أعلن وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني عن انطلاق اكبر عملية إغاثة للنازحين في اقليم كردستان. وقال الوزير العراقي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن أكبر عملية لإغاثة النازحين في كردستان انطلقت، اليوم من عمان الى أربيل، إضافة الى قوافل برية أخرى من تركيا، تحمل مساعدات إنسانية للنازحين في الإقليم. وحذر من أن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها العراق اكبر بكثير من قدرة مؤسسات الدولة العراقية.
وقد تحركت أربع طائرات بوينغ 747 الاربعاء من ميناء العقبة الاردني إلى أربيل عاصمة اقليم كردستان، محمّلة بالمساعدات، إضافة إلى تحرك قوافل برية من تركيا والأردن، وبواخر مساعدات من دبي. وهذه المساعدات مخصصة للنازحين العراقيين، الذين يعيشون من دون ماء أو طعام او مساعدات طبية، والأسر الضعيفة التي فرّت من منازلها بدون أية أمتعة خلال الأسابيع الأخيرة.
وتعمل مفوضية مع سلطات إقليم كردستان العراق على تقديم المساعدات إلى حوالى 200 الف نازح عراقي لجأوا الى المساجد والمنازل المهدمة والمدارس، حيث تقدم المساعدات في 19 منطقة في دهوك وأربيل، وحيث سيقوم الفريق التقني للمفوضية بإقامة الخيام لإيوائهم خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتواصل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة عمليات تقديم المساعدات إلى الذين فروا من سنجار إلى شمال شرق سوريا، حيث يوجد 11 الف لاجئ في معسكر النيروز، الذي يبعد 60 كيلومترًا عن الحدود العراقية مع سوريا.
وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية في تصريح صحافي إن عملية النقل الجوي للخيام والسلع الاخرى ستستمر أربعة ايام الى اربيل، تعقبها قوافل برية قادمة من تركيا والاردن وعملية شحن بحري قادمة من دبي عبر ايران خلال الايام العشرة المقبلة. وقال إن "هذه دفعة اغاثة مهمة للغاية، وبالقطع من اكبر العمليات التي أذكرها لفترة طويلة". واضاف أن "هذه ازمة انسانية كبرى وكارثة ومستمرة في التأثير على أناس كثيرين".
من جهتها، أعلنت السفارة البريطانية في بغداد عن وصول طائرتين محملتين بالمساعدات الانسانية للنازحين الى مطار اربيل الدولي. وقالت "إن المساعدات تضمنت مجموعة من لوازم الطهي وخياماً وأغطية بلاستيكية وبطانيات". موضحة "أن الحكومة البريطانية خصصت 13 مليون جنيه استرليني (18 مليون دولار) للنازحين في العراق". واشارت السفارة الى "أن سلاح الجو الملكي البريطاني نفذ سبع عمليات اسقاط مساعدات بريطانية من الجو على جبل سنجار خلال الفترة الماضية، وشملت عبوات للماء ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية ولوازم لتوفير الظل والمأوى".
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني قد دعا امس دول العالم والمنظمات والمؤسسات الدولية إلى عقد مؤتمر دولي في الإقليم، ليتمكن من استقبال وإغاثة النازحين.. وأكد أن مساعدة النازحين فاقت قدرات حكومة الاقليم.
وأمس اعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي ديندار دوسكي أن عدد النازحين في العراق الذين اضطروا لترك منازلهم جراء الاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” قد بلغ مليوناً و250 ألف شخص. وأشار إلى أن معظم العائلات النازحة لجأت إلى إقليم شمال العراق، لافتًا الى أن الحكومة العراقية بدأت بتقديم مساعدات مادية إلى جانب الغذائية للنازحين.