أعلنت شركة "روس أوبورون إكسبورت" التي تصدر الأسلحة الروسية إلى الخارج، أن موسكو ستتخذ قرارها النهائي بشأن صفقة سفينتي "ميسترال" مع فرنسا بحلول مايو/أيار القادم.
يذكر أن باريس علقت الخريف الماضي تسليم السفينتين الحاملتين للمروحيات اللتين بنتهما لصالح روسيا في إطار عقد ضخم يعود إلى عام 2011. وبررت فرنسا قرارها هذا بالموقف الروسي من الأزمة الأوكرانية.
وقال المدير العام لشركة "روس أوبورون إكسبورت" أناتولي إيسايكين في تصريح لوكالة "نوفوستي": "الأطر الزمنية (التي ينص عليها العقد) تسمح لنا بمواصلة المفاوضات والبحث عن حلول وسط كلما اقتضت الضرورة ذلك. وننتظر صدور القرار النهائي بحلول مايو/أيار".
وأكد أن مفاوضات مكثفة تجري حاليا بين روسيا وفرنسا بشأن صفقة "ميسترال". ووصف المفاوضات بأنها صعبة، وبالدرجة الأولى بالنسبة للجانب الفرنسي.
وشدد إيسايكين على أن فرنسا ستضطر في أي حال من الأحوال للتعويض عما دفعته روسيا مقابل السفينتين، كما أنها ستضطر لدفع تعويضات إضافية. وكانت وسائل إعلام قد ذكرت سابقا أن قيمة التعويضات في حال إلغاء العقد بين روسيا وفرنسا قد تصل إلى 3 مليارات يورو، علما بان قيمة العقد بلغت 1.2 مليار بورو. لكن إيسايكين ذكر أن التعويضات التي ستدفعها باريس علاوة على إعادة قيمة السفينتين، قد لا تكون كبيرة.
واعتبر أن الخسائر الكبرى التي ستتكبدها فرنسا ستتعلق بالأضرار التي قد تلحق بسمعتها كدولة مصدّرة للأسلحة.
وقال: "أما الخسائر الكبرى، فسيتكبدها الطرف الذي يبني السفن ومن ثم لا يفي بالتزاماته. إنها خسائر معنوية بالدرجة الأولى ستضر بسمعة البلد. وأظن أن الجانب الفرنسي يدرك ذلك جيدا".
يذكر أن العقد الموقع بين شركة "DCNS/STX" الفرنسية و"روس أوبورون إكسبورت" الروسية نص على أن يسلم الجانب الفرنسي روسيا السفينة الأولى من طراز "ميسترال" هي سفينة "فلاديفوستوك" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن باريس أعلنت حينها عن تأجيل تنفيذ الصفقة، وإن كانت أكدت على لسان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في ديسمبر/مانون الأول الماضي أن من السابق لأوانه الحديث عن فشل الصفقة
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تعارض بشدة تنفيذ الصفقة بين روسيا وفرنسا. وكانت وكالة "نوفوستي" قد نقلت عن مصدر في مجال بناء السفن قوله إن واشنطن اقترحت على حوض بناء السفن "STX" الذي يتولى بناء سفينتي "ميسترال" بناء سفينة مدنية لصالح الولايات المتحدة.
ذكرت صحيفة "لو تيليغرام" الفرنسية اليوم أن باريس تدرس نقل سفينتي "ميسترال" من حوض بناء السفن في سان نزار حيث ترسوان حاليا، إلى القاعدة البحرية العسكرية في بريست غربي فرنسا.
وأوضحت الصحيفة أن توجه باريس لاتخاذ مثل هذا القرار يرتبط بنفقات رسو السفينتين التي تبلغ 2.5 مليون يورو شهريا.
وكانت تلك النفقات تدُفع سابقا من ميزانية العقد، لكن شركة "DCNS/STX" تتحمل كافة النفقات منذ انتهاء مهلة تسليم السفينة الأولى.