منظومه " أيستيونوك" (Aistenok) الرادارية الجديدة للاستطلاع والتحكم بالإطلاق ضمن سلاح المدفعية
تتميز هذه المنظومه بفعاليتها في الحروب المحلية، وبمجموعاتها المتنقلة خلال التحرك العملياتي. كما تستطيع هذه المنظومة المخصصة للوحدات العسكرية من مستوى " سرية ـ كتيبة" كشف أماكن إطلاق النار والآليات الحربية، سواء على الأرض أم في الجو. وتتمثل المهمة الرئيسة لمنظومة " 1 أل 271" الرادارية الجديدة بتأمين عمل وحدات سلاح المدفعية، وبخاصة تحديد إحداثيات مدفعية العدو وتصحيح مسار نيران سلاح وحدات الجيش الروسي.
صُممت منظومة" أيستيونوك" الرادارية في مؤسسة " ألماز ـ أنتي" المتخصصة بصنع المضادات الجوية، وتزن هذه المنظومة 135 كيلوغراماً، وهذا ما يسمح لمجموعات الاستطلاع بنقلها على عربة أو حتى حملها بالأيدي ( بوجود طاقم من ثلاثة أو أربعة أشخاص).
ولتجميع المنظومة وإعدادها للعمل لا يتطلب الأمر أكثر من 5 دقائق، ويدخل في قوام هذه المنظومة منصب متحرك ثلاثي الأرجل، وجهاز إرسال واستقبال مع هوائي، ومولد كهربائي مع وحدة تغذية، ووحدة المعالجة الأولية للمعلومات التي يجري جمعها، وجهاز تحكم ومحطة لاسلكية.
ويجري جمع هذه العناصر من خلال الكابلات، أما المعلومات عن آلية عمل هذه المنظومة الرادارية فتظهر على لوحة التحكم ضمن إطار " نوتبوك"، ولإرسال المعلومات عن الأهداف التي يتم كشفها ضمن قوام المنظومة توجد محطة إرسال تعمل ضمن النطاق السنتيمتري، وبغض النظر عن غياب الآليات الخاصة بها للالتفاف، فإن الهوائي يؤمن مراقبة قطاع بعرض 60 درجة من درجات السمت.
يقول ميخائيل تيموشينكو العقيد المتقاعد والخبير العسكري إن هذه المنظومة " ليست ضخمة من حيث الاستطاعة، ولكنها سريعة التنقل جداً، بحيث يصعب رصدها". وتتيح هذه المنظومة كشف طواقم العدو عن طريق رصد أماكن إطلاق النار ومسار القذائف، كما يمكن كشف الأهداف على بعد يتراوح ما بين 200 متر و 20 كيلو متراً.
وتستطيع منظومة " أيستيونوك" تنفيذ ثلاثة أنواع من المهمات المختلفة من حيث صعوبة ونوعية الكشف، وتتعقب بأقصر المسافات تحليق القذائف ذات العيارات التي تتراوح ما بين 18 و120 ملم، علماً بأن آلية المنظومة تحسب مسار القذيفة وتحدد نقطة انطلاقها أو سقوطها. بالإضافة إلى تحديد نقطة انطلاق الضربة الجوابية لمدفع العدو، وتستطيع، في الحالة الثانية، القيام بتصحيح إطلاق نيران الوحدات الصديقة.
وعند التصدي للمدافع ذات المدى البعيد فإن كشفها ينخفض حتى 5 كيلومترات، وفي مثل هذه المسافات تستطيع المنظومة كشف مسارات انطلاق أو هبوط قذائف المدافع وتحديد إحداثيات القذيفة، أما الحد الأدنى الذي يمكن لمنظومة " 1 أل 271" أن تكشف فيه عن مدافع العدو فيبلغ 750 متراً.
وتكشف هذه المنظومة عن الأهداف بدقة تصل إلى عشرات الأمتار، وترتبط الأخطاء المحتملة بنوعية الهدف، ولكن حتى مع وجود خطأ في الإحداثيات بحوالي 3-5 أمتار، فإن المنظومة قادرة على تحديد مكان مدفع العدو بدقة تصل إلى 30 متراً.
كما أن هذه المنظومة فعالة في مراقبة إطلاق قذائف المدافع من عيار ما بين 122 – 152 مم، وتكشف الفواصل بين القذائف وتحدد موقعها على بعد 10 كيلومتر، بالإضافة إلى ضبط إطلاق النيران.
وتتمثل الوظيفة الثالثة لمنظومة" أيستيونوك" الرادارية بالكشف عن الأهداف الأرضية من الآليات المدرعة الثقيلة، ومن بينها الدبابات على سبيل المثال، حيث تجمع المعلومات عن مواقع آليات العدو على مسافة تصل إلى 20 كيلومتراً وتنقلها إلى المدفعية لتسديد الضربات النارية.
وإلى جانب هذه المنظومات الرادارية الاستطلاعية الصغيرة، فإن القوات الروسية مزودة أيضاً بمنظومات أقوى بكثير، لكن منظومة " أيستيونوك" أكثرها قدرة على التنقل، كما أنها تزيد بشكل كبير من قدرة نيران المدفعية.