السلام عليكم
كما وعدتكم منذ أيام فقد تسنت لنا الفرصه ان نلتقي باحد شهود العيان على احداث جرت في الشرق الاوسط منذ عقود الى حد الان
هذا الشاهد وافق " ولكن بشروط " على الادلاء بشاهدته بمنتدانا وبشكل حصري وباسلوب الرد على اسئله طرحتها عليه واجابني عليها مشكورا
هذا الشاهد هو ضابط رفيع الرتبه في الجيش العراقي السابق وبصنف " مدفعية الميدان "
وقد شارك بمعظم الحروب التي خاضها العراق
الحلقه الاولى هي " تعريف بسلاح مدفعية الميدان ودوره في الحرب العراقيه - الايرانيه "
نبدأ بالحوار :
س / معلوماتك عن صنف المدفعيه في الجيش العراقي السابق , نوع الاسلحه , تشكيل البطاريه , مصادر الذخيره ؟
الشاهد : معلوماتي عن صنف المدفعية بدأت منذ دخولي في معهد تدريب الحرس الجمهوري في معسكر التاجي شمال بغداد . وقد دخلت فيه دورة تدريبية على أغلب أنواع المدافع والهاونات والمدفيعية ذاتية الحركه لمدة 6 أشهر تقريبا وكذلك أساليب الرصد للأهداف وكيفية مشاغلتها وكأيضا واجبات العمل في منطقة المدافع وما هي التجهيزات اللازمة للعمل من حيث توجيه المدافع نحو الاهداف المراد مشاغلتها وما هي أنواع القنابل والحشوات التي تستخدم لكل هدف .
وكانت تنقسم نوعية المدافع حسب العيار فمثلا :
1- عيار 122ملم هي مدافع عراقية الصنع (مدفع صدام) ومثلها الروسية الصنع والمصرية .
2- مدافع 130 ملم الروسية والصينية .
3- مدافع 152 الروسية والصينية .
4- مدافع عيار 130 ملم روسي وصيني .
5- مدافع ذاتية الحركه من عيار 122ملم روسي.
6- مدافع عيار 130 ملم روسي.
7- مدافع 155 ملم الكورية 109 M.
8- مدافع 155 ملم GCT فرنسي.
9- مدافع 155 ملم FFH 551 بريطاني .
10 - مدافع 155 ملم GHN أمريكي بإمتياز نمساوي.
11- هاونات مختلفة من عيار 240 ملم أمريكي/ هاونات 122 روسي / فرنسي / يوغسلافي / صيني / عراقي.
وكانت مدرسة المدفعية للجيش العراقي في معسكر المحاويل جنوب بغداد 80كم متميزة جدا وتستقبل الكثير من ضباط الجيوش العربية لغرض الدراسة والتدريب من خبرات ضباط مدفعية الجيش العراقي من المتدربين في دول أوروبا وكذلك في الهند وباكستان .
وكان هنالك تنسيقا متبادل الخبرات بين العراق ومصر والأردن في تبادل التجارب والخبرات والتدريب عن طريق إشراك الضباط في دورات مشتركه.
ومستوى التدريب والكفاءة والإداء مشهود ومتميز جدا للجيش العراقي في مدفعيته الجبارة ودورها في حسم أغلب المعارك ضد الجيش الإيراني وكانت أكثر الخسائر حجما وتدميرا بتأثير القصف المدفعي العراقي الدقيق والسريع والهائل جدا .
وتتشكل كتيبة المدفعية من 3 بطاريات وكل بطرية واحده تتألف من 6 مدافع وبمعدل 3 مدافع لكل فصيل واحد .
وكل فرقة تتألف من 3 كتائب ميدان 122ملم وكتيبه واحده متوسطه من عيار 130 أو 155 ملم على الغالب .وكذلك تخصص 2 بطرية هاونات لكل لواء مدفعية وتتشكل البطريه من 3 رعائل وكل رعيل 4 هاونات.
س / كم عدد قطع المدفعيه في تشكيل الفرقه العراقيه ؟
الشاهد : كل فرقة عراقيه مخصص لها لواء مدفعيه وواجبه هو تقديم الإسناد المدفعي من ناحية الهجوم والدفاع والتعرض.
وكل لواء مدفعيه يتشكل من :
1- عدد 3 كتائب ميدان أي من عيار 105 ملم ومن عيار 122ملم .
وتلحق كل كتيبه بلواء مشاة وتكون مخصصة له وتتنقل معه أينما يتحرك .
2- عدد 1 كتيبه متوسطه من عيار 130ملم أو من عيار 152 ملم أو من عيار 155ملم .
وتكون هذه الكتيبه تحت تصرف قائد الفرقه وكذلك آمر لواء المدفعيه . وواجبها تقديم الأسناد البعيد المدى للاهداف التي لا يصلها مدى كتائب الميدان.
3- عدد 2 بطريه خفيفه من الهاونات.
وواجبها تقديم الاسناد للاهداف القريبه والتي تتطلب قصفه بصورة سريعه ومرنه.
ويكون عدد المدافع لكل كتيبه 18 مدفع وبواقع 6 مدافع لكل بطرية من البطريات الثلاث.
وتتكون بطريات الهاونات من 12 هاون وبمعدل 4 هاونات لكل رعيل ومن الرعائل الثلاثه.
س / ماذا عن راجمات الصواريخ وهل تتبع نفس الصنف " اي صنف المدفعيه " وماهي الانواع التي كان العراق يمتلكها ومدى فعاليتها في المعارك ضد ايران ؟
الشاهد : راجمات الصواريخ هي من نفس سلاح المدفعيه ولكن ارتباطها يكون بمقر الفيلق ولا ترتبط باي مقر فرقه او لواء .
وتتكون من راجمات روسية الصنع وصينيه وبرازيليه وتتراوح عيارتها من 122ملم و 130 ملم .
وهي سلاح سريع ومؤثر وفعال جدا وله قابلية شل منطقه كبيره جدا ومن مسح كامل " تدمير " للمعدات والاسلحه التي تقع تحت قصفها.
س / دور المدفعيه العراقيه بشكل عام وفي معركه الفاو 1988 ؟
الشاهد : أما دور مدفعية الجيش العراقي في معركة تحرير الفاو عام 1988 فكان دورا لم يسبقه أي دور على مستوى مدفعيات جيوش العالم.
فقد تم إشراك أكبر عدد من فوهات المدافع وبشكل لم يشهده التأريخ ولغرض تخصيص 5 إطلاقات مدفعيه لكل متر مربع واحد وعلى مدار 36 ساعه من القصف المتواصل والمركز والدقيق على القطعات الإيرانية المتحصنة في شبه جزيرة الفاو.
وبحيث أنه عندما تقدمت قطعات الحرس الجمهوري العراقي وقطعات الفيلق السابع من الجيش العراقي لم يجدوا مقاومة فعالة من قبل الإيرانيين . بل كانت القطعات العراقية تتقدم وهي مسيطرة تماما بسبب القصف الهائل جدا الذي لم يبقي تقريبا على أي شيء من الدفاعات الإيرانية !
بل تم أسر عدد قليل من الذين بقوا منهم على قيد الحياة وكانوا مصابين بحالة هيسيرية من شدة آثار القصف الهائل والمدمر.
وكان واجبي آمرا لفصيلين من المدافع للبطرية أي 6 مدافع وبأن أشرف على تطبيق المعلومات على المدافع والسيطرة على أوامر الرمي وصرف العتاد وتغيير التوقيتات وأماكن الرمي مرحلة بعد مرحله من المراحس الأربعة من عملية تطبيق الخطة النارية لمدفعية الحرس الجمهوري. وتم تكريمي ب 2 نوط شجاعه لإشتراكي بالمعركه .
ومن ثم بعدد 2 نوطين شجاعه آخرين للشجاعة بسبب فعاليات الحرس الجمهوري في سرعة الحركة وتقديم الإسناد المدفعي الكبير للحرس الجمهوري وللجيش العراقي وبتميز .
س / قيل ان في معارك هور الحويزه " اواسط الثمانينات " , كانت قذائف المدفعيه تسقط في المستنقعات بدون ان تنفجر , هل يعزى الامر بسبب رخاوه التربه ام نقص خبره ضباط المدفعيه العراقيين ام بسبب ذخيره فاسده ؟
الشاهد : طبعا قذائف المدفعيه تتطلب سقوطها ارضا صلبه لغرض صعق الصمام في راس القنبله . ولكن في حالة سقوطها في ارض رخوه او مستنقعات او رمليه فان احتمال عمل صاعق الصمامه غير مضمون ابدا .
ولكن هنالك صمامات خاصه تنفجر في الجو عن طريق صمامات راداريه تنفجر تلقائيا على علو 30مترا فوق سطح الارض. وهي مخصصة ايضا لقصف الجنود المحتمين بالخنادق الارضيه.
س / ماهو تقييمك لقوه صنف المدفعيه بالجيش العراقي في الحرب العراقيه-الايرانيه ؟
الشاهد : التدريب والتجهيز والاستعداد والقابليه القتاليه تحتاج دعم مالي كبير جدا ٠
والعراق بلد نفطي كبير وكان يولي انذاك نفقات الجيش اهتماما عظيما جدا ٠ وذلك يصعب تحقيقه في اغلب الجيوش العربيه بسبب عدم الجديه او بسبب عدم توفر متطلبات الصرف ماديا٠
والعراق كان صرف الشيء الكثير جدا لاجل تسليح وتدريب وتهيئة جيشه وبسبب عدم استقرار الوضع في الشمال العراقي ضد المسلحين الاكراد وكذلك المصادمات المسلحه على الدوام مع الجيش الايراني على طول الحدود بين
البلدين٠ ولذلك فان العديد من ضباط الجيش العراقي مشتركين بدورات تدريبيه خارج العراق وتحديدا في الاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والهند وباكستان فيما يخص سلاح المدفعيه٠
وايضا يتم تسليح الجيش العراقي باحدث المدافع الروسيه ومن ثم عند اندلاع الحرب ضد ايران تم تجهيز الجيش العراقي باحدث مدافع حلف الناتو عن طريق مساعدات دول الخليج العربي٠
وكان دور المدفع العراقي مشهودا جدا ضد الهجحمات الايرانيه باسلوب الكتل البشريه اي بالهجوم باعدادا بشريه هائله لغرض وصول قسما منها مهما بلغت الخسائر ولكن الاستخدام الذكي والمتقن والمتدرب تدريبا راقيا للمدفعيه
العراقيه حال بانزال كوارث حقيقيه بالجيش الايراني الذي كان اضعاف تعداد الجيش العراقي٠
وكان الاعتماد الاكبر في الجيش العراقي هو على الجهد المدفعي المؤثر جدا٠
س / هل شاركت في دورات او تدريبات خاصه بصنف المدفعيه في دول المنطقه او دول بعيده ؟ اذا نعم ماهو تقييمك للقدرات العسكريه للدول التي زرتها ؟
لم آشارك بدورات مدفعيه خارج العراق " في تلك الفتره " ولكن الضباط الاعلى مني كانوا مشتركين بدورات تدريبيه خارج العراق ومنهم من كان يحمل شهاده تثبت انه كان من الاوائل على المشتركين من باقي دول العالم٠
ولكن بعد عام ٣٠٠٣ شاركت في دوره تدريبيه في المملكه الاردنيه الهاشميه الشقيقه ٠ حيث تم انشاء معسكر خاص في محافظه الزرقاء الاردنيه لغرض تدريب الجيش العراقي الجديد ٠
وتعرفت هناك على بعض ضباط المدفعيه الاردنيه ممن اشتركوا بدورات تدريبيه في العراق على سلاح المدفعيه ومنهم المقدم الركن سليمان العظامات والمقدم الركن عبد الله الزعبي ٠ وقد ابدوا اعجابهم الشديد بمدرسه ضباط المدفعيه
في العراق ولما لمسوه من خبرات وكفائه شديده جدا وانهم استفادوا بالشي الكثير٠
س / ماهو حجم الدعم العربي العسكري للعراق والذي شاهدته او لمسته شخصيا اثناء الحرب العرقيه الايرانيه ؟
الشاهد : كان حجم الدعم الخليجي كبيرا جدا وهو من غير معادله الحرب الى جانب العراق ٠
حيث ان المدفعيه والهاونات والمدرعات والطائرات والمعلومات الاستخباراتيه وحتى صور الاقمار الاصطناعيه كانت تأتي من امريكا عن طريق الكويت وكذلك تزويد العراق بالقنابل الكيمياويه كان له الاثر الكبير والواضح في اسناد العراق ضد عدو يفوقه عده وعدد ومستميت في القتال ٠
ورغم ان العراق كانت لديه مصانع عديده وجيده النوعيه لتصنيع الاسلحه والاعتده الا ان كل ذلك لم يكن ليسد الحاجه الكبيره جدا لشراسه وفظاعه الحرب المهوله ضد ايران ولذلك كان العراق يشتري العتاد الخاص بالاسلحه الخفيفه والمتوسطه وعتاد الهاونات من مصر والاردن بثمن٠
وكانت هنالك مشاركات عربيه بالاشتداك بالقتال ولكن ليست بالاعداد الكافيه ابدا ٠ وكان ذلك بطلب من الرئيس الراحل صدام حسين لكي يفهم العرب بان واجبهم الاخلاقي يحتم ذلك٠
وكانت تلك المشاركات على شكل متطوعين من الاردن واليمن والسودان ومصر ولكن باعداد قليله جدا٠
س / هل استعمل العراق السلاح الكيمياوي في الحرب مع ايران ؟ ومن كان المسؤول عن اعطاء الاوامر لاستخدامها ؟
الشاهد : نعم كان العراق يستخدم اسلحه كيمياويه وبكثره عن طريق القصف الجوي وكذلك بالقصف المدفعي بمدافع عيار ١٥٥ ملم وباقصى مدى بحدود ٤٠كم لغرض ابعاد تاثير الغازات السامه عن قطعاتنا٠ وكان العراق يصنع تلك الاسلحه محليا وبكفائه شديده٠ وكان الامر باستخدام تلك الاسلحه يصدر فقط من القائد العام للقوات المسلحه العراقيه(صدام حسين)
س / ماهي مميزات المدفعيه الايرانيه اثناء الحرب وماهي انواعها وكيف كان ادائها ؟
الشاهد : المدفعيه الايرانيه قد تدرب منتسبيها في الولايات المتحده الامريكيه الى حد عام ١٩٧٩ ٠ وكانت المدفعيه الايرانيه متفوقه جدا في بدايه الحرب وقبل وصول الدعم الخليجي للعراق من المدافع الامريكيه والاوربيه٠
حيث كان التسليح الامريكي الجبار للجيش الايراني من المدفعيه الثقيله والذاتيه الحركه فعالا جدا ٠وكذلك ضباط وجنود المدفعيه الايرانيه اكفاءا جدا وذلك اوقع خسائرا كبيره جدا في قطعات الجيش العراقي٠
اي ان المدفعيه الايرانيه كانت لا تقل كفاءه عن المدفعيه العراقيه٠
س / ممكن تفاصيل عن المدفعيه التي تم تصنيعها محليا من قبل العراق ؟
قام العراق بتصنيع المدفع ١٢٢ملم دي ٣٠ ٠ وهو روسي المنشأ٠ ويعتبر سلاح حلف وارشو الرئيسي قبل ان يلغى ذلك الحلف ويبلغ مداه نحو ١٥٣٠٠م وهو مدفع جيد وسهل الحركه وسريع التوجيه والرمي٠
وايضا صنع العراق هاونات عيار ١٢٢ملم و ١٢٠ ملم و ٨٢ ملم و ٦٠ ملم وكذلك اعتده مدفعيه عيار ١٥٥ ملم و١٥٢ ملم و ١٣٠ ملم وبنوعيه جيده جدا٠
وكانت هنالك تجارب على المدفع العملاق ولكن توقف المشروع بعد اغتيال مهندسه الكندي الجنسيه ٠
وايضا كانت هنالك محاولات لتصنيع مفع ذاتي الحركه عيار ٢٤٠ ملم ولكن احداث عام ١٩٩١ وتشكيل لجان التفتيش الدوليه حالت دون اكمال تلك المشاريع٠
هذه هي نهاية الحلقه الاولى وترقبوا الحلقه الثانيه قريبا
تحياتي