القوة البحرية السعودية
القوات البحرية السعودية يعود إنشاؤها إلى خمسينيات القرن الماضي، وتصنف هذه القوة كثالث أقوى قوة بحرية في الشرق الأوسط بعد تركيا وإسرائيل، وقد كانت لها مشاركة فاعلة في حرب الخليج الثانية حيث استطاعت قوات مشاة البحرية والصاعقة البحرية السعودية المشاركه في اجتياح الكويت والاشتباك مع القوة العراقية الغازية.
كما شاركت في معركة تحرير الحد الجنوبي حيث استطاعت القوة البحرية السعودية قطع الإمدادات عن الحوثيين ومحاصرة ميناء ميدي، وتمكنت قوات الصاعقة البحرية من تحرير جبل الدود من الحوثيين.
وتنوي المملكة العربية السعودية شراء غواصات ألمانية، للتنويع في القوة البحرية السعودية، حيث معظم السفن الحربية السعودية فرنسية الصنع.
وتنقسم القوات البحرية السعودية إلى قسمين، الأسطول الشرقي في الخليج العربي وبحر عمان والأسطول الغربي في البحر الأحمر، وقد قدرت قوة البحرية الملكية في عام 2001 بـ12.500 فرد للبحرية و3.000 فرد لمشاة البحرية، تضطلع القوات البحرية السعودية بمهام حماية المنشآت الاقتصادية في عرض البحر وحماية القوافل التجارية والعسكرية والمدنية وتأمين صادرات الدولة ووارداتها، إضافة إلى مساعدة السلطات المدنية في عمليات الإخلاء والإنقاذ أثناء الكوارث والأزمات.
القطع البحرية السعودية
تتفوق القوة البحرية السعودية على نظيرتها الإيرانية بامتلاكها فرقاطات من طراز الرياض لا ترصدها الرادارات ودفاعات ملائمة وتغطية جوية مناسبة بالمقارنة مع القطع البحرية الإيرانية التي تستخدم فرقاطات يعود صنعها لسبعينيات القرن الماضي من طرازي الوند وموج وافتقارها لطيران مناسب يغطي تحركاتها نظراً للتفوق السعودي المطلق تقريباً في الجو.
ومقابل التغطية الجوية المتفوقة للقوات السعودية تلجأ إيران إلى الدفاعات الصاروخية أرض-بحر والقوارب السريعة وغواصات قديمة من طراز كيلو، الأمر الذي يجعل القوة البحرية الإيرانية محمية إلى حد ما في مياهها الإقليمية لكن إذا انتقلت هذه القوات إلى المياه الدولية البعيدة عن سواحلها حيث تتجه مراراً إلى باب المندب سوف تفقد هاتين الميزتين وتصبح فريسة سهلة إلى حد ما لمن يمتلك التغطية الجوية الملائمة والقطع البحرية الأكثر تطوراً.
الفرقاطات
تمتلك القوة البحرية السعودية 3 فرقاطات فرنسية الصنع من فئة الرياض، وهي النسخة المعدلة لفرقاطة (La Fayette)
حيث جميعها مزودة بمهبط لطائرات مروحية متوسطة الحجم من طراز "يوروكوبتر دوفين" و"يوروكوبتر بانثر" و"إن إتش 90" وهذه الطرازات مزودة بصواريخ استر-15 وصواريخ اكسوسيت، بالإضافة إلى نظم استشعار للدفاع الجوي ولكشف الغواصات.
كما تمتلك هذه القوة أربع فرقاطات من فئة المدينة وهي من النوع الفرنسي (F-2000) المزودة بأنظمة مضادة للغواصات وطائرة مروحية واحدة من طراز (AS-365N) وصواريخ سطح/سطح.
الزوارق
وتستخدم القوة البحرية الملكية السعودية 13 زورقا حربيا أو طرادا صنعت في الولايات المتحدة الأميركية، الزوارق 4 منها من فئة البدر (Tacoma)، من انتاج الثمانينيات مزودة بصواريخ سطح-سطح وبطوربيدات مضادة للغواصات واسلحة مضادة للسفن ومدفع من عيار 76ملم، وهناك 9 منها صنعت في الفترة 1972-1980 وهي مزودة بمدافع "الصِّديق" حيث تقوم بدوريات مسلحة لحراسة المياه الإقليمية للملكة العربية السعودية وهي مسلحة ايضا بصواريخ سطح-سطح من طراز (Harpoon)
كما تخدم في البحرية السعودية ثلاثة زوارق طوربيد ألمانية الصنع من طراز (jaguar)، مزودة بأربعة أنابيب طوربيد مضادة للسفن من عيار 533ملم ومدفعين من عيار 40 ملم.
هناك 17 زورق دورية من طراز (Halter Marine)، في خدمة القوات البحرية الملكية السعودية تقوم بمهام بحرية مختلفة ومنها خفر السواحل.
ويضم الأسطول البحري السعودي ثلاث كاسحات ألغام، من فئة الجوف من نوع (Sandown) وأربعة أخرى من طراز (Msc - 322) بالإضافة إلى أربع سفن إنزال متعددة الأغراض وسفن إنزال آليات وسفينتي إسناد معدلتين من نوع (Durance) فرنسية الصنع وسفينتي إسناد من نوع (Boraida) الفرنسية المعدلة وناقلتي وقود لتزويد القطع البحرية في عرض البحر مزودتين بطائرتين عموديتين وتضم القوة البحرية السعودية ثلاث قاطرات تقوم بمهامها في المحيطات وقاطرة واحدة للبحث والإنقاذ.
الطيران البحري
تم تزويد القوات البحرية الملكية السعودية تنفيذاً لمشروع التطوير الثاني، بعدد من الطائرات العمودية، لتُساند السفن في تنفيذ المهام البحرية المنوطة بها. كما أن عدداً من هذه الطائرات تُشارك في عمليات البحث والإنقاذ وتم الاتفاق على تنفيذ مشروع التطوير للقوات البحرية قبل أربعة عقود تقريباً، وتضمن تزويد القوات البحرية بعدد من سفن التموين والسفن الحربية، وعدد من الطائرات العمودية، التي تستخدم في البحث والإنقاذ، وبعض المهمات الأخرى.
وقد اكتمل المشروع تقريباً، ووصلت أول سفينة إلى المملكة بقيادة طاقم من الضباط والأفراد السعوديين، من منسوبي القوات البحرية، وقبل ثلاثة عقود اعتمد تشكيل جناح الطيران البحري الثاني في الشرقية، وتم واستلام طائرات عمودية، من طراز السوبر بوما والدولفين لأغراض التدريب.
وتمتلك البحرية السعودية، حسب المعلومات المتوفرة 19 طائرة عمودية من طراز (AS - 365 N) وهي مزودة بصواريخ جو/سطح (AS - 15 TT)
وأيضاً 12 طائرة عمودية (AS - 332 B/F) وهي مزودة بصواريخ (MX - EXOCET 39).
أما مشاة الأسطول فهم 3000 جندي يشكلون فوج مشاة من كتيبتين يمتلك (140) مركبة.
وأفادت تقارير صحافية ذكرت في عام 2014 أن المملكة تعتزم شراء خمس إلى 12 غواصة من صنع ألمانيا، ويمكن أن ترتفع الصفقة إلى 25 غواصة بقيمة 12 مليار يورو على المدى الطويل.
وتبقى هذه التقارير في دائرة التكهنات الصحافية، ولا يمكن معرفتها بدقة نظراً لارتباطها الوثيق بالأمن القومي للدول، ولكن دون أدنى شك فإن المملكة كقوة إقليمية حريصة على أمنها القومي والأمن القومي العربي وأهميتها الإسلامية وأيضاً نظراً للأخطار والتهديدات في المنطقة، وعلى رأسها التهديد الإيراني المتعاظم حيث تتهم الرياض وعواصم عربية طهران بالتدخل التوسعي في المنطقة العربية، لاسيما في سوريا والعراق ولبنان واليمن نظراً لذلك يصبح تطوير القوة العسكرية السعودية الدفاعية الضاربة وفي مقدمتها القوة البحرية الملكية أمراً لا بد منه.
القوة البحرية الإيرانية
تشكل القوة البحرية الإيرانية التي تتواجد في الخليج العربي وبحر عمان والمحيط الهندي الجزء الأصغر في القوات المسلحة الإيرانية، حيث تضم 18 ألف فرد ورغم تهديدات قادة عسكريين إيرانيين بإغلاق مضيق هرمز بين الحين والآخر لم يتم تطوير القوة البحرية التي أنشأها الشاة منذ ثلاثة عقود ونيف، إلا أنه تم تزويد هذه القوات بثلاث غواصات روسية الصنع من الطراز "كيلو" صنعت في تسعينيات القرن الماضي، وتحاول طهران تعويض النقص في امتلاك قطع بحرية متطورة، عبر زيادة عدد القوارب السريعة، كما تحاول تعويض طيرانها الحربي القديم وضعفها الملموس في الجو عبر اللجوء إلى تطوير قوتها الصاروخية.
وتمتلك إيران ثلاث غواصات "كيلو" روسية الصنع بإمكانها حمل الألغام البحرية وطوربيدات بحرية،
وتمتلك غواصتين من طراز "نهنك" و"قادر" تؤكد أنها من صنعها ولكن لا توجد معلومات دقيقة عن هذه الغواصات ومدى قوتها، إلا أن إيران تمتلك 19 غواصة صغيرة للغاية من طراز غدير.
الغواصة الإيرانية ليست بالمستوى المطلوب من ناحية القوة أو التقنية لتشكل خطراً حقيقياً لأي طرف، بل تشكل هدفاً سهلاً لقطع بحرية متطورة.
ثلاث مدمرات وهي ببر وبلنج ودماوند كانت تشكل عماد القوة البحرية الإيرانية وجمعيها من صنع الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ويمكن القول إنها ليست مهيأة للدخول في أي اشتباك مع قوة متخاصمة بعد.
وتمتلك إيران عدداً من الفرقاطات أكثرها قديمة من قبل ثلاثة فرقاطات من طراز (Frigate) صنعت في عام 1977 وتطلق عليها إيران اسم الوند ثمة فرقاطة إيرانية الصنع من طراز "موج" ولا توجد معلومات كافية عن مدى قوتها.
وتستخدم القوة البحرية الإيرانية ثلاث طرادات من طراز (Corvettes) وهي صنع 1965 وتمتلك 10 قوارب حاملة صواريخ من طراز "هودونج" الصينية استلمتها إيران بين عامي 1994 و1996، كما تمتلك طهران 14 قارباً حاملاً للصواريخ من طرازي "كمان" و"سينا". "كمان" (Combattante IIa) فرنسي الصنع في عام 1974 ودخل القوة البحرية الإيرانية بين عامي 1975 و1981 وتقول إيران إنها صنعت 14 نسخة مقلدة لهذا القارب.
ومن القطع البحرية الخفيفة تمتلك القوة البحرية للحرس الثوري 97 قاربا دوريا و170 قارب خفر حدود و200 قارب صغير.
وإلى جانب القوة البحرية النظامية الإيرانية، يمتلك الحرس الثوري قوارب سريعة حاملة للصواريخ، وبالأحرى هي قوارب يستخدمها الحرس الثوري في إطار نظرية "الحرب اللامتماثلة" للتعويض عن ضعف القوة البرحية الإيرانية وقدم قطعها التي يعود صنعها إلى قبل بضعة عقود، حيث تقوم القوة البحرية للحرس الثوري بإنشاء عدة قواعد صواريخ أرض بحر في جزر إيرانية منتشرة في الخليج العربي.
خلاصة القول إن القوة البحرية الإيرانية بحاجة إلى سنين طويلة من التحديث لتبلغ مستوى التهديدات التي يطلقها العسكريون الإيرانيون بين الحين والآخر، والسمة البارزة لهذه التهديدات "إغلاق مضيق هرمز" و"إغراق الأساطيل الأميركية".
ولكن رغم ذلك يمكن الإشارة إلى أن القوة البحرية الإيرانية تتمتع بتنوع صاروخي مضاد للسفن وأعداد كبيرة من القوارب السريعة ومنصات صاروخية ساحلية ولكنها مشلولة في عرض البحر، وتتفوق عليها القوة البحرية السعودية بامتلاكها فرقاطات الشبح من فئة "الرياض" والأهم فيها منصات أستر 15 الدفاعية التي من شأنها القضاء على القوة الصاروخية الإيرانية السطحية إلى حد كبير. وبهذا تشكل "الرياض" الميزة الرئيسية للقوة البحرية السعودية في الخليج العربي، كما أن القوة البحرية الملكية السعودية تتمتع بدفاعات جيدة ومتكاملة من قبيل آستر وكروتال وفالانكس ودعم جوي أقوى، نظراً لامتلاك المملكة مقاتلات تمنحها التفوق الجوي من الناحيتين الكمية والنوعية.