ملازم أول
| موضوع: أسلحة الطوافات البحرية الجمعة مايو 15 2015, 17:51 | |
| تشكل الطوافات البحرية منصات هجومية مثالية، وقد طُورّت من أجلها منذ الستينات مجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة الوزن لاستهداف اهداف بحجم قوارب الدورية. وقد برز في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات جيل جديد من الأسلحة الموجهة المضادة للسفن التي تطلقها الطوافات، مما يضع الطوافات البحرية في مقدم عمليات الحرب الهجومية المضادة للسطح ضد السفن التي يبلغ حجمها حجم سفينة الحراسة.
وهذه الموجة الجديدة، التي تمثلها صواريخ (AS.15TT) من شركة (Aerospatiale) وصواريخ (Penguin) من شركة (Kongsberg) وصواريخ (Marte) من شركة (Oto Melara) وصواريخ (Sea Skua) من شركة (BAE Dynamics) اعتمدت تقنيات مختلفة لجهة القيادة والتوجيه، الا ان خطها المشترك كان يكمن في قدرتها على اطلاق أسلحة ذات مفعول قوي لتعطيل السفن الحربية الصغيرة من مسافة بعيدة.
صواريخ AS.15TT صواريخ Penguin
بعد ثلاثة عقود، لا تزال نماذج طرازات الصواريخ وتطورها المذكور سابقاً باقية في الخدمة العملانية، مع ذلك، هناك حالياً تشديد متزايد على التغلب على التهديدات اللامتماثلة داخل حدود الضجيج والاشارات الكاذبة الساحلية - الى جانب مساهمة الطوافات البحرية المستدامة لمواجهة الاهداف السطحية التقليدية. فاذا ما أخذت معاً، فان هذه المتطلبات قد حفزت تطوير جيل جديد من الأسلحة الموجهة المضادة للسطح التي تطلقها الطوافات، والتي تندرج من الصواريخ المضادة للسفن المتوسطة الوزن التي تستطيع شل اهداف بحجم سفينة حراسة او فرقاطة انتهاءً بالحلول الخفيفة الوزن المنخفضة التكاليف المصممة للتغلب على تهديدات من طراز سفن الهجوم السريعة القريبة من الشاطىء - (FIAC).
صاروخ بنغوين (PENGUIN)
باعت شركة (Kongsberg Defence S) النروجية حتى الآن ٧ نماذج من طوافة (Penguin) طراز (Mk2) التي اطلقتها لتحمل الصواريخ المضادة للسفن الى ٦ بحريات، وباقتفاء اصولها العائدة لأواخر الستينات ونشرها أولاً في العام ١٩٧٢، يظهر ان شركة (Kongsberg) هي التي طورت طوافة (Penguin) أصلاً كسلاح يطلق على السفن طوافة Mk1 وطوافة Mk2 لتلبي حاجة وطنية نروجية لسلاح موجه يستطيع ملاحقة الأهداف بنجاح في المياه المحصورة. وتعمل الشركة (Kongsberg) حالياً على اطلاق نموذج طوافة من الجيل الجديد تطلق الصواريخ البحرية (NSM). يبلغ وزن الصاروخ (NSM) ٤٠٧ كلغ، ويجري تطويره ليلبي حاجة البحرية النروجية لاستبدال طوافة (Penguin) بصاروخ مضاد للسفن مميز تمييزاً عالياً وقادراً على اختراق الدفاعات على متن السفينة والعمل بفعالية في المياه الزرقاء العميقة والبيئات الساحلية على حد سواء. وهو قادر على بلوغ مسافات نحو ٢٠٠ كلم. وهو صاروخ خفي وسلاح ذو مناورة عالية يجمع التوجيه في وسط مساره بمساعدة نظام (GPS) مع باحث متقدم بتصوير مزدوج الذبذبة بالأشعة تحت الحمراء. تم التوقيع على عقد انتاج تسلسلي أولي للصاروخ (NSM) في حزيران/يونيو العام ٢٠٠٧، وقد اختارته البحرية النروجية الملكية لفرقاطاتها الجديدة من فئة (Fridtjof Nansen) وقوارب الدورية من فئة (Skjold)، كما اختارت البحرية البولندية الصاروخ (NSM) في كانون الأول/ديسمبر عام ٢٠٠٨ وطلبت ٥٠ صاروخاً تنطلق من قواعد برية بما فيه صاروخين للتجارب بموجب صفقة من العام ٢٠٠٨ الى العام ٢٠١١، على ان يجري التسليم المقرر في العام ٢٠١٣ الى العام ٢٠١٦. وقد تم الانجاز النهائي في حزيران/يونيو العام ٢٠١١ على ان تجرى التجارب في الولايات المتحدة الأميركية.
السلاح الايطالي
انزلت شركة (Oto Melara) الى السوق في اواخر السبعينات صاروخاً مضاداً للسفن سطح - سطح يشتق من صاروخ (Sea Killer Mk2) وهو سلاح موجه يحمل اسم (Marte Mk1) من الجيل الأول يطلق من الجو (ASuW). تبع ذلك نموذج محسن (Mk2) للخدمة في البحرية الايطالية تجهز به طوافات (SH-3D) في الثمانينات. وحصل تسليم قذائف صاروخ (Marte Mk 2/S) للبحرية الايطالية بين العامين ٢٠٠٧ و٢٠٠٨. وقد انجز الدمج والتأهيل على الطوافتين (AW101) و(NH90).
كشفت الشركة في منتصف العام ٢٠٠٩ انها مولت عملا لصاروخ بعيد المدى، يعرف باسم (Marte ER)، الذي قد يستبدل محرك الصاروخ الحالي بمحرك يولد الطاقة التربينية النفاثة. وطبقا لشركة (MBDA)، فان صاروخ (Marte ER) سوف يحصل على هيكل جوي اعيد هندسته - وهو هيكل اصغر واخف، انما قطره اكبر ليستوعب نظام الدفع الجديد وسحب الهواء وخزانات الوقود - وسوف يكون قادرا على تحقيق مسافة قصوى تتعدى ١٠٠ كيلومتر.
بريطانيا وفرنسا
ضمت بريطانيا وفرنسا قواهما لتطورا مجموعة جديدة من الاسلحة الموجهة ضد السفن، التي تطلقها الطوافات، تحت مظلة فريق الاسلحة المعقدة المشتركة (Team Complex Weapons)، بقيادة شركة الصواريخ الاوروبية (MBDA). وقد اثارت وزارة الدفاع البريطانية مطلب الاسلحة الموجهة المضادة للسطح مستقبلا (FASGW) لاطلاق حل للحاجة الناشئة لاستبدال صاروخ (Sea Skua). واستخلصت دراسة عملانية مشتركة ان الطوافات تبقى اكثر منصات الاسلحة الموجهة التي تطلق من الجو (ASuW) المنخفضة التكاليف التي تواجه التهديد المفروض، لا سيما في مناطق بخلفية عالية وكثافة مرور الشاحنات التجارية، وحيث يمكن ان تشكل قواعد الاشتباك الصارمة تحديات اضافية. شهد العام ٢٠٠٥ انقسام مطلب السلاح الموجه المضاد للسطح مستقبلا (FASGW) الى مكونات واضحة خفيفة وثقيلة. وقد بدأت انشطة التقدير في تموز/يوليو العام ٢٠٠٨ حيث جرى اعداد الطرازين لطوافة (Lynx Wildcat) الجديدة للبحرية الملكية البريطانية.
FASGW
يتميز (FASGW(L)) بكونه موجها بدقة وخفيف الوزن وقادرا على تأمين قنوات متعددة للنار واطلاق تأثير نسبي ودقيق حتى ضد اصغر اهداف السلاح (FASGW) مثل القوارب القابلة للنفخ الصلبة (FIACs) والقوارب المائية النفاثة المتزلجة على سطح الماء.
ويهدف (FASGW) في الوقت نفسه لمواجهة التهديد الذي تشكله قوارب الهجوم السريعة وسفن الحراسة حتى نحو ١٠٠٠ طن، في حين يمنح بالاضافة قدرة على ضرب اهداف ثابتة وساحلية ركيكة ويمكن ان تشمل هذه الاهداف محطات الاتصالات الثابتة والمحطات الرادارية وبطاريات الصواريخ.
LMM_FASGW
اما صاروخ شركة (Thales) البريطانية الجاهز التصميم الخفيف الوزن (LMM)، باعتباره الحل التقني المفضل لسلاح (FASGW (L))، فهو صاروخ جديد منخفض التكاليف يمتطي شعاعا ليزريا صممته شركة (Thales) للاشتباك مع مجموعة واسعة من الاهداف الجوية والبرية والبحرية على مسافة تبلغ نحو ٨ كلم. واعتمادا على اصل صواريخ سطح - جو (Starburst) و(Starstreak) الحالية من الشركة، فان السلاح الجديد يهدف الى استغلال النظم الفرعية والتكنولوجيات المجربة، في حين يشدد ايضا على مقاربة القيمة الهندسية.
فعلى سبيل المثال، سوف يستعمل الصاروخ (LMM) محركا صاروخيا صلبا من مرحلتين طورته شركة (Roxel)، من المتوقع ان يأتي بنحو نصف التكاليف او ثلثها، في حين يعتمد صاروخ (Starstreak) من شركة (Thales) قليلا على ذلك المحرك. ويعتمد تجميع ذيل الصاروخ على تجميع ذيل صاروخ (Javelin/Starburst). وسوف تكون النماذج الاولية موجهة ليزريا مع حاضنين لجهاز استقبال الليزر مركبين على طرف الذيل مثل صاروخ (Starstreak). وتعمل شركة (Thales) بالمقابل على باحث ليزري بديل شبه نشط (SAL) وترى امكانية لنظام توجيه باساليب متعددة تستعمل الشعاع الليزري والباحث الليزري شبه النشط (SAL) لاعطاء مرونة اضافية.
في اذار/مارس العام ٢٠٠٨، وقعت الحكومتان البريطانية والفرنسية بيان نوايا يتيح لفرنسا المشاركة في نشاط تقدير سلاح (FASGW (H)) من ناحية الحاجة الى سلاح خفيف مضاد للسفن (ANL). والحاجة المباشرة لسلاح مضاد للسفن متشابهة عموما، وان موعد دخول سلاح (FASGW (H)) والسلاح المضاد للسفن (ANL) الخدمة مقرر في العام ٢٠١٥. ومن المقرر ان يتبع ذلك برنامج تجارب وتصنيع تعاوني بين البلدين مع موعد اولي متوقع لدخول السلاح الجديد الخدمة في حوالي العام ٢٠١٥. وتنوي البحرية الفرنسية، التي تود خلفا لصاروخ (AS. 15 TT) المضاد للسفن، نشر صاروخ مضاد للسفن من طوافة (NH 90) وطوافة (Panther). ويفهم ان القيود على وزن/نقل الطراز الاخير تعكس الرغبة الفرنسية في سلاح قد يكون أخف نوعا ما من سلاح (FASGW(H)) الذي كان متوقعا اصلا.
الصواريخ الاميركية
عندما حصلت البحرية الاميركية على صاروخ (AGM-119 Penguin) من شركة (Kongsberg) باعداد محدودة لتجهز بها طوافة (SH-60B)، فقد جهزت ايضا طوافات (SH-60B) و(SH-60F) و(HH-60H) واحدث طوافة (MH-60R) بصواريخ جو-سطح الموجهة ليزريا شبه النشطة (AGM-114 Hellfire II) من شركة (Lockheed Martin)، التي يمكن استخدامها كصواريخ التحام قبل الاطلاق او الالتحام بعد اطلاقه.
يتمتع الصاروخ بمدى فعال من مسافة ٥.٠ كلم الى اكثر من ٨ كلم. ويعمل المسؤولون في الجيش الاميركي بنظم صواريخ (Hellfire LLC) في اورلاندو بولاية فلوريدا استعدادا لانتاج واحد من احدث النماذج من صاروخ (Hellfire) الذي يطلق من الطوافات ومن المركبات الجوية دون طيار ومن المركبات الارضية والمواقع الثابتة ضد المركبات القتالية المدرعة والسفن الحربية والاهداف الاخرى ذات القيمة العالية.
منح الجيش الاميركي نظم صواريخ (Hellfire) عقد تعديل بمبلغ ٧،٨ مليون دولار على اجزاء رئيسية لصاروخ (AGM-114R Hellfire II Romeo RX) الذي سوف يستعمل نظام توجيه ليزريا شبه نشط ورأسا حربية مدمجة باسطوانة متشظية الانفجار للاشتباك مع اهداف كانت بحاجة سابقا لصواريخ (Hellfire) متعددة لتدميرها. وسوف يستعمل صاروخ (AGM-114R Hellfire II Romeo RX) نظام توجيه ليزري شبه نشط. وقد اصبح تطوير الصاروخ المعني ضروريا بعدما الغى البنتاغون مشروع الصاروخ الشائع المشترك (JCM) في العام ٢٠٠٥، الذي كان مفترضا ان يحل محل صاروخ (Hellfire) وصاروخ (AGM-65 Maverick) جو-ارض.
صاروخ JAGM لحظة الاختبار
ويفكر المسؤولون في البنتاغون حاليا بتطوير بديل جديد لصاروخ (Hellfire) يدعى صاروخ جو-ارض مشترك (JAGM)، لكن ليس هناك اي ضمان من ان الصاروخ الجديد سوف يقاوم معارك الميزانية في العاصمة واشنطن. ويهدف الصاروخ المعني (JAGM) الى الحلول محل صواريخ (Hellfire) و(Maverick) وصاروخ (BGM-71 TOW). وتتحرك شركتا (Raytheon) و(Lockheed Martin) لتقديم حلول منافسة لقسم التوجيه لسلاح المستقبل، هذا بمرحلة تطوير تكنولوجية متواصلة (CTD). ويأتي تجديد الإنشاء ردا على التمويل المخفض، وسوف تركز الجهود التي يقوم بها الجيش الاميركي بداية على قسم التوجيه في الطرف الامامي من الصاروخ والتخلي عن الرأس الحربية والمحرك وتفعيل المراقبة الى مرحلة لاحقة.
ستواصل شركة (Lockheed Martin) كجزء من العمل، تطوير قسم التوجيه بباحث يعمل باسلوب مزدوج، يتضمن ليزرا شبه نشط (SAL) ورادارا بموجة ملليمترية لتوجيه الصاروخ الى الهدف.
GBU-53 B II
كما تطور شركة (Raytheon) باحثا يعمل باسلوب ثلاثي وبليزر شبه نشط (SAL) ورادار بموجة ميلليمترية (MMR) وبمستشعر تصوير يعمل بالاشعة تحت الحمراء غير مبرد يعتمد على النظام المستعمل في قنبلة المحيط الصغير (GBU-53 B II) قيد التطوير لسلاح الجو الاميركي.
اسلحة المستقبل
ستجهز الطوافات البحرية مستقبلا بمجموعة صواريخ موجهة قوية، وسوف تكون هذه الاسلحة اقوى وتتمتع بمدى أبعد وبنظم توجيه افضل وأدق من منتوجات الجيل الحالي. http://www.arabdefencejournal.com/article.php?categoryID=10&articleID=1065 |
|