أميركا لم تعمم مكافأة على رأس أبو سياف.. هل كانت زوجته هدف العملية لدورها في تعذيب وقتل الرهينة الأميركية مولر؟
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، مقتل القيادي البارز في تنظيم داعش أبو سياف، نتيجة عملية خاصة للقوات الأميركية داخل سوريا. وقال البنتاغون إن "أبو سياف كان مسؤولاً عن العمليات المالية والإدارية للتنظيم الإرهابي". وأوضح أنه تم اعتقال زوجة أبو سياف حيث تعتبر عنصرًا قيمًا من عناصر المعلومات وتحتجز حاليًا في إحدى المواقع الآمنة بالعراق بانتظار وصول فريق من المحققين المتخصصين لاستجوابها في وقت لاحق.
ادت العملية إلى مقتل عشرة عناصر لـ"داعش" ينتمون إلى جنسيات مختلفة، اثنان منهما مسؤولين مهمين في الحقل النفطي، لم يتم الكشف عن هويتهما. اضافة الى اصابة عناصر اخرى باصابات جسيمة وطفيفة. كما تمت مصادرة كمبيوترات واجهزة خليوية والعديد من الملفات والقطع الاثرية، وتحرير امرأة شابة ايزيدية كان تم اختطافها من قبل داعش. وتعتبر هذه العملية الثانية من نوعها والتي تنفذها القوات الخاصة الاميركية، والأولى نفذت في الرابع من اغسطس/آب 2014 بهدف تحرير الرهائن الاميركيين لكنها باءت بالفشل.
نفذت العملية العسكرية فجر السبت 16 ايار/مايو في حقل العمر أكبر الحقول النفطية في سوريا في محافظة دير الزور(شرق) ويخضع لسيطرة "داعش" منذ صيف العام الماضي، بهدف إلقاء القبض على المدعو أبو سياف.
اعطى الرئيس الاميركي باراك اوباما موافقته على "مفهوم العملية" “Concept of Operation” اوائل اذار/مارس الماضي وذلك فور الاعلان عن اعدام الرهينة الاميركية الوحيدة كايلا مولر (26 عامًا). كما اعطي الامر النهائي للمباشرة بالتنفيذ بعد تبلغه موافقة السلطات العراقية، والموافقة الكاملة لفريق الامن القومي في البيت الابيض. مع العلم ان العملية نفذت بدون التنسيق مع النظام السوري او اعلامه بشان العملية.
اعطى قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال لويد اوستن اوامره بالمباشرة بالتنفيذ فجر السبت، بعد اعلان حالة التاهب القصوى لكافة الوحدات الجوية والبرية والبحرية العاملة في محيط منطقة عملياته وفور تأكده من القوى التابعة لقيادة القوات الخاصة الاميركية SOCOM الموضوعة تحت سيطرته العملانية اصبحت جاهزة للتنفيذ. تم اختيار قوة الدلتا لتنفيذ العملية باعتبارها من وحدات النخبة في القوات الخاصة الاميركية، وهي القوة الاكثر كفاءة وتجهيزا وتدريبا لتنفيذ عمليات خاصة مشابهة.
وفي التفاصيل العملياتية، أنه بعيد منتصف ليل الجمعة صباح السبت اقلعت طوافات البلاك هوك وطائرات الأوسبري OSPREY –V22 من مركز قريب من الحدود السورية العراقية ناقلة مجموعة من الوحدات الخاصة ناهز عددها الثلاثين عنصرا من قوات النخبة في الجيش الاميركي – Delta Force ومدججين بأحدث منظومات أسلحة القوات الخاصة والمناظير الليلية وأجهزة الإتصالات والتعقب، انسلت هذه القوة تحت جناح الظلام عبر الحدود السورية العراقية مستخدمة عنصري التخفي والتمويه لتحقيق عنصر المفاجئة.
تم انزال المجموعة الاولى في حقل العمر النفطي، فتعرضت لنيران معادية فور هبوطها في حقل المعركة. واشتبكت مع عناصر من التنظيم الذين يتولون حماية مقر اقامة ابو سياف. كما تم إنزال المجموعة الثانية داخل المدينة السكنية في حقل التيم، بينما قامت طائرتان مرافقتان بعملية الحماية وإطلاق نيران الرشاشات في محيط المنطقة لتوفير الغطاء الناري والحماية والدعم للعناصر المشتبكة مع عناصر التنظيم.
استمرت العملية حوالي الثلاث الى اربع ساعات من لحظة انطلاق القوة من الاراضي العراقية لحين الانتهاء الكامل للمهمة. في حين أن الاشتباكات بين قوة دلتا وعناصر تنظيم داعش استمرت حوالي عشرين دقيقة. كانت المواجهات عنيفة وتعرضت القوة الى مقاومة شرسة من عناصر التنظيم، ووصلت في بعض المواقع الى الاشتباك بالسلاح الابيض. كما افيد بنهاية المهمة عن اصابة الطائرات والطوافات المشاركة بالمهمة بعدة طلقات نارية.
وأبلغ أحد المسؤولين المطلعين بملفات مكافحة الإرهاب شبكة "إيه بي سي" الإخبارية، أنهم كانوا يشكون ولفترة طويلة منذ العام الماضي بأن أبو سياف كان من قادة «داعش» البارزين، رغم أنه غير مطلوب أميركيا، ولا توجد على رأسه مكافأة للإبلاغ عنه، بينما أفادت تقارير بأن التنظيم الإرهابي قد منح أبو سياف السيدة مولر (الرهينة الأميركية) كزوجة رغماً عنها أو جارية من جواريه. ولم تعلق الناطقة الرسمية باسم إنفاذ القانون ولا البيت الأبيض عن تلك "التكهنات".
وأوضحت المصادر الأميركية أن أم سياف قد تكون بحوزتها معلومات مهمة تتعلق بالأسيرة مولر (26 عامًا) التي تعرضت للتعذيب والقتل على أيدي التنظيم الإرهابي. بينما قالت مصادر عراقية إن أم سياف التي اعتقلت وقتل زوجها خلال عملية كانت أكبر متاجرة ببيع وشراء الفتيات الأيزيديات.
وكانت واشنطن أكدت مقتل موظفة الإغاثة كايلا مولر، التي كانت محتجزة لدى تنظيم داعش في سوريا شباط/فبراير الماضي، بينما أعلن التنظيم إنها قتلت في غارة جوية أردنية، دون تقديم إثبات. وأكدت عائلة مولر مقتل ابنتهم، في 10 شباط/فبراير الماضي، بعد أن تلقت رسالة إلكترونية مع ثلاث صور لجثتها. وتقول وزارة الدفاع الأميركية من جانبها إن «ما من شك» بأن التنظيم هو الذي قتلها. وقال الأدميرال جون كيربي الناطق باسم البنتاغون إن "المسؤولين الأميركيين لم يتوصلوا بعد إلى الطريقة التي قتلت بها كايلا مولر".
وكشف تقرير حديث لمحطة سي بي أس، أن أم سياف زوجة الزعيم الداعشي لعبت دوراً مهماً في أنشطة داعش الإرهابية، إضافة لمشاركتها في تعذيب وقتل عاملة الإغاثة الأميركية كايلا مولر. وتسعى واشنطن، وفق صحيفة واشنطن بوست، إلى الحصول على معلومات حول ما إذا كان لدى التنظيم رهائن غربيون، إذ تعتقد أن بإمكان أم سياف أن تفيدهم بهذا الخصوص.