ستستلم القوات الجوية الروسية في العام الجاري مقاتلة " T-50"- من الجيل الخامس لا تقل روعة عن مقاتلات "حروب النجوم". وجاء في مقالة نشرتها صحيفة "روسيسكايا غازيتا"، في 17 شباط/ فبراير، أن الطائرة تمتلك قدرة فائقة جدا على المناورة، فهي غير مرئية من جانب الرادار على الرغم من أنها ترى كل شيء. وهي قادرة على المواجهة والقتال على أي مسافة وتقضي على الأهداف في السماء وعلى الأرض.
وبحسب روسيا اليوم، تجدر الإشارة إلى أن تصميم الطائرة سمح بإخفاء كل أسرارها المثيرة عن العيون، حيث يتكون 70% من غلافها الخارجي من المواد المركبة بهدف تقليص إمكانية الكشف عنها، كما جرى توزيع المنطقة الفعالة من الطائرة (المعيار الأساسي في مجال عمل الرادار) على مساحة نصف متر مربع فقط وهذا يعني أنها ستظهر على شاشات الرادار وكأنها جسم لا يزيد حجمه عن حجم البالون العادي. ويجب القول إن هندسة هيكل الطائرة والأجنحة مصممة بحيث يمكن للطائرة " T-50" أن تنفذ التحليق مع استخدام زوايا هجوم كبيرة وهذا يمنحها قدرة عالية جدا في المناورة.
وهذه الطائرة مزودة بمحركات ذات فوهات نفث متحركة يمكن التحكم بها وهو ما يسمح لها بتغير اتجاه حركتها على الفور. ومن أجل تخطي وسائط الدفاع الجوي المعادية يمكن للمحركات أن تنتقل من الفتحات المستديرة إلى المسطحة. هذا الأمر يؤدي إلى فقدان حوالي 7.5% من قوة الدفع ولكنه ضروري من أجل إخفاء "التوربينات" الضخمة الملتهبة عن عيون الرادار وعن أجهزة الاستشعار العاملة بالأشعة تحت الحمراء.
وتسمح المحركات المذكورة للطائرة بالطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت بدون استخدام الحارق اللاحق "Afterburner" وهي مزودة بنظام توجيه وإدارة رقمي. وفي عام 2020 سيجري تزويد هذه المقاتلات بمحركات جديدة تسمح بزيادة قوة الدفع بنسبة تتراوح بين 25-30%.
كما تحمل الطائرة 5 أجهزة رادار تتوزع لواقطها الهوائية في مختلف أنحاء الغلاف الخارجي للطائرة وهو ما يوفر لها الرؤية في جميع الجهات. في الطائرة محطة للتشويش الإلكتروني "هملايا" وهي تسمح لها بالاختفاء عن شاشات الرادار المعادية وتسمح بالكشف عن الطائرات الخفية المعادية. وأجهزة المحطة المذكورة موزعة أيضا في أماكن مختلفة من غلاف الطائرة. وهذه الطائرة "في غاية الذكاء" – مزودة بكمبيوترين قويين يقومان بتحليل المعلومات الواردة من مختلف أجهزة ومعدات الطائرة ومن ثم تشكيل صورة كاملة لما يجري في السماء وعلى الأرض مع إرسالها إلى الجهة المطلوبة. والطائرة تستطيع القتال لوحدها أو ضمن "المجموعة الموحدة" حيث تصبح كل طائرة بمثابة العين والأذن والقوة الضاربة للجيش كله. وهي قادرة على مرافقة 60 هدفا وقصف 16 منها في وقت واحد.
والطائرة مزودة بمنظومة قيادة من نوع جديد يمكن أن تأخذ على عاتقها قسما من عملية الطيران لتسمح للطيار بالتركيز على تنفيذ المهمات القتالية. كما إنها مزودة بصواريخ بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى بما في ذلك الصاروخ "R -30" الذي يصيب الهدف على بعد 304 كلم (رقم قياسي عالمي) والصاروخ القصير المدى "K –MD" الذي يستخدم لاعتراض الصواريخ، وتقوم منظومة "هملايا" بالتشويش على الصواريخ المعادية.
وطائرة " T-50" ليست مقاتلة بشكل خالص بل متعددة المهام وهي تحمل صواريخ جو-أرض مختلفة بما في ذلك الصاروخ "خا- 35" المضاد للسفن والصاروخ " R -30" المسمى بقاتل الرادارات.