تتفاوض روسيا حاليًا مع تركيا لبيع أنقرة نظام الدفاع الجوي والصاروخي المتقدم S-400. فإذا تمت صفة الصواريخ الروسية، ستكون تركيا أول عضو في حلف شمال الاطلسي يعمل على نظام الدفاع الجوي الروسي الفعال.
وفقًا لوكالة تاس، قال إبراهيم كالن المتحدث باسم الحكومة التركية لقناة TRT في روسيا: "حاليًا تسير المحادثات بشأن نظام أس 400. حيث تتلقى أمانة الدفاع والرئيس معلومات عن ذلك الأمر. ونراقب المفاوضات عن كثب. ولا أعرف ما إذا سيكون لدينا الوقت الكافي للتعامل مع هذه القضية أمام جلسة لمجلس التعاون الروسي- التركي رفيع المستوى التي سَتُعَقد في روسيا. ولكن، بطبيعة الحال، سيتم رفع هذا الموضوع إلى مستوى القادة".
ردود فعل متفاوتة للمحللين لإمكانية شراء تركيا للنظام الروسي
قال سام بينديت، الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية الروسية في CNA: "أعتقد أن هذا يمكن أن يكون تحركًا حقيقيًا، وبالتأكيد يجعل الولايات المتحدة وشمال الأطلسي وإسرائيل في حالة ترقب وحذر".
فيما لم يكن خبراء آخرون- مثل مايك كوفمان، وهو زميل متخصص في الشؤون العسكرية الروسية في مركز ويلسون- مقتنعين بجدية هذا التحرك. حيث قال كوفمان: "كل هذا لعبة نفوذ سياسية".
وكانت تركيا قد اختارت نظام الدفاع الجوي الصيني 9-HQ في عام 2013 في صفقة مماثلة، ولكن كان يُنظر إلى هذا التحرك من قبل العديد من المحللين على أنه محاولة لتحفيز انتقال التكنولوجيا الغربية. وقال كوفمان: "لقد كانت محاولة تركية للحصول على شروط أفضل من المنتجين الغربيين من شأنها أن تشمل نقل التكنولوجيا. إنهم يجربون الآن نفس التكتيك مع روسيا. وعلى الرغم من أن روسيا ستنقل التكنولوجيا لهم، مما يساعد على جعل الدفاع التركي منافسًا أقوى عبر بيع روسيا أفضل دفاع جوي لدولة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تستغل تركيا حاليًا هذه المحادثات في محاولة لتهديد دول حلف شمال الأطلسي من خلال مبيعات الدفاع الجوي".
ومع ذلك، يعتقد بينديت أن الجهود التركية لشراء أس 400 يمكن أن تكون حقيقية. ويقول: "ليس لدى تركيا نظام دفاع صاروخي ينوب عن أس 400. في الوقت نفسه، يجب على تركيا إيلاء اهتمام كبير للتهديدات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية من قبل المتمردين الحوثيين ونظام التقنيات المتطور الذي يمكن أن يهدد السعودية بشكل مباشر".
وقال بينديت إن حافز الحصول على أس 400 هو جزء من الحافز الشامل لتحديث القوات التركية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي عن الغرب. وأضاف بينديت: "تتماشى صفقة الشراء هذه مع حافز تركيا المستمر لتحديث الجيش الذي سيمكنهم من تخطيط وبناء دولة متطورة تكنولوجيًا وأسلحة جوية وبحرية. "لن يكون هذا الحافز من أجل الاستقلال التكنولوجي للجيش كاملًا دون نظام دفاع صاروخي بعيد المدى متطور متمثلًا بنظام أس 400".
يشك كوفمان في احتمالات بيع روسيا نظام سلاح متطور مثل أس 400 لتركيا. ويقول: "لماذا ستبيع روسيا لهم ذلك النظام؟ خصوصًا أنهم في حالة طوارئ مع تركيا؛ وخاصة أن روسيا تعتقد دائمًا أنها قد تشتبك عسكريًا مع تركيا".
ومع ذلك، رأى بينديت أن بيع أس 400 سيمثل فرصة للصناعة الروسية في تركيا طالبت موسكو بها منذ فترة طويلة. وقال بينديت: "إنه يمثل انضمام موسكو إلى السوق العسكري التركي المغلق نسبيًا، الذي كان حتى وقت قريب يتعامل على وجه الحصر مع معدات حلف شمال الأطلسي. وأضاف: "فيما يتعلق بإسقاط الأتراك للمقاتلة الروسية سو 24، فإن المراهنة على أن هذه المواجهة هي شيء من الماضي، وانحراف عن مسار العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة، فكلاهما يرغب بتأمين الجو والأرض في تركيا".