تنفرد صحيفة الفايننشال تايمز بين صحف الجمعة البريطانية بنشر تحقيق عن مبيعات الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط، وكيف أصبحت الصراعات الدائرة في هذه المنطقة ساحة لاختبار أنواع جديدة من الأسلحة.
وينطلق التحقيق من حادثة اطلاق الحوثيين لما يعتقد أنها صواريخ من نوع سي 801 أو سي 802 صينية التصميم على سفن حربية أمريكية في خليج عدن، وعلى الرغم من عدم إصابة أي سفينة أمريكية إلا أن عبارة سريعة تعمل لحساب دولة الامارات العربية المتحدة أصيبت بواحد من هذه الصواريخ من دون سقوط ضحايا.
ويشير التقرير إلى أن الأسلحة الصينية باتت تلعب دورا مطردا في الصراع، فالضربة الصاروخية قبالة السواحل اليمنية تكشف عن أن جيلا جديدا من الأسلحة الاستراتيجية الصينية، والعديد منها يستخدم في القتال لأول مرة، في حروب قذرة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتشدد الصحيفة على أن منطقة الشرق الأوسط باتت أرضا لاختبار جيل جديد من الأسلحة الصينية المتقدمة كالصواريخ والطائرات و الطائرات من دون طيار.
ويشير التقرير إلى أن الصين تفوقت في السنوات الخمس حتى عام 2015 على ألمانيا بوصفها ثالث مصدر للأسلحة في العالم، مع ارتفاع صادراتها من الأسلحة بنسبة 143 في المئة، بحسب بيانات من معهد بحوث السلام الدولي في ستوكهولم.
وظلت الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المركز الأول بين مصدري الأسلحة في العالم.
وينقل تحقيق الصحيفة عن الجنرال المتقاعد في الجيش الصيني يوي غانغ قوله: "شكل الهجوم على السفن الحربية الأمريكية دعاية جيدة".
وتقول الصحيفة إن المؤسسة الصينية لصناعة وعلوم الفضاء رفضت التعليق على الحادث.
وينقل تقرير الصحيفة عن غاري لي الاستشاري المقيم في برلين لشركة (أيه بي سي أو) واسعة الانتشار في العالم قوله إن صناع الأسلحة الصينية باتوا معتادين على رؤية اسلحتهم في أشرطة فيديو على يوتيوب أو في اخبار تلفزيونية.
ويضيف "ربما كانت الطريقة الوحيدة لاختبار الأسلحة الصينية استخدامها في حروب اقليمية صغيرة".
ويكمل "إذا اشتغلت الأسلحة كانت تلك دعاية كبيرة وإذا لم تعمل فيمكن لوم مستخدميها المحليين، وهذا شيء يفعله كل مصنعي الاسلحة".
ويشدد التقرير على ان باكستان تعد حتى الان أكبر زبون لصناعة الأسلحة الصينية، والتي استخدمت طائرات من دون طيار وطائرة جي 17 المقاتلة صنعت بانتاج مشترك ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في وزيرستان.
ويخلص التقرير إلى أنه على الرغم من أن معظم مبيعات الأسلحة الصينية كانت لحكومات إلأ أن ثمة اشرطة فيديو تكشف عن أن بعض هذه الأسلحة المتقدمة وجدت طريقها الى أيدي جماعات مسلحة في سوريا.