من الناحية الاقتصادية، فرنسا دولة غنية و تستطيع احتمال تكلفة حرب ضد مجموعات ارهابية + ليبيا طبعا ستعوض الخسائر الفرنسية
لاحقا سواء ارادت ام ابت، فعندما تدخل فرنسا في مثل هذه الحرب و تساهم بشكل فعال في نشر الاستقرار الامني و السياسي، هي لاحقا
التي سيكون لها نصيب الاسد من الاستثمارات المستقبلية في ليبيا في مجال اعادة البناء و النفط + اعادة الخسائر الاقتصادية لفرنسا
من الناحية العسكرية، الجيش الفرنسي حوالي 325 الف جندي، تستطيع نقل 50 او 60 الف جندي الى ليبيا + استدعاء جيش الاحتياط
ففرنسا لا تواجه اي تهديد امني كبير اي ان الجيش الفرنسي يمكن له ترك مواقعه الحالية لمدة مؤقتة + فتح باب التجنيد مع التسهيلات
نفس الطريقة التي استطاعت بها امريكا نقل 700 الف جندي الى العراق سنة 91 بينما جيشها كان اكثر من المليون بقليل
من الناحية السياسية، الولايات المتحدة لن تمانع قرار فرنسا، لانه في النهاية يصب في مصلحتها و يمكن ان تتدخل هي ايضا معها، فليبيا هي
كارثة تنتظر ان تقع، و فيها ايضا مكاسب اقتصادية حيث ان ليبيا تمتلك مخزون نفط ضخم جدا.
بالنسبة للعمليات، ستبدأ فرنسا بدعم استخبراتي امريكي بعمليات استطلاع واسعة جدا، مع وجود العناصر الميدانية و اضافة الى الدعم
من الجهة الليبية، تبدأ بتحديد عشرات بل مئات الاهداف، معسكرات، مراكز تدريب، مخازن اسلحة، معدات الخ...
و تبدأ بالعمليات الجوية، بالرافال و الميراج2000 قصف جوي باستعمال مختلف الذخائر اضافة الى الصواريخ الطوافة، تبدأ الضربات
باضعاف القوات المتمردة و فتح الطريق امام القوات الحفترية للتقدم، و يمكن استعمال الاراضي الايطالية و اليونانية للمقاتلات
و يمكن استعمال حتى الفرقاطات و الغواصات في الهجوم ايضا باستعمال الصواريخ الطوافة.
ثم تبدأ بنقل الجنود الى طرابلس، المنطقة الخضراء مثل ما حصل في العراق، و نشر القوات بطريق مخططة استراتجيا، و تبدأ العمليات
بدعم القوات الليبية و مع وجود غطاء جوي من المقاتلات و المروحيات كالبوما و التايغر و الغازال، و تبدأ القوات بالمعارك لدفع الارهابيين
خارج المدن الكبرى، و تشديد الحراسة ثم الى المدينة الموالية الى حد تحرير الشريط الساحلي كاملا و هو اهم منطقة في ليبيا
ثم دفع الارهابيين الى الصحراء الليبية مع عمليات قصف و استهداف دائمة
تبدأ فرنسا مع قواتها العسكرية في تنظيف المناطق المحررة سابقا قدر المستطاع ووضع معدات امنية و استطلاعية تساهم في تقليل الخطر
قدر المستطاع، ثم تبدأ في مساعدة ليبيا في الاستقرار السياسي، انتخابات رئاسية و برلمانية، اعادة بناء القواعد العسكرية و الجوية (بتمويل ليبي)
ثم تدريب و بيع معدات عسكرية مستعملة للجيش الليبي الى ان يبدأ باستعادة وعيه و اخز زمام الامور، تترك فرنسا في ليبيا قاعدة عسكرية
ثم تبدأ بخفض الوجود العسكري هنالك الى 20 او 15 الف جندي و بضعة مقاتلات و مروحيات و تقدم دعم دائم للجيش الليبي
و تستعيد الدولة الليبية وضعها، على الاقل يصبح الوضع كافغانستان حاليا او باكستان، الارهاب محصور في المناطق الصحراوية، طبعا سيكون هنالك
عمليات و خسائر بشرية لكنها بكل تأكيد ستكون افضل من تستمر ليبيا على وضعها الحالي
بالنسبة لليبيا و العراق فالوضع مختلف، و كذلك افغانستان، فالوجود السوفياتي في افغانستان كان ينظر له على انه غزو
و الافغان كانوا ضد التدخل، اضافة الى ان المجاهدين الافغان كانوا يتلقون دعم كبير جدا من الولايات المتحدة بالاسلحة
و العتاد السوفياتي المتطور مبالغ فاقت ال400 مليون دولار في ذلك الوقت
اضافة الى ان ليبيا مختلفة عن افغانستان جغرافيا و ديموغرافيا، فليبيا اغلبها اراضي منبسطة صحراوية
عكس افغانستان المليئة بالغابات و المناطق الجبلية الوعرة التي تعج بالكهوف و المخابئ
كذلك يختلف الوضع عن العراق المليء بالصراعات الطائفية و المقسم بين سنة و شيعة و اكراد
المشكلة في ليبيا هي القبائل التي يمكن توحيدها عبر تمثيل كل منها في مجلس برلماني بشكل متساوي
طبعا الامر سيشتعل اخي و ستكون هجمات ارهابية و ستلقى القوات الفرنسية مقاومة شديدة، لكن تمتلك فرصة جيدة في الفوز
ففرنسا تريد ان تستعيد مكانتها السابقة، في افريقيا على الاقل، هل تعلم قاعدة عسكرية في ليبيا كم ستفيد فرنسا؟