تفاصيل العمليه
كشفت التحقيقات الأولية فى حوادث سيناء الإرهابية، أن العمليات مثلتها مجموعات قتالية محترفة من جماعة أنصار بيت المقدس، والتى حددت أهدافها وضربتها فى توقيت محدد، وأوقعت 26 شهيدًا و45 مصابًا وعشرات من المدنيين، وحسب المصادر تفرقت المجموعات بمناطق جنوب وشرق العريش، ومنطقة الخروبة والشيخ زويد.
وبدأت العملية بإحراق سيارة تحمل فنطاس مياه مملوءة بالمتفجرات، واقترب من المقارات الأمنية بمدخل مدينة العريش، وعند اقترابة قامت القوات المكلفة بالحراسة بإطلاق النيران عليه مما أدى إلى انفجاره وأحدث دويًا هائلاً، أدى إلى تحطم جانب من أسوار مديرية أمن شمال سيناء والمقرات الأمنية المجاورة لها، والمبانى السكنية المحيطة والتى تهشمت نوافذها وذلك فى حدود الساعة السابعة ونصف من مساء الخميس. وقال مصدر أمنى، إنه تم التعامل مع السيارة المفخخة من قبل قوات الجيش الموجودة أعلى أسطح مديرية الأمن وبعض المنشآت السيادية الموجودة بتلك المنطقة، من خلال إطلاق نار مكثف، الأمر الذى أدى إلى انفجار السيارة قبل وصولها إلى مبنى مديرية الأمن بأمتار قليلة. وأوضح المصدر، لـ"اليوم السابع"، أن تعامل القناصة مع العربة المفخخة قبل وصولها إلى مبنى مديرية الأمن ساهم بشكل كبير فى تقليل عدد الضحايا والمصابين، مؤكدًا أنه حال انفجار العربة المذكورة أسفل مبنى المديرية كان من الممكن أن ينهار المبنى كما حدث من قبل فى مديرية أمن الدقهلية منذ فترة.
وفى هذا التوقيت أطلقت مجموعة مسلحة قذيفة صاروخية سقطت بمحيط مقر الكتيبة 101 بالعريش، المجاورة لمديرية أمن شمال سيناء، وأحدث دوى انفجار هائل، وفى ذات التوقيت سقطت قذيفة أخرى بالقرب من قسم أول العريش، وقذيفة بمحيط مقرات أمنية بجوار مديرية الأمن، وهجوم مسلح على ارتكاز أمنى بمنطقة الخروبة على بعد 15 كيلو متر شرق مدينة العريش، الطريق الدولى العريش -الشيخ زويد وإطلاق نار على ارتكاز أمنى بميدان أمنى بقرية الجورة وإطلاق قذيفة صاروخية على معسكر الزهور شمال مدينة الشيخ زويد وإطلاق نار على ارتكاز أمنى بمنطقة حق الحصان جنوب رفح، وإطلاق نار على ارتكاز أمنى الماسورة بمدخل مدينة رفح.
وبالتزامن مع هذه النيران التى اشتعلت بشكل مفاجئ فى توقيت حظر التجوال بهذا المناطق، والتزام الأهالى منازلهم بهذه المناطق، والذين هرعوا للنزول من بيوتهم خوفًا من سقوط قذاف عليهم، وأصيب المدنيون نتيجة تهشم النوافذ الزجاجية فى حين وهرعت إلى المقرات الأمنية التى تم استهدافها سيارات الإسعاف حيث سقط جنود ما بين شهداء ومصابين، ونقلتهم إلى مستشفى العريش العسكرى. وعلى الفور أطلقت القوات نيرانها بكثافة فى سماء المنطقة وقنابل صوتية وضوئية وهو ما حول المنطقة إلى ساحة حرب.
وأوضحت المصادر الأمنية أن قوات من الصاعقة والعمليات الخاصة طوقت مدينة العريش وعزلتها بشكل تام تحت غطاء جوى ثم انتقلت القوات إلى مناطق وقرى الشيخ زويد ورفح وبدأت فى التدخل السريع وإطلاق النيران المكثفة واستهداف الأهداف المتحركة وأعلنت حالة الطوارئ فى مستشفى العريش العسكرى وبدأت فى استقبال الشهداء والمصابين وتحويلهم على الفور بواسطة سيارات إسعاف نقلتهم إلى مطار العريش ومن المطار تم نقلهم بالطيارات الحربية إلى مستشفيات الزيتون التخصصى ومعهد ناصر والهلال والبنك الأهلى ودار الشفا بالقاهرة.
واستقبل مستشفى العريش المصابين المدنيين الذين وصل عددهم إلى 13 تم احتجازهم بالمستشفى وهم عبد عبد الحميد السيد 20 سنة، ومحمد جمال السيد 13سنة، ويحيى أحمد السلال 22 سنة، ومحمود خضر 23 سنة، وفاطمة حسن فودة 40 سنة وجودة أحمد السيد 15 يوما وولاء إبراهيم نبهان 18سنة ومنال عنتر عبد الحميد 20 سنة وياسمين أسامة عيد 18سنة ونانى عثمان محمد 24 سنة وأحمد عبد الله منصور 24 سنة وعزب إبراهيم العزب 40 سنة وبسملة أسامة عبده 19 سنة.
من جانبه أعلنت قوات الأمن بشمال سيناء حالة استنفار تام ومشطت تشكيلات من قوات مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة والصاعقة وعناصر من الشرطة مناطق التى تمت تحديد انطلاق القذائف الصاروخية منها إضافة إلى القرى بمناطق جنوب الشيخ زويد ورفح وشرق العريش، فى عمليات أمنية موسعة تحت غطاء طائرات الأباتشى وطيارات بدون طيار وأغلقت القوات طريق العريش الشيخ زويد، وبدأت فى توجيه ضربات لبؤر إرهابية تشير المعلومات إلى تواجد مسلحين.
وقال مصدر أمنى إن قيادات أمنية من وزارة الداخلية وصلت إلى مدينة العريش لمتابعة العمليات وأن خطة أمنية للتدخل السريع بدأت تنفيذها كما انتشرت القوات بأنحاء المدن وتم تكثيف الحراسات حول المقرات الأمنية والحكومية، كما انتشرت الدوريات فى الشوارع الرئيسية.
واستنكر قيادات شمال سيناء القبيلية وشيوخ القبائل الحوادث الإجرامية مطالبين الدولة بمزيد من الجدية فى ملاحقة العناصر الإرهابية التى تنتشر بعد مغادرة الحملات الأمنية لقرى أقصى مدينة الشيخ زويد. وكشفت مصادر قبلية أن عددا من أهالى سيناء قدموا معلومات وافية عن تحركات المسحلين فى مناطقهم لافتين إلى أن المسلحين يقومون بعمل مخابئ تحت الأرض والتحرق بسيارات دفع رباعى ونشر عناصر تابعة لهم لمراقبة القوات عن اقترابها منهم وإبلاغ المسلحين بها ليتمكنوا من الفرار.
وحذرت القيادات القبيلية من العقاب الجماعى للأهالى مشددين على ضرورة عدم السماح للمسلحين باستغلال الحرب التى ينفذها الجيش عليهم والإيحاء للأهالى أن الجيش يستهدفهم.
وتبنت جماعة أنصار بيت المقدس مسئولية الهجمات الإرهابية على المقار الأمنية بمحافظة شمال سيناء، عبر حساب منسوب لها بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر".
اليوم السابع