أعلنت وزيرة القوات الجوية الأمريكية أن روسيا تمثل التهديد الأكبر للأمن القومي الأمريكي، وعلى الولايات المتحدة زيادة وجودها في أوروبا حتى إن كان حلفاء الناتو يعانون صعوبات اقتصادية.
ونقلت وكالة "رويترز" الخميس 9 يوليو/تموز عن ديبورا لي جيمس قولها: "أعتبر روسيا التهديد الأكبر"، مشيرة الى أن واشنطن بتعزيز تواجدها في أوروبا تتعامل مع "القلق المستفز" النابع من أعمال روسيا الأخيرة.
وأوضحت الوزيرة في هذا السياق أن الولايات المتحدة ستواصل نشر مقاتلات "إف-16" في أوروبا، قائلة: "إن الوقت غير مناسب لنظهر مترددين في وجه مثل هذه الخطوات التي تقوم بها روسيا".
وأعربت الوزيرة عن خيبة أملها لأن أربعة فقط من أصل 28 عضوا في حلف شمال الأطلسي نفذوا حتى الآن مطالب الحلف الخاصة بنفقات القطاع الدفاعي بحجم 2% من الناتج المحلي الإجمالي، مذكرة بأن "هذا ما وافق كل أعضاء الناتو على تنفيذه".
وأكدت أنه نظرا الى الوضع المتوتر الحالي، تستمر القوات الجوية الأمريكية بالعمل على تقليص الاعتماد على توريدات روسيا من محركات الصواريخ "إير د-180" المستخدمة لإطلاق الأقمار العسكرية والاستخبارية.
تجدر الإشارة إلى أن البنتاغون نشر في 1 يوليو/تموز العقيدة العسكرية الجديدة للولايات المتحدة. وجاء في الوثيقة أن روسيا تسهم بقسطها في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات، لكن الجيش الروسي، حسب الوثيقة، "يقوم بزعزعة الأمن في المنطقة بشكل مباشر أو بالوكالة".
وانتقدت موسكو العقيدة الأمريكية واعتبرت أن تصويرها للنشاط العسكري الروسي غير موضوعي على الإطلاق. وذكر دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي تعليقا على مضمون العقيدة العسكرية الأمريكية، أنها لا تتناسب مع الجهود الرامية إلى توجيه العلاقات الروسية –الأمريكية الثنائية نحو التطبيع.
وتأتي تصريحات وزيرة القوات الجوية الأمريكية حلقة جديدة في سلسلة التصريحات الأمريكية المعادية لروسيا. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه قد اعتبر روسيا من المخاطر الكبرى التي تهدد العالم إلى جانب تنظيم "داعش" وحمى الإيبولا في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد نفى وجود أي خطط عدائية لدى روسيا تجاه أي دولة، مشيرا مع ذلك إلى أن الجيش القوي سيكون ضمانة من الأخطار والتحديات.
وقال الرئيس بوتين في تصريح له يوم 25 يونيو/حزيران إن "روسيا بلد منفتح على العالم يسعى لتعزيز التعاون والشراكة مع جميع من يبدي استعدادا لذلك، ولا توجد لدينا ولا يمكن أن توجد أي خطط عدائية، نحن لا نهدد أحدا، ونسعى إلى تسوية كل الخلافات بالطرق السياسية فقط، ونحترم القانون الدولي ومصالح الدول الأخرى".
وأضاف بوتين أنه ومع كل ذلك ستستمر السلطات الروسية في تطوير القوات المسلحة لأن الجيش القوي المجهز بأحدث الأسلحة يضمن سيادة وأمن البلاد ويضمن حياة هادئة وآمنة لملايين المواطنين في مثل هذه الظروف الخطيرة.
من جانبه صرّح فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع التابعة لمجلس الاتحاد الروسي أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية ستدرس تصريحات وزيرة القوات الجوية الأمريكية بأن روسيا تمثل الخطر الأكبر على الأمن الأمريكي.
وقال السيناتور الأمريكي: "لا بد من قيام الأركان العامة للقوات المسلحة بتحليل دقيق للوضع من أجل تقليل التهديدات التي تحاول الولايات المتحدة فرضها على روسيا من خلال زيادة وجودها في أوروبا".
وأشار أوزيروف إلى أن موسكو أدركت منذ زمن طويل أن واشنطن تفعل كل ما بوسعها من أجل توريط شركائها الأورويبيين في الناتو في برنامج تسلح بنشر وحدات جديدة وأنواع جديدة من الأسلحة في أوروبا، مشيرا إلى أن ذلك لا يساعد على تعزيز السلام والتفاهم.
ولم يستبعد السيناتور الروسي أن تكون هذه التصريحات الأمريكية مرتبطة ببدء مناقشة مشروع الميزانية العامة في الولايات المتحدة، قائلا "في الوقت الذي تبدأ فيه مناقشة الميزانية للعام المقبل تحاول المؤسسات العسكرية إيجاد أو خلق أعداء لها بهدف الضغط على الكونغرس".