دعا الرئيس العراقي مصر الى دور حيوي لإعادة بناء القوات العراقية المسلحة وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة العراقية بما يمكنها من مواجهة التنظيمات الإرهابية مؤكدا العمل على تحقيق المصالحة في بلاده .. فيما اكد وزير الخارجية المصري خلال اجتماعهما في بغداد اليوم دعم بلاده للعراق في جهوده لتحرير كامل اراضيه من سيطرة "داعش".
أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وزير الخارجية المصري شكري سامح على تقدير العراق الكامل للدور القومي التاريخي لمصر وأهمية اللقاء الذي جمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك -على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول الماضي- معرباً عن تطلع العراق لاستمرار وتعميق المشاركة المصرية في بناء وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة العراقية حتى تتمكن من مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وشدد الرئيس معصوم على التزام الحكومة العراقية بتحقيق المصالحة والوفاق الوطني بمشاركة جميع مكونات الشعب وعدم إقصاء أي فصيل وطني، وشدد على أهمية تطوير العلاقات بين العراق ومصر في مختلف المجالات وبصفة خاصة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وأكد أن التعاون المطلوب بين العراق ومصر في المجالات الأمنية والعسكرية مهم الآن في مواجهة تحديات الإرهاب لكن التعاون بين البلدين الشقيقين في مجالات الاستثمار والعمل وتبادل الخبرات مع الوصول الى حال الاستقرار يحظى بتقدير خاص لدى الحكومة العراقية.
وعبر الرئيس معصوم عن تقديره لمشاعر وتحيات الرئيس السيسي مؤكدا أهمية التعاون والعمل بين العراق ومصر التي ينظر إليها العراقيون كدولة شقيقة مؤهلة لأداء دور حيوي في إعادة بناء القوات المسلحة العراقية. وأشار إلى حرص الحكومة العراقية على تعزيز علاقات الأخوة والصداقة والعمل المشترك مع جميع دول الجوار والمنطقة على أساس المصالح المشتركة وبما يسهم في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها المهدد من قبل الارهاب والعصابات المتطرفة.
وأوضح معصوم في حديث له مع الوفد العربي المصري اتفاق العراقيين على العمل المشترك في ما بينهم باختلاف مكوناتهم كوسيلة لابد منها لتحقيق الأمن الداخلي والتخلص من شرور الارهاب وتحقيق الوحدة الوطنية. واشار الى جدية العمل في الاطار الحكومي وفي العمل المشترك بين الرئاسات الثلاث من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن الخطوات المتخذة في هذا المجال هي خطوات جدية وواثقة وإن بدت أحيانا بطيئة، قائلا: أن نمضي ببطء خير من أن نتوقف. وحمل معصوم الوزير شكري "تحياته لأخيه سيادة الرئيس السيسي وتمنياته له بالتوفيق والنجاح في قيادة مصر إلى مزيد من التقدم" كما قال بيان صحافي رئاسي عراقي.
ومن جهته نقل الوزير شكري للرئيس معصوم رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تتضمن الإعراب عن تحياته وتقديره له والتعرف إلى مسار الأوضاع السياسية الداخلية في العراق والاطمئنان على التوجه نحو تعميق الحوار الوطني وإشراك كافة القوى العراقية الوطنية بكل مكونات الشعب العراقي بغض النظر عن الانتماء الطائفي او الديني، بما يعزز وحدة العراق ويدعم قدرة الحكومة على مواجهة التنظيمات الارهابية ومن بينها تنظيم داعش وحتى يعود العراق لممارسة دوره التأريخي والوطني دون إقصاء لأي فصيل وطني. وشدد الوزير شكري على دعم مصر لجميع الوسائل لمسيرة العراق داخل الأمة العربية ودعم جهود الحكومة العراقية في مكافحة الارهاب .
واكد الوزير المصري استعداد بلاده لتعزيز التعاون وابداء ما يمكن من المساعدات في مختلف المجالات وبما يساعد في تحقيق العراقيين أهدافهم بتعزيز الوحدة الوطنية وحفظ أمن البلاد ووحدتها ضد تنظيم داعش الاجرامي الذي يشكل تهديدا للجميع في المنطقة والعالم. وعبر عن أهمية العلاقات الأخوية التاريخية والحضارية بين مصر والعراق، مشيراً إلى أن فترات التعاون والعمل المشترك بين البلدين هي فترات مهمة في التاريخ وتعبر عن نهوض وتطلع المنطقة إلى التقدم والبناء والعمل الايجابي.
وأثنى شكري على أهمية الدور الذي اضطلع به الرئيس معصوم في سعيه الحثيث من أجل تطبيع العلاقات بين العراق ودول الجوار جميعا في هذه الظروف التي تتطلب تعاون الجميع والعمل المشترك ضد الارهاب الذي يشكل خطرا ليس على العراق فحسب وإنما على البلدان كافة خصوصا أن هذا الارهاب ينشط في أكثر من مكان من دول المنطقة. وأكد الوزير ضرورة العمل العسكري والأمني ضد الارهاب والتطرف وأهمية تعزيز ذلك بعمل ثقافي لاستعادة الثقافة الاسلامية الصحيحة القائمة على الاعتدال.
وخلال مؤتمر صحافي في بغداد مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري قال وزير الخارجية المصري سامح شكري ان العراق حقق تقدما كبيرا على صعيد تشكيل حكومة جديدة تمثل جميع المكونات العراقية ونجاحات عسكرية في تحرير اجزاء من اراضيه من سيطرة الدولة الاسلامية "داعش" معربا عن الامل في تحرير كامل التراب العراقي من الارهابيين واستكمال امن وسيادة البلاد.
وشدد على دعم مصر لمسيرة الوفاق الوطني في العراق وتثمينها للخطوات الايجابية للحكومة العراقية على الصعيدين الداخلي والخارجي وترميم علاققات العراق مع دول الجوار. واشار الى انه سيلتقي اليوم مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليسلمه رسالة من نظيره المصري ابراهيم محلب لزيارة القاهرة قريبا . واشار الوزير المصري الى ان بلاده بادرت الى الانضمام الى التحالف الدولي ضد الارهاب وهي تقوم بواجبها في مواجهته وتبادل المعلومات مع دول التحالف حول تجنيد الاجانب ودفعهم الى المنطقة.
ومن جهته قال الجعفري انه بحث مع شكري المصالح المشتركة بين بلديهما والخطر الذي يمثله لهما حاليا وهو الارهاب. واوضح انه تمت مناقشة ضرورة تسهيل مصر منح تأشيرات دخول العراقيين اليها وكذلك تأشيرات الطلبة العراقيين الذين يرومون الدراسة هناك. وقال انه اتفق والوزير المصري على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الاول من العام المقبل.
ومن جهته اكد نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي خلال اجتماعه مع شكري تقديره الكامل لمصر في دعم العراق ووحدته ومساعدته في حربه ضد الإرهاب باعتبارها الشقيقة الكبري كما قال . وأشاد بالدور القومي التاريخي لمصر ولجيشها الوطني مؤكدا أن العراق يمر بمرحلة دقيقة تتطلب دعم الأشقاء العرب وفي مقدمها مصر لعدم إقصاء أي فصيل وطني عراقي ولمكافحة الإرهاب من خلال دعم الجيش العراقي بالمعدات والتدريب ليتسنى له مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وقدم النجيفي رؤيته للوضعين السياسي والأمني والحرب ضد تنظيم داعش "وأكد العزم في المضي لتحرير كل شبر عراقي" ودعا مصر والمحيط العربي والاقليمي والدولي إلى زيادة دعم الجهد العراقي للخلاص نهائيا من تنظيم داعش .
ومن جانبه اكد الوزير سامح شكري على ثوابت الموقف المصري بالحفاظ على وحدة الدولة العراقية وتقديم كافة أشكال الدعم الممكن والمساعدة للحكومة العراقية للمضي في جهودها في مكافحة الإرهاب.
وشدد على الأهمية البالغة لتحقيق التكاتف بين جميع مكونات المجتمع العراقي وإشراك كل القوى السياسية دونما أي اعتبار للانتماء الطائفي وذلك حتى تتوحد القوى الوطنية العراقية للقضاء على التنظيمات الإرهابية والحفاظ على العراق القوي والموحد وسلامة أراضيه.
وفي وقت سابق اليوم وصل شكري الى بغداد في زيارة قصيرة لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين تتناول الاوضاع في المنطقة على ضوء التهديدات التي تواجه دولها والتنسيق السياسي والامني بين البلدين لمواجهة خطر تنظيم الدولة الاسلامية على امنهما حيث يخوضان حربا لاهوادة فيها لمواجهة ارهاب التنظيم.
وأكد شكري امس ان بلاده قدمت مساعدات الى العراق في مجال مكافحة الإرهاب وأشار في ختام زيارته الى الكويت الى ان مكافحة الإرهاب خاصة "داعش" في العراق مستمرة. وشدد على استعداد مصر لتوفير كل الدعم للحكومة العراقية موضحا ان هناك بالفعل مساعدات قدمت للعراق .
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي كشف في الاول من الشهر الحالي ان مصر قدمت الدعم بالعتاد والسلاح للحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية وقال في تصريح صحافي "هناك تعاون مشترك بين العراق ومصر".. مؤكدا ان دعم مصر المستمر والدائم للعراق في حربه على داعش بالعتاد والأسلحة . واضاف ان العراق يسعى لتوطيد علاقاته مع مصر باعتبارها محورا أساسيا في المنطقة وهي الدولة الأقرب للعراق .. مشددا على ان علاقة البلدين يجب أن تكون استراتيجية خاصة أن التهديد الذي يواجههما واحد.
وكان شكري زار العراق في تموز (يوليو) الماضي وبحث مع المسؤولين العراقيين الاوضاع الامنية في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا اضافة الى العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية والنفطية. وقال ان زيارته الى العراق تحمل مضمونا يؤكد ضرورة العمل المشترك لمواجهة الارهاب ودعوة العراقيين الى الوحدة من اجل تجاوز الازمة التي يمر بها بلدهم حاليا. واكد حرص مصر على استقرار العراق مشددا على ضرورة التوافق بين ابنائه بعيدا الانتماءات الضيقة. واكد حرص مصر على امن واستقرار العراق .. وقال "ان رسالة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي الى القادة العراقيين تؤكد ان السبيل الوحيد للعراق للخروج من الازمة التي يمر بها حاليا هو بصياغة موقف جامع للعراقيين قادر على مواجهة ما يتعرض له بلدهم من ارهاب ومحاولات للتقسيم وذلك من اجل عراق قوي موحد".