المنتدى العسكري العربي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

مرحبا بك في المنتدى العسكري العربي

يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا

ادارة المنتدى
المنتدى العسكري العربي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

مرحبا بك في المنتدى العسكري العربي

يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا

ادارة المنتدى
المنتدى العسكري العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالقوانينالتسجيلدخول

شاطر
 

 دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة

mi-17

مشرف
مشرف



دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Unbena20دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Unbena11دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Unbena30
دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Unbena23




دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Empty
مُساهمةموضوع: دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 )   دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Icon_minitimeالأحد مارس 15 2015, 20:31

 الْمُقَدِمَة.

من أجل أن نُعْطي صورة واضحة عن دور المدفعية في المعركة ينبغي أن يكون القارئ الكريم جالساً في سرادق مثابة المشاهدين لمشاهدة  سير الأحداث لتأثير نيران المدفعية في صفحتين مهمتين من صفحات المعركة هي صفحة الدفاع وصفحة الهجوم .

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) MDF.8

بمقتطفات من مشاهداتي الشخصية عن دور المدفعية في المعركة حيث كنت لا أزال برتبة ملازم حديث خبرتي العملية في القتال لا تتجاوز شهور قليلة بعد تخرجي من الكلية العسكرية عند إشتراك الفوج الأول لواء المُشاة الأول بعد حرب حزيران 1967 في جبهة قناة السويس حَيْثُ كُنْتُ أحد ضباط ذلك الفوج ، أسرد مقتطفات مِما شاهدتُهُ عِبْرَ موقع  الرصد للمدفعية المصرية الذي كان فصيلي مسؤولاً عن تأمين الحماية له على ضفة  قناة السويس الغربية خلال حرب الإستنزاف سنة 1967 .

 الأجيال التي عاشت حُقْبَةِ نكبة حزيران 1967 تعلم مقدار الخسائر الجسيمة التي تكبدها الجيش المصري بِالْمُعِداتِ والأشخاص خلال هذه الحرب ، قبل نهاية سنة 1967 وَعِبْرَ الجسر الجوي الذي أقَيْمَ بين القاهرة وموسكو تم إعادة تسليح وتدريب الجيش المصري بفترة زمنية  قصيرة ، في مساء أحد الأيام من شهر تشرين الثاني سنة 1967 تم إخبار كافة القطعات الْمُرابطةِ على ضِفَةِ  قناة السويس في مدينة الإسماعيلية أمراً مَضْمُونَهُ ( غداً تقوم المدفعية المصرية بِتَوجِيهِ ضَرْبَةٍ نارية على مواضع العدو شرق قناة السويس ) ، بين الساعة 1000 والساعة 1100 بَدَأَتْ المدفعية المصرية صَب نيران حِمَمِها الْبُرْكانِيَةِ على مواضع الْعَدُو الإسرائيلي شرق قناة السويس على شكل سُدوُدْ نارية زاحِفة من الْعُمْق إلى الأمام ثم إلى الْعُمْقْ ثم إلى الأمام إستغرق وقت الضربة 55 دقيقة خلال هذا الوقت طلبت القوات الإسرائيلية من المراقبين الدوليين ثلاث مرات وقف إطلاق النار ، بعد وقف إطلاق النار تَسَلَقْتُ السلالم إلى المرصد الكائن في الطابق ماقبل الأخير في بناية هيئة قناة السويس التي كان فصيلي مسؤول عن تأمين الحماية لها وشاهَدْتُ ألسنة اللهب تتصاعد في معظم الأهداف التي تم رميها خلال الضربة التي أُعْتُبرَتْ بداية حرب الإسْتِنْزافْ .

هذه الصورة التي شَاهَدْتُها للمواضع الإسرائيلية بعد ضربة الْمِدْفَعِيَةِ المصرية بَقَتْ عالقة في ذاكرتي إلى يومنا هذا.

المحطات :

مرت السنين بسرعة الزمن وخلالها إشْتَرَكْتُ بدورات تعبية متقدمة وآخِرُها دورة الأقدمين في كلية القيادة وتَسَنَمْتُ مناصب قيادية آمر فوج مُشاة آلي وآمر مدرسة قتال فرقة وآخرها منصب آمر لواء مُشاة في فترة الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 – 1988 ) هي الأطول فترة زمنية والأكثر صعوبة والأهم مسؤولية أخْلاقِيَةً ومِهَنِيَةً وَوَطَنِيَةً لِسَبَبٍ بسيط هو تكليف الإنسان بمهمة الدفاع عن وطنه في ظروف حرب طويلة وَمُعَقَدة ضد عَدُوٍ شرس وعنيد مُجَرَدْ من الإنسانية ولا يَمْتَلِكُ ذَرَةً من الأَخْلاقِ .

 إشغال الْمَناصِبَ الآمرة في زمن الحرب مسؤولية جسيمة

 في شهر شباط سنة 1984 صدر أمر تكليف بنقلي من منصب آمر مدرسة قتال فرقة المُشاة 20  إلى منصب آمر لواء المُشاة التاسع عشر فرقة المُشاة السابعة التي كانت مسؤولة عن قيادة التشكيلات التي تدافع عن قاطع بنجوين في مدينة السليمانية

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Nalparez

بعد مرور فترة مناسبة من إلتحاقي باللواء المُشاة التاسع عشر جرى ترشيحي للإشتراك بدورة تعاون المُشاة مع المدفعية المتقدمة لآمري التشكيلات التي فُتِحَتْ في مدرسة المدفعية في معسكر المحاويل لغرض تطوير قُدُراتْ آمري التشكيلات وإطلاعهم على أحدث المعلومات التي تَخُصُ إستخدام صنف المدفعية في كافة صفحات المعركة .

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Dubattt

 دور المدفعية في المعركة الدفاعية

 من أهم صفات (آمر الفوج / آمر اللواء ) الناجح الذي يروم أن يُكَبِدَ العدو خسائر بشرية جسيمة قبل أن يُحَقِقَ العدو الْتَماسْ بالموضع الدفاعي الرئيسي خاصَةً عندما يستخدم العدو إسلوب زج الْكُتَلِ الْبَشرِيَةِ في الهجوم الْمُدَبَرْ يجب أن يستثمر الجُهْدُ الْمِدْفَعي المتيسر بالإسناد المباشر و بالإسناد بِشَكْلٍ صحيح .

 يعتمد النجاح في أي معركة دفاعية على إعْدادِ الخُطَةِ الْنارِيَةِ الْدِفاعِيَةِ إعداداً عملياً صحيحاً من قِبَلْ آمري الأفواج وآمري البطريات وتنسيق أهداف الخطة النارية وفحصها عملياً من قِبَلْ آمر كتيبة الإسناد المباشر وآمراللواء  شخصياً / لذلك كُنْتُ أفحص مع آمر كتيبة الإسناد المباشر أهداف الخطة النارية للوحدات بالمشاهدة العملية للأهداف المنتخبة على الأرض وفي حالة عدم ملائمة الهدف أقُومُ بتغيير منطقة الهدف بما يتلائم مع المسالك التقربية المحتمل أن يسلكها العدو عند التقرب إلى الموضع الدفاعي الرئيسي حسب خبرتي العملية ثم نقوم سوياً مع آمر كتيبة الإسناد المباشر بفحصها بالرمي الحقيقي .

 أهم النقاط التي تلاحظ عند إعداد الخطة النارية في الدفاع

أولاً. يجب إختيار أهداف العمق بمسافة لا تقل عن 300 مِتْراً أمام جبهة الموضع الدفاعي ليتسنى للقطعة المدافعة رفع درجة الإسْتِعْداد القتالي بنسبة 100% وتكبيد العدو أكبر ما يُمْكِنْ من الخسائر قبل الْتَماس مع الأماكن الدفاعية الأمامية الْقُصْوى.
ثانياً. يجب إختيار الأهداف القريبة على المسالك التقربية المؤدية للموضع الدفاعي التي من المحتمل إن يسلكها العدو أثناء الإقتراب من الأماكن الدفاعية الأمامية الْقُصْوى .

ثالثاً. يجب إختيار نار الإنقاذ على المواضع الدفاعية الحيوية التي إذا ما سقطت بيد العدو مُحْتَمَلْ أن تؤدي إلى سُقوطْ الموضع الدفاعي بالكامل  بيد العدو .

رابعاً. يجب تنسيق الأهداف التي تقع على الحدود الفاصلة بين الوحدات والتشكيلات المجاورة وتحديد مسؤولية الوحدات النارية التي تقوم بمعالجتها.

خامساً. يجب إستخراج المعلومات الضرورية لأهداف الخطة النارية  من قبل الوحدات النارية وموقع قيادة كتيبة الإسناد المباشر بدقة متناهية وتثبيتها على طبلات المدافع عندما لا تكون المدافع مَشْغُولة بتنفيذ رمي أهداف طارئة وتدقيقها بإستمرار.

سادساً. يجب فحص أهداف الخطة النارية الدفاعية بالرمي الحقيقي بإستمرار وَخاصَة ًعند تبديل الوحدات النارية لأي سَبَبٍ من الأسباب . 

أسرد هذه الفقرة لكي نكون مهنيين عند الحديث على الفقرة الأهم ، شَهادَةً للتأريخ ، كان آمركتيبة ( مد م / 80 ) كتيبة الإسناد المباشر لِلِواء المُشاة التاسع عشرالمقدم صالح سرحان حسين وضباط الكتيبة وكافة عناصرها بمستوى المسؤولية حرصاً وكفاءة ، ومن خلال العمل الدؤوب لَمِسْنا وجود فرق بالمدى عند سُقوطْ القنابل على الأهداف خِلالِ الرمي لذا تَطَلَبَ الأمر إعادة مسح كافة الأماكن الدفاعية للوحدات بعجلة المساحة وكانت النتيجة إيجابية .
 
كان العدو الإيراني ذو ذَكاءٍ وفِطْنَةٍ يجمع ويمحص المعلومات الدقيقة عن وحدات الجيش العراقي في المواضع الدفاعية في كافة قواطع العمليات
وعند معرفته بأن مستوى كفاءة وحدة من الوحدات دون المستوى المطلوب يركز عليها بأعمال الدوريات القتالية  وهجمات جس النبض فإذا ما حقق نَجاحاً صَغِيراً في عَمِلِيَةٍ ما في موقع وحدة من الوحدات يَسْتَثْمِرُ هذا النجاح وَيُطَوِرُهُ إلى هُجوُم رَئْيسِيٍ كبير ، هنا تَبْرُزُ أهمية الخطة النارية الدقيقة في إحباط أي محاولة تعرضية يقوم بها العدو.
   
كان لواء المُشاة التاسع عشر في قاطع نال باريز الجناح الأيسر للمواضع الدفاعية لفرقة المُشاة السابعة يمسك مَوُضِعهُ الدفاعي بأربعة أفواج مُشاة ، الفوج الرابع هو فوج مغاوير الفرقة على الجناح الأيسر للموضع الدفاعي لِلِواءْ من ضمن موضع هذا الفوج الراقم 1654 في أقصى اليسار، طبيعة هذا الراقم معقدة نسبياً ويكتسب أهمية قُصْوى لِأنَهُ الأرض الحيوية في القاطع ولاتوجد قطعات يسار هذا الراقم ، كُنْتُ أعطي إهتمام كبير لهذا الراقم خاصة إنتخاب أهداف الخطة النارية وفحصها بإستمرار بالرمي الحقيقي لسبب بسيط هو إذا تمكن العدو إحتلال هذا الراقم يُسَبِبُ كارِثَةً لدفاعات فرقة المُشاة السابعة كافة ربما يؤدي إلى إحاطتها من الخلف وأسر جميع منتسبيها وأولهم منتسبي لواء المُشاة التاسع عشر.

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) MDF.122ML

 المدفعية تحبط هجوم العدو قبل تحقيق التماس بالموضع الدفاعي

هناك نقطة في غاية الأهمية يجب توضيحها للقارئ الكريم عند قيام العدو بِشَن الهجوم على الموضع الدفاعي يقوم بتنفيذ الخطة النارية يَدُكُ  فيها الهدف بوابل من القنابل بمختلف أنواع  العيارات خاصَةً كتائب المدفعية الثقيلة عيار 155 ملم هذا المدفع وزن قذيفته (98 كلغم ) وذاتُ تأْثيرٍ تَدْمِيريٍ كبير ، عند ذلك لايستطيع آمرسرية المُشاة وضابط الرصد من رفع رؤوسهم لرصد إتجاه حركة العدو بإتجاههم إضافةً إلى قطع خطوط الإتصالات السلكية نتيجة القصف المدفعي وأغلب الأحيان يَسْتَهْدِفْ الأجهزة اللاسلكية أيضاً بحيث يمنع إتصال الموضع الدفاعي بالمقر الأعلى .
 
قبل غروب شمس أحد أيام شهر تموز 1984 بدأ العدو بِقَصْفٍ شديد على الراقم 1654 صاحَبَهُ تقدم لقطعات العدو بُغْيَةَ إحْتِلالِهِ ، إتصل آمر فوج مغاويرالفرقة الرائد مُشاة حكيم سلمان  وأخبرني بالموقف وقال آمر السرية والضابط الراصد لايَسْتَطعان مِنْ معرفة إتجاه تقرب العدو لشدة القصف المدفعي الْمُعادي أخْبَرْتُهُ أنْتَ تستطيع أن ترصد إتجاه هجوم العدو؟ قال نعم  سيدي تتذكر قبل يومين الطريق النيسمي شمال الراقم قلت نعم قال العدو يتقرب على الراقم من هذا الإتجاه كنت في حينها جالس في غرفة حركات اللواء وعلى سطح مكتبي شفافة الموقف الخاص مُؤَشِرُ عليها أهداف الخطة النارية كان آمر كتيبة مدفعية الإسناد المباشر يأخذ قَيِلولَتُه المعتادة إتَصَلْتُ بموقع القيادة للكتيبة وَطَلَبْتُ توزيع الوحدات النارية على الاهداف المسجلة  أمام الراقم 1654 ، الوحدات النارية كانت ثلاث بطريات مدفعية 122 ملم دي ثيرتي وبطرية صواريخ 107 ملم و رعيل هاون ثقيل 160 ملم عدد الوحدات النارية 7 غطت جميع الأهداف المسجلة أمام الراقم أوعزتُ بِرَمْيٍ سريع 5  إطْلاقات لكل مدفع  5 × 6 مدفع = 30 قذيفة على كل هدف 30 × 7 وحدات نارية = 210 قذيفة  مجموع عدد القذائف  الساقطة  على الأهداف في الرشقة الأولى ، إستجاب موقع القيادة للطلب أسرع مما توقعت طلبت من آمر فوج المغاوير رصد الرمي وإعلامي النتيجة بعد إنتهاء رمي الرشقة الأولى أخبرني آمر فوج المغاوير بأن الرمي مؤثر جداً على العدو وطلب تكرار رشقة ثانية  كَرَرْتُ بدوري الطلب الى موقع القيادة ، بدورها كَرَرَتْ الوحدات النارية الرمي بسرعة عدد القذائف الساقطة على الأهداف في الرشقة الثانية  نفس عدد القذائف الساقطة على الأهداف في الرشقة الأولى ، بعدها أخبرني آمر الفوج بإنه يسمع عويل جنود العدو في الوديان التي أمام قاطع  الفوج نَقَلْتُ النار إلى أهداف العمق المثبته  في الخطة النارية  كانت الأهداف منتخبة بعناية وكانت دقة الرمي مؤثرة جداً لَقَنْتُ العدو دَرْسَاً بَليغاً وكبدتهُ خسائرفادحة كانت هذه المرة الأولى والأخيرة التي حاول العدو فيها التقرب من الموضع الدفاعي لِلِواءْ المُشاة التاسع عشر في هذا القاطع .

 إستيقظ آمر كتيبة المدفعية من قيلولته على صوت الرمي قال سيدي خير قلت له ما ردت أزعجك جماعتك قاموا بالواجب بارك الله فيهم إنقل تحياتي إلى كل وحدات المدفعية لجهودهم وإستعدادهم العالي ، شَهادَةً للتأريخ كانت هذه الكتيبة ( ك مد م 80 ) من أفضل كتائب مدفعية الفرقة السابعة لأن آمرها كان من ضباط المدفعية  المشهود لهم بالكفاءة وهو المقدم مدفعية صالح سرحان حسين.

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Madfaeyaa.MD1

 دور المدفعية في المعركة التعرضية في ( الهجوم المقابل – والهجوم المدبر)

أ. المدفعية في الهجوم المقابل  

هناك إختلاف بسيط في إسلوب إعداد الْخُطَةِ النارية في المعركة التعرضية عما هوعليه في الدفاع وكما مَرّ شرحه آنفاً :

أولاً. في صفحة الهجوم المقابل يُشَنُ الهجوم المقابل بعد سقوط مكان دفاعي من الموضع الدفاعي  الرئيسي أو سقوط الموضع الدفاعي لفوج مُشاة أو أكثر ففي كِلا الحالتين مدلولات التربيع للأماكن الدفاعية أو للموضع الدفاعي مُثَبَتةُ لدى آمري البطريات وموقع قيادة الكتيبة عند ذلك تُضْرَبْ
المواضع الساقطة بيد العدو من قبل كتيبة مدفعية الإسناد المباشر لِلِواءْ أو  مدفعية الفرقة كامِلَة ًوحسب قرار آمر اللواء أو  قائد الفرقة .

ثانياً. يوجد إستثناء على هذه القاعدة في حالة نجاح العدو بتوسيع  منطقة الخرق إلى عمق الدفاعات أو خلف خطوط الجبهة كما حصل في معركة شرق دجلة ( معركة تاج المعارك )

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Kt.HZ6

 واجب لواء المُشاة التاسع عشر في معركة تاج المعارك 

كان واجب لواء المُشاة التاسع عشر في هذه المعركة مسك موضع دفاعي على السدة الترابية للكتف الغربي لنهر دجلة حال وصولنا إلى مكان اللواء وُزعَتْ الواجبات إلى الأفواج ، الفوج الثالث من جسر العزير شمالاً لغاية 2 كيلومتر بإتجاه الجنوب ، الفوج الأول يمين الفوج الثالث لمسافة 2 كيلومتر بإتجاه الجنوب ، الفوج الثاني شمال جسر العزير لمسافة 2 كيلومتر. 

أَشْرَفْتُ شخصياً على إنفتاح سرايا الأفواج في الأماكن المقررة لها كان موضع الفوج الأول أكثر تماساً مع العدو من جهة شرق نهر دجلة إنفتحت فصائل الهاون للأفواج في مواضعها وسبق أن تَدَرَبَتْ هذه الفصائل في قاطع بنجوين على تجميع نيران الوحدات النارية على هدف واحد فأوعَزْتُ إلى آمر الفوج الأول المقدم عبد الرضا حسون عجيل الشاوي  بترمية فصائل هاون اللواء وفق هذا الأسلوب  3×6 = 18  مدفع هاون 100ملم فَأَخَذَتْ تَصُبُ حِمَمِها البركانية بدقة متناهية على رُوؤسٍ جنود العدو الإيراني كانت الهاونات عيار 100 ملم  سلاح جديد لم يُسْتَخْدَمْ سابقاً من قبل وحدات المُشاة في الجيش العراقي.

 دور المدفعية بتدميرقطعات العدو الإيراني

حال عودتي إلى مقر اللواء الذي كان يشغل بناية إحدى المدارس يمين الطريق العام جنوب جسر العزيرإستقبلني آمر كتيبة مدفعية الإسناد المباشر للواء آمر كتيبة مدفعية الميدان 82 دي ثيرتي للأسف لم تسعفني الذاكرة مِنْ تذكر إسمه لإن فترة العمل معه كانت قليلة أخبرني إن الكتيبة إنفتحت في مواضعها والآنْ أصبحت جاهزة لتلبية طلبات الإسناد الناري كان الوقت من ذهب لا أستطيع الإنتظار لحين وصول آمر البطرية إلى موضع الفوج الأول الذي يحتاج وقت أكثر من ساعة .
 جلسنا سوياً على الأرض وفتحنا محافظ  خرائطنا وإستخرجنا الإحداثيات للمنطقة التي تتواجد فيها قطعات العدو في الجهة الشرقية من نهر دجلة مقابل موضع الفوج الأول إتَصَلْتُ بآمر الفوج الأول المقدم عبد الرضا حسون عجيل الشاوي طَلَبْتُ منه رصد ناركتيبة المدفعية لحين وصول آمر البطرية إلى موضع الفوج ، عَبَرَ آمر الكتيبة المعلومات إلى موقع قيادة الكتيبة وبدأت الكتيبة بالرمي على أماكن تواجد العدو وآمر الفوج الأول يقوم بمهمة رصد وتصحيح النيران تارَةً يخبرني الرمي مؤثر جداً إنقل النار للمربع الثاني وَتَارَةً أخْرى يطلب تكرار الرمي على نفس المربع.

 آمر الكتيبة يسمع المكالمات ويُعَبرْ الأوامر إلى موقع قيادة الكتيبة ومدافع الكتيبة ترمي رشق حسب الطلب 3 إطْلاقات لكل مدفع × 18 مدفع = 54 قذيفة تسقط على الهدف في وقت واحد وأحياناً 5 إطْلاقات لكل مدفع × 18 مدفع = 90 قذيفة تسقط على الهدف في وقت واحد تصب جام غَضَبِها على جنود العدو الإيراني المنتشرين في العراء ، هذا الرمي وهذا الإسلوب الذي يُسَمى رمي الْتَنَبُؤْ من الخريطة  الذي سبق وإن درسنا عليه عدة محاضرات في دورة تعاون المُشاة مع المدفعية التي سبق وإن أَشِرْنا إليها آنفاً سَهَلَ مُهِمَةُ الوحدات التي كانت تتقدم شرق نهر دجلة من إتجاه الشمال لإن مقاومة العدو بدأت تنهار من تأثير دقة نيران المدفعية وإستمرت الكتيبة
طيلة ليلة ( 13/14) آذار 1985 بِدَكِ أماكن تواجد العدو في المنطقة المقابلة لقرية الصخريجة  وَلِسانْ عجيردة.

ب- المدفعية في الهجوم المُدَبَرْ 

صفحة الهجوم المُدَبَرْ هي من أصعب صفحات المعركة كافة بسبب تَحَصُنْ العدو في مواضعه الدفاعية وإعْدادِهِ للخطة النارية بشكل جيد وَمَعْرِفَتِهِ التفصيلية بطبيعة المنطقة والمسالك التقربية التي تؤدي إلى الموضع الدفاعي وغالباً ما يكون المدافع أقوى من المهاجم  ومعنوياته عالية .
 هنالك الكثير من الإستحضارات والأعمال التي تقوم بها القطعات الْمُكَلَفَةِ بالهجوم المدبر على هَدَفٍ ما ، سبق وإن كتبنا مقال عن تحرير عارضة تعبوية مهمة جداً وهي عارضة ( كرده رش ) في حوض ماوت في قاطع السليمانية سنة 1988 من قبل لِواءْ المُشاة التاسع عشر

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Kt.mawt16

 صفحة الهجوم المدبر في المناطق الجبلية تكون أكثر تعقيداً من المناطق المفتوحة ومناطق السهول وتزداد الصعوبة أكثر إذا يُشَنُ الهجوم ليلاً ، ما يهمنا في هذا المقال إبراز دور المدفعية في صفحة الهجوم المدبر في المناطق الجبلية ليلاً 

  إقتراب السرايا الأمامية لأفواج الصولة من الحافة السفلية للهدف

وصلت السرايا الأمامية لأفواج الصولة الى أسفل العارضة بحدود الساعة 2200 العاشرة ليلاً وبدأ مقر فرقة المُشاة 44 يطلب التقدم نحو الهدف بأسرع وقت ، فاتني أن أذكر إن السياقات التعبوية في الحروب
الجبلية تمنع تنفيذ أي واجب بعد الضياء الأخير لصعوبة الدلالة والروؤيا المحدودة في فترة الظلام وإحتمال تعرض القوة المهاجمة لِلْوقوع بكمين معادي يكبدها خسائر جسيمة وتفشل العملية العسكرية برمتها .
 
  لخبرتي القتالية في الحروب الجبلية كنت أطلب من ضابط مخابرة الْلِواءْ محطات لاسلكية على شبكة الأفواج ترافقني في التقدم لكي أسمع  المكالمات اللاسلكية بين آمري السرايا وآمري الأفواج ليتسنى لي معرفة مراحل تقدم السرايا ليلاً لإستحالة الروؤيا المباشرة بواسطة الناظور أوالمرقب ليلاً ، كانت حركة تقدم الأفواج بإتجاه الهدف  بطيئة جداً لشدة القصف المدفعي والصاروخي المعادي وبنفس الوقت كان القصف المدفعي على موقع مقر اللواء أَشَدُ عُنْفَاً.

  إزدادت الضغوط من قبل مقر الفرقة على مقر اللواء لكن سبق وإن  تَمَرَسْتُ على إمتصاص هذه الضغوط في معارك سابقة لإعتزازي بجنود لوائي و يصعب عليّ  أن أُضحي بواحد منهم ، هؤلاء الجنود الذين نَزَفْتُ
عرقاً من أجل تدريبهم ووضعوا ثقتهم بقائدهم الذي يدافع عنهم ويقودهم إلى تحقيق النصر، كنت أراوغ مرة بعد أخرى لتأخير ساعة الصفرلحين التأكد
من وصول سرايا الصولة إلى أقرب مسافة من حافة الهدف السفلية كنت  قد أَشِرْتُ سابقاً إلى مرافقتي لمحطات لاسلكية على شبكة الأفواج ، سمعت حوار بين آمر السرية الثانية لِلْفَوجِ الأول الشهيد النقيب فتحي النقشبندي وآمر الفوج الأول المقدم عبد الرضا حسون عجيل الشاوي يقول أنا فَقَدْتُ الإتجاه وَسَلَكْتُ الطريق النيسمي والآن أنا مع السرية الرابعة التي تسلك هذا الطريق.
سبق أن إتَفَقْتُ مع قائد فرقة المُشاة 44 على تخصيص سرية مُشاة للتقدم على الطريق النيسمي ، إتَصَلَ آمر الفوج الأول وكلمني هل أُعيد السرية إلى الخلف ؟،  الأمر يتطلب إتخاذ قرار سريع من قبلي أخبرته كلا تبقى السريتين على هذا المحور .

عندما كنت برتبة نقيب في منتصف السبعينات تَعَلَمْتُ درساً من المرحوم الفريق سعيد حمو آمر لواء المُشاة الخامس الجبلي  ولاحقاً قائداً لقوة الميدان حيث كان في الهجوم في المناطق الجبلية  يستخدم إسلوب الحركة البطيئة للقطعات ودك الهدف بالمدفعية لغرض شل قدرة العدو على القتال وإنهاكه وتكبيده خسائر جسيمة قبل الإشتباك معه.

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) MDF.sh

 طلبت من آمر كتيبة مدفعية الإسناد المباشرإستخدام عتاد الإنفلاق الجوي على إرتفاع واطئ  فوق الهدف لإنهاك  جنود العدو وَشَلِ قدرتهم على القتال وعدم السماح  لهم بالرصد ، القصف المدفعي المعادي على موقع مقر اللواء لم ينقطع ولو لخمس دقائق ، حان موعد صلاة الفجر تَيَيَمْتُ بالتراب وأَدَيْتُ صلاة الفجر وأنا بوضع البروك في الملجأ المكشوف دَعَوُتُ الله في صلاتي أن يحقق لنا النصر على العدو، الوقت بين صلاة الفجر والضياء الأول ساعة و20 دقيقة في هذه الأثناء سَمِعْتُ آمر السرية الثانية الشهيد النقيب فتحي النَقْشَبَنْدي يطلب من آمر الفوج إيقاف النار الصديقة لإنها أصبحت تؤثر على قطعاتنا.

 السرايا الأمامية على خط الصولة والمباشرة بتنفيذ الخطة النارية

 تَدَخَلْتُ فوراً وَعَرِفْتُ بإن السرايا الأمامية وصلت إلى خط الصولة وَطَلَبْتُ من آمر السرية الشهيد النقيب فتحي النقشبندي التراجع إلى الإسفل قليلاً لتأمين حماية المقاتلين من النيران الصديقة ، إتَصَلْتُ بقائد فرقة المُشاة 44 وَطَلَبْتُ منه المباشرة  بتنفيذ الخطة النارية .
 كما متفق عليه الوقت الْمُسْتَغْرَقْ لِدَكْ الهدف بمدفعية الفرقة لمدة 30 دقيقة ، أُشِيرُ هنا إلى إن الجهد المدفعي يزداد إلى خمسة أضعاف 5 كتائب مدفعية × 18 مدفع لكل كتيبة = المجموع 90 مدفع × 3 قذيفة لكل مدفع في الدقيقة =  270 قذيفة في الدقيقة × 30 دقيقة = 8100 قذيفة على مساحة الهدف يكون في كل متر مربع قذيفة ، إذا ما عَلِمْنا إن مدى التشظية للقذيفة بشكل نصف قطر دائرة 200  مِتْراً.  
بدأ الليل ينجلي ولاحَ الخط الأبيض من الفجر أَوْعَزْتُ بِشَنِ الصولة وأنا أُراقب بناظوري الشخصي صولة السريتين التي على الطريق النيسمي من يسار العارضة بشجاعة منقطعة النظير تَمَنَيْتُ في حينها لَدَيَ كامرة لأصور هذه اللقطات الرائعة وطلبت من آمر كتيبة المدفعية نقل النيران إلى عُمْق الهدف حسب السياقات التعبوية المعروفة لمنع تعزيز قطعات العدو أو إنسحاب العدو ، إستشهد خلال الصولة أحد آمري الفصائل الأمامية من السرية الرابعة الفوج الأول أسكنه الله فسيح جناته ، بعد إحتلال القسم الأيسر من العارضة إنهارت قوة العدو وتقدمت باقي سرايا الفوج الأول وسرايا الفوج الثاني مع رعيل دبابات على الطريق الرئيسي الكائن يمين العارضة . 
أَوْعَزْتُ الى آمري الأفواج الأمامية بإعادة التنظيم على الهدف بأسرع مايمكن وإسْتِثْمار الفوز بتعقيب فلول العدو المنهارة بالنيران المباشرة وغير المباشرة ، لم أَكُنْ أعرف إن قائد الفيلق اللواء الركن سلطان هاشم أحمد فك الله أسره مُتَواجدٌ في مرصد الفرقة قبل الضياء الأول وكان يشاهد قطعات الصولة حيث إتصل بي لاٍسِلْكِيَاً مُهَنِئأَ بالنصروطلب مني تبليغ الوحدات عميق شكره لجهودهم الجبارة وبنفس الوقت طلب مني تنقل مقر اللواء فوراً ليكون مع السرايا الأمامية ، (أنوه إن القصف المدفعي المعادي لازال شديداً على المقروالعارضة).

 الخاتمة

شرحنا بإختصار نموذج لثلاثة معارك ناجحة في صفحتي الدفاع والهجوم المقابل والهجوم الْمُدَبَرْ الليلي حدثت في مناطق ذات طبوغرافية متنوعة في الأراضي العراقية في السنوات (1984 – 1985 – 1988) مع تشكيل واحد هو لواء المُشاة التاسع عشر من بين عشرات التشكيلات في الجيش العراقي الباسل وما لايقبل الشك هنالك معارك ناجحة لتشكيلات أخرى حبذا لو يتم توثيقها من قبل الآمرين الذين كان لهم شرف قيادة تلك التشكيلات في تلك المعارك وكانت مُعَرَفة وإلمام الآمرين في الإستخدام  الأمثل لصنف المدفعية وإستحضارالتجربة الميدانية السابقة  في إعداد الْخطَطِ النارية والتخطيط بالشكل الصحيح والمتميز لإستثمار المدفعية لحسم المعركة لصالح قطعات الجيش العراقي الباسل في الحرب العراقية الإيرانية.

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) Fawzi.BR.BK.1

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

دور مدفعية الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» حتى لا ننسى ........موسوعة صور الحرب العراقيه-الايرانيه ( 1980-1988)
» معركة المحمره الاولى 1980 " استيلاء الجيش العراقي على مدينة المحمره "
» شَيٌء مِنْ التأرِيخِ / بِماذا تَمَيَّزتْ اَلْحَرْبُ الْعِراقِيَة الإيرَانِيَةُ(1980 – 1988)
» غزو العراق عام 2003 - ساحة الحرب و توزيع قطعات الجيش العراقي جنوبا - الحلقة 9
» من سفر الحرب العراقيه-الايرانيه .....دور طيران الجيش العراقي في معركة الفاو الاولى 1986

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العسكري العربي :: الأقســـام العسكريـــة :: التاريخ العسكري - Military History :: الشرق الأوسط :: حرب الخليج الأولى-