في نهاية عام 2016، أعلنت وزارة الدفاع الروسية انها مستعدة للبدء في انتاج كميات كبيرة من بنادق القنص الجديدة. ومن المقرر أن يصبح النموذج الجديد سلاح القنص الرئيسي الذي يستخدمه الجيش الروسي والأجهزة السرية.
ويطلق على بندقية القنص الجديدة توخنوست (وتعني "الدقة" بالروسية) وهو سلاح ناري من نوع جديد في نواح كثيرة بالنسبة لصناعة الدفاع الروسية.
في البداية، كان التصور أن يكون النموذج الجديد بديلا للبنادق الغربية المتميزة، من حيث المواصفات التقنية، ومن المفترض أن يتجاوز النموذج توخنوست البنادق النمساوية والفنلندية التي تحظى بشعبية لدى جنود القوات الخاصة. وكان قد تم تصميم البندقية T-5000، في عام 2011، التي تستخدم عيارين من الخراطيش 7.62 ملم و 8.6 ملم ، ويمكن أن تصيب أهدافا على بعد 1.6 كم. وفي عام 2012، فاز الجنود الروس باستخدام بنادق T-5000 في مسابقة دولية للقنص.
بندقية القنص توخنوست تفوق سابقاتها في العديد من الخصائص الرئيسية. فلديها مجال إطلاق فعال لأكثر من كيلومترين، ودقة بالغة تسمح بتحقيق الحد الأدنى من الانحراف مع هذه المسافة. وآلية الزناد مريحة، ومنظرها متميز، والأهم، أن خزان البندقية مصمم خصيصا ليضمن تحقيق الدقة.
متميزة عن سابقاتها
تم تصميم البندقية الجديدة من قبل فريق من المصممين المختصين بتصنيع الأسلحة ومعتمدين على التقاليد العريقة في تصميم السلاح في وزارة الدفاع الروسية. فكرة تعديل البنادق لتصبح أكثر مناسبة بدأت أولا من المهندسين السوفييت عام 1920. في الأصل، كانت الخطة ببساطة هي إدخال تحسينات على البنادق ذات الإنتاج الضخم مثل موسين وتوكاريف ، والتي كانت تستخدم من قبل القناصة السوفيت خلال الحرب العالمية الثانية. القناص الشهير فاسيلي زايتسيف، على سبيل المثال، استخدم بندقية موسين معدلة لقتل أكثر من 200 من الجنود والضباط الألمان في ستالينغراد في ثلاثة أشهر فقط.
بعد الحرب، بدأ مصممو السلاح السوفيت العمل على تصميم بندقية قنص متميزة. ونتج عن ذلك بندقية القنص دراغونوف (SVD) والتي بقيت في الخدمة على قدم المساواة مع البندقية الأسطورة كلاشنيكوف لدى جيوش أكثر من 30 بلدا. حافظت بندقية القنص دراغونوف SVD على عدد من العناصر من طراز كلاشينكوف، وكان لها سمعة لكونها سهلة الاستخدام وفعالة في القتال. خلال الحرب في أفغانستان، على سبيل المثال، أثبتت بندقية دراغونوف أنه لا غنى عنها نظرا لمداها المجدي. لقد استخدمت في القتال في المناطق الجبلية، ويمكن استخدامها لضرب الأعداء على مسافة لأكثر من كيلومتر واحد. وبعد عام 1991، وضعت روسيا في الخدمة عددا من بنادق القنص من العيار الكبير، فكانت البندقية وOSV-96 Vzlomshchik- المسماة كراكر أي "تكسير" في روسيا قادرة على ضرب أهداف مدرعة على مسافة نحو كيلومترين، على الرغم من أنه كان فيها عيب رئيسي واحد، وهو أنها كانت ذات صوت عال.
مشاكل وآفاق
في حين أن النموذج توخنست لديه بعض المواصفات الفنية المثيرة للإعجاب، لكن هناك عدد من أوجه القصور التي تحتاج إلى المعالجة قبل أن يدخل النموذج في الإنتاج الكمي.
لقد تمت التحسينات، في جزء كبير منها، من خلال تقليد التكنولوجيات الأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم وضع الشروط المرجعية للبندقية الجديدة حتى قبل البدء في تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي والعقوبات الأمريكية، وحتى هذه الشروط تحتاج الآن إلى إعادة النظر بشكل كبير.
بغض النظر عن التصريحات المتفائلة للمطورين أنفسهم، يشير الخبراء إلى أنه قبل أن تدخل توخنست في الإنتاج الكمي يجب حل عدد من القضايا التقنية الهامة. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المصممون لصياغة أكثر وضوحا حول المستثمرين المقصودين بهذا السلاح. البيانات القتالية لهذه البندقية غير مرجح أن تكون مناسبة للقناصة في الجيش، لأنهم يعملون عادة على مسافات أقصر من ذلك بكثير، ولكن على ما يبدو فإن قوات الأمن هي من العملاء المحتملين لاستثمار هذه البندقية القناصة الجديدة.
البندقية الجديدة هي، بطبيعة الحال، أيضا مناسبة للتصدير. حوالي أربعة وعشرين بلدا يمكن أن يكونوا من العملاء لسلاح قنص جديد من هذا المستوى.