كان هنالك جوانب امنيه مهمه في زياره وزير الخارجيه الفرنسي لوران فابيوس الى طهران " وهي اول زياره لوزير خارجيه فرنسي منذ 12 عاما الى طهران "
فبعد الزياره قال المتحدث الرسمي باسم الحكومه الايرانيه محمد باقر نوباخت : ان فرنسا قد تلبي طلباتنا بخصوص حاجتنا لطائرات ميراج , شراء مقاتلات ميراج جديده هي في قمة اولويات سلاح الجو الايراني .
خلال حرب الخليج الثانيه حصلت ايران على عدد محدود من مقاتلات Mirage F-1 من العراق حيث لجات هذه الطائرات العراقيه الى ايران اثناء الحرب من اجل تجنب تدميرها من قبل سلاح جو التحالف الدولي اذاك
وبدلا من اعاده هذه الطائرات مجددا للعراق بعد الحرب اختارت ايران ان تحتفظ بهذه الطائرات كجزء من التعويضات عن حرب الخليج الاولى والتي دارت بين العراق وايران على مدى ثمان سنوات
تمتلك ايران حاليا 24 مقاتله Mirage F-1 EQ و Mirage F-1 BQ ولكن لايعرف بالضبط كم من هذه الطائرات لايزال قادرا على الطيران
ومن البدايه عانت ايران من مصاعب في تشغيل هذه الطائرات , حيث ان راداراتها مخصصه فقط لتشغيل الصواريخ الامريكيه والفرنسيه " سواؤا جو-جو او جو-ارض "
اضف الى ذلك فان ايران كانت تفتقر لقطع الغيار ولامكانيه تركيب رادارات جديده و تفتقر للطيارين المدربين عليها وللذخائر المناسبه لها
لكن في النهايه استطاعت ايران من تشغيل ال Mirage F-1 بعمل تغييرات في الرادار وتصنيع صواريخ محليه بالاضافه الى اضافه اجهزه ملاحه للطيران المنخفض واجهزه تهديف بالاشعه تحت الحمراء
يقول ضابط في سلاح الجو الايراني بان الطيارين الايرانيين لايحبون دائما التحليق بمقاتلات Mirage F-1 وانه لايجدها مناسبه لسلاح الجو الايراني الذي يتكون من مقاتلات امريكيه وروسيه
وانه لايتمنى ان تقوم القياده الايرانيه بشراء المزيد من الطائرات الفرنسيه
واضاف الضابط الايراني بان سلاح الجو الايراني لايزال يعاني من نقاط ضعف , فمقاتلات Mig-29 الايرانيه لم يتم تحديثها للنسخه SMT كما ان مقاتلات F-14 الامريكيه الصنع لاتزال بنسخه A
كما ان مقاتلات الدعم الارضي القريب مثل F-5 تعتبر قديمه للغايه
واضاف الضابط الايراني : نحن نعرف ان دول المنطقه تمتلك انواع احدث من المقاتلات الامريكيه والروسيه من الانواع التي نمتلكها
وبالتالي نحن بحاجه الى طائرات جديده وحديثه
وعلى اي حال انا لا اعتقد ان القياده الايرانيه ستشتري الميراج الفرنسيه .
وبغض النظر عن الحظر المفروض على ايران في مجال التسليح فان ايران سوف لن تشتري طائرات ميراج الفرنسيه لعدة اسباب :
1- احدث نسخه من الميراج هي Mirage-2000-5 EI والتي توقفت فرنسا عن انتاجها منذ العام 2007 , وليس من المنطقي ان تشتري ايران مقاتلات جديده من هذا النوع لان الانتاج متوقف منذ مده ليست بالقصيره
لذلك هنالك سيناريوين لهذا الامر :
السيناريو الاول : ان تقوم شركه داسو بتزويد ايران بمعدات وقطع غيار حديثه
السيناريو الثاني : ان تقوم فرنسا ببيع بعض مقاتلات الميراج العامله لديها الى ايران وخاصه انها تفكر باستبدال الميراج بالرافال
2- المقالات الروسيه تبدو الاقرب الى ايران , فقبل شهر زار قائد البحريه الايراني معرض Russian Navy Arms Expo 2015 وقيل على هامش المعرض ان روسيا طلبت من ايران تقديم طلب لمشترياتها من السلاح الروسي
كما ان وزير الدفاع الايراني حسين دهاقان قابل وزير الدفاع الروسي اثناء زيارته الاخيره لموسكو حيث وقعا اتفاقا للتعاون العسكري المشترك
وتعتبر روسيا هي البلد الوحيد الذي باع مقاتلات Mig-29 و Su-24 الى ايران بعد الثوره الاسلاميه عام 1979
وبالتالي فان الايرانيون يثقون بالروس اكثر من ثقتهم بالغربيين مثل الفرنسيين والامريكان
اضف الى ذلك بان معدات الجيش الايراني وعقيدته العسكريه تحولت بالتدريج من الغرب الى الشرق " روسيا والصين "
3- مقاتلات الميراج هي متعدده المهام , وايران قامت باستثمار الكثير لتعزيز بنيتها من اسلحه الدفاع الجوي " الصاروخيه والمدفعيه والرادارات " وبالتالي فهي ليست بحاجه الى مقاتلات تقوم بالاعتراض من مدى قريب dog fight وان ماتمتلكه من مقاتلات اعتراضيه مثل F-14 و Su-24 قادر على الاعتراض من مدى بعيد نسبيا
اضف الى ذلك فانه اذا اشترت ايران مقاتلات Mirage 2000 فهذا يقتضي ان تشتري وبعقود منفصله الكثير من الامدادات والبنى التحتيه والذخائر مع تدريب الطيارين والفنيين وكل هذا يعني مزيد من الاموال
وبالتالي قد لايكون هذا الخيار جذابا لايران
وبدون شك فان سلاح الجو الايراني ضعيف وطائراته متقادمه ولهذا قال البريغادير جنرال احمد رضا بوردستان بان ايران بحاجه الى شراء مقاتلات ومروحيات جديده
وعلى مايبدو فأن روسيا هي الاقرب حيث ان التعاقدات مضمونه بالاضافه الى عوامل اخرى تدعم هذا التحليل
في اخر عقدين من الزمن ساعدت روسيا ايران في مجال منشأت لتصليح وصيانه الطائرات
والقوات الجويه للحرس الثوري الايراني والموازيه للسلاح الجوي الايراني تستعمل فقط طائرات ومروحيات روسيه مثل مروحيات Mil و طائرات Su-25
كما طورت ايران العديد من صواريخ جو-جو و جو-ارض محليا بالاستناد على تكنلوجيا روسيه وصينيه وبالتالي فأن خيار شراء طائرات روسيه تستطيع ان تحمل هذه الذخائر يبدو اقرب من سيناريو شراء طائرات غربيه
اما الصين فتمتعت مثل روسيا بعلاقات عسكريه واسعه مع ايران في العقود الثلاثه الماضيه
ففي اكتوبر 2014 زار قائد البحريه الايرانيه الصين حيث اتفق الطرفان على تعزيز التعاون العسكري بينهما
كما قال وزير الدفاع الصيني بان الصين تعتبر ايران حليفها الاستراتيجي في المنطقه وانها تتطلع لتعزيز التعاون معها في مجالات التدريب وتوريد الاسلحه
وعلى الرغم من ذلك فأنه من غير المتوقع ان تشتري ايران مقاتلات من الصين , فمقاتلات مثل J-10 او J-17 تعتبر مقاتلات متعدده المهام قديمه
اما مقاتله الجيل الخامس الصينيه J-20 فهي لاتزال تخضع للاختبارات وليس من المتوقع ان تقوم الصين قريبا بتصديرها لبلد اخر
ماتستطيع روسيا تقديمه لايران قد يشمل مقاتلات Su-30 و Mig-35 و Mig-31 وتحديث مقاتلات Mig-29 الايرانيه الى نسخه SMT