تستعد القوات البحرية المصرية لتسلم غواصتين ألمانتي الصنع منفئة U-209في العام المقبل، بالإضافة إلى غواصتين أخريين من الطراز عينه في نهاية عام 2018. فقد شارفت شركة تايسن كراب مارين سيستمز (ThyssenKrupp Marine Systems) الرائدة عالميا في مجال صناعة الغواصات والسفن الحربية على الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على غواصتي الصفقة الأولى اللتين ستتوليان حماية قناة السويس الجديدة التي ستفتتح في آب/ أغسطس المقبل.
وقد بدأت تايسن كراب بصناعة غواصتي الصفقة الثانية التي تتجاوز قيمتها نصف مليار يورو، عقب إعلان نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وزير الاقتصاد الألماني زيجمار غابرييل في وقت سابق أمام مسؤولي الشركة عن موافقته على بدء البناءفي زيارته مقر الشركة في مدينة كيل شمال ألمانيا.
ونظراً لسرية المشروع إعتذرت شركة تايسن كراب للأمن والدفاع العربي عن الإدلاء بأي معلومات حول هاتين الصفقتين. وتعود الصفقة الأولى لعام 2012 وقد ثار حولها جدل كبير بسبب اعتراض إسرائيل عليها. وعلى الرغم من التزام ألمانيا بعدم تصديرها الأسلحة لمناطق التوتر والنزاع فى العالم، لا يرى الوزير الألماني في صفقات الغواصات أي مشكلة، إنما الجدل يدور حول الأسلحة الأخرى التي يمكن أن تستخدم فى الحروب الأهلية، مثل المدافع الرشاشة والدبابات والعربات المصفحة. وستساعد الصفقة مصر في تحقيق طفرة نوعية فى قدراتها البحرية، من دون أن يؤثر ذلك طبعا على التفوق الإسرائيلي، حيث تحصل تل أبيب من ألمانيا أيضا على غواصات دولفين التي يمكنها أن تحمل رؤوسا نووية.
وفي حديث أجرته الأمن والدفاع العربي مع اللواء أركان حرب متقاعد محمد مرسي، قالإنّ مصر تسعى الى اعادة بناء قدرات الدولة الشاملة بما فيها من قدرات عسكرية. وتأتي استعادة القوات البحرية المصرية كفاءتها وتكاملها من اهم خطوات القيادة المصرية الجديدة نحو الارتقاء بمستوى قواتها المسلحة.ويمثل التعاون العسكري المصري-الالماني احد الحلقات فى تحوّل الفكر العسكري المصري نحو تكامل منظومات التسليح، وقد بدا ذلك واضحاً من الاتفاقيات الاولية والتي تمثلت في الاتفاق على شراء الغواصات الالمانية U-209وطائرات القتال الفرنسية المتطورة رافال وصواريخ الدفاع الجوي الروسية أنتاي-2500.
وأضاف اللواء مرسي: "لقد لعب الموقع الجيوسياسي لمصر ودورها في دعم الامن والاستقرار الاقليميين في منطقة الشرق الاوسط التي إحتلت أولوية بارزة في المخططات السياسية الإستراتيجية للقوى والتكتلات الدولية المختلفة، وربما الاحداث الاخيرة وتشكيل قوات عاصفة الحزم وتنامي الدور المصري تؤكد تلك الرؤيا."
وشدد مرسي علىأهمية الغواصات من خلال دورها في تأمين وحماية المصالح المصرية والعربية في البحرين المتوسط والاحمر. وبالنظر الى الدور المصري في تأمين باب المندب، المدخل الجنوبيلبحر الاحمر، وقناة السويس ستحقق الغواصاتU-209غاية مصر في حماية هذه المواقع. من هناطلبتالقاهرةغواصتين إضافيتينلتحقيق تلك المتطلبات.
وقد أعلنالفريق المصري مهاب مميش في 2 أيار/ مايو، رئيس هيئة قناة السويس أن الهيئة- بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والقوات البحرية والجيش الثانى الميداني في مصر- بدأت بالاستعداد لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكداً أن الاحتفال سيكون أسطوريًا بحضور الملوك والرؤساء العرب والأجانب ومن المتوقع أن يكون أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
والجدير بالذكر أن مصر تمتلك 4 غواصات من فئة روميو، وستضاف إليها غواصات U-209 الألمانية التي تتميز بقدرات تكنولوجية وعملياتية، وتتفوق على مثيلاتها بما تملكه من 4 محركات ديزل من طراز MTU و4 مولدات كهربائية من طرازAIG مع القدرة على البقاء تحت سطح الماء لفترات تصل الى 50 يوما واكثر حسب التجهيزات.
ويبلغ عمق غواصات U-209حتى 500 متر ومداها حتى 15000 كم. وتتسع لطاقم قتاليضمّ 36 فرداً، وهي مزودة بأنظمة استشعار ورادارت كشف وملاحة بحرية وسونارات ذات ترددات منخفضة ومتوسطة لكشف الغواصات والسفن وكشف الالغام وانظمة حرب الكترونية وبتسليح تتعدد فيه انابيب اطلاق الطوربيدات وصواريخ الهاربون.