حوار مدير المركز الجمهوري للدراسات الامنية والاستراتيجية الدكتور معتز محي عبد الحميد.
اجرى الحوار: ضياء ابراهيم حسون.
نص الحوار:
سؤال: في تصريح أخير للسيد لافروف وزير الخارجية الروسي أكد فيه على مواصلة روسيا دعم العراق وسوريا في حربهما ضد الإرهاب، وكما هو معلوم فإن الكثير من الدول الغربية أكدت على موضوع الدعم وساندت القوات العراقية بضربات جوية، ولكن الموضوع عندما يتعلق بروسيا كون روسيا دولة عظمى كيف ترون مسألة دعمها لهاتين الدولتين في محاربة ومقارعة تنظيم داعش؟
جواب: إن مصطلح الدعم هو مصطلح واسع ومتداول جدا في تصريحات وزراء الخارجية وخاصة الدول الكبرى، وهناك دعم العراق يختلف من وجهة نظره بالنسبة للدعم السوري كما هو معروف في أدبيات روسيا اليوم، ولذلك دائما نحن نجد الدعم الروسي ليس بالأعمال الموجودة على الساحة المعركة، أي ليس لها تأثير مباشر.
الدعم الدولي استثنى روسيا بموضوع الدعم بالطائرات أو التدريب أو تجهيز الجيش العراقي بأسلحة روسية، وكانت هناك زيارة لخبراء عسكريين إلى روسيا، ولكن يبدو لم تحقق شيئا على أرض الواقع، واعتقد أن هناك ضغوطات أمريكية تمارس على الحكومة العراقية بعد فتح جبهة جديدة على روسيا واستيراد اسلحة جديدة من روسيا، لهذا توجه التحالف الغربي بمكون واحد هو ضد داعش على الساحة العراقية بدون أخذ رأي ايران وروسيا في الوقت الحاضر.
سؤال: ولكن الحكومة العراقية في زمن السيد المالكي قد خرجت من بوتقة أمريكا وذهبت باتجاه روسيا وعقدت صفقة كبيرة مع الجانب الروسي، تضمنت العديد من الأسلحة والطائرات، واليوم تستخدم في الحرب ضد داعش، يمكن من هذا المنطلق القول أن العلاقات الاستراتيجية الروسية العراقية قد عادت، كيف ترونها أنتم اليوم على أرض المعركة، وكيف يوجه السلاح الروسي ضد داعش؟
جواب: صفقة طائرات السوخوي هي عبارة عن 12 طائرة، وطائرات السوخوي 25 هي طائرات من صناعة قديمة جدا، العراق يحتاج إلى طائرات مروحية التي تخدم عملية جس النبض وملاحقة داعش في مناطق واسعة كالأنبار وغيرها.
الصفقة كانت مهمة جدا ولكن شبهات الفساد التي رافقت هذه الصفقة أثرت على سمعة الجيش العراقي، وكذلك اللغط الذي صار في البرلمان الذي أكد أن الاتجاه الموجود حاليا هو أن نسير نحو الاستراتيجية العسكرية الغربية ولا نتوجه مرة ثانية إلى السلاح الروسي أو الاستراتيجية الشرقية، كما تعرف أن البناء الحالي للجيش العراقي هو ضمن استراتيجية غربية وضعتها أمريكا بعد تأسيس الجيش العراقي بعد عام 2003، وحتى الآن أكثر التجهيزات جاءت من الدول الغربية من الناتو وأمريكا.
وفي زيارة حيدر العبادي إلى أمريكا ولقائه بأوباما ووزير الدفاع كان هذا إصرار على تسليم دفعات جديدة من أسلحة أمريكية كصواريخ ومدفعية ودبابة أبرامز وكذلك سمتيات الأباتشي وغيرها.
سؤال: إذا كان العراق مقيدا فيما يخص مسألة التسلح من روسيا الاتحادية بواسطة قيود فرضتها الولايات المتحدة على العراق، لكن من باب آخر هل الولايات المتحدة والتحالف الدولي في حربه ضد داعش يحتاج مساعدة الروس سواء على كانت على المستوى الاستخباراتي أم على المستوى العسكري الاستراتيجي؟
جواب: أنا أتوقع أن تتعاون بخبرتها مع مكافحة الإرهاب وخصوصا الإرهاب في الشيشان وفي القوقاز وفي مناطق أخرى حيث الحركات السلفية وانتحاريين يتوجهون إلى تنفيذ عمليات إن كان في موسكو أو غيرها، أنا برأيي هذا التوج مهم جدا، والتعاون الاستخباراتي، والتعاون اللوجستي وتبادل المعلومات وتحديد هذه المعلومات لأنها مهمة جدا، لأنه في الساحة العراقية هناك متطوعون جاؤوا من الشيشان وجاؤوا من جمهوريات روسية إسلامية ولا يزالون يقاتلون مع داعش، فالمهم جدا في المرحلة الحالية ليس هو السلاح بل المهم هو عقد اتفاقات أمنية وتبادل المعلومات حول حركة ومجيء المتطوعين للانضمام إلى المسلحين الموجودين على الساحة السورية والساحة العراقية، كما يحدث من تبادل معلومات بين المنظومة الأمنية السورية والمنظومة الأمنية الاستخباراتية الروسية، يجب أن تشكل خلية عمل مستقبلية لمناقشة هذا الموضوع مع الاستخبارات العسكرية العراقية وكذلك مع الاستخبارات العسكرية الروسية، وهذا هو المهم في الوقت الحاضر.