تحاول وسائل الإعلام الإسبانية كشف سر تحليق مقاتلة روسية حديثة من طراز "سو – 35 إس" في رحلة حول أوروبا، مع إغلاقها منظومة التعريف الآلي.
وذكرت صحيفة "diario de sevilla" أن تلك الرحلة رُصدت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، من قبل وحدة رادار لحلف الناتو في دول البلطيق، وإثر ذلك قامت طائرات الحلف بمرافقة المقاتلة طيلة رحلتها التي وصلت خلالها إلى قاعدة روتا (البحرية الأمريكية) الواقعة جنوب إسبانيا انطلاقا من البلطيق.
وتقر الصحيفة الإسبانية بأن المقاتلة الروسية "سو – 35 إس" لم تنتهك المجال الجوي للدول الأوروبية، إلا أنها لفتت إلى أن منظومة التعريف الإلكترونية على متن الطائرة كانت طوال الوقت مقفلة، ما يعتبر، برأيها، مخالفة لقواعد الملاحة الجوية لحلف الناتو!
وبدوره أشار موقع "el confidencial digital" الإسباني إلى أن هذه الحادثة هي الثانية لتحليق طائرات روسية حول أوروبا في المدة الأخيرة، مضيفا أن اثنتين من القاذفات الاستراتيجية الروسية من طراز "تو – 160" قطعتا رحلة مشابهة تقريبا، وفي نفس خط الملاحة، في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، إلا أنهما عادتا أدراجهما مبكرا بكثير في خليج بسكاي بين إسبانيا وفرنسا.
واستشار الموقع خبراء عسكريين لمعرفة الهدف من مثل هذه المهمات الجوية، فقال أحدهم إن قصة هذه الرحلة تحديدا تدور حول "رحلة بعيدة المدى بالنسبة لطائرة مقاتلة، ما يشكل في طياته حملا ثقيلا على كاهل الطيار، وفي العادة مثل هذه الرحلات للمقاتلات الروسية لا تتجاوز أجواء النرويج"، مضيفا أنه حتى مع تزويد الطائرة بصهاريج وقود إضافية فالمقاتلة لا تستطيع قطع مسافة أبعد من 4500 كيلو متر، ولذلك فالمقاتلة "سو – 35 إس" قد تزودت بالوقود في الجو بواسطة طائرة صهريج مرافقة.
ويعتقد الخبراء العسكريون أن الغرض من رحلة المقاتلة الروسية الحديثة حول أوروبا على الأرجح يتمثل في اختبار فعالية منظومة إنذار حلف الناتو، وتحديد توقيت رد فعلها وطريقة اشتغالها.
وينقل موقع "el confidencial digital" عن خبير عسكري قوله إن "الرادار المثبت على المقاتلة سو – 35 إس فعال للغاية، ويسمح برصد المقاتلات الإسبانية من طراز "إف – 18" قبل وقت طويل من أن تكون قادرة على رؤيتها".
ونقل عدد من وسائل إعلام أخرى عن مصدر في وزارة الدفاع الإسبانية قوله إن تنفيذ مثل هذه الرحلات الجوية للطائرات الحربية يعد أمرا اعتياديا، وبما أن المقاتلة الروسية لم تنتهك الأجواء الأوروبية، فقد تابعت مقاتلات الناتو من جنوب شرق بريطانيا حتى الجزر الإسبانية في الأطلسي "سو – 35 إس" الروسية ولم تعترض طريقها.