ألغت السعودية طلبية 4 سفن حربية كانت تقدمت بها إلى تركيا في إطار مشروع السفينة الوطنية، وذلك بعد توقيعها اتفاقية للصناعات العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 110 مليارات دولار.
وذكرت صحيفة “حريت” التركية أن إلغاء السعودية لطلبية السفن التي كانت ستربح تركيا ملياري دولار منها أحزن كثيرًا ترسانات “توزلا” التي كانت ستنتج السفن.
في الأسبوع الماضي تصدرت رقصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز بالسيف الرأي العام الدولي، وكان يعلن من خلال هذه الرقصة فرحته الشديدة بعد توقيعه اتفاقية بقيمة 350 مليار دولار من بينها 110 مليارات دولار اتفاقية أسلحة.
خلال السنوات الأخيرة أصبحت السعودية أحد أهم الدول بالنسبة لتركيا، فعقب زيارة أردوغان إلى السعودية في ديسمبر/ كانون الأول عام 2015 تأسس مجلس التعاون الاستراتيجي. وفي عام 2016 زار الملك سلمان تركيا وفي العام نفسه زار أردوغان الملك سلمان في السعودية. وكان للظروف الإقليمية والتطورات السياسية والتخوفات الأمنية نصيب كبير في تطور العلاقات.
السبب المهم الآخر هو الاقتصاد، ففي عام 2004 كان حجم التجارة الخارجية مليار دولار ليصل حاليا إلى نحو 5.5 مليار دولار. وشهدت العلاقات التي توطدت بمرور الوقت نهجا جديدا للصناعات الدفاعية. وكانت تركيا التي تمتلك أكبر جيش في أوروبا وتعد دولة قوية على الساحة العسكرية بالنسبة للسعودية دولة قوية ستتحالف معها. لهذا كانت الصناعات الدفاعية أحد المجالات المهمة في التعاون بالنسبة للدولتين.
أحد مشاريع التعاون بين الدولتين كان مشروع السفينة الوطنية ( Milgem)، ويُعد مشروع السفينة الوطنية أحد أقوى مشاريع التأميم في الصناعات الدفاعية التركية. وفي إطار هذا المشروع تنتج تركيا سفنا حربية لتنضم بهذا المشروع إلى قائمة المدن المنتجة للسفن الصناعية مثل إنجلترا وفرنسا وأمريكا. وإلى الآن تم إنزال فرقاطة جزيرة هيبالي وفرقاطة الجزيرة الكبرى إلى مياه البحر ولايزال العمل قائما على سفينتين. وأصبحت تركيا قادرة على إنتاج هذه السفن الحربية خلال فترة قصيرة بإنشاء بعض الترسانات الخاصة في منطقة توزلا. وبفضل هذا انفتحت تركيا على السوق الدولية.
مفاجأة سيئة
يتزايد الاهتمام الدولي منذ فترة بالسفن التي انتقلت إلى شركة “تكنولوجيات الدفاع للهندسة والتجارة” المحدودة التابعة لمستشارية الصناعات الدفاعية. وتتواصل العلاقات المتعلقة بالمشروع مع دول مثل السعودية والإمارات وقطر وباكستان. وزُعم قبل فترة قصيرة التوصل إلى اتفاق مع السعودية لإنتاج 4 سفن حربية وأن شركة تكنولوجيا الدفاع للهندسة والتجارة المحدودة ستوقع الاتفاقية خلال فترة قصيرة. وزُعم أيضا أن إحدى السفن التي ستُباع في إطار الاتفاقية من بين السفن التي تم الانتهاء منها بالفعل، غير أن السعودية تراجعت عن شراء هذه السفن وألغت الطلبية.
كان إلغاء هذه الطلبية مفاجأة سيئة بالنسبة لترسانات توزلا التي تعاني من صعوبات منذ عام 2008، حيث يوضح ممثلو القطاع أن الملياري دولار التي كانت تركيا ستحصل عليهما من صفقة السفن هذه كانت ستحيي توزلا والصناعات الجانبية وستزيد القوى العاملة في الصناعات الجانبية التي انخفضت بعد الأزمة الاقتصادية من 100 ألف إلى 50 ألف عامل. وكان بيع تركيا السفن إلى السعودية سيشكل خطوة مهمة لتحقيق هدفها في أن تصبح دولة مصدرة مثل إنجلترا وفرنسا وأمريكا.
وبهذا انقطعت آمال الترسانات التي لم تتلق طلب إصلاح سفن من الغرب منذ فترة طويلة من دول الخليج أيضا. ويبدو أن التنافس لا يكترث بالصداقة في الصناعات الدفاعية والأسلحة التي تدفع حتى قادة العالم إلى أداء رقصات محلية لأجلها.