أعلنت حركة التوحيد والجهاد، في غرب افريقيا، في بيان تداولته مواقع إلكترونية مقربة من الجماعات السلفية الجهادية، أن مدينة "غاو" في دولة مالي
هي ولاية من ولايات، ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" التي يتزعمها أبو بكر البغدادي في العراق، في رسالة وجهها زعيم الحركة الموريتاني حمادو ولد خيري إلى زعيم "الدولة الإسلامية".
ويتولى حمادو ولد خيري، المكنى بأبي القعقاع، مسؤولية الإفتاء في حركة التوحيد والجهاد، وهو أحد النشطاء الموريتانيين السابقين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب
الإسلامي، وقد اعتقل سابقا في موريتانيا بتهمة الانتماء لهذا التنظيم قبل أن يفر من السجن المدني بالعاصمة نواكشوط.
صحيفة الخبر الجزائرية، الصادرة اليوم، ذهبت في تعليقها على الخبر إلى أن "دولة الخلافة الإسلامية التي أعلن عنها زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، على
الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية للجزائر، بعد أن أعلن الرجل الأول في منظمة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا ولد محمد الخيري، الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية الجديدة".
وأقر الرجل الأول في جماعة التوحيد، ولد محمد الخيري، في البيان المنسوب إلى حركة التوحيد والجهاد "شرعية إعلان الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام التي أعلن عن تحولها إلى دولة الخلافة".
وأشار البيان الذي حمل عنوان "النصرة الأزوادية للدولة الإسلامية" إلى أنه "لا يجوز الولاء للأشخاص على حساب المبادئ"، في تبيان لموقف حركة التوحيد من
الخلاف الحاصل بين زعيم تنظيم القاعدة الدولي، أيمن الظواهري، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتسيطر حركة التوحيد والجهاد على شمال مالي بعد صراعات مع الحركة الوطنية الأزوادية، حيث خلفت هذه الصراعات ما يربو عن 35 قتيلا قبل عام ونيف، لتخلو مدينة "غاو" تماما لحركة التوحيد والجهاد وكتيبة الملثمين.
إلى ذلك اعتبر مصطفى زهران، الباحث في الحركات السلفية، أن تلقى الدعوة إلى الالتحاق بركب الخلافة الإسلامية ومبايعة أميرها أبو بكر البغدادى صدى كبيرا لدى السلفيات الجهاديات من جهة والتنظيمات القاعدية بتنويعاتها الجغرافية والأيدلوجية المختلفة، والتي استشعرت بخمول قيادتها بعد مقتل بن لادن.
ويرجع ذلك، حسب الباحث المصري في الحركات السلفية، إلى أن البغدادى "نجح فيما فشلت فيه قيادات القاعدة الرئيسة والفرعية وهو التحول من التنظير إلى التطبيق، أي من حلم الخلافة إلى واقعيتها على الأرض. وهو شوط كبير، برأي زهران، نجح خلاله البغدادى وفشل فيه آخرون خاصة بن لادن وخلفه الظواهرى بصرف النظر عن مستقبل هذه الخلافة والخليفة ومآلاتهما فضلا عن نجاح أو فشل هذا المشروع الوليد الذي يبدو منافيا لآليات الواقع ومجريات الزمان.
وتوقع زهران، في اتصال مع هسبريس، تجذب هذه الدعوة قطاعات كبيرة ممن انضووا تنظيميا أو فكريا تحت لواء القاعدة ليس في مالي وحدها، وإنما في المنطقتين العربية والإسلامية.
وهو ما يعنى بكل وضوح وبساطة، يقول المتحدث "أن الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما عرفت بتسميتها داعش ستسحب البساط الإيديولوجى الجهادي من تحت أيدي القاعدة خاصة بعد أن تحولت الفكرة الجماعة لدى تلك التنظيمات الداعشية من المقاومة إلى الفتح".
وأضاف زهران أن "مصطلح مقاومة العدوان الصليبي الأمريكي الفارسي لم يعد مجديا في هذه اللحظة، فالتنظيمات الداعشية في مرحلة الفتح والجهاد لا مرحلة جهاد الدفع بعدما انتقلوا من المرحلة المدنية إلى المرحلة المكية كما تبرزها أدبيات هذه التنظيمات الدواعشية الجديدة"، يقول المتحدث.
المصدر