تطور بارز شهدته منطقة الحدود اللبنانية السورية، حيث يحاول مسلحو "حزب الله" اللبناني فرض سيطرتهم على المنطقة، وإخراج عناصر المعارضة السورية والتنظيمات الإسلامية منها، دعماً لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وتمثل التطور الأبرز، وتحديداً في منطقة جبال "القلمون"، في بدء المواجهات المباشرة بين الحزب الشيعي، المدعوم من إيران، وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف باسم "داعش"، وسط تباين في حصيلة المواجهات الجارية في عدد من المواقع الحدودية بين الدولتين.
وبعد أيام من اقتصار المعارك التي يخوضها حزب الله مع "جبهة النصرة"، برز تحول جديد تمثل بدخول تنظيم "داعش" إلى المواجهة، عبر المبادرة إلى مهاجمة مواقع الحزب في مناطق حدودية، وأخرى واقعة داخل الأراضي اللبنانية، في أقصى الشمال الشرقي للبلاد.
هذا التطور دفع الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، إلى الإعلان عن بدء "المعركة" مع تنظيم داعش، خلال كلمة وجهها الأربعاء، ضمن مؤتمر "التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام علي الخامنئي"، المرشد الإيراني الأعلى.
وقال الأمين العام لحزب الله: "في الأيام الماضية، حصلت إنجازات في القلمون، ومع الإنجازات اليوم، أصبحت التلال الحاكمة في القلمون تحت سيطرة الجيش السوري والمقاومة."
وتابع بقوله: "إرهابيو داعش هم الذين بدأوا بالهجوم، وبأعداد كبيرة وآليات عديدة، والمجاهدون تصدوا ببسالة، وأوقعوا عشرات المسلحين من داعش قتلى وجرحى، ودمروا آلياتهم، وعادوا منهزمين مندحرين، والمقاومة قدمت عدداً من مجاهديها شهداء."
وأعلن نصر الله أن "المعركة مع داعش بدأت"، وقال: "نحن سوف نستكمل هذا الهجوم، ونؤكد عزمنا وتصميمنا وإرادتنا الحازمة، بأننا لن نقبل بوجود أي إرهابي وتكفيري على حدودنا"، مؤكداً "أن الهزيمة سوف تلحق بهؤلاء، ونحن نعمل بالهدوء المطلوب."
وكانت قناة "المنار" قد ذكرت أن الحزب تمكن في المواجهات من قتل أحد أمراء "داعش"، والعديد من القادة الميدانيين، وإحباط الهجوم، الذي استهدف نقاطه داخل المناطق اللبنانية، في حين أشارت حسابات ومواقع إلكترونية مقربة من داعش، إلى مقتل عشرة من حزب الله، مع تقديم أسمائهم.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن المنطقة شهدت أيضاً مواجهات في المناطق الشرقية من القلمون بين المعارضة وجبهة النصرة من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، للسيطرة على "جبل الأفاعي" بالقلمون، وقد جرى بالفعل طرد داعش من أجزاء واسعة منها.
المصدر