توقعت مصادر مطلعة، التوقيع على صفقة سلاح تاريخية بين فرنسا ومصر
خلال معرض الدفاع الدولي في أبوظبي (ايدكس 2015) والذي تنطلق فعالياته في الحادي والعشرين من شباط/فبراير الجاري ويستمر حتى السادس والعشرين من الشهر ذاته.
وقالت المصادر إن البلدين يكثفان محادثاتهما حول الشروط الفنية والمالية للانتهاء من الاتفاق على الصفقة التي تتجاوز قيمتها الإجمالية 6 مليارات دولار.
وأوضحت المصادر أن مصر تأمل بشراء عدد من طائرات رافال التي تصنعها شركة داسو الفرنسية، وتصل القيمة الأساسية للطائرة الواحدة أكثر من 100 مليون دولار، لكن إجمالي الصفقة المكونة من 24 طائرة يعتمد على ما يتوفر في الطائرة من موصفات وإمكانيات تقنية.
وفي حال إتمام الصفقة بين البلدين تكون مصر أول مشتر خارجي لهذه المقاتلة المتطورة، ويمكن أن تفتح بذلك الطريق أمام تعاقدات مماثلة مع دول أخرى في المنطقة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر وربما المملكة العربية السعودية .
يذكر أن ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قام بزيارة عمل سريعة لباريس يوم أمس الثلاثاء، اجتمع خلالها بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، كما التقى خلال الزيارة مع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان وصحبه في الزيارة كلا من الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني والشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، ووفد فني رفيع.
ولم تستبعد مصادر فرنسية تحدثت لشبكة إرم الإخبارية أن تكون محادثات الشيخ محمد بن زايد قد تطرقت للصفقة المحتملة بين فرنسا ومصر، لكن هذه المصادر نفت علمها باحتمال أن تساهم دولة الامارات بتمويل الصفقة.واكتفت بالقول إن العلاقات القوية القائمة بين مصر ودولة الإمارات والتأكيد الإماراتي المستمر على الترابط الأمني بين مصر ومنطقة الخليج، يمكن أن يشكل أساسا للاستنتاج بأن دولة الإمارات يمكن أن تكون شريكا في تمويل الصفقة أو جزء منها على الأقل.
وقالت المصادر إن دولة الإمارات قدمت في الفترة الأخيرة مساعدات كبيرة لمصر وأن أي مساهمة في صفقة الرافال ستكون استمرارا لسياسة الدعم الواضح الذي تقدمه الإمارات لمصر في هذه الفترة.
وتقول مصادر دبلوماسية خليجية إن دولة الإمارات تنظر إلى التهديدات التي يواجهها الأمن القومي المصري بمنتهى الجدية خاصة التهديد الذي يمثله انتشار السلاح في ليبيا، والذي يتم تهريب جزء منه عبر الحدود لصالح الجماعات المتشددة التي تنشط في مصر.
وأوضحت هذه المصادر أن تعزيز القدرات الدفاعية المصرية يمثل رسالة لكل الجهات التي يمكن أن تحاول العبث بالأمن المصري كما أنه يمثل رسالة حول مدى الترابط بين الأمن المصري والأمن الخليجي .
واستذكرت المصادر في هذا الصدد ما قاله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد أمام القمة الحكومية في دبي أمس الثلاثاء أن أساس استقرار العالم العربي هو استقرار مصر،، مضيفا أن مصر لها فضل على جميع الدول العربية، وأن الإمارات هي أكبر الداعمين لها.
وينظر إلى صفقة الرفال الفرنسية لمصر كتطور يحمل دلالة سياسية، فهو تعبير عن برود العلاقات الأمريكية المصرية، واعتبرت مصادر مصرية أن الصفقة في حال إتمامها يمكن أن تكون بداية تحول في السياسة الدفاعية المصرية التي تعتمد إلى الآن على واشنطن كمورد أساسي للمعدات الدفاعية لمصر، حيث تشكل الطائرات المقاتلة الأمريكية إف 16 العمود الفقري لسلاح الجو المصري.
وقالت المصادر المصرية إن صفقة الطائرات الفرنسية يمكن أن تكون مدخلا لاستثمارات اقتصادية فرنسية، على أساس نظام المبادلة الذي تطبقه دول خليجية على صفقات السلاح.
وأوضحت المصادر أن الاقتصاد المصري قادر على استيعاب استثمارات كبيرة تفي بمتطلبات برامج المبادلة التي تلزم شركات السلاح الأجنبية التي تفوز بتعاقدات على إعادة استثمار جزء من قيمة الصفقة في الاقتصاد المصري خلال فترة زمنية محددة بحيث تدر عائدا عليه خلال فترة زمنية معينة بنسبة تصل إلى أكثر من 60 بالمئة من القيمة الأصلية لكل صفقة.
وإذا صحت تقديرات المراقبين حول الصفقة فإن توقيعها على هامش معرض ايدكس سيكون الحدث الأبرز في المعرض الذي شهد خلال دوراته الماضية التوقيع على صفقات بعشرات المليارات من الدولارات كان أبرزها صفقة دبابات الدوكليرك التي وقعتها دولة الإمارات مع شركة جيات الفرنسية في أول دورات المعرض في عام 1993، ثم صفقة طائرات أف 16 الأمريكية والتي جرى الإعلان عنها مبدئيا في دورة المعرض عام 997 ، قبل أن يكتمل التعاقد في العام التالي بقيمة تجاوزت 8 مليارات دولار.
ولا تستبعد مصادر مطلعة أن يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة للإمارات إما لحضور افتتاح المعرض أو لكي يشهد التوقيع على صفقة الرفال في حال النجاح في إتمامها، كما لا يستبعد قيام الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بزيارة مماثلة للغرض ذاته .