الشخصي لو انتقلت إلى الشق العسكري في عملية الانهيار كيف حدث الانهيار السريع حتى سقوط بغداد؟
مزهر العبيدي: بعدما صعدت القوات المهاجمة واجتازت منطقة كربلاء باتجاه الشمال انعطفت إلى اليمين، كان من المفترض إنه هاي المنطقة مسيطر عليها الحرس الجمهوري ويدافع عنها دفاع مستميت.
أحمد منصور: هذه المعارك 30-31 مارس؟
مزهر العبيدي: نعم وحصل اندفاع في اتجاه بعض الوحدات اللي كانت تحمي بعض المصانع العسكرية في ذاك الوقت، ما تمكنت هاي الوحدات أن تدافع بشكل صحيح ثم حصل إنزال في مفرق اليوسفية، ثم باتجاه القصور الرئاسية في منطقة الرضوانية وحصلت معركة المطار، هذا الاندفاع السريع ما كانت أكو قوات حرس جمهوري اشتبكت إلا بشكل محدود جداً.
أحمد منصور: من المفترض أن هناك ست فرق للحرس الجمهوري كل فرقة تقريبا فيها 12 ألف على الأقل وفيها كافة الأسلحة أين كان هؤلاء؟
مزهر العبيدي: قد ما أتمكن أن أجاوبك بشكل دقيق لأنه ما كنت بالحرس الجمهوري ولكن كانت معلوماتي إنه هذه الفرق وزعت بالفترة المتأخرة وانتشرت في البساتين وسووها بأكثر من خط بخطين، كانت القوات المهاجمة لديها طيران مستمر ولديها طائرات استطلاع وأقمار صناعية فتصور ربما رصدت مواقعها بشكل دقيق واختارت القوات المهاجمة طريق كانت به قطاعات خفيفة جدا أو قليلة، الحرس الجمهوري يبدو لي ما كانت عندهم خطة مناورة كافية محسوبة ومثل ما أشرت لك ما كان مسرح العمليات مهيأ لأنه إحنا نعرف إحنا إذا ما قدرنا نشغل كل المواضع يجب أن نهيئ مواضع بحيث نجري تنقلات في القطاعات في الموضع الدفاعي حتى لو خلال الهجوم ونكسر الجناح أو نشكل قطاعات عمق ونحرك الاحتياط بحيث نوقف الخرق ثم نهاجم، هذا ما حصل اللي حصل إنه اندفعت القوات المهاجمة بشكل كبير جداً كانت القوات اللي أمامها هي قليلة، عندما نقلوا قطاعات أخرى لتعزيز الموقف ما وصلت هذه القطاعات كما مخطط لها، جرت معارك الحقيقة محدودة واندفعت القوات المهاجمة على المصرفات وبدأت تظهر في مناطق داخل عمق بغداد.
أحمد منصور: متى شعرتم أن هناك فوضى في بغداد؟ فوضى عسكرية؟
مزهر العبيدي: الحقيقة إحنا في وزارة الدفاع بسبب الخبرات الكبيرة يعني أقدر أقولك ما حصلت عندنا فوضى إلى آخر يوم.
أحمد منصور: فوضى عسكرية؟
مزهر العبيدي: لم أشعر بفوضى في وزارة الدفاع حتى اليوم الأخير وهذه حقيقة لأنه كانوا يفكرون بشكل سليم، يتصرفون بشكل سليم.. كانت الطائرات المعادية..
أحمد منصور: كيف كنتم تفكروا وتتصرفوا والآن أصبح الأميركان على أبواب بغداد أو في داخل بغداد؟
مزهر العبيدي: بل لأبواب مقرنا وقُصف مقرنا من مسافات قريبة جدا وكنت نتصرف بشكل..
أحمد منصور: قولي كيف تتصرف الآن وعملية انهيار حصلت ويقال إن الجنود ابتداءً من أول أبريل بدؤوا يهربوا من الوحدات ومن القطاعات بشكل كبير جداً؟
مزهر العبيدي: هو التنفيذ تصرفت وزارة الدفاع نقلنا لهم قطاعات نقلنا لهم فرق وألوية ووضعناها بإمرة الحرس الجمهوري.
أحمد منصور: متى هذا تحديداً؟
مزهر العبيدي: كل هذا ما بين الفترة ما بين 31 إلى يوم سبعة.
أحمد منصور: إلى يوم سبعة حتى بعد معركة المطار؟
مزهر العبيدي: كنا يوم سبعة ننقل لهم لواء.
أحمد منصور: يوم ثمانية دخلت الدبابات إلى بغداد
مزهر العبيدي: نعم دخلت دبابات إلى بغداد وكانت قطاعاتنا أيضا تتنقل تدخل بغداد، بغداد مدينة كبيرة جدا وواسعة وكان هناك قطاعات تتحرك باتجاه بغداد، لكن ما يحصل إنه عندما تصل القطاعات إلى بغداد وتجد إنه لا توجد خطة واضحة للدخول يعني.. عندما تأتي تشكيل لواء يفترض القيادة المسؤولة عن العمليات تهيئ مكان لهذا التشكيل تهيئ خطة تستقبل اللواء يوجز.. يُزج بالمعركة، كان اللواء يصل إلى بغداد ما يجد هذا الشيء.
أحمد منصور: كان يجد إيه؟ قولي الصورة اللي كان يجدها اللواء اللي طُلب منه أن يتحرك للدفاع عن المدينة من وزارة الدفاع؟ كان يجد إيه بالضبط ؟ إيه الصورة اللي يجدها قائد اللواء؟
مزهر العبيدي: يجد إنه قطاعات الحرس الجمهوري منتشرة بشكل غير واضح بالنسبة له ما يجد له مكان يرسلونه تعزيز أو يضعونه في موقع ما واضح إله من هو يسنده بالنار من هو يقدم له الإسناد الإداري كيف يتصل بالقيادات كيف يدير معركته فيجد نواقص في جوانب لوجستية وفي جوانب الإسناد وبذلك يُشل يجد اللواء نفسه مشلول المقاتلين يتسربون تصبح عنده عدد قليل من المقاتلين بسبب عدم توفر الإدارة الصحيحة لاستخدام هذه القطاعات.
أحمد منصور: يعني فيه فشل إداري عسكري في إدارة معركة بغداد؟
مزهر العبيدي: لكون ما كانت هناك خطة واضحة للدفاع عن بغداد.
أحمد منصور: متى شعرتم أن بغداد قد سقطت بشكل نهائي؟
مزهر العبيدي: يوم تسعة.
أحمد منصور: إلى يوم تسعة؟
مزهر العبيدي: بشكل نهائي.
أحمد منصور: رغم أن الدبابات يوم ثمانية كانت دخلت إلى بغداد رغم إن استطاعت القوات الأميركية يوم أربعة أن تستعيد المطار مرة أخرى..
مزهر العبيدي: نعم إحنا الحقيقة العسكر حتى لو دخلت الدبابات لا نعتبر الاحتلال..
أحمد منصور: إيه اللي سمح للدبابات أن تدخل حتى تقف على الجسر وتقصف الفندق يعني.. وشاشات العالم كلها كانت تنقل وصول الدبابات على الهواء على الجسر؟
مزهر العبيدي: نعم لأنه القوات المهاجمة لديها تفوق كبير ممكن أن تدخل ولكن ياما في تاريخ الحروب دخلت دبابات ودُمرت وانتهى الأمر.
أحمد منصور: كل الناس كانت تسأل عن هذا كيف استطاعت أن تتسرب في جيش قوي؟ في حرس جمهوري؟ في قطاعات كبيرة في فدائيي صدام؟ في جيش القدس؟ فيه مائة شيء المفروض أن يحمي؟
مزهر العبيدي: هو هذا السبب من الأسباب الرئيسية للانهيار هو كثرة هذه القيادات فدائيي صدام، حرس خاص، الحرس الجمهوري، جيش نظامي، الأجهزة الأمنية، مليشيات الحزب، جيش القدس، هذه يا أخي كلها مسميات يعني يمكن أن تقول عنها إنها مُتعِبة أكثر مما هي نافعة في حرب نظامية كهذه الحرب ولذلك كان العبء كبير على رئاسة الدولة بحيث ما تمكنت أن تدير المعركة ولا أُعطيت وزارة الدفاع فرصة لأنه تقود المعركة كما ينبغي لذلك كانت وزارة الدفاع دورها هامشي أو ثانوي تقدر تقول عليه وأدت باقي الجهات أدوارها وفق اجتهاد وليس وفق خطة مدروسة وبذلك حصل اللي حصل.
أحمد منصور: لو طلبت منك أن تقول لي واحد اثنين ثلاثة أربعة أسباب سقوط بغداد الآن تكلمنا عن بعض هذه الأشياء من الناحية العسكرية هل هناك أسباب أخرى غير ما ذكرت؟
مزهر العبيدي: السبب السياسي وهو الفجوة ما بين الشعب وبين القيادة، سبب رئيسي ومهم جداً الناحية العسكرية لم يتح لوزارة الدفاع أن تعد خطة محكمة للدفاع عن بغداد بشكل صحيح وكانت فكرة وزارة الدفاع أن تقسم قواطع قاطع للحرس الجمهوري قاطع لوزارة الدفاع قاطع آخر يُعطى للفريق إياد وتبقى قوات احتياطية وتُدار من قبل غرفة عمليات مشتركة تشرف عليها وزارة الدفاع وزير الدفاع شخصيا باعتباره ضابط كفوء ومشهود له ومحبوب حتى العراقيين أن الرجل هذا له تاريخ يعني عظيم في الحرب، لكن لم تحصل موافقة كان هذا السبب مهم جدا، السبب الآخر إنه القوات المسؤولة عن الدفاع عن بغداد واللي على ما أظن إنها الحرس الجمهوري حسب ما آني شفت لم تُعِد مسرح العمليات كما ينبغي للدفاع عن مدينة كبيرة مدينة بغداد، ما حصل هو نكبة فلم تُعَد خطة ولم يُعَد مسرح العمليات بالشكل الصحيح للدفاع عن مدينة بغداد، لم تكن هناك قيادة قادرة على أن تدير العمليات المتمثلة بشخص ابن الرئيس اللي هو ما قادر على أنه يقود هكذا معركة ضخمة ولا كانت وزارة الدفاع تتجرأ أن تصدر أوامرها إلى القطاعات وتصلح وبذلك كانت القيادة مفقودة فحصل انهيار بهذه النقاط الخمسة.
أحمد منصور: مع الأسباب التي ذكرتها والتي تعتبر أسباب من الناحية العسكرية أسباب مقبولة كثيرا ولكن دار حديث طويل وكثير ونشرت قصص لا نهاية لها حول وجود خيانات على مستوى عال في الحرس الجمهوري هي التي كانت السبب الرئيسي لسقوط بغداد ويقال أن أوامر صدرت إلى الجنود بالانسحاب وعدم إكمال المعركة يقال أن سفيان ماهر تواطؤ مع الأميركان وذُكر هذا تحديدا حتى في القناة الرابعة البريطانية نشرت فيلم في الشهر الماضي ذكرت فيه هذا الأمر وطبعا نُشر في عشرات المصادر الأخرى وقيل أن طائرة (C-130) هبطت في مطار بغداد مساء الثامن من أبريل وحملت بعض ضباط الحرس الجمهوري وعائلاتهم وذهبت بهم إلى الولايات المتحدة وروايات أخرى كثيرة ماذا عن الخيانة في صفوف الحرس الجمهوري؟
مزهر العبيدي: رغم إن النقطة الأولى للانهيار قلنا أنه وجود الفجوة الكبيرة ما بين الشعب وبين القيادة ولكن أستطيع أن أؤكد أن ما رأيته وما أتيح لي أن أطلع عليه وأنا في هذا الموقع في وزارة الدفاع العراقية ما كان يشير إلى خيانة حصلت بمعنى الخيانة ولكن حصل تقصير وحصل ربما إهمال في بعض الجوانب قد يكون هذا يفسر وفعلا آني سمعت هذا الكلام حتى أثناء المعركة في بغداد بأنه خيانة ولكن ما حصل أن القوات كان هناك من يساعدها..
أحمد منصور: على؟
مزهر العبيدي: القوات المهاجمة
أحمد منصور: المهاجمة
مزهر العبيدي: كان هناك من يساعدها
أحمد منصور: من داخل النظام؟
مزهر العبيدي: عراقيين من الخارج أو من الداخل.
أحمد منصور: هل من الجيش أم من الحرس الجمهوري؟
مزهر العبيدي: لم أشهد أحد من الجيش
أحمد منصور: من الحرس الجمهوري؟
مزهر العبيدي: ولم يتأكد لي وجود أحد من الحرس الجمهوري أو من الجيش، إنما كانت عناصر تساعدها نعم كانت موجودة
أحمد منصور: ما طبيعة ونوعية وشكل المساعدة التي كانت تقدم للقوات المهاجمة؟
مزهر العبيدي: كانت دلالة؟
أحمد منصور: مجرد إشارة إلى..
مزهر العبيدي: دلالة على الأهداف، تسهيل معلومات، إشاعات بالانهيار فتأثير على المعنويات ودلالة، هذه تعتبر عامل مهم الحقيقة في الحرب عندما لأنه إشاعة الأمل تنتشر وإشاعة الخوف أيضا تنتشر، فإشاعة الخوف إنه حصل انهيار حصل كذا هذه كانت الإشاعات الحقيقة التي يجري تداولها وما كانت اعتباطا وهذا جانب من الحرب النفسية التي تشنها الجيوش عادة في الهجوم فربما كانت الحرب..
أحمد منصور: حينما أعلن بوش قبل الحرب بيوم أن هناك ضباط على مستوى عال في الـ(CIA) دلوه على المكان الذي قُصف في اليوم الأول بأربعين صاروخ كروز وقالوا إن صدام كان فيه حينما أعلن رمسفيلد في اليوم الثاني للمعركة أن هناك علاقات وثيقة مع ضباط رفيعي المستوى في الجيش العراقي، ألم يكن هذا أيضا شيء فيه نوع من الدلالة والحقيقة أم تعتبره كان شيئا من الحرب النفسية؟
مزهر العبيدي: نحن فسرناه أنه الحرب النفسية
أحمد منصور: لكن كنتم على يقين ألا أحد يمكن أن يجرؤ أن يلعب هذا الدور داخل الحرس الجمهوري أو داخل الجيش؟
مزهر العبيدي: الحقيقة لم يعني لا أستطيع أن أقولك إنه الحرس الجمهوري أو الجيش لم يحصل فيه تقصير ولكن حد الخيانة لم يتأكد لي ذلك
أحمد منصور: بعض الناس الذين أصحاب هذه النظرية يقولون أن بعض هؤلاء الذين أشير إليهم بالأسماء لم تظهر أسماءهم ضمن الكروت الخمسة وخمسين مطلوب على ورقة الكوتشينة اللي عملتهم الولايات المتحدة الأميركية واستشهدوا في قصصهم ورواياتهم أن هذا دليل على أن هؤلاء متعاونين مع الأميركان؟
مزهر العبيدي: أتمكن أن أقول لك خلاصة ما حصل أنه الأداء لا أستطيع أن أقول خيانة لأنه لم أتأكد وكلمة الخيانة عندما تطلق أعتقد هي كلمة صعبة إذا ما أتأكد لا أستطيع أن أطلقها ولكن التقصير في الأداء قد يكون بعضه ناس ما كانت ترغب أن تدافع عن النظام.
أحمد منصور: وأنا أتجول هنا وأسأل الناس وأتكلم مع بعض العسكريين علمت أن سفيان ماهر لم يهرب من العراق ولا زال موجود ويقيم في مكان ما هل لديك معلومات؟
مزهر العبيدي: الحقيقة حصلنا على معلومات إنه هو موجود داخل العراق وحصلنا على معلومات أنا ما متأكد من صحتها إنه حتى كانوا الأميركان يبحثون عنه لإلقاء القبض عليه فهذا الكلام أعتقد يتناقض مع إذا كان سفيان ماهر متعاون مع القوات الأميركية ربما كان يكون في موقع آخر، لماذا يتخفى أو يبحثون عنه لإلقاء القبض عليه؟ فما عندي شيء يؤكد أن سفيان ماهر الحقيقة خان بلده لكن تقدر تستنبط أن ضعف يعني ضعف أداء الفرقة أو في الحروب إذا ما أدت الفرقة واجبها القائد يُسأل يعني ليس فقط هي الخيانة ولكن ضعف الأداء أيضا هو تقصير.
أحمد منصور:من المسئول عن سقوط بغداد؟
مزهر العبيدي: إذا أردت أن تحمل شخصا فأنا أعتقد هو المسؤول اللي كان هو قصي لأنه كان هو كل شيء.
أحمد منصور: قصي أم الذي عين قصي؟
مزهر العبيدي: بالتأكيد كمسؤولية نهائية ولكن المسؤولية المباشرة وتقول من المسؤول هو الشخص اللي كان يمتلك الصلاحيات كاملة بل يتجاوز على الصلاحيات بل سلطاته مطلقة كان قصي، الذي عيَّن قصي بالتأكيد هو المسؤول الأول عن العراق ولكن معركة بغداد تحديدا كمسؤولية أنا أعتقد قصي كان هو مسؤول عن هذا ما حصل.
أحمد منصور: متى تركت إلى أي وقت دقيق في رئاسة الأركان؟
مزهر العبيدي: أخبرك إنه إحنا القيادة في الحقيقة اختفت قبل ما نترك مكاننا بساعات طويلة إحنا ما تركنا مكانا إلا أن اختفت القيادة.
أحمد منصور: متى آخر صلة كانت لكم..
مزهر العبيدي: آخر اتصال يعني كان مؤكد هو حقيقة قبل فجر ثمانية، فجر ثمانية ما كان أكو أحد من القيادة.
أحمد منصور: كان عندكم أي علم بمكان وجود فيه صدام أو تحركاته؟
مزهر العبيدي: ما نعلم مكانه ولكن من خلال الهاتف بالإمكان أن نصل إلى غرفة هم يوصَّلوا له الاتصال.
أحمد منصور: كنتم بتتصلوا به؟
مزهر العبيدي: نتصل بالغرفة هذه يعني إحنا نوصل المعلومات يستلمها ضابط برتبة عقيد أو عميد يطلع يقول تفضلوا وإيش عندكم توصلون للقيادة فحتى يوصلها لقصي وليس صدام لقصي هو يستلم هذه المعلومات ثم يبعثها لقصي بطريقته الخاصة.
أحمد منصور: آخر اتصال تم بينكم وبين وقصي؟
مزهر العبيدي: فآخر اتصال يعني الفجر إحنا كنا حاولنا أن نحصلهم ما تمكنا فجر يوم ثمانية لم نتمكن أن نؤمن أي اتصال مع هذه الغرفة فبقت الأمور هكذا وزير الدفاع كان الحقيقة مشوش ما كان يعرفشي يتصرف لأنه ما قدر أن يأمن اتصال وظل يروح ويجي ويبعث لنا بأوراق شعرنا أن كل شيء قد انتهى.
يتبع ......