الصواريخ البالستية المضادة للسفن ... بداية العد التنازلي لحاملات الطائرات ؟
كاتب الموضوع
رسالة
mi-17
مشرف
موضوع: الصواريخ البالستية المضادة للسفن ... بداية العد التنازلي لحاملات الطائرات ؟ الأربعاء سبتمبر 14 2016, 15:18
تزايد إهتمام وزارة الدفاع الأمريكية فى الآونة الأخيرة بالتطور المتسارع للقوات المسلحة الصينية الذي تزامن أيضا ً مع قلق جدي من قبل كبار ضباط القوات البحرية الأمريكية حول الصواريخ البالستية الصينية المضادة للسفن التى أحدثت جدلا ً من المناقشات حول تصنيع صواريخ بالستية لصالح بحرية الجيش الشعبي لتحرير الصين ليس لغرض تدمير الأهداف الساحلية على مديات بعيدة ولكن كصواريخ مضادة لسفن السطح الكبيرة الحجم ومجموعات السفن الحربية وسفن القوافل البحرية ،وفى الحقيقة فإن ظهور السلاح الجديد شكل للولايات المتحدة الامريكية تهديدا ً مباشرا ً لحاملات طائراتها ولمجموعات حاملات الطائرات الضاربة -
نعم حاليا ً ليس هناك " سفن سطح كبيرة معادية " للاسطول الصيني ولكنه ليس كذلك فى المنظور المستقبلي ،ولكن أيضا ً لم يسبق ولا حتى الان وجود وسائل على السفن قادرة على التفوق على الصواريخ البالستية المضادة للسفن ،ولم يشر اي مصدر على امتلاك اي دولة لذلك ،وهذا مايثير قلق الادميرالات الامريكيين الذين يدركون أنه فى حالة وجود عشرات من تلك الأنظمة الصاروخية لدى الصين فإن أي عملية تدخل فيها مجموعات حاملات الطائرات الضاربة الامريكية لمديات إطلاق الصواريخ الجديدة تصبح اشبه بعملية انتحار .حاملات الطائرات إحدى أهم وسائل الانتشار وفرض السيادة والهيمنة على ماوراء البحار والرمز الحديث لدبلوماسية البوارج والإشارة للتلويح بإستخدام القوة بمجرد تحركها الى مناطق الأزمات وبدون انتهاك سيادة مياه الغير فهي قوة ضخمة متحررة من القيود السياسية ولاتحتاج لموافقات الدول الأخرى وتستطيع طائراتها تنفيذ مهامها ضد الدول الساحلية دون الحاجة لعبور اجواء دول ثالثة ، كما تستطيع طائراتها تنفيذ ضرباتها فى اي نقطة بالعالم لما تتميز به الحاملات من قدرة ومناورة عالية وتجهيزات خوض الصراع المسلح لأمد طويل.أصبحت حاملات الطائرات العمود الفقرى للبحريات الكبرى ،وصارت مجموعاتها القوة الضاربة الأساسية لتنفيذ المهام القتالية المستقلة والمشتركة فى مسارح العمليات القتالية البحرية وفى الاتجاهات الساحلية .
تولي الأستراتيجية العسكرية الامريكية مجموعات حاملات الطائرات الضاربة اهمية كبيرة في بلوغ الاهداف السياسية والعسكرية وتعتبرها الاداة الرئيسية لفرض السيطرة والهيمنة على جميع مناطق المحيط العالمي الهامة من الناحية الاستراتيجية و تنفيذ المهام الاستراتيجية - العملياتية ووسيلة الضغط العسكري السياسي على البلدان الاخرى في زمن السلم حيث تنشر القوات البحرية الامريكية 11 حاملة طائرات حول العالم ، فكل حاملة طائرات امريكية نووية حديثة مزودة بمفاعلين وتستطيع حمل مايزيد عن 5 الآف فرد واكثر من 80 طائرة ويبلغ طولها حوالي 335 متر وتتميز بالسرعة والقدرة على المناورة بالإضافة الى تميز حاملات الطائرات بالصمود والثبات القتالي أكثر من القواعد الجوية البرية ، ادى كل ذلك الى توجه عدة دول الى التخطيط لتطوير واقتناء حاملات طائرات لتنشرها عبر المحيطات .ان بناء وسائل مضادة لحاملات الطائرات يتطلب ميزانيات ضخمة تؤدي الى إنهاك واستنزاف الخصم اقتصاديا ،
إلا أن محاولات الوصول إلى سلاح تقليدي مضاد كفيل بتحييد حاملات الطائرات أو تقليص دورها لازالت جارية ولعل أبرزها المحاولة الصينية وان كانت ليست الأولى ، وكما يقولون العيون مفتوحة على وسعها فالمحللون الامريكيين ووسائل الأعلام سواء الدفاعية المتخصصة ، او ذات التوجه السياسي - ذكرت بأن الصين اول من صنعت الصواريخ البالستية المضادة للسفن ، وهذا يقود الى وصف النجاح الواضح فى المجالات العلمية والصناعية وقدرة العلماء والمصممين والمهندسين الصينيين على إيجاد طرق ووسائل مبتكرة لمواجهة القوة العسكرية الغربية ، حيث ظلت حاملات الطائرات ومجموعاتها الضاربة فى أمان من تهديدات الأسلحة التقليدية وظلت لمدة طويلة تستطيع الإقتراب من السواحل وتنفيذ مهامها بدون وجود تهديد حقيقي لها عدا الأسلحة النووية والتى يمكن نظريا ً أن تدمر حاملات الطائرات ، وأن الاسطول الامريكي من حامـلات الطائـرات فـرض الهيمـنة الامريكية على بحار العالم لمدة طويلة ولكن من المحتمل ان تنهي الصين هذه الهيمنة بفضل هذه الصواريخ فبظهور صاروخ بالستي براس تقليدي قادر على إصابة حاملة طائرات مبحرة و بدقة عالية ،هو المحاولة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة قد فاقت توقعات القوة البحرية الامريكية .
أول صاروخ بالستي قادر بفاعلية على إصابة أهداف سطحية كبيرة ومجموعات ضاربة قتالية تم صنعه فى الاتحاد السوفيتي خلال سنوات الستينيات والسبعينيات ،الحديث يدور حول الصاروخ البالستي R-27K والذي يدخل فى قوام تسليح منظومات صواريخ الغواصات D-5 . وقرار تصنيع هذا الصاروخ البالستي تم اعتماده من قبل مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي رقم 386-179 بتاريخ 24 /ابريل 1982 ،
وكان من المقترح تزويد الغواصات النووية المشروع 667A بالنظام D-5 ،والغواصات النووية المستقبلية المشروع 705B ( مؤخراأطلق عليها تسمية " المشروع 687 " ،وهي لم تنفذ أبدا ً ) المشرف الرئيسي لصواريخ وانظمة SKB-385 والـذي أدار المشـروع V.P.Makeev . من سمات هذا النظام الصاروخي كان يجب أن يكون شاملا ً حيث من المفترض عند تصميمه أن يتزود بوسائل قتالية تجعلها ليس فقط صواريخ بالستية لضرب الأهداف الأرضية ( R-27 ) ولكن أيضا ً صواريخ بالستية مضادة للسفن ( R-27K ) المزودة بنظام توجيه ذاتي راداري سلبي لغرض اختيار الاهـداف السطحـية " مجموعـات لحاملات والسفن الضاربة " أو " القوافل " او " مجموعات السفن القتالية " بالإضافة لذلك تم فى هذه الصواريخ مراعاة تزويدها خلال التصنيع بمكونات وقود ذات مدة تخزينية طويلة - نيترو ثالث أكسيد وثنائي ميتيل الديهايد غير المتماثل مع مانع للصدمات بالصاروخ البالستي كل ذلك أتاح زيادة العمر التخزيني للصاروخ على الحامل ،وفى صوامع الصواريخ والتى ساعدت فى تحسين الخصائص التشغيلية للصواريخ البالستية .
الصاروخ البالستي R-27 صاروخ بالوقود السائل يعمل على مرحلة واحدة بعدة روؤس حربية مزود بهيكل ملحوم محكم من سبائك الالومونيوم - الماغنسيوم بوزن حوالي 6500 كجم فى البداية تم تزويد الصاروخ بنظام توجيه بالقصور الذاتي وعناصر حساسة مثبتة على منصة بجايرو تثبيت الاتزان ، بالإضافة لذلك لم يتم فصل قسم الاجهزة من الناحية التصميمية - أجهزة انظمة التوجيه والتحكم موجودة فى الجزء المحكم فى أعلى قاع الخزان النصف كروي للوقود المؤكسد المحرك يتكون من وحدتين الرئيسية و التحكم ،الوحدة الأولى بقوة دفع 23 طن - كانت مغمورة فى خزان الوقود فى أسفل القاع حيث تم تركيب وحدة التحكم بقوة دفع 3 طن .
فى مارس 1968 دخل النظام الصاروخي D-5 مع الصواريخ البالستية R-13 فى تسليح الأسطول البحري السوفيتي ،وتم تزويد الغواصات النووية المشروع 667A بهذا النظام الصارخي وتحصلت على تسمية " إله واشنطن " للتفوق الكبير الذي أظهرته على الغواصات الامريكية السابقة الحاملة للصواريخ طراز جورج واشنطن .
على أساس الصاروخ R-27 تم تصميم الصاروخ البالستي المضاد للسفن R-27K العامل على مرحلتين ومزود بكتلة دفع تصل لحوالي 13,25 طن ويصل طول الصاروخ الى 9 امتار وبقطر 1,5 متر ( المظهر العام مماثل للصاروخ R-27 ) ،المدى الأقصى للاطلاق بلغ 900 كم وبحسب رآي القيادة البحرية السوفيتية فإن هذا المدى كاف ٍ لتدمير الأهداف السطحية الكبيرة المناورة ،الجزء الرئيسي من الصاروخ - قطعة واحدة ،التوجيه سلبي بتتبع المسار باستخدام معلومات اجهزة الدلالة الرادارية السلبية وبيانات المعالجة بحاسوب الصاروخ ،توجيه الرؤوس الحربية للمسار النهائي على الهدف المتحرك بواسطة انبعاث اشعته الرادارية مرتين ويشتغل نظام دفع المرحلة الثانية خارج المجال الجوي وبعد ذلك يتتبع مساره .وتنحصر فكرة الاستخدام القتالي للصواريخ البالستية المضادة للسفنR-27K فى الكشف الذاتي على الأهداف أو بمساعدة مصادر خارجية بإعطاء الدلالة على الأهداف،وإعداد بيانات الرماية وإطلاق الصواريخ ،ويتم إجراء انفصال المرحلة الأولى للصاروخ متبوعا ً بإيقاف المحرك المنفصل وتحديد إحداثيات الهدف وإجراء اول تصحيح لمسار الطيران وتدقيق إحداثيات الهدف من خارج المجال الجوي ،تليها مرحلة إجراء التصحيح الثاني لمسار الطيران أثناء سقوط الصاروخ و تثبيت دخول الرأس الحربي للغلاف الجوي متبوعا ً بتدمير الهدف .
فى 1974 دخل الصاروخ البالستي R-27K فى مرحلة التجارب بأسطول الاتحاد السوفيتي ،وتم تسليح غواصة بتلك الصواريخ إلا ان الموضوع لم يخضع للتطوير لاحقا، لأن رهان الأسطول البحري السوفيتي كان الحصول على صواريخ مجنحة مضادة للسفن أكثر فاعلية بمدى طيران كبير مع الدقة العالية في اختيار لاهدافوإصابتها ، فالصاروخ البالستي R-27K يؤكد أن البرنامج الصيني ليس الأول وان المحاولات الاولى كانت فى الأتحاد السوفيتي إلا انه تم التخلي عن البرنامج لصالح الاسلحة النووية والتى فرضتها طبيعة الصراع فى ذلك الوقت .
قلق كبار ضباط البحرية الامريكية ينحصر فى الصواريخ البالستية الصينية المضادة للسفن DF-21C (CSS-5 Mod 3 ،وفى عدة مصادر يستخدم الرمز - DF-21D وحول إمكانية ظهور مثل تلك الصواريخ .
منذ 2004 حذر المحللون بالقوات البحرية الأمريكية قادتهم والقيادة السياسية - العسكرية بالولايات المتحدة الامريكية - فى تقرير تم إعداده تحت اسم " تحدي فى المجال العسكري البحري " تضمنت الوثيقة " أعتزم الصين تعزيز قدراتها بإمكانية تدمير سفن السطح تتضمن مجموعات حاملات الطائرات الضاربة فى المياه المحيطة بتايون بأستخدام صواريخ بالستية تعبو- عملياتية غير نووية " تقليدية" ، ووفقا ً للمصادر المختلفة والتى يشير البعض منها الى انه تم تجهيزها وانها فى مراحل التجارب والبعض يشير الى انه تم الانتهاء من المراحل النهائية للتجهيز ، ويؤكد البنتاغون ان اولى التجارب على الصواريخ البالستية الصينية المضادة للسفن أجريت فى 2005 .
حجم المعلومات حول الصواريخ المضادة للسفن DF-21C لاتزال ضيئلـة جـدا ً والمعـروف بأنـه تم تصميمها بأختيار أساس الصاروخ البالستي الارضي DF-21 " دوفين" التعديل الاول الذي بدأ تصميمه فى الستينـات واكتـمل فـي منتصـف الثمانينيات ، وحاليا ً ووفقا ً لمصادر مختلفة فإن الجيش الشعبي لتحرير الصين تحصل على 60-80 صاروخ وحوالي 60 منصة إطلاق متحركة ، ويمكن استخدام الصواريخ برؤوس تقليدية وكذلك برؤوس نووية .
وبحسب تقديرات الخبراء فإن الصواريخ البالستية المضادة للسفن تدخل ضمن قوام منظومات إطلاق الصواريخ الساحلية المتحركة المزودة بصواريخ بالستية نموذجية مضادة للسفن على اساس رأس حربي مناور مزود برادار و/أو نظام توجيه ذاتي بالأشعة ماتحت الحمراء ،ومن غير الواضح مدى قدرة العلماء والمجمع العسكري الصيني على إنتاج تقنية مماثلة على المستوى الحديث ،ولكن مـن الملاحـظ انـه : إذا ماتـم تزويـد
الصاروخ برأس حربي تقليدي" غير نووي" يؤمن الفاعلية العالية عند استخدامه القتالي ضد الأهداف السطحية المتحركة سيكون قادرا ً على إصابة الهدف فقط ولكن بواسطة الرادارأو التوجيه الذاتي بالأشعة ماتحت الحمراء ،و خلاف ذلك لاتوجد اي احتمالية أخرى بناء على التقنيات المتاحة او التى تم الكشف عنها .الصاروخ البالستي الصيني المضاد للسفن يعتبر صاروخا ً يعمل على مرحلتين باستخدام الوقود الجاف " الصلب" ويقدر وزن الإطلاق بحوالي 15 طن ، ومدى الطيران بحوالي 1200-2000 كم ( ومن بعض المصادر يصل الى 2500 كم) ، DF-21C زود برأس حربي خارق يصل وزنه الى 500 كجم وقادر على تتبع الدلالة من مصادر أخرى .
وسائل إعطاء الدلالة للصواريخ البالستية المضادة للسفن
إن مايثير قلق القيادة البحرية الأمريكية حقيقة أن متطلبات الاستخدام القتالي للنظام الصاروخي الجديد متوفرة لدى الصين مثل وجود أنواع مستقلة من الطائرات بدون طيار ،ووسائل الاستطلاع الفضائي للارض كوجود أقمار صناعية فى مدارات تتضمن مهامها إعطاء الدلالة للصواريخ على الأهـداف وأنظـمة الكترو- بصرية ومحطة رادارية مزودة بأجهزة شعاعية ( قاتل حاملات الطائرات هذا كما يطلق عليه فى البنتاغون ) و قادر على حمل راس حربي بقوة تدميرية يمكن ان تدمر السفن الكبيرة بضربة واحدة ،فالصاروخ الجديد يعكس مدى التطورات المتقدمة فى مجال الأسلحة البالستية التى يتم توجيهها عبر الاقمار الصناعية والتى تستطيع خلال مرحلة الاطلاق المناورة ولذلك لايمكن التنبؤ بمسارها خلال الدفاع الصاروخي المضاد ويستطيع قطع مسافة 2000 كم خلال 12 دقيقة و يعتقد المحللون ان اولوية القيادة العسكرية الصينية ستكون فى استخدام المحطات الرادارية الساحلية ماوراء الأفق ،التى تتيح كشف وتصنيف سفن السطح الكبيرة الحجم على مدى يصل الى 3000 كم من الساحل ،ونسبة الخطأ المحتملة 10 أمتار تقريبا ً ،والذي يؤمن الإصابة المؤكدة لمثل تلك الأهداف مثل حاملات الطائرات الامريكية ذات الدفع النووي . وبحسب تقديرات الخبراء ففي 2001 بدأت الصين فى إنشاء نظام راداري قادر على اكتشاف الأهداف وتصنيفها بدقة عالية على مدى 800 - 3000 كم فى قطاع 60 درجة ، ويفصل بين محطات الارسال والاستقبال في هذا الرادار مسافة حوالي 100 كم وبحسب الخبراء فإن الأقمار الصناعية التي تصور السواحل الصينية من نفس نوعية تلك المحطات التى تم إنشاؤها وتجربتها ،ولقد تم تفكيكها ، ويؤكدون بأن البناء الكامل للرادارات لم يكتمل بعد ، ومع الأخذ فى الاعتبار انه إذا ماتم الانتهاء من عناصر الرادار فيمكن التأكيد بأن الصين وضعت تحت سيطرتها المياه الممتدة مابين اليابان والفلبين .الرادار الاستطلاعي ماوراء الافق الثاني يقع على بعد حوالي 8 كم من شرق مدينة شينتجين وتم إنشاؤه بطريقة عمل مختلفة - والتى تتيح إمكانية نشر محطات الارسال والاستقبال على مسافة 265 كم .ومع ذلك فهذه التقديرات التى تم إجرؤها على نطاق موسع مبنية على أساس صور الأقمار الصناعية وبالأحرى البيانات المتاحة حول الانظمة الرادارية الصينية ماوراء الأفق لاتزال ضئيلة .
قواعد الصواريخ البالستية الصينية المضادة للســــفن
فى تسأؤل "هل الصينيون اصبحوا مستعدين للقضاء على حاملات الطائرات الامريكية ؟" نشر أحد المواقع الأمريكية هذا الاستفسار ، وذكر بأن الصين بنت واختبرت وانها ستنشر الصواريخ السنة القادمة وان هذه الصواريخ مصممة لتدمير حاملات الطائرات الامريكية إلا ان وزارة الدفاع الوطني الصينية لم تؤكد تلك التقارير ،وبحسب تحليلات خبراء معهد واشنطن المشروع 2049 والذي يقوم بإجراء الابحاث السياسية لمنطقة المحيط الهادي - الأسيوي ، فإن الصين تقوم بإنشاء قاعدة للصواريخ البالستية DF-21D المضادة للسفن في هواندون بجنوب شرق الصين ,إن القاعدة ستسند لفرقة المدفعية الثانية التابعة للجيش الشعبي لتحرير الصين ،وبالاعتماد على تحليلات وكالة صينهوا الصينية التى ذكرت فى 28 من شهر يوليو الماضي بأن الحكومة الصينية ستنشئ قاعدة جديدة فى ضواحي شاوهوان ،والتى تؤكد بأن الوحدة 96166 التى تتمركز فى القاعدة الجديدة التى تتسلح بالصواريخ البالستية DF-21C من الغير المستبعد أن تتحصل على الصواريخ البالستية الجديدة المضادة للسفن DF-21D والتى صممت على أساس DF-21C .كما اشار المشروع 2049 الى ان الوحدة 96169 التابعة لفرقة المدفعية الثانية تتسلح بصواريخ بالستية قصيرة المدى وبحسب التحليلات فإن إنشاء القاعدة الجديدة فى نفس المنطقة وتسليحها بالصواريخ البالستية الجديدة يحمل دلالات على تعزيز الصين لحماية أراضيها من القوات البحرية الأمريكية فى حالة أندلاع صراع عسكري مع تايون ، وبنشر الصواريخ فى القاعدة الجديدة فان الصواريخ ستغطي 70 % منميـاه جنـوب بحـر الصيـن ، كما أن نشر الصواريخ البالستية الجديدةDF-21Cو DF-21D فى القاعدة الجديدة سيتيح للصين عند الضرورة توجيه الضربات ضد أي نقطة فى تايون والتي تقع على بعد 800 كم من شاوهوان .
الصواريخ البالستية المضادة للسفن هل ستغير من طبيعة الصراع المسلح فى البحر ؟
بمجرد أن تناقلت الوسائل الإعلامية خلال شهر أغسطس 2010 الأنباء عن نجاح الصين فى تطوير نظام صاروخي قادر على الإفلات من نظام الدفاع الصاروخي لمجموعات حاملات الطائرات الضاربة وتدمير حاملات الطائرات الحديثة على مسافة تزيد عن 900 ميل ، بدأت التساؤلات حول مدى تاثير هذه الصواريخ على طبيعة الصراع المسلح فى البحر .بعض المحللين يرى أن الصواريخ البالستية DF-21D التى تم عرضها خلال العرض العسكري الصيني العام تعطي للصين إمكانية ضرب حاملات الطائرات الأمريكية وان هذه الصواريخ قادرة على اختراق دفاعات حاملات الطائرات على مدى 2000 كم والتى ظلت لمدة طويلة تستطيع الأقتراب من البر وتنفيذ مهامها بدون وجود تهديد حقيقي لها عدا الأسلحة النووية وبحسب الخبراء شكلت حاملات الطائرات على مدى طويل تهديدا ً فعليا ً للأمن الوطني الصيني ،وقد ذكر " Su Hao " مدير مركز منطقة اسيا - المحيط الهادي بجامعة الصين للشؤون الخارجية بأن حاملات الطائرات الامريكية تقترب من المياه الاقليمية الصينية كثيرا ً كاستعراض للقوة البحرية ، وأضاف بأن" حاملات الطائرات اصبحت منصة استراتيجية مهمة للتدخل العسكري الامريكي " واضاف ايضا ً بأن الصين ترغب فى بناء حاملات طائرات وقواعد صواريخ مضادة لحاملات الطائرات من اجل حماية أمنها الوطني " بالإضافة لذلك يعترف المحللون بأن صواريخ Dong Feng 21D قادرة على احداث الضرر بحاملات الطائرات ويعتقدون بان الصواريخ من شأنها ان تزيد من ميزان القوة الصيني فى المحيط الهادي وكذلك تضعف من قدرة واشنطن على التدخل فى اي نزاع محتمل فى تايوان او مع كوريا الشمالية ،وان هذا السلاح سيعطي للصين القدرة على ضرب اي حاملات طائرات معادية قبل اقترابها للقيام بعملياتها بوقت ٍ كاف ، وأن الصين لديها ماتحتاجه من التقنيات لتعقب القطع البحرية وتوجيه الرؤوس الحربية فى اتجاه اهداف متحركة كحاملات الطائرات ، حيث لديهم عدة طبقات من المحسسات من ضمنها الرادار ما وراء الأفق الذي يستطيع تتبع الاهداف " الوحدات" السطحية كما ان لديهم محسسات محمولة جوا ً كما يستطيعون الكشف حتى من خارج المحيط الهادي بواسطة الاقمار الصناعية لتتبع المجموعة الضاربة "رأي الأخر لمحللي الدفاع الامريكيين يشككون فى قدرة الصواريخ الصينية على تشكيل تهديد فعلي على حاملات الطائرات الامريكية وكذلك بعض خبراء التسليح الأمريكان يعتقدون بأنه ليس هناك أي تغيير فى أساليب الحربويعارضون تلك الآراء وأن الصين تحتاج للاعتماد على مدى كبير من التقنيات لتعقب القطع البحرية وتوجيه الـرؤوس الحربيـة فـي اتجـاه أهداف متحركة كحاملات الطائرات ولا وجود لتهديدات اسلحة ثورية ضد حاملات الطائرات ،فحاملات الطائرات التي تعتبر عنصرا ً اساسيا ً فى الأستراتيجية البحرية الامريكية لن تستطيع هذه الصواريخ تحييد دورها الرئيسي فى المسرح البحري . أضاف الاستاذ المشارك بالكلية الحربية البحرية الامريكية Toshi Yoshihara اننا نتحدث عن سقوط راس حربي فى اتجاه الارض بسرعة 10 اضعاف سرعة الصوت فكيف يمكن توجيهه بطريقة دقيقة ؟ "
تفاصيل هذه الصواريخ لازالت مجهولة ويعكف الخبراء والمحللون على الدراسة والتحليل فى محاولة لتحديد التقنيات المعقدة التى ستعتمد عليها الصين فى كشف وتتبع السفن لتكون قادرة على تحديد مسار الراس الحربي ليصيب هدفا ً بحريا ً متحركا ً مثل حاملة طائرات وبدقة عالية مثل المعلومات الواردة من الرادارات ماوراء الأفق والتى تتيح تتبع الأهداف وكذلك الأقمار الصناعية لتعقب مجموعات حاملات الطائرات الضاربة ،ويثير التساؤلات كيف يمكن للصين ان تحقق ذلك وبمثل هذه السرعة اللازمة لتوجيه الصواريخ بدقة ؟؟ وهذا على الأرجح هو احدى اكبر اسرار الصين وقد لايكون احد غيرهم يعرف سر ذلك،والذي يتطلب ايضا ً إسناد الضربة بعدة مستويات من المعلومات نعم حاملة الطائرات هدف كبير جدا ً وتبحر عبر المحيط الشاسع بالاضافة للصواريخ البالستية التى تعبر الفضاء وبسرعة عالية تصل الى عشرة اضعاف سرعة الصوت ولكن كيفية توجيهها لإصابة أهداف متحركة تساؤولات ستظل بارزة الرد المؤكد بحسب اعتقادي من جانب البحرية الأمريكية هو تطوير نظام دفاع صاروخي للمجموعات الضاربة مضاد للصواريخ البالستية ومراجعة إستراتجيتها مع الأخذ فى الاعتبار التهديدات الناشئة ، وسيكون الخوف الأكبر قدرة الصواريخ البالستية هذه على حمل رؤوس نووية ، حيث إن ظهور هذا سلاح سيؤثر فى التفوق الامريكي فى المسرح البحري وسيقابله المزيد من الانفاقات لأجل تحييد هذا السلاح ، ومع ذلك فإن إنشاء مثل هذا النظام الصاروخي الذي سيدعمه التقدم العلمي والتقني ،ولكن سيكون لهذه الصواريخ تاثيرٌ دائمٌ ً على طبيعة الصراع فى البحر وإذا ماكانت بالفعل قادرة على ضرب حاملات الطائرات فى عرض البحر و سوف تهدد ابرز وسائط القوة الامريكية على امتداد البحار والمحيطات وإن كانت خلال المرحلة الاولى تحديا ً لتواجدها فى المحيط الهادي .