عكف مكتب تصميم الأجهزة في مدينة تولا الروسية - والذي يدخل ضمن الشركة القابضة "فيسوكوتوتشنيي كومبليكسي" (المنظومات عالية الدقة)- منذ فترة طويلة على تطوير نظام دفاع جوي صاروخي- مدفعي رشاش للقوات البحرية على قاعدة النموذج الأرضي من منظومة بانتسير-إس1.
وقد صممت هذه المنظومات لتدمير الصواريخ المجنحة (صواريخ كروز- cruise missiles) والطائرات بمختلف أنواعها بما في ذلك الطائرات بدون طيار وغيرها من الأهداف الأرضية داخل دائرة نصف قطرها 20 كيلومترا وعلى ارتفاع حتى 15 كم. وتصل سرعة الصواريخ التي تستخدمها هذه المنظومات إلى 1300 مترا في الثانية الواحدة. وقد تم عرض النموذج البحري من منظومة بانتسير (الدرع) تحت مسمى (بانتسير- إم) على العلن لأول مرة في عام 2011.
يقول سعيد أمينوف، الخبير المستقل في مجال الدفاع الجوي، إن منظومة بانتسير- إم التي ستَخْلُف زراك (كورتيك) ستكون أخف وزناً وأصغر حجماً وأكثر فعالية من سابقتها. الأفضلية التي تمتاز بها نظام دفاع جوي صاروخي- مدفعي رشاش هي الجمع بين نمطين من الأسلحة يكمل كل منهما الآخر. مما يؤمن قصف الأهداف الجوية حتى خط الدفاع الأخير.
ويضيف الخبير أن الخطر الأكبر الذي يتهدد السفن هي الصواريخ الجوالة (صواريخ كروز) التي تطير بسرعات عالية والتي قد لا تستطيع الصواريخ السمتية الموجهة (SAM) (surface-to-air missile ، صواريخ سطح- جو) دائماً اللحاق بها وإصابتها، وعندها إما أن تسقط مباشرة أو تنفجر. ولكن بفضل المدافع الرشاشة المضادة للأهداف الجوية (السمتية) بمعدل رماية مرتفع جداً (5000 طلقة في الدقيقة) يمكن تدمير الصاروخ حتى عند خط الدفاع الأخير.
بعد استبدال منظومة (كورتيك)، لن يكون (بانتسير- إم) النظام السمتي الصاروخي- المدفعي (ZRАK) الوحيد الذي سيقوم بحماية الأسطول البحري الروسي. ففي الوقت الحالي يجري أيضا اختبار منظومة (ZRАK) يطلق عليها تسمية "بالاش" (وهو صنف من السيوف، أما التسمية المستخدمة للتصدير فهي "بالما"). والتي من المفترض أيضاً أن تُكمل قريبا ترسانة البحرية الروسية. وستؤمن منظومات (بالاش) الحماية للفرقاطات الروسية الجديدة (المشروع 22350 للمنطقة البحرية القصوى) وغيرها من سفن الأسطول الحربي البحري الروسي.
المنظومه بالاش " بالمان "
لا شك أن بانتسير- إم هو سلاح أكثر قوة من منظومة الدفاع الجوي (بالاش) والتي بالمناسبة، زودت بها سفن حرس السواحل الفيتنامية (غيبارد أو المشروع رقم 11661). تتفوق منظومة بانتسير على منظومة (بالاش)، في المقام الأول بمواصفات الصواريخ السمتية التي تستخدمها، حيث يصل مداها إلى 20 كم، في حين لا يتعدى المدى الأقصى لصواريخ (سوسنا) الموجهة 6-8 كم، وهي الصواريخ المستخدمة في منظومة بالاش.
ويوضح سعيد أمينوف أن الرشاشات المضادة للطائرات في كلا النظامين (بانتسير) و(كاشتان) متماثلة. وهي عبارة عن زوج من المدافع الرشاشة سداسية السبطانات، من عيار 30 ملم. العيب الرئيس بمنظومة (كورتيك) هو عدم قدرتها على تتبع وقصف أكثر من هدف في آن واحد. وهو النقص الذي يجب أن تتجاوزه منظومة (بانتسير- M) بالإضافة إلى رفع "إنتاجيتها" أي غزارة نيرانها.
أفصحت شركة روستيك على موقعها على الإنترنت، نقلاً عن دميتري كونوبليوف المدير الإداري لمكتب تصميم الأجهزة ، أن الشركة ستقوم بتحديث عدد من المدمرات والسفن الكبيرة الأخرى بهدف تكييفها لتموضع منظومة (بانتسير- إم) البحرية عليها.
وقد تم البدء فعلياً بهذه الأعمال. ووفقاً لما قاله سعيد أمينوف لـ"روسيا ما وراء العناوين"، فإن منظومة (بانتسير- إم) صممت لِتُرَكَّب على الطرادات والمدمرات والفرقاطات. إن تركيب منظومة (بانتسير- إم) في مكان منظومة (كورتيك) ممكن نظرياً، ولكن لابد من إجراء بعض التعديلات لتركيب وتمديد الاتصالات الجديدة.
هذا، ولا توجد بعد صور رسمية لنظام (بانتسير- إم) لفهم كيف سيستقر مكان سلفه (كورتيك). ولكن يعتقد الخبير أن التصميمات على السفن الكبيرة الجديدة قد أُنجزت بالفعل. وإذا كان تسليم منظومات (بانتسير- إم) للأسطول الروسي بات مسألة محسومة، فإن آفاق تصدير هذه المنظومة لا تزال غير محددة. وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "روسيا ما وراء العناوين" من الشركة الحكومية (روس أوبورون إكسبورت) فإن هذه المنظومة لا تزال في طور الاختبارات، ولذلك، فإن السؤال حول تصدير النسخة البحرية من منظومة بانتسير سابق لأوانه.