أثار خبر إعلان وزارة الدفاع العراقية عن اعتقال مقاتل صيني كان يقاتل في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش" الكثير من اللغط، بعد عرض صوره، إذ جذب ذلك بسرعة انتباه السلطات الصينية باعتباره أول مواطنيها الذين يُقبض عليهم خلال خوض القتال مع التنظيم، ما زاد من منسوب القلق حول التشدد المسلح بالبلاد.
وبحسب الصور فقد ظهر الصيني وهو يلبس بنطالا مموها وقميصا ملطخا بالدماء، وظهر في صورة أخرى وقد أحاط به جنود الجيش العراقي في حين كان وجهه منتفخا.
وعلق الناطق باسم الخارجية الصينية، كين جنغ، على تلك التقارير بالقول: "لا يمكننا تأكيد صحة تلك المعلومات، لا يسعنا التأكد من ذلك" علما أن الممثل الصيني الخاص السابق في الشرق الأوسط، وو سيكي، كان قد رجح وجود قرابة مائة مقاتل صيني في صفوف التنظيم، الأمر الذي جنغ الدخول في تفاصيله.وأثار صور المقاتل المفترض حفيظة الصينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلقت إحدى الصينيات التي أطلقت على نفسها اسم "هيلين" بالقول، عبر تعليق على موقع إلكتروني عراقي: "اقتلوهم.. نحن الصينيون يسرنا رؤية مقتل أولئك المسلمين."
من جانبه، قال محلل الشؤون الصينية، فيكتور غيو، إنه بحال صح الأمر فإنه يشكل دليلا جديدا على ارتباط الإرهاب المحلي في الصين بجذور عالمية مضيفا: "الإرهاب لا يهتم بالحدود بين الدول."
ولم يتضح ما إذا كان الصيني الموقوف من أصول ترتبط بأقلية الإيغور المسلمة التي تعيش في إقليم كسينغيانغ، غير أن غيو رجح ذلك قائلا: "الإرهاب يتزايد في الصين ويرفع رأسه البشع وينتشر من كسينغيانغ باتجاه مناطق أخرى في الصين."
وتعيش أقلية الأيغور في شمال غرب الصين، ويمتلك إقليمها ثروات طبيعية كبيرة، وتشهد المنطقة اضطرابات منذ سنوات، وتحمل حكومة بكين المسؤولية فيها لجماعات انفصالية، في حين تقول جهات حقوقية إن الحكومة تتحمل مسؤولية ما يجري بسبب ما يُنسب إليها من ممارسات تمييزية وقمعية.
من جانبه، يقول الباحث تايلر فرافل، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة MIT، إنه بحال تحقق وجود عنصر صيني في صفوف داعش فلا يجب أن يشكل ذلك مفاجأة، خاصة وأن الإيغور قد سبق لهم القتال خارج بلادهم، وشاركوا في الحرب ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان. وقد سبق للجيش الأمريكي اعتقال 22 من الإيغور في أفغانستان عام 2006، وجرى سجنهم لسنوات في غوانتانامو قبل الإفراج عنهم.