معركة الفاو 9/10 شباط 1986 من المعارك التي بوغتت بها قواتنا المسلحة ثم دافعت عن هذه الارض العزيزة دفاعاً مستميتاً، وقد ظهر واضحاً دور سلاحنا الجوي في هذه المعركة واخص بالذكر منهم فرسان طيران الجيش بطائراتهم السمتية المقاتلة والساندة، التي قامت بملاحم بطولية على اكمل وجه قل مثيلها في تاريخ الاستخدام القتالي لهذا النوع من الطائرات، واليكم سرد تفاصيل دور فرسان طيران الجيش في هذه المعركة كتبها فارسنا (؟) احد منتسبي طيران الجيش.
التحسب والاستحضارات
قبل نهاية عام 1985 بدأت ملامح عدوان ايراني واسع يعده العدو على اراضينا في المنطقة الجنوبية، وقد بدأت الاستحضارات لهذا العدوان وسخرت كافة امكانيات الدولة لصد الهجوم المعادي وتدمير امكانياته ومن جملة الاستحضارات حملة قص القصب في الهور وتهيئة ساحة الحركات لمدى رؤيا مناسب وهو ما تميزت به امانة بغداد وبعض دوائر الدولة الاخرى.
وقد شملت هذه الاستحضارات السرب 106 المجهز بطائرات BO-105 الذي انتمي اليه ، فمنذ بداية شهر كانون اول (ديسمبر) 1985 افرزت مجموعة صغيرة من الطيارين على استخدام النواظير الليلية التي تمكننا من الطيران الواطيء ليلا لتفادي الرادارات المعادية وتنفيذ واجبات بعمق العدو (وسياتي الحديث عنها لاحقا انشاء الله تعالى) ووصلنا بهذه المجموعة الى مرحلة متقدمة من التدريب ساهم معنا مهندسي وفنيي الاسلحة الجوية.
المدفع 23 ملم (كشة)
تم تحوير وتركيب مدفع 23 ملم (كشة )المحمول على طائرات الميج/ 17 الخارجة من الخدمة على طائرتنا وتمت تجربته من قبلي في ميدان رمي العزيزية ( بسماية ) بتاريخ 5 كانون اول 1985 وبحضور ضابط اسلحة مديرية طيران الجيش وكان تاثير الرمي يشكل خطورة على الطائرة فسرعة الرمي عالية مما ادى الى توقف منظومة الهيدوليك وتطلب اعادة تشغيلها وتشقق في بدن الطائرة ….اعيدت التجربة لمرتين بعد محاولة تلافي التاثير الجانبي دون جدوى وزاد التاثير على هيكل الطائرة مما ادى الى الغاء هذا التسليح.
صواريخ جو – ارض C5KO
وبجهود المهندسين والفنيين ايضاً تم تحوير منصات تحميل الصواريخ لتسليح جديد من صواريخ جو – ارض (C5KO) التي تحملها الطائرات المقاتلة ثابتة الجناح وتمت تجربة الرمي بنجاح وتدرب عدد من منتسبي السرب على الرمي بهذه الصواريخ محققين دقة عالية في اصابة الهدف.
وقد سبق ان تسلمنا مدفع 20 ملم يُحمل على مقدمة الطائرة وفشل في التجارب وتم استلامه لظروف خاصة (سناتي على ذكرها لاحقا ان شاء الله تعالى) ورغم ذلك تم التدريب على استخدامه وسبق ان تمت تجربته بشكل عملي في 23 تشرين اول 1985 في الهور حيث يتم الرمي فوق الهدف لتنفجر الاطلاقة قبل ملامستها الارض وتصيب الشظايا الساقطة الهدف من الاعلى.
الصواريخ 81 ملم
كنا بانتظار صواريخ بعيارات اكبر من صواريخنا وذات مدى ابعد لتجربتها والتدريب على استخدامها في حال نجاحها وهي صواريخ 81 ملم تم تحوير حمالات اطلاقها من الطائرة بجهود ابطال هندسة الاسلحة الجوية وفنييها…ولكن لم تصل الا قبل بداية المعركة بقليل واخذت على عاتقي تجربتها في المعركة بدلا من ميدان الرمي وكان تاثيرها فعال جدا واعتمدت الصواريخ كسلاح رئيسي للسرب وتم تدريب عدد من الطيارين الاحداث في دورة تعبوية داخل السرب واعتبارهم طيارين اوائل ((فعالين ) لرفد السرب بمقاتلين جدد (هذه كانت استحضارات شهر كانون اول 1985) ،
اما في شهركانون ثاني 1986 فقد تم التدريب على رمي الصواريخ باستخدام النواظير الليلية في ميدان الرمي وبحضور مدير حركات طيران الجيش العميد الطيار الركن سعدي عبد الرزاق (رحمه الله) للاشراف على جاهزيتها.
جرى استطلاع قواطع العمليات للفيالق 3و4و6 في العمارة والبصرة التي كانت ضمن احتمالات تعرضها للعدوان المرتقب للايام 19 و 20 و21 من هذا الشهر.
حادث اغتيال الامير السعودي
ليلة 10/ 11 من هذا الشهر" كانون الثاني 1986 " تم اغتيال احد الامراء من السعودية في مخيمه اثناء رحلة صيد في الصحراء بين تكريت والرمادي وسرقة امواله من قبل بعض اللصوص..وكلفت بمتابعة الجناة بطائرتي الغزال ومعي طائرة مي/ 8 تحمل مجموعة من عناصر الامن الخاص (ولهذه الحادثة رواية اخرى سياتي دورها انشاء الله تعالى ) ،استمرينا بالتدريب والاستطلاع مع التركيز على الرمي الليلي بمختلف الاسلحة المتوفرة بواسطة النواظير الليلية المشار اليها آنفاً وبدونها .
واجبات استطلاع مهمة وراي القائد العام
يوم 1 شباط (فبراير) 1986 قمت بصحبة مدير الحركات باستطلاع هور الحمار وانتخاب منطقة غير مأهولة للتدريب العملي على رمي الصواريخ باستخدام النواظير الليلية ثم عدنا الى بغداد على ان نكمل تجارب الرمي الليلي في اليوم التالي ومن بعدها القيام باستطلاع قواطع العمليات الجنوبية.
في 2 شباط وبصحبة مدير الحركات بطائرة الغزال توجهنا الى مقر جناح طيران الجيش الرابع بمطار الميمونة في العمارة وبعد الايجاز تم استطلاع قاطع الفيلق الرابع ثم العودة الى مطار الميمونة ، في المساء تم تنفيذ طلعتين للرمي بواسطة النواظير الليلية بتشكيل من طائرتين في منطقة الهور وتمت اصابة الاهداف.
في ذات الوقت أثناء تنفيذنا الرمي كان هناك اجتماع للقيادة العامة للقوات المسلحة براسة القائد العام وبحضور مدير طيران الجيش " الحكم حسن علي " يصحبه احد ضباط ركن الحركات( أ ع ر) الذي نقل لنا ما ياتي اثناء الاجتماع :
( قبل انهاء اجتماع القيادة العامة للقوات المسلحة اوضح مدير طيران الجيش بان في هذا الوقت ونحن مجتمعين توجد لدينا طائرات في العمارة تقوم بالترتيبات التدريبية النهائية وتنفيذ الرمي الفعلي باستخدام النواظير الليلية وهذه المعلومة لا تعلم بها القيادة وتتمكن هذه الطائرات وبواسطة هذه النواظير من اختراق خطوط العدو والعمل خلف قطعاته ومباغتة قياداته ووووو.. ويقول ضابط ركن الحركات باني بقيت مشدوها لما يقوله والمبالغة في الكلام…وهنا تدخل القائد العام رئيس الجمهورية وقال لمدير طيران الجيش (تمهل مع جماعتك ولا تحملهم اكثر من طاقتهم!!!!)
يوم 3 شباط توجهت وبصحبة مدير الحركات بطائرة الغزال الى محافظة البصرة وسلكنا الحافات الامامية لقطعاتنا لغرض اكمال الاستطلاع وكانت أستحضارات ألمعركة عالية المستوى والمواقع الدفاعية رصينة وخطوطها مترابطة مع بعضها ، اكملنا الاستطلاع لغاية مطار البصرة مقر جناح طيران الجيش الثالث ، وبعد اخذ قسط من الراحة تم استطلاع قاطع الفيلق الثالث بصحبة احد امري الاسراب في تشكيل من طائرتين مع توضيح كافة المعالم ،
في اليوم التالي استطلعنا قاطع الفيلق السابع وعلى طول شط العرب وعند وصولنا الى مدينة الفاو وبالتحديد منطقة المعامر شاهدنا دبابة غارزة في الوحل وتقوم اخرى بسحبها ولاحظنا بساطة وضعف المواقع الدفاعية وبشكل لا يوحي بصلابة الموضع فاشرت الى مدير الحركات وقلت له لو كنت مكان العدو لما اخترت غير هذه االمنطقة للهجوم فالدفاعات ضعيفة ونحن لدينا التفوق بالدروع ولديهم التفوق بالمشاة وها انت ترى المنطقة غير جيدة لاستخدام الدروع مما يجعلها قليلة التاثير ولذلك فانا ارشح هذه المنطقة لتعرض العدو المرتقب وليس القواطع الاخرى الرصينة ، استمرينا الى راس البيشة والتي هي اخر منطقة يابسة من العراق ثم توجهنا على الطريق الساحلي الى ام قصر وكانت جزيرة وربة الى يسارنا ثم عدنا الى مطار البصرة وعصر ذلك اليوم رجعنا الى مطار الميمونة لنصله مساء يوم 4 شباط.
قضينا تلك الليلة مع امر الجناح الرابع وعدد من امري الاسراب لمناقشة نتائج الاستطلاعات ووافقني امر الجناح بان التعرض المعادي لا يمكن ان يكون على قاطع الفيلق الرابع او السادس متفقا معي بان التعرض سيكون في قاطع الفاو…
في صباح 5 شباط عدنا الى بغداد كلاً لمزاولة عمله.
بدء الهجوم الايراني على الفاو
ليلة 9/10 شباط كانت ليلة ممطرة والجو رديئ للغاية كنت في سهرة عائلية بنادي السياحة في بغداد وعلق ابن صديق يحضر الحفلة وسأل والده كما اخبرني (اني ارى العم فلان وهو يقصدني في اغلب الحفلات فكيف تقول بانه طيار؟) ضحكنا على الكلام واكملنا السهرة لساعة متأخرة وعندما عدت الى البيت وجدت رسالة للتحاقي بالسرب والتوجه قبل الضياء الاول الى محافظة البصرة لحصول تعرض كبير عليها مع ملاحظة ان ضابط خفر السرب بلغ بقية الطيارين بالتواجد في السرب والتوجه الى البصرة حسب التشكيلات المقررة ،
وفعلا نمت لساعتين فقط والتحقت قبل الفجر الى السرب/ 106 ورغم رداءة الجو والمطر الشديد انطلقنا باربع تشكيلات الى البصرة ثم ام قصر ووصلتها قبل الساعة العاشرة صباحا حيث تواجد وزير الدفاع الشهيد الفريق الاول الركن عدنان خير الله طلفاح ومدير طيران الجيش وتلقيت خبر اسقاط طائرة امر السرب/ 66 المقدم الطيار قصي بدر الدين وتم انقاذه من قبل الطائرة الثانية قرب مشروع صواريخ سطح – بحر .ثم وصلنا خبر اسقاط طائرة غزال وانقاذ الطيار ايضا من قبل الطائرة الثانية…
وصل قائد الطائرة المصابة المقدم (ع ع ) الى ام قصر وبحضور وزير الدفاع ومدير طيران الجيش وكان يحمل بيدة (الهيد فون ) او (الهلمت ) وقد اصيب باطلاقة مباشرة مما ادى الى تحطمه ..ويعرف الجميع موقع الهيدفون من الرأس…فتلقاه وزير الدفاع وهنأه بالسلامة وقال له مازحا (كم هي حسناتك في الدنيا كي تنجو من هكذا اصابة ؟…اعطني هذا الهيدفون ليوضع في المتحف العسكري ) وقد رجا منه الاحتفاظ به ليبقى وساما يعتز به ولده الوحيد ثم احفاده …وهذا ما حصل حيث يحتفظ به الى الان ،
وبحدود الساعة العاشرة صباحا نفذت اول واجب في جبهة الفاو و كان العدو قد تجاوز الفاو بامل التقدم نحو ام قصر على المحور الساحلي الخالي من قطعات الجيش والدفاعات سوى من مشروعين لصواريخ سطح – بحر وحماياتها وقاطع للجيش الشعبي علما بان الفاو ترتبط بالطريق الاستراتيجي الموازي لشط العرب مع البصرة وطريق ساحلي موازي لخور عبدالله الى ام قصر والمعظلة هي للوصول الى هذا الطرق يجب عبور خور الزبير العريض بواسطة العبارة الموجودة ولا يوجد جسر يربطه بام قصر وهذا ما عرقل واخر اندفاع قطعاتنا للدفاع او الهجوم المقابل لعدة ايام كنا نقاتل العدو بواسطة السمتيات وبدون اية معلومات استخبارية او معرفة مواقعه التي تتغير ليلا مستغلا الظلام الدامس وعدم امكانية رصده ومقاومته ليلا ..
وضعنا سياق لعملنا لادامة الضغط على العدو وعدم منحة وقت لالتقاط انفاسه واستمرار الطرق على رؤوسهم ومنعهم من تحصين مواضعهم بان تكون هناك طائرة غزال يقودها طيار ذو خبرة جيدة منذ الضياء الاول ولغاية الغروب يكون دليل لطائرات القصف واستطلاع دائم لرصد اية تغييرات يتم تبديله كل 90 دقيقة ويكون على الهدف ، بالاضافة الى تشكيلين بصورة دائمة من اربع طائرات محملة بصواريخ مضادة للاشخاص تديم قصف مواضع العدو على مدار الساعة وتشكيلين بالطريق وتشكيلين بطريق العودة وتشكيلين تتهيأ للاقلاع من مطار ام قصر مع وجود طائرات اخرى على الاستعداد لاي طاريء …وهذا جهد كبير وشكل اعباء كبيرة على ادامة تواجد العتاد واما الامور الادارية والخدمات فقد تم تامينها من القوة البحرية وبتعاون جميع صنوف الجيش الخدمية…
استمرينا بالتعرض على العدو وبشكل متواصل لمنعه من التقدم لعدم وجود قطعات ارضية تواجهه وكان تنفيذ الواجبات من قبل الطيارين الاقدمين فقط لخطورة الموقف وعدم معرفة خطوط العدو الامامية ولتثبيته واستطلاع تفاصيل المنطقة فقد كان الموقف خطيرا وغامضا مما ادى الى اصابة طائرتين صباح ذلك اليوم وباسلحة العدو الخفيفة.
فجر اليوم التالي 11 شباط قمت بتنفيذ اول الواجبات ومعي كطيار ثاني المقدم الطيار ( ا م ) بطائرة غزال مسلحة تحمل مسددة يمكن من خلالها كشف الاهداف المعادية بصورة جيدة ومكبرة وحسب السياقات تم تحديد الحافات الامامية للعدو وكانت كما تركناها خلال الطلعة الاخيرة ليوم امس وعدت الى ام قصر وبقيت طائرة الغزال كدليل للتشكيلات وتعيين الاهداف .
قدمت التقرير المفصل لتواجد العدو الى مقر الجناح ليمرر الى القيادة العامة واستمرينا بالضغط على اهداف العدو بمواصلة رمي قطعاته بالصواريخ المضادة للاشخاص لعدم وجود اهداف الية او مدرعة…..
حضر مدير الحركات العميد الطيار الركن سعدي عبد الرزاق قبل الغروب و طلب مني ابقاء احدى الطائرات مع طيار في ام قصر لوجود واجب بامر القيادة العامة لادامة اللواء المحاصر والمتجمع في ملعب الفاو لكرة القدم بالامور الادارية بعد حلول الظلام تعزيزا لصمودة لحين القرار حول مصيره ويكون التموين بواسطة طائرة مي/ 8 ولاجل تنفيذ واجب التموين فانه سيقوم بالوصول الى الملعب والنزول به بواسطة طائرة من السرب/ 106 بعد تجاوز قطعات العدو لتامين نزول طائرة التموين وعدم تركه لتنفيذ المهمة لوحده ، اجبته باني ساكون معك في الطائرة لتنفيذ الواجب علما بان اغلب الطيارين يتهربون من الطيران معه في الواجبات لجرأته وشجاعته التي تفوق الحدود دون الحساب لمنصبه او رتبته !! ،
بعد حلول الظلام وبحدود الساعة التاسعة مساءا اقلعنا من مطار ام قصر الى ملعب الفاو تتبعنا طائرة المي/ 8 مستغلين الظلام الدامس وبدون مصابيح الملاحة وبالاتصال مع ذبذبة قاطع الدفاع الجوي الثالث ، وعلى مشارف مدينة الفاو طلب منا قاطع الدفاع الجوي الغاء الواجب والعودة مباشرة الى مطار البصرة لنبلغ بان ما بقي من اللواء قد تم اسره من قبل العدو.
في اليوم الثالث لمعركة الفاو وخلال تنفيذ الواجب حاولت التقرب على مواضع العدو من جهة خور عبدالله لتامين استطلاع افضل على طول الطريق الواصل بين الفاو والمملحة التي لم يصلها العدو لحد اليوم.. شاهدت اعداد كبيرة من المشاة تتقدم من الساحل باتجاه الطريق الساحلي اخبرت طائرة المراقبة لمعرفة ملامحهم بواسطة السدادة المكبرة مع تواصلي معهم بالتقرب منهم ثم الابتعاد لارى رد فعلهم هل هو انزال بحري معادي ام قطعاتنا منسحبة من راس البيشة وابلغنا قاطع الدفاع الجوي لايصال المعلومة بشكل فوري وبعد عدة تقربات منهم ظهر بانهم من قطعات الفوج البحري منسحب من راس البيشة فقمنا بتامين الحماية لهم لحين وصول (الحوامات البحرية ) لتلتقطهم وتؤمن وصولهم الى القاعدة البحرية ، اثناء ذلك وصلت طائرتين من السرب الخاص على متن احداها وزير الدفاع اندفع باتجاه خور عبدالله ولم يستجيب لتحذيراتنا بانه قريب جدا من قطعات العدو ومع ذلك اندفع الى الخليج العربي وخلال العودة فتحت عليهم نيران الاسلحة المعادية لتصاب الطائرة الثانية واصيب الملازم االطيار (خلف محمد سليمان) في حنكه اصابة مباشرة مما استدعى ارساله الى خارج الوطن للعلاج وترميم حنكه المحطم ليعود للطيران نهاية السنة نفسها ويستشهد بحادث في منطقة عكاشات بسبب سوء الاحوال الجوية.
في اليوم الرابع للمعركة وصلت احدى طائرات السرب/ 106مسلحة بالصواريخ الجديدة 81 ملم ذات المدى البعيد والتاثير الاشد واقترحت تجربتها في ميدان المعركة بدلا من ميدان الرمي وفعلا اصطحبت معي احد الطيارين القدامى وطيارين حدثين في الطائرة الثانية لاقوم بالرمي باتجاه مدينة الفاو مع الطلب من طائرة المراقبة تقييم الاداء وبعد الوصول الى الحافة الشرقية للمملحة اطلقت الصواريخ باتجاه الفاو لتصيبها في تقاطع الطرق بوسطها وبذلك نجحت التجربة و تم التعاقد على شراء هذا النوع من الصواريخ واستلامها في ايطاليا من قبل مهندس الاسلحة وضابط ركن طيار(وهناك موقف محرج جابههم سياتي الحديث عنه لاحقا )..
استمرينا بالتعرض على العدو لعرقلة تقدمه حيث كان يستغل الليل للتقدم ونقوم بمعرفة مكان وصوله خلال الطلعة الصباحية الاولى لنقدم التقرير الى مقر الجناح فور الانتهاء من الطلعة الاولى ومن الجناح الى المراجع العليا لاتخاذ الاجراءات وتثبيت الموقف.
---------
يتبع ..............