بعد ان تلقت الولايات المتحده دروسا صعبه في اعادة بناء الجيوش الاجنبيه في اخر 12 سنه
تسعى الولايات المتحده الان لتغيير سياستها المضاده لتنظيم الدوله الاسلاميه في العراق
الاستراتيجيه الجديده تقوم على اعادة تدريب مجموعات صغيره من الجنود العراقيين بدلا من اعادة بناء الجيش العراقي برمته
وقد بلغت ذروة عدد القوات المسلحه العراقيه الى 400 الف عسكري اثناء التواجد الامريكي في العراق
لكن وقبل ان يبدأ تنظيم الدوله الاسلاميه بهجومه الكبير في شمال العراق في يونيو الماضي فقد كان حجم الجيش العراقي قد تقلص الى النصف بعد سنوات من الفساد وسوء الاداره
وعندما اتم تنظيم داعش سيطرته على مدينة الموصل ومناطق اخرى فقد اختفت عن الوجود 4 فرق من الجيش والشرطه العراقيه
وتقلص حجم قوة الجيش العراقي الفعاله الى اقل من 85 الف عسكري فقط حسب تقديرات الخبراء
وعندما قررت ادارة الرئيس اوباما ان تتدخل لصد تقدم تنظيم الدولة الاسلاميه في العراق فقد وقف القادة العسكريون الامريكان بالضد من محاولة اعادة تأهيل الجيش العراقي برمته
فقد اقترح القادة الامريكان بناء 9 الويه مشاة خفيفه عراقيه وبعدد اجمالي يبلغ 45 الف جندي تكون رأس الرمح وبالتعاون مع البيشمركه والمقاتلين من الحشد الشعبي لطرد مسلحي تنظيم الدولة الاسلاميه التي تسيطر على ثلث مساحة العراق
ويقول مسؤول امريكي : ان الفكره هي تشكيل قوات اصغر لكنها اكثر شراسه .
وتشكيل مثل هذه القوة الطليعيه لايتوقع ان يقضي على الفساد وسوء الاداره في المؤسسه العراقيه والامنيه العراقيه والتي تؤثر على استقرار البلاد
كما لايعتقد ان تتمكن هذه القوة الطليعيه من ان تعيد ولوحدها السيطره على مدينة الموصل من ايدي تنظيم الدولة الاسلاميه
ولكن المسؤولون الرسميون الامريكان يقولون ان تدريب وحدات اصغر لكن ذات قدرات فعاله اكثر سيعزز من قدرة الاجهزه العسكريه والامنيه العراقيه على مواجهة تنظيم الدوله الاسلاميه مدعومة بقوات الحرس الوطني الجديده والتي ممكن ان تستوعب بعضا من المجموعات المسلحه الى تحت سيطرة الحكومات المحليه " سلطة المحافظات "
ويقول حاكم الزاملي رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي : قبل ازمة الموصل كنا نعيش في خيال , كنا نعتقد ان الجيش العراقي قادر على حماية البلد ووثقنا به , لكن الاحداث بينت لنا الحقائق .
وخطط ادارة اوباما لاصلاح اكبر الاخفاقات العسكريه العراقيه في مواجهة تنظيم الدوله الاسلاميه لايعتقد انها ستتغير بتغير وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل
ففي اوساط البنتاغون يعرف هيغل بانه مهتم بأمور الميزانيه وبرامج اعادة الهيكله اكثر من اهتمامه بالحمله العسكريه المضادة لتنظيم الدوله الاسلاميه
وتحمل الولايات المتحده رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي التراجع الكبير في قدرات الجيش العراقي منذ انسحاب القوات الامريكيه من العراق اواخر عام 2011
حيث انهم يتهمونه بتعيين قادة عسكريين موالين على اساس طائفي مع تقليل القدرات العسكريه للجيش العراقي وتقويض الروح المعنويه له
فتحت قيادة فاسده ظهر مايسمى بالجنود الاشباح " اي هنالك اسامي لجنود وهميين في سجلات الرواتب والاحصائيات وهم غير موجودين في الواقع " مع تعثر الرواتب لوحدات حقيقيه ادرت الى التقليل من الروح القتاليه والاهم من ذلك صعوبه في قياس حجم القوات العسكريه والامنيه المتوفره
ويقول مايكل نايت وهو عضو في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادني والذي قام بعمل دراسه وتحليل للوحدات العراقيه المتبقيه : في لواء عراقي من المفروض ان يحتوي على 4 الف عسكري , فأن العدد الحقيقي للعسكريين المنتظمين هو اقل من نصف العدد " اي اقل من 2 الف عسكري متواجد فعليا "
ويقول مسؤول عسكري امريكي : يوجد هنالك اختلاف كبير بين ماهو مسجل على الورق وبين ماهو موجود فعليا على ارض الواقع .
وتشعر ادارة الرئيس اوباما بالتفاؤل بعد تسلم السيد حيدر العبادي لرئاسة الوزراء في اغسطس الماضي , حيث استهل عمله بتغيير 20 قائدا عسكريا كما قام بالغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحه والذي انشا المالكي لتعزيز سلطته على الجيش
ويامل الامريكان ان يتم الهجوم لاستعادة الموصل في الربع الاول من عام 2015
ويدعم الامريكان الخطه العراقيه لاعادة هيكلة الجيش المكون من 14-15 فرقه وتحويله الى 8 فرق لكن بحجم اكبر " حجم الفرقه الجديده اكبر من حجم الفرقه القديمه "
الفرق ستكون كالتالي : فرقة مدرعه واحده , فرقتين ميكانيكيتين , 5 فرق مشاة خفيفه .
بالاضافه الى القوات الخاصه