صادف يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول عيد الميلاد الـ85 للأكاديمي المستعرب يفغيني بريماكوف. في مقابلة مع صحيفة " روسيسكايا غازيتا" تحدث يفغيني بريماكوف، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق الذي يرتبط باسمه نهوض السياسة الخارجية الروسية الجديدة، عما إذا كانت " الحرب الباردة" ممكنة، وفيمَ يكمن التهديد الرئيس للعالم.
سؤال : قلتم قبل خمس سنوات مضت بأنه "يجب أن تكون العلاقات مع أوكرانيا جيدة... ولا يمكن لنا أن نخسر أوكرانيا مهما كانت الظروف السياسية... ويجب التقارب مع أوكرانيا باستمرار أينما كان ذلك ممكناً"، لماذا لم يتحقق ذلك؟ وماذا الذي سيحدث لاحقاً؟
بريماكوف: لا أتنكّر لهذه الكلمات التي قلتها لكم عن أوكرانيا قبل خمس سنوات خلت، فالاتفاقيات والتقارب مع أوكرانيا، يصبّان، كما في السابق، في المصلحة الوطنية للدولة الروسية وللشعب الروسي، وفي هذا المجال، فإن شيئاً لم يتغير. غير أن الوضع في الوقت الراهن تغير في أوكرانيا نفسها وفيما حولها، أما بخصوص المستقبل، فإنني أميل إلى التفاؤل، ولكنه تفاؤل محدود حتى الآن.
سؤال : يقال، بأن أحداث أوكرانيا كانت بمثابة الزناد الذي أطلق " الحرب الباردة" الجديدة التي ستؤدي إلى توازن جديد للقوى في العالم.
بريماكوف: لا أتفق مع حتمية العودة إلى الحرب الباردة، فالقطيعة مع الغرب ليست حرباً باردة بالمعنى السابق لهذه الكلمة، فآنذاك، كانت هناك مجموعتان من الدول تقفان مواقف أيديولوجية متناقضة، إحداهما ترأسها الولايات المتحدة الأمريكية والثانية الاتحاد السوفييتي، ما كان يهدد بالتطور إلى حرب حامية الوطيس.
أما الآن، فلا أعتقد أنه يوجد مثل هذا الوضع، ولكن هناك تغيرات جرت في العالم نتيجة الأزمة في أوكرانيا، وهذا ما لا يمكن تجاهله، أما روسيا فقد أثبتت أنها بلد يدافع عن مصالحه الوطنية في عالم متعدد الأقطاب. وهذا ما لا يعجب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوروبيين، ولكن هذا هو المسار الموضوعي للتاريخ.
سؤال : ولكن بابا الفاتيكان أعلن أن الحرب العالمية الثالثة تدور حالياً بالفعل، فهل هذه استعارة لغوية؟
بريماكوف: لا أتفق في الرؤية مع أولئك الذين يعتقدون أن الحرب العالمية الثالثة تدور بالفعل، ولذلك فإن بابا الفاتيكان لا يبدو لي متبصراً في هذا المجال.
سؤال : تصوروا خارطة العالم أمامكم، وقد حُددت عليها جميع " النقاط الساخنة" على الأرض، ما هي أكثرها خطورة بالنسبة للعالم ولروسيا؟
بريماكوف: لا شك أن إحدى أكثر النقاط "سخونة"، أو بالأحرى الأوضاع الساخنة، تتمثل في أبعاد النشاط العدواني لتنظيم " الدولة الإسلامية"، أولاً: لأنه يشبه المغناطيس الذي يجذب إليه المتطرفين الإسلاميين من مختلف البلدان، والمعروف أن المنتصرين دائماً ما يجذبون الآخرين إليهم، ذلك أن " الدولة الإسلامية" تسيطر على جزء كبير من أراضي العراق وسوريا، وبالأخص العراق.
ثانياً، لأن هذا التنظيم لا يتوقف عند هدف إقامة دولة الخلافة في أحد البلدان العربية، وإنما ينشر مطامعه في جميع الأراضي التي يقطن فيها المسلمون، وكما تعرفون، فإن عددهم كبير.
ثالثاً: لأن الولايات المتحدة لا تتراجع عن سياستها قصيرة النظر بشأن القضاء على نظام بشار الأسد، كما أنها بعيدة عن تسوية علاقاتها مع إيران، ولعل الشيء الأهم، أنها لا تفعل كل شيء لجذب المسلمين السنّة إلى صفوف المقاتلين ضد " الدولة الإسلامية" في العراق وخارجه، ذلك أن عمليات القصف الجوي وحدها لن تلحق الهزيمة بـ" الدولة الإسلامية"، فمن الضروري بذل جهود دولية عامة من أجل ذلك.
سؤال : وصف أوباما فيروس " إيبولا"، وسياسة روسيا في أوروبا وتنظيم " الدولة الإسلامية" بأنها التهديدات العالمية الرئيسة في الوقت الراهن، ماذا الذي يبتغيه أوباما من وراء هذه التصريحات؟
بريماكوف: لندع هذه التصريحات تبقى على ذمة الرئيس أوباما، فهي على أقل تقدير، قصيرة النظر. :lol!:
موضوع: ماذا قال يفغيني بريماكوف في عيد ميلاده الخامس والثمانين ؟! 
السبت نوفمبر 01 2014, 20:32