زعمت مصادر إسرائيلية أن إيران تعمل حاليا على إبرام صفقة أسلحة مع روسيا، تحصل بموجبها على 100 طائرة من طراز (آي إل 78 إم كي آي) المخصصة لمهام التزويد الجوي بالوقود، منتهكة بذلك الاتفاق النووي.
ووقعت الدول الست الكبرى وإيران اتفاقا بشأن البرنامج النووي الخاص بالأخيرة، الأسبوع الماضي في فيينا. ويحظر هذا الاتفاق على طهران شراء السلاح التقليدي لخمسة أعوام.
وقالت المصادر إن “ثمة اتفاق بين موسكو وطهران على بناء أسطول ضخم من الطائرات التي تستخدم في مهام تزويد المقاتلات الحربية بالوقود خلال تحليقها”، مضيفة أن “هذه الطائرات التي يطلق عليها في حلف الناتو اسم (ميداس) يمكنها التحليق لمسافة سبعة آلاف و 300 كيلو متر، في حين أن المسافة بين إيران وإسرائيل تبلغ 1200 كيلومتر. ويمكن للطائرة الواحدة تزويد ست إلى ثماني مقاتلات بالوقود خلال تحليقها”.
وفي حال امتلكت إيران هذا النوع من الطائرات، فإن مقاتلاتها ستتمكن من الوصول إلى كل مكان في الشرق الأوسط.
وبحسب تقرير نشره موقع “ديبكا” الإسرائيلي، المتخصص في التحليلات العسكرية والاستخباراتية، فإن “هذه الصفقة تدل على أن لدى طهران تطلعات لمضاهاة منظومة التزود الجوي لديها بنفس القدرات التي يمتلكها سلاح الجو الإسرائيلي، والعمل على التغلب عليها، فيما يتعلق بقدرتها على حمل الوقود وتزويد المقاتلات الحربية به خلال تحليقها”.
وأضاف التقرير أنه “في الوقت الذي تتحدث فيه دول الغرب عن كون الاتفاق النووي وما يتضمنه من رفع العقوبات عن إيران، سيمكنها من ضخ مليارات الدولارات لخزانتها، ومن ثم المضي في دعم المنظمات الإرهابية، فإن الحقيقة هي أن طهران ستستثمر أموالا طائلة في تسليح جيشها وتحسين قدرات سلاح الجو الإيراني الهجومية”.
ولفت خبراء الموقع إلى أن “الطائرة الروسية التي تزن 72 طنا، معروفة جيدا لسلاح الجو الإسرائيلي، خاصة أن تلك الطائرة تعمل بالفعل ضمن أسطول سلاح الجو الهندي، الذي تربطه أواصر تعاون عميقة بسلاح الجو الإسرائيلي”، مضيفا أن “مهندسين وفنيين تابعين لمؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية كانوا قد نجحوا في إدخال تعديلات على تلك الطائرة لصالح سلاح الجو الأوزبكي، الذي كان اشتراها من روسيا أيضا”.
وأشار الموقع إلى أن “الحديث يجري عن بدء انتهاك ممنهج لاتفاق فيينا النووي من قبل إيران، وأن الصفقة الروسية – الإيرانية تعتبر أول دليل على هذا التكتيك، خاصة أن الاتفاق ينص على أن يستمر حظر بيع السلاح لإيران لمدة خمسة أعوام، أي حتى 2020″، مضيفا أن الرد الروسي والإيراني سيكون أن تلك الاتفاقيات لشراء الطائرات الروسية لن تنفذ حتى هذا التاريخ”.
وذهب الموقع إلى أن طهران وروسيا “ستتظاهران بأنهما لا تنتهكان الاتفاق، بينما تعتبر هذه الصفقة هي الاختبار الأول لما توصلت إليه الدول الكبرى مع طهران”، مضيفا أنه “من غير المعروف بعد إذا ما كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سينظر إلى تلك الصفقة على أنها انتهاك للاتفاق أم سيتجاهلها، وفي حالة التجاهل، ستفتح الصفقة الطريق أمام إيران لانتهاك الحظر الذي حدده اتفاق فيينا”.