باتت الطائرات الحربية، وخاصة طائرات الهجوم الخفيف في أيامنا الحالية موضع طلب لجيوش عدة حول العالم، لقدرتها على تنفيذ المهمات القتالية بكفاءة عالية وكلفة تشغيلية قليلة. وما يميّز طائرات الهجوم الخفيف أنها تمزج بين قدرتها على القيام بمهام الاستخبار والمراقبة والاستطلاع (ISR) وتوجيه ضربات بدقة بالغة خلال مهام القصف الأرضي ومساندة القوات البرية، في الوقت نفسه. ولقد ازداد الطلب على تلك الطائرات بسبب الطبيعة المتغيرة للمعارك في وقتنا هذا، وبات التركيز أكبر على الطائرات التي تتمكن من القيام بمهام مكافحة التمرد، أو جماعات غير حكومية مثل الجماعات التي تتبع تنظيم القاعدة ، أو التهديدات العابرة للحدود مثل عصابات الاتجار بالمخدرات المسلحين غالباً بأسلحة خفيفة ويتواجدون في أماكن من الصعب الوصول إليها.
وتعتبر شركة إمبراير (Embraer) من الشركات الرائدة في هذا المجال، فطائراتها من نوع EMB-314 Super Tucano أثبت براعة غير مسبوقة بتكلفة منخفضة. لقد تم تزويد هذه الطائرات بمحرك توربيني من نوع PT6A-68/3 صناعة كندية وله خمس شفرات، كما بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام لمنع التصادم، ويصل مدى طائرات سوبر توكانو إلى 700 ميل بحري. بالإضافة إلى ذلك، زودت الطائرة بنظام للرؤية الليلية (NVG) متطوّر جداً، وقمرة قيادة مزودة بأجهزة للملاحة الجوية، ونظام الرصد المتطور AN/AAQ-22 Star SAFIRE، وهو نظام رصد يمتلك مجموعة من أجهزة الاستشعار التي تعمل بواسطة الليزر، ويسمح للطائرة بالقيام بمهام جمع المعلومات والاستطلاع والرصد.
يمكن للطائرة حمل وزن 1550 كلغ من القنابل، والمثير أن كل هذه الإمكانيات ستكلف القوات الجوية التي تستخدمها ألف دولار لكل ساعة تحليق فحسب.
أما طائرة AT-6 Texan II وهي من إنتاج شركة بيتشكرافت (Beechcraft)، فتقوم بمهام جمع المعلومات والاستطلاع والرصد من جهة، ومهام القصف الأرضي من جهة أخرى. إن الطائرة مزودة نظام للرؤية الليلية مع خوذة خاصة تعرض البيانات أمام الطيار، ونظام بالأشعة دون الحمراء لتحذير الطيار من الصواريخ التي تطلق ضده ومن الإجراءات المضادة الأخرى، بالإضافة إلى وصلات صوت وبيانات مؤمنة، كما إمكانية تصوير الفيديوهات ونقلها في اللحظة نفسها للقواعد الأرضية عبر وصلات داتا لينك، ونظام للاتصال بالقمر الاصطناعي.
لقد تم تصميم طائرات AT-6 متعددة المهام للقيام بمهام الدعم الأرضي الخفيف وكذلك القيام بمهام جمع المعلومات والاستطلاع والمراقبة، وهي وفق المتحدث الرسمي للشركة، الطائرة الأكثر قدرة بين الطائرات الخفيفة، فهي مزودة بنظام القتال A-10C المتطور من إنتاج شركة لوكهييد مارتن (Lockheed Martin) الأميركية ومنظومة أجهزة استشعار؛ تم تجهيز الطائرة بمحرك من نوع P&W PT6A-68D، وقمرة قيادة ممتازة، وإن أنظمة الطائرة تتوافق مع الأسلحة والمنظومات الأخرى التي تعمل لدى الولايات المتحدة ودول حلف الناتو.
ومن الطائرات الأحدث في هذا السوق نذكر سكوربيون ((Scorpion، هي طائرة متعددة المهام وذات محركين من إنتاج شركة تكسترون ((Textron. بإمكان الطائرة أن تقوم بالمهام الخاصة بالرصد والاستطلاع وضرب الأهداف بدقة، وهي المهمات التي تقوم بها الطائرات القاذفة النفاثة أو المتعددة المهام في أيامنا الحالية، بالإضافة إلى مهام السيادة الجوية وأمن الحدود. يمكن تزويد تلك الطائرة أيضاً بأجهزة استشعار عدّة ومختلفة بالإضافة إلى قنابل ذكية وصواريخ للقتال الجوي والقصف الأرضي ، كما يمكن تزويدها بخزانات وقود إضافية يمكّن الطائرة من التحليق لمدّة خمس ساعات بشكل متواصل.
تجدر الإشارة إلى أن تكلفة طائرة سكوربيون مرتفعة نسبة للطائرات الأخرى ذات النوع نفسه- وثمنها 20 مليون دولار- كما تبلغ ساعة الطيران الخاص بها 3 آلاف دولار.