لا يخفى على المتتبعين اليوم لاهمية قطاع البحرية كقطاع حيوي لاستمرار التجارة العالمية و استمرار عجلة الاقتصاد و حماية المصالح و الاستثمارات الخارجية من بطش الايادي المعادية و البلاد العربية ليست استثناءا فهي و كما قال هينري كيسنجر لعنة جغرافية حيث تتربع على اهم الخطوط التجارية العالمية و شريان عالمي حساس للطاقة و المواد الاساسية من خلال اطلالتها على مضائق جبل طارق و باب المندب و الفاروق و قناة السويس مما يحتم على دولنا العربية ايلاء اقصى اهتمام بهذا القطاع و تقويته و توليفه ليقوم بدوره في ظل تنامي الاطماع الاجنبية و القوى الاقليمية كالهند و تركيا و اسبانيا و ايطاليا بالاضافة الى القوى التقليدية امريكا و فرنسا و بريطانيا و روسيا و باستحياء الصين
و من هنا جائتني فكرة انشاء موضوع يتحدث عن الشكل الاكثر اكتمالا لبحرية عربية لها من التحديات الكثير سواء من حيث تواجدها في بيئة معادية ذات واجهتين اثنتين او اطلالها على عقدة مواصلات بحرية او تحكمها بنسبة مهمة من حركة سوق الطاقة في العالم و ذلك لحساسية هذا القطاع بالنسبة لها و هذه الدول تتمثل في السعودية و مصر و المغرب و ذلك في افق ملائم لبناء القوة و تحديث البنيات و اختيار الاكثر ملائمة و الاعلى مرونة على مسايرة عالم متغير تتقادم فيه فرضيات الاخطار و تتغير الاستراتيجيات بشكل سريع و من هنا جائت عبارة العنوان " البحرية العربية الامثل في افق 2030 "
الموضوع سيشمل عددا من النقاط المحورية في اية بحرية تسعى لتحقيق التكامل و توفير قوة ردع و سيطرة على مناطقها الاقتصادية و خلق نوع من الاستقلالية في العمل للبحرية بمعزل عن الوطن الام او الغطاء الجوي لسلاح الجو و ذلك لخلق يد طويلة قادرة على صنع نوع من الردع و الحماية المتوسطة للمصالح الاقتصادية من جهة و خلق نوع من القوة جيوسياسية من جهة اخرى
اولى النقاط المحورية هو سفن السطح الهجومية و هنا سنركز على نوع التحديات العامة التي تواجه اي قطع بحرية في حرب تقليدية و هذه التهديدات تتمثل في تهديدات جوية و اخرى بحرية سطح سطح او من الاعماق و ثالثة تهديدات ساحلية تتمثل في القرصنة و الجريمة عابرة الحدود و الارهاب
و عليه اي بحرية محترمة عليها ان تتكون من قطع دفاع جوي و اخرى مضادة للغواصات و ثالثة للقتال الساحلي ...
سفن القتال الساحلي LCS
بالنسبة لسفن القتال الساحلي فهي قادرة على العمل بمزيد من الفعالية عن الفرقاطات التقليدية و في عدد من السيناريوهات حيث الأساليب الحالية غير مرنة ومكلفة مع قدرة اكبر على نشر و سحب المركبات بدون طيار و القوات البرمائية كما ان سرعتها الكبيرة توفر لها قدرات افضل على التعامل مع التهديدات الساحلية و هنا تبرز العديد من الخيارات المستقبلية و لعل نسخة مشابهة للقطعة الالمانية MEKO CSL و ذلك بعدد ست قطع و بازاحة بين " 2750 و 3200 " طن لتوفير المرونة و المساحة المناسبة لادخال التطويرات و الاضافات المستقبلية
- الكورفيت الألماني Meko A-100
السفن المضادة للغواصات ASW
في حين الشق المضاد للغواصات فهو يحتاج لقطع اكثر قدرة على التوغل في المياه الزرقاء لتحقيق قدرة اكبر للسونارات و المستشعرات على كشف و تتبع الغواصات و ثبات اكبر لمهبط المروحيات لتوسيع هامش القدرة على نشر و استعادة المروحيات مع توفير مساحة اكبر في الحظيرة لاستيعاب زوارق القواة الخاصة و المركبات غير الماهولة و العوامات و لعل القطعة الفرنسية المستقبلية FM-400 بازاحة بين " 4200 و 4800 " طن الانسب لهذا الدور فاربع منها كافية لتحييد الغواصات و ابعادها عن المياه الساحلية و خلق قوة مرافقة ضد الاعماق عند الضرورة
- الفرقاطة الفرنسية FM-400
سفن الدفاع الجوي Air defence
اما بالنسبة لشق الدفاع الجوي فهو يحتاج لمنصة بازاحة كافية لاستيعاب اكبر قدر ممكن من صواريخ الدفاع الجوي القصير و الطويل المدى وما يرافقه من انظمة رادارية للاستطلاع و التوجيه و ادارة النيران بالاضافة الى القدرة على القصف الارضي بصواريخ كروز و استيعاب مروحيتان في حضيرتها لتكون راس حربة في مرافقة اي اسطول يشكل في اي هجوم برمائي محتمل و لعل المدمرة البريطانية type 45 و بازاحة بين " 8400 و 9000 " طن و بعدد اربعة اقرب هذه القطع من حيث المواصفات المرفولوجية العامة
- المدمرة البريطانية type 45
ملاحظة جميع القطع الواردة هي قطع قريبة من حيث المواصفات الخارجية من حيث الازاحة و القدرات الفنية و التصميم الشبحي للقطع المختارة اذ بامكاننا القول انها منطلق يمكن البناء عليه لتصميم قطع مشابهة لمواصفات خاصة حيث 4-6 عدد كاف للحصول على نسخ خاصة و تصميم محلي
الغواصات Submarine
اما بالنسبة لسلاح الغواصات فهو سلاح عليه توفير مجموعة من القدرات العملياتية النوعية للبحرية حيث سيكون راس الحربة في الاستطلاع و جمع المعلومات الاستخباراتية و المراقبة من تحت الماء لحركة التجارة قرب المضائق بالاضافة الى قدرات تكتيكية كاطلاق العوامات و المركبات غير المأهولة و ارسال فرق الوحدات البرمائية الخاصة او نشر الالغام بالاضافة الى مهام نصب الكمائن لتستهذف قطع العدو او القدرة على القصف الارضي عبر صواريخ كروز و هذا سيتطلب اربع وحدات بازاحة " 3000t-2500t " كي تستطيع استيعاب انظمة التسليح من قواذف اطلاق عمودية بالاضافة الى مساحة كافية لاستيعاب الطاقم الاضافي و الغواصة القزمية على ظهرها هذا مع القدرة على البقاء مطولا في الاعماق و لعل اقرب الغواصات من حيث التصميم الغواصة الاسبانية المقترحة على الاستراليين S-80B من حيث القدرة على القيام بهذه المهام
سفن الإنزال و الإسناد و الدعم
تعريجا على المجال البرمائي في السفينة و هنا سيقودنا الامر الى تقسيم المهام الى ثلاث انواع من المهام كل مهمة تحتاج الى صنف خاص لها من السفن و بداية مع المهام البرمائية القريبة و الضعيفة التهديد كالاستيلاء على احدى جزر البحر الاحمر او انزال وحدة برمائية للاستطلاع او مكافحة الجريمة المنضمة و تخليص الرهائن او اجلاء الرعايا من شاطئ غير ممهد و هنا سنحتاج لسفينة غير مكلفة تشغيليا مع القدرة على الوصول المباشر للشاطئ بالاضافة الى القدرة على تنفيذ علميات الانزال عبر البحر و الجو بقوارب الانزال او المروحيات و هذا سيحتاج الى سفينة بازاحة " 2000t-1500t " و بعدد اربعة و لعل اقرب مثال مقارب خليفة البترال B2M في البحرية الفرنسية
ثاني انواع المهام البرمائية سيكون اقتحام الشاطئ و انزال قوة بحجم كتيبة من مشاة البحرية بهذف خلق رأس شاطئ في منطقة معادية كعملية انزال في عدن او مصراتة او احد شواطئ الاطلسي المعادية لفتح جبهة ثانية في حالة الحرب مع الاسبان و هنا سنحتاج لصنف ال LPD من السفن و ذلك بعدد اثنان و بازاحة " 15000t-12000t " و ذلك لتستوعب كامل الكتيبة مع توفير القدرة على الاستيعاب المريح لمسافات طويلة فالاهم توفير سفر مريح لمشاة البحرية توفيرا لجهد المعركة بالاضافة الى توفر السفينة على مرافق استشفائية لوجيستية كالقدرة على استيعاب زوارق الانزال الثقيلة القادرة على ايصال الدبابات و المدرعات و المدفعية ذاتية الحركة للشاطئ لتحقيق الزخم و الاسناد الثقيل على الشاطئ و المروحيات للانزال السريع و المباشر للنقاط الحصينة لمعالجتها و هنا نجد اقرب مثال للقطعة السفينة الهولاندية روتردام
ثالث المهام البرمائية هو توفير الدعم الجوي من CAS و CAP و ذلك عبر توفير نوعين من الوسائل النارية الجوية و هي المروحيات و الطائرات المقاتلة حيث ستتولى مهام الاسناد الجوي القريب من جهة للوحدات البرية و توفير دورية اعتراض جوي للوسائل الجوية المعادية و هذا يتطلب قطع بحرية خاصة الاولي LHD قادرة على حمل انواع مختلفة من المروحيات من هجومية و مروحيات نقل و اخرى مضادة للغواصات و للبحث و الانقاذ بالاضافة الى المركبات بدون طيار و القطعة الثانية LHA قادرة بالاضافة الى ما تستوعبه الاولى على حمل جناح جوي من المقاتلات ذات الاقلاع العمودي و هنا اقصد هارير المستقبل F-35B بالاضافة الى قدرة كل قطعة منهما على توفير مركز قيادة و تحكم للمعارك البرمائية الذي تديره و هنا الثنائي الاقرب للمتطلبات المسترال النسخة المعروضة على استراليا بازاحة 24000t و الحاملة كافور بالنسخة المعروضة على الهند بازاحة 36000t حيث ستوفران المساحة المناسبة للقوات للقيام بالمهام المنوطة بها مع هامش مساحة كاف لادخال التعديلات و تغيير المهام من انزال بحري مباشر الى عمليات حفظ السلام الى مركب استشفائي متكامل في حالة الكوارت و النكبات و ما لذلك من مكاسب على الخريطة السياسية و الاستراتيجية العالمية
و بنهاية الشق البرمائي نختم بزوارق الانزال و التي بدورها ستقسم لفئتين الاولى تعمل على السفن الخفيفة و هي بحمولة اقل من 30t و سيكون هدفها انزال الجنود و العربات الخفيفة و المواد التموينية و كمثال على هذه الفئة اقترح ال LCVPII
و الفئة الثانية هي فئة اكبر و ستعمل مع السفن الاكبر و من ميزاتها القدرة على حمل اوزان تجعلها قادرة على حمل المركبات الثقيلة المؤترة في سير المعارك كالدبابات و المدفعية ذاتية الحركة و ذلك لحملها اكثر من 75t و بسرعات كبيرة و في هذه الفئة اقترح EDA-R